محاكمة المتّهمين باعتداءات بروكسل في 2016 تنطلق الأربعاء

من داخل مطار بروكسل بعد التفجير الإرهابي في 22 مارس 2016 (رويترز)
من داخل مطار بروكسل بعد التفجير الإرهابي في 22 مارس 2016 (رويترز)
TT

محاكمة المتّهمين باعتداءات بروكسل في 2016 تنطلق الأربعاء

من داخل مطار بروكسل بعد التفجير الإرهابي في 22 مارس 2016 (رويترز)
من داخل مطار بروكسل بعد التفجير الإرهابي في 22 مارس 2016 (رويترز)

تبدأ الأربعاء في العاصمة البلجيكية مع اختيار هيئة المحلفين، محاكمة المتهمين باعتداءات بروكسل التي أدت في مارس (آذار) 2016 إلى مقتل 32 شخصاً ودمرت حياة كثيرين آخرين يعانون جروحاً جسدية ونفسية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومن بين المتهمين، صلاح عبد السلام الذي حُكم عليه في يونيو (حزيران) في فرنسا بالسجن مدى الحياة، لمشاركته في التحضير لهجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 التي نجم عنها 130 قتيلاً في باريس وسان دوني بفرنسا.
ومن المتوقع حضور تسعة رجال بينهم صلاح عبد السلام وصديق طفولته من مولينبيك محمد عبريني، في قفص الاتهام. أما المتهم العاشر أسامة عطار زعيم الخلية، فسيحاكم غيابياً إذ يُعتقد أنه قتل في سوريا.
وفي المجموع، أدين ستة من هؤلاء المتهمين العشرة في المحاكمة الطويلة التي جرت على خلفية هجمات 13 نوفمبر، من سبتمبر (أيلول) 2021 إلى يونيو 2022 في باريس.
وفي مارس 2016، نفذت الخلية الجهادية نفسها التي انتقلت إلى بلجيكا - حيث شكلت جزئياً في سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) 2015 هجمات انتحارية في بروكسل تبناها أيضاً تنظيم الدولة الإسلامية.
في ذلك الوقت، كان لدى هؤلاء الجهاديين مخططات أخرى، من بينها استهداف بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016 التي نُظمت في فرنسا. لكنهم تحركوا على عجل بعد أيام قليلة من القبض على عبد السلام في بروكسل في 18 مارس.
وفي صباح 22 مارس 2016 فجر شخصان نفسيهما في مطار زافينتيم في بروكسل، وآخر في محطة مترو في العاصمة البلجيكية. وكانت الحصيلة 32 قتيلاً ومئات الجرحى.
وكان من المقرر أن تبدأ المحاكمة في بروكسل في أكتوبر، لكن رئيسة المحكمة لورانس ماسار اعتبرت أن قفص المتهمين الذي كان مخططاً له البداية والمقسم إلى زنزانات فردية، مخالف للقانون الأوروبي. وكان لا بد من استبداله، ما أدى إلى تأجيل انطلاق المحاكمة شهرين تقريباً.
وستكون مقاعد الضحايا قبالة المتهمين. وبحسب النيابة العامة الفيدرالية، انضم أكثر من ألف شخص إلى الدعوى كأطراف مدنية للحصول على تعويض عن الأضرار.
وهذا يجعل هذه المحاكمة التي من المقرر أن تستمر حتى يونيو 2023 في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) السابق في بروكسل، الأكبر على الإطلاق أمام محكمة جنايات في بلجيكا.
وستبدأ جلسة الأربعاء بتشكيل هيئة محلفين شعبية. وبخلاف فرنسا التي أنشأت محكمة جنايات خاصة لا تضم سوى قضاة محترفين، ما زالت الجرائم الإرهابية في بلجيكا تخضع لمحاكمة هيئة محلفين شعبية.
وبالإضافة إلى 12 محلفاً عضواً في هذه الهيئة يساندهم ثلاثة قضاة، سيكون هناك 24 محلفاً بديلاً طوال المحاكمة، لضمان الحفاظ على هذا العدد عند إجراء المداولات للتوصل إلى الحكم.
وبعد تشكيل هيئة المحلفين، يُفترض أن تبدأ المداولات في 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وما زالت نوبات القلق وحتى الاكتئاب، تتكرر لدى الناجين والشهود الذين تمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من مقابلتهم.
وقالت ساندرين كوتورييه وهي طرف مدني تعتزم المجيء لمواجهة المتهمين لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أتوقع الكثير من الإجابات. لكنني أريد أن أقف على ما يمكن للبشر ارتكابه. عليّ أن أتقبل أن الناس ليسوا جميعاً صالحين».
وما زالت مديرة الجمعية هذه التي كانت موجودة على رصيف مترو مالبيك عندما فجر الانتحاري متفجراته في مقصورة ركاب، تعاني إجهاد ما بعد الصدمة، بعد ست سنوات ونصف السنة على التفجير الانتحاري. وقالت إن «فقداناً في الذاكرة»، و«مشكلات في التركيز» تعاود الظهور مع اقتراب المحاكمة.
سيباستيان بيلين، وهو لاعب كرة سلة محترف سابق كان من المقرر أن يسافر من مطار زافينتيم (بلجيكا) إلى نيويورك صباح 22 مارس، شُلت إحدى ساقيه بالهجوم.
قال: «لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا طي الصفحة، لأن ما حدث سيبقى حياً في داخلنا». وأضاف: «تخلصت شخصياً من كل الكراهية (تجاه منفذي الهجمات)، لأنني أحتاج إلى الطاقة لإعادة بناء نفسي»، مؤكداً: «تقبلت أيضاً إعاقتي».


مقالات ذات صلة

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )
أوروبا من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)

السويد تلمّح لتورط إيران في هجمات قرب سفارتين إسرائيليتين

أعلنت وكالة الاستخبارات السويدية، الخميس، أن إيران قد تكون متورطة في الانفجارات وإطلاق النار قرب السفارتين الإسرائيليتين في السويد والدنمارك هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الولايات المتحدة​ عافية صديقي (متداولة)

«سيدة القاعدة» السجينة تقاضي الولايات المتحدة لتعرُّضها لاعتداءات جسدية وجنسية

رفعت سيدة باكستانية سجينة في سجن فورت وورث الفيدرالي دعوى قضائية ضد المكتب الفيدرالي للسجون والإدارة الأميركية، قالت فيها إنها تعرَّضت لاعتداءات جسدية وجنسية

«الشرق الأوسط» (تكساس)

قتلت 3 أشخاص في 3 أيام... القبض على «قاتلة متسلسلة» في كندا

سابرينا كولدار (شبكة سي بي سي الكندية)
سابرينا كولدار (شبكة سي بي سي الكندية)
TT

قتلت 3 أشخاص في 3 أيام... القبض على «قاتلة متسلسلة» في كندا

سابرينا كولدار (شبكة سي بي سي الكندية)
سابرينا كولدار (شبكة سي بي سي الكندية)

أعلنت الشرطة الكندية أنها قبضت على «قاتلة متسلسلة»، ووجهت إليها اتهامات، الجمعة، بارتكاب ثلاث جرائم قتل هذا الأسبوع، في تورونتو ومدينتين كنديتين أخريين.

وقال بيل فوردي، قائد الشرطة في نياغارا، إحدى المناطق التي وقعت فيها عمليات القتل على مدى ثلاثة أيام، من الثلاثاء إلى الخميس: «إنها قاتلة متسلسلة».

وقُبض على سابرينا كولدار (30 عاماً)، أمس (الجمعة)، في فندق بضواحي تورونتو، وهي متهمة بقتل امرأة تبلغ 60 عاماً بمنزلها في تورونتو، ورجل يبلغ 47 عاماً في حديقة بمنطقة شلالات نياغارا، ورجل في سن 77 عاماً بموقف سيارات في هاميلتون.

وبحسب فوردي، استهدفت المتهمة ضحاياها بشكل عشوائي في هاميلتون وشلالات نياغارا. وقالت السلطات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن المتهمة كانت تعرف ضحيتها الأولى في تورونتو.

وعثرت الشرطة على الضحية الثانية في منطقة شلالات نياغارا بعد الاستجابة لمكالمات على خدمات الطوارئ. وقد لوحظت وفاته في الحديقة نفسها.

وقالت الشرطة في بيان إن الضحية الأخيرة، وهو مدرّس متقاعد، أصيب «بجروح خطرة يبدو أنها ناجمة عن طعنات». وتوفي لاحقاً في المستشفى.