«الرئاسي اليمني» يشدد على تنفيذ الإجراءات الرادعة لإرهاب الحوثيين

العليمي مترئساً أمس اجتماعاً افتراضياً (سبأ)
العليمي مترئساً أمس اجتماعاً افتراضياً (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يشدد على تنفيذ الإجراءات الرادعة لإرهاب الحوثيين

العليمي مترئساً أمس اجتماعاً افتراضياً (سبأ)
العليمي مترئساً أمس اجتماعاً افتراضياً (سبأ)

شدد مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الأحد، على تنفيذ الإجراءات العقابية الرادعة بحق الميليشيات الحوثية رداً على تصعيدها الإرهابي، محمّلاً الميليشيات المدعومة من إيران كامل المسؤولية عن تداعيات هجماتها على الصعيد الإنساني ووصول السلع المنقذة للحياة.
تصريحات «الرئاسي اليمني» جاءت، خلال اجتماع افتراضي لأعضائه، الأحد، برئاسة رئيس المجلس رشاد العليمي، في سياق الاجتماعات المتواصلة الرامية إلى اتخاذ تدابير إجرائية لوقف الإرهاب الحوثي والهجمات ضد موانئ تصدير النفط.
وذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن الاجتماع ناقش «مستجدات الأوضاع المحلية والإصلاحات الهيكلية المطلوبة في بعض الأجهزة السيادية»، إضافة إلى «الإجراءات الحكومية لتنفيذ قرار مجلس الدفاع الوطني رقم (1) لسنة 2022 المتعلق بتصنيف الميليشيات الحوثية منظمة إرهابية».
وتشمل الإجراءات، وفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، معاقبة قيادات الميليشيات الحوثية والكيانات التابعة لها، وأفراد منخرطين في شبكة تمويلات مشبوهة لتقديم الدعم المالي والخدمي للجماعة الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
إلى ذلك، ناقش مجلس القيادة الرئاسي اليمني «مقترحات لتعزيز دور الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب، وردع اعتداءات الميليشيات الحوثية على البنى التحتية، والمنشآت الاقتصادية، وتهديد السلم والأمن الدوليين».
وحمَّل «الرئاسي اليمني» الميليشيات الحوثية مسؤولية ما وصفه بـ«العواقب الوخيمة المترتبة على تصعيدها الإرهابي المدمر، بما في ذلك تداعياته على الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة، فضلاً عن انعكاسات نهجها العدائي إزاء جهود إحلال السلام والاستقرار في اليمن».
وأكد المجلس الذي تسلَّم الحكم في اليمن، في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، «التزامه بالدفاع عن المصالح والمنشآت السيادية الوطنية، وتأمين الخدمات الأساسية وسبل العيش، والحد من تداعيات الاستهداف الإرهابي الممنهج للقطاع النفطي والمنشآت المدنية».
في السياق نفسه أفادت المصادر الرسمية اليمنية بأن وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك بحث، الأحد، مع سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن تداعيات استمرار هجمات الميليشيات الحوثية الإرهابية على السفن والمنشآت الاقتصادية والنفطية.
ونقلت وكالة «سبأ» أن اللقاء تناول «الصعوبات التي تعوق مسار السلام بعد تصعيد الميليشيات الإرهابية وتهديدها للملاحة الدولية والأمن والسلم الدوليين، ومخاطر تبنّي الميليشيا مؤخراً ما يسمى بـ(مدونة السلوك الوظيفي) التي تهدف لأدْلجة المجتمع وفرض هوية فئوية، بدلاً من الهوية الوطنية».
وفي حين أشار وزير الخارجية اليمني إلى مُضي الحكومة في بلاده «في إجراءات تنفيذ قرار تصنيف الميليشيات بوصفها منظمة إرهابية» أكد أهمية دعم المجتمع الدولي لتلك القرارات بما يسهم في كبح نهج العنف والإرهاب لميليشيا الحوثي.
ونسب الإعلام اليمني الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «جدّد إدانة بلاده للهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت النفطية»، مؤكداً دعم بلاده لأمن واستقرار ووحدة اليمن.
على صعيد متصل، كان البرلمان العربي قد أدان، السبت، عقب أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث، والمنعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الهجوم الإرهابي الذي شنّته جماعة الحوثي الإرهابية باستخدام الطيران المسيّر على ميناء قنا التجاري بمحافظة شبوة، وكذلك استهدافها ميناء الضبة في محافظة حضرموت، بطائرتين مسيّرتين، محذراً من خطورة وتداعيات هذه الهجمات الإرهابية على الاستقرار والأمن في المنطقة، فضلاً عن تهديدها الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر.
وأكد البرلمان العربي، في بيان، «دعمه لكل الجهود الأممية والدولية الرامية لتمديد الهدنة من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث، وصولاً لوقف دائم لإطلاق النار وإفساح المجال أمام جهود التسوية السياسية».
وجدّد رفضه التام لسياسات التصعيد التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الإرهابية وإصرارها على إفشال كل المساعي العربية والدولية الرامية نحو تجديد الهدنة، وحمّلها المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لأبناء الشعب اليمني.
وثمّن البرلمان العربي «الدور المحوري الذي تقوم به كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من أجل التوصل لحل سياسي لإنهاء الأزمة، وحقن الدماء وضمان تحقيق السلام والتنمية والاستقرار على كامل التراب اليمني».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.