لماذا يرفع المحتجون في الصين أوراقاً بيضاء فارغة؟

ظهرت في هونغ كونغ عام 2020... وفي روسيا احتجاجاً على حرب أوكرانيا

محتجون يرفعون أوراقاً بيضاء في شنغهاي (رويترز)
محتجون يرفعون أوراقاً بيضاء في شنغهاي (رويترز)
TT

لماذا يرفع المحتجون في الصين أوراقاً بيضاء فارغة؟

محتجون يرفعون أوراقاً بيضاء في شنغهاي (رويترز)
محتجون يرفعون أوراقاً بيضاء في شنغهاي (رويترز)

لجأ محتجون صينيون لأوراق بيضاء للتعبير عن غضبهم من قيود مكافحة «كوفيد - 19» في معارضة علنية نادرة خرجت من نطاق وسائل التواصل الاجتماعي إلى شوارع البلاد وكبرى جامعاتها.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت طلاباً في جامعات بمدن منها نانجينغ وبكين وهم يرفعون أوراقاً فارغة في احتجاج صامت، في أسلوب يستخدم لأسباب منها تجنب الرقابة أو الاعتقال.
وتتمسك الصين بسياسة «صفر كوفيد» الصارمة، على الرغم من أن أغلب دول العالم تحاول التعايش مع فيروس كورونا.
والموجة الأحدث من الغضب جاءت بسبب حريق في بناية سكنية أودى بحياة عشرة أشخاص يوم الخميس في أوروميتشي غرب البلاد، حيث خضع السكان لإجراءات إغلاق لفترات وصلت إلى مائة يوم، ما أثار تكهنات بأن إجراءات الإغلاق ربما عرقلت فرار السكان من الحريق.
ووفقاً لشهود ومقاطع فيديو رفع حشد في شنغهاي بدأ التجمع في وقت متأخر من مساء أمس السبت لإقامة تأبين بالشموع لضحايا الحريق أيضاً أوراقاً فارغة. وأظهر مقطع فيديو انتشر انتشاراً كبيراً، وقيل إنه من أحداث وقعت أمس السبت، امرأة تقف على درجات سلم جامعة الاتصالات الصينية في مدينة نانجينغ شرق البلاد، وهي ترفع ورقة بيضاء قبل أن يأتي رجل مجهول وينتزعها منها.
وأظهرت لقطات آخر بعد ذلك عشرات وهم يقفون على درج الجامعة رافعين أوراقاً بيضاء، وسلطوا عليها إضاءة هواتفهم. ويمكن بعد ذلك مشاهدة رجل وهو يوبخ الحشد على احتجاجهم، ويقول في المقاطع التي اطلعت عليها «رويترز»: «يوماً ما ستدفعون ثمن كل ما فعلتموه اليوم». وهتف أفراد من الحشد رداً عليه: «الدولة سيتعين عليها أيضاً دفع ثمن ما فعلته».
والاحتجاجات العامة في الصين أمر نادر الحدوث، إذ إن المساحة المتاحة للمعارضة مُحيت تقريباً في عهد شي، ما أجبر المواطنين على التنفيس عن غضبهم فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي في لعبة قط وفأر مع القائمين على الرقابة.
وظهرت أوراق فارغة مماثلة يرفعها أشخاص احتشدوا داخل جامعة تسينغهوا المرموقة في بكين، وهم يرددون النشيد الوطني اليوم الأحد.
وظهرت نصيحة بإحضار أوراق بيضاء في مجموعات للدردشة اطلعت عليها «رويترز» خلال ترتيب مظاهرة واحدة على الأقل.
وفي أوج احتجاجات هونغ كونغ في 2020، رفع نشطاء أوراقاً فارغة خلال الاحتجاج لتجنب الشعارات المحظورة بموجب قانون الأمن القومي.
كما لجأ إليها أيضاً متظاهرون في موسكو هذا العام للاحتجاج على حرب روسيا في أوكرانيا.
وأظهر العديد من مستخدمي مواقع الإنترنت تضامنهم من خلال نشر مربعات فارغة أو صور لهم وهم يرفعون ورقة بيضاء على حساباتهم على «ويتشات» أو على «ويبو». وبحلول صباح اليوم الأحد، تم حظر وسم «الورق الأبيض» على «ويبو»، ما دفع مستخدمين للاستياء من الرقابة. وقال أحدهم في منشور، «إن كنت تخشى ورقة بيضاء فارغة، فأنت ضعيف من الداخل».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.