«القوات اللبنانية» يرفض تكرار تجربة «اتفاق معراب» مع فرنجية

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (الوكالة الوطنية)
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (الوكالة الوطنية)
TT

«القوات اللبنانية» يرفض تكرار تجربة «اتفاق معراب» مع فرنجية

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (الوكالة الوطنية)
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (الوكالة الوطنية)

تعكس الخلافات المسيحية - المسيحية بين الكتل والأحزاب اللبنانية، انسداد أفق التوافق على رئيس للجمهورية وبشكل أساسي بين فريق «حزب الله» وحلفائه، المنقسم على نفسه نتيجة رفض رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل دعم رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يتمسك الحزب بدعمه.
وبالتالي فإن هذا الانقسام من شأنه أن ينعكس على ميثاقية جلسة الانتخاب حتى لو نجح الحزب في تأمين النصاب المطلوب لفوز حليفه، وهو ما يطرح علامة استفهام حول إمكانية أن يستعاد سيناريو «اتفاق معراب» الذي حصل بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» وأدى إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، إنما بين «القوات» و«المردة» هذه المرة لإيصال فرنجية للرئاسة.
المواقف المعلنة في هذا الإطار، ولا سيما من قبل رئيس «القوات» سمير جعجع وقياديين في «القوات» تعكس رفضاً قاطعاً لإمكانية التصويت لفرنجية، وهو ما يشير إليه النائب بيار بو عاصي، واضعاً الأمر في خانة المستحيلات.
ويرفض بو عاصي القول إن هناك انقساماً بين المسيحيين وانسداداً في الأفق، معتبراً أن «الانسداد هو في عدم احترام الفريق الآخر للدستور وللعملية الديمقراطية عبر دعوته إلى التوافق قبل انتخاب الرئيس، وهو ما بدأ مع الاحتلال السوري ومستمر مع (حزب الله)، وبالتالي المشكلة ليست انقساماً بل خيارات سياسية». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كما نحن قدمنا مرشحاً ونعمل على تأمين النصاب على الفريق الآخر أن يفعل الأمر نفسه، وإلا فإن الفراغ سيطول إذا استمرت الكتل الثلاث، (حزب الله وحركة أمل والتيار) بخيار الإطاحة بالعملية الديمقراطية».
من هنا يعتبر بو عاصي أن تكرار «اتفاق معراب» مع فرنجية غير ممكن، ويقول: «تجربة معراب لم تكن ناجحة، علماً بأنها كانت ذات مضمونين، الأول والظاهر كان تأييد عون للرئاسة لكن الأهم كان شروط القبول بانتخابه عبر قبوله بعشرة بنود أساسية عاد وأطاح بها مع حلفائه بعد وصوله إلى الرئاسة»، وأهمها، «احترام السيادة اللبنانية، ونشر الجيش على جميع الأراضي، وتطبيق القرارات العربية والدولية». لذا يرى بو عاصي «أنه ما لم يتحقق مع عون لن يتحقق بالتأكيد مع فرنجية المعروف بخياراته مع حزب الله والنظام السوري».
لكن في المقابل، لا يبدو أن «المردة» متشائماً في إمكانية التوافق مع «القوات» خاصة أن الاتصالات ليست منقطعة بين الخصمين التاريخيين، لا سيما بعد المصالحة التي حصلت في بكركي بينهما عام 2018، وهو ما يشير إليه النائب السابق وعضو المكتب السياسي في «تيار المردة»، كريم الراسي «معلناً أن هناك تواصلاً بين (القوات) و(المردة)، وأن التفاهم بين الطرفين ليس مستحيلاً»، كاشفاً أنه وصلهم أخيراً من القوات «أنه إذا تم التوافق على فرنجية سيشاركون في الجلسة ولن يعطلوها وسيباركون له».
ويقول الراسي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا وجد القوات أنه له مصلحة في هذا الاتفاق وبادر بالاتصال فلن يكون عندنا مشكلة بالطبع»، مذكراً بما قاله فرنجية في وقت سابق: «نعطي كل طرف حجمه».
وفي رد على سؤال حول سبب عدم مبادرة «المردة» باتجاه «القوات» يقول الراسي: «هناك اتصالات وتواصل بيننا أكثر من التواصل مع (الوطني الحر)، إنما ليس على مستوى فرنجية - جعجع، وبالتالي التلاقي مع «القوات» ليس مستحيلاً، كما أن علاقتنا مع أي فريق سياسي لا تمنعنا أن نكون على علاقة جيدة مع أي طرف آخر، وما نريده أن يصل فرنجية للرئاسة بأكبر دعم داخلي ممكن».
وفي رد على سؤال عما إذا كانت «القوات» ستشارك في جلسة الانتخاب إذا نجح «حزب الله» وحلفاؤه في التوافق على فرنجية، أم أنها ستلجأ إلى خيار تعطيل النصاب، تقول مصادر في «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: قد تلجأ المعارضة إلى عدم الحضور جلسة أو جلستين تحضيراً لمعركتها في المرحلة المقبلة ببقائها في خط المعارضة والمواجهة ولن تعطي فرصة لفريق جرب وكانت التجربة جهنمية».
مع العلم، أنه وعلى خلاف التراشق الإعلامي والسياسي الحاصل بين «التيار الوطني الحر» وحليفيه السابقين، «القوات» و«المردة»، فإن العلاقة بين «القوات» و«المردة» الخصمين التاريخيين، تتسم بالهدوء لا سيما منذ المصالحة التي تمت بينهما في بكركي عام 2018، وصدرت وثيقة حينها عن اللقاء، أكدوا خلالها أن الالتقاء والحوار ليسا مستحيلين، بمعزلٍ عن السياسة وتشعباتها، وذكروا بأن «العلاقة بين الطرفين مرت في السنوات الأخيرة بمحطاتٍ سياسية وانتخابية عدة، ولم تعكر استقرارها أي شائبة، رغم بقاء الاختلافات السياسية بينهما على حالها».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

لبنان يزيد عديد الجيش استعداداً للانتشار جنوباً

رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لبنان يزيد عديد الجيش استعداداً للانتشار جنوباً

رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أقرَّت الحكومة اللبنانية تمويل 1500 متطوع في الجيش اللبناني، تمهيداً لزيادة انتشار الجيش على الحدود الجنوبية، وذلك عبر منح وزارة الدفاع سلفة خزينة، فيما لفت وزير الإعلام الذي تلا مقررات اجتماع الحكومة، إلى «أهمية هذا القرار سياسياً ودولياً ومدى ارتباطه بتطبيق القرار 1701».

وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن «الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان، تحوّلت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا، والتنفيذ الكامل للقرار 1701، والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب».

في غضون ذلك، استأنف الجيش الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، إخلاء أحياء سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد قصف «حزب الله» محيط مطار بن غوريون في تل أبيب لأول مرة منذ بدء الحرب العام الماضي، وذلك في أحدث تصعيد، تلاه قصف محيط تل أبيب بعد الظهر أيضاً، وسط مجازر ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة برجا بجبل لبنان وفي شرق لبنان، وفاق عدد ضحاياها 65 شخصاً.

وقال الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، إن لدى الحزب عشرات الآلاف من المقاتلين المدرَّبين لمواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أنه لا يُعوّل على نتائج الانتخابات الأميركية لوقف «عدوان» إسرائيل التي يخوض مواجهة مفتوحة معها منذ أكثر من شهر. وأبدى تمسّكه بالاحتكام إلى الميدان، قائلاً إن «الإمكانات متوفرة سواء في المخازن أو في أماكن التموضع» و«قابلة لأن تُمدنا لفترة طويلة».