«فيفا» يمنع المشجعين من ارتداء ملابس الصليبيين في مواجهة أميركا وإنجلترا

الجماهير لن يكون بمقدورها مخالفة تعليمات «فيفا» (رويترز)
الجماهير لن يكون بمقدورها مخالفة تعليمات «فيفا» (رويترز)
TT

«فيفا» يمنع المشجعين من ارتداء ملابس الصليبيين في مواجهة أميركا وإنجلترا

الجماهير لن يكون بمقدورها مخالفة تعليمات «فيفا» (رويترز)
الجماهير لن يكون بمقدورها مخالفة تعليمات «فيفا» (رويترز)

تقرر منع الجماهير من ارتداء ملابس الصليبيين في مباراة إنجلترا أمام الولايات المتحدة الأميركية، المقرر إقامتها مساء اليوم الجمعة، في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حالياً في قطر.

وتم إبلاغ المشجعين الذين كانوا يحملون سيوفاً بلاستيكية ودروعاً عليها «صليب القديس جورج» بأنهم لن يُسمح لهم بدخول «استاد البيت» في الخور شمال الدوحة، الذي يستضيف المباراة، وفقاً لصحيفة «تايمز» البريطانية، اليوم.

ونقلت الصحيفة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قوله: «الأزياء الصليبية في السياق العربي يمكن أن تكون مسيئة للمسلمين».

من جانبها، نصحت مجموعة «كيك إت أوت» البريطانية، المناهضة للتمييز، المشجعين بعدم ارتداء أزياء تنكرية تمثل الفرسان أو الصليبيين، مما يذكر بالحروب الدينية التي شنها المسيحيون ضد المسلمين في العصور الوسطى.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن متحدثة باسم المجموعة: «ننصح الجماهير الذين يحضرون مباريات كأس العالم لكرة القدم بأن بعض الملابس، مثل الأزياء التنكرية التي تمثل الفرسان أو الصليبيين، ربما لا تكون موضع ترحيب في قطر ودول إسلامية أخرى».

وأضافت المتحدثة: «أشارت نصائح السفر الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية قبل البطولة إلى أنه يجب على المشجعين التعرف على العادات المحلية، ونحن نشجع الجماهير على اتباع هذا النهج».

وأظهر مقطع فيديو تم نشره على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي اثنين من المشجعين يرتديان أزياء صليبية، ويبدو أن أفراد الأمن قد رفضوا دخولهما أحد الملاعب القطرية.

ويتصدر منتخب إنجلترا - الساعي للفوز بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، بعد تتويجه بها عندما استضافت بلاده المونديال عام 1966 - جدول ترتيب المجموعة الثانية من مرحلة المجموعات في المونديال.

ويمتلك المنتخب الإنجليزي 3 نقاط، عقب فوزه الكاسح 6 - 2 على منتخب إيران، في الجولة الأولى للمجموعة، يوم الاثنين الماضي، متفوقاً بفارق نقطتين على أقرب ملاحقيه، منتخبي ويلز والولايات المتحدة الأميركية، اللذين تعادلا 1 - 1 في الجولة الافتتاحية أيضاً، في حين يتذيل المنتخب الإيراني الترتيب بلا نقاط.


مقالات ذات صلة

كلينسمان: المنتخب الإنجليزي لديه «خوف فطري»

رياضة عالمية يورغن كلينسمان نجم ومدرب المنتخب الألماني السابق (رويترز)

كلينسمان: المنتخب الإنجليزي لديه «خوف فطري»

قال يورغن كلينسمان، نجم ومدرب المنتخب الألماني السابق، إن المنتخب الإنجليزي لديه خوف فطري من الفوز بالألقاب الكبرى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرني سلوت (رويترز)

دوري الأبطال: سلوت يتجنب تأجيج الخلاف مع صلاح بعد الفوز على إنتر

أهدى أرني سلوت الفوز الذي حققه ليفربول الإنجليزي على إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الثلاثاء، إلى اللاعبين.

«الشرق الأوسط» (ميلانو (إيطاليا))
رياضة عالمية أليسون بيكر (رويترز)

أليسون بيكر: استبعاد صلاح من مباراة إنتر نتيجة لتصريحاته

قال أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول وزميل محمد صلاح أمس الاثنين إن استبعاد المهاجم المصري من مواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا نتيجة تصريحاته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

«كأس الاتحاد الإنجليزي»: حامل اللقب بالاس يواجه ماكلسفيلد... وتوتنهام يستضيف أستون فيلا

يستهل كريستال بالاس حملة الدفاع عن لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بمباراة في الدور الثالث على ملعب ماكلسفيلد المنتمي للدرجة السادسة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ديستيني أودوجي (رويترز)

أزمة إصابات مفاجئة تُهدد توتنهام قبل مواجهة سلافيا براغ التشيكي

يواجه نادي توتنهام الإنجليزي أزمة إصابات مفاجئة قبل مواجهته الحاسمة ضد سلافيا براغ التشيكي الثلاثاء المقبل في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن )

إصابة عدد من الأشخاص بإطلاق نار في حرم جامعة براون في الولايات المتحد

صورة من مقطع فيديو لرجال شرطة خارج حرم جامعة براون (ا.ب)
صورة من مقطع فيديو لرجال شرطة خارج حرم جامعة براون (ا.ب)
TT

إصابة عدد من الأشخاص بإطلاق نار في حرم جامعة براون في الولايات المتحد

صورة من مقطع فيديو لرجال شرطة خارج حرم جامعة براون (ا.ب)
صورة من مقطع فيديو لرجال شرطة خارج حرم جامعة براون (ا.ب)

وقع إطلاق نار في حرم جامعة براون بمدينة بروفيدنس الأميركية بالقرب من بوسطن، مساء السبت، وألقيَ القبض على مشتبه به، وفق ما أعلنت مؤسسة التعليم العالي التي تُعدّ من بين أفضل ثماني على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وأكدت الشرطة الأميركية أن هناك العديد من الضحايا الذين أصيبوا بالرصاص.

وافادت الجامعة في بيان لها بأن «إطلاق نار يجري بالقرب من قسم باروس أند هولي»، مشيرة إلى أن «عناصر شرطتي براون وبروفيدنس موجودون في الموقع»، بالإضافة إلى فرق الإسعاف. ودعت الطلاب والموظفين إلى الاحتماء.

وأضافت الجامعة التي تضم حوالي 11 ألف طالب «ألقيَ القبض على مشتبه به. أغلقوا الأبواب، وأطفئوا هواتفكم، وابقوا مختبئين حتى إشعار آخر».


ترمب: سنرد على تنظيم «داعش» في سوريا إذا هاجمنا مجدداً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب: سنرد على تنظيم «داعش» في سوريا إذا هاجمنا مجدداً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعليقاً على مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأميركي على يد مسلح في سوريا، إن الولايات المتحدة سترد على تنظيم «داعش» إذا تعرضت قواته لهجوم آخر.

وأوضح ترمب أن الأميركيين الثلاثة قُتلوا في كمين، وذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين أمام البيت الأبيض، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال ترمب عبر منصته «تروث سوشيال» إن «الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب ومستاء للغاية من هذا الهجوم».

وقال الجيش الأميركي إن ثلاثة من أفراده، جنديان ومترجم فوري مدني، قُتلوا (السبت) عندما هاجم مسلح ينتمي لتنظيم «داعش» رتلاً لقوات أمريكية وسورية.

وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن ثلاثة عسكريين أميركيين آخرين أصيبوا بجروح.

وأضافت، في بيان، أن الهجوم الذي نفذه مسلح منفرد وقع «بينما كان الجنود يشتبكون مع قائد رئيسي» في مدينة تدمر بوسط سوريا.

وذكر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن «قوات حليفة» قتلت المهاجم.


استراتيجية ترمب للأمن القومي تهدد تحالفات واشنطن التاريخية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال تجمع في ماونت بوكونو بولاية بنسلفانيا 9 ديسمبر (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال تجمع في ماونت بوكونو بولاية بنسلفانيا 9 ديسمبر (د.ب.أ)
TT

استراتيجية ترمب للأمن القومي تهدد تحالفات واشنطن التاريخية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال تجمع في ماونت بوكونو بولاية بنسلفانيا 9 ديسمبر (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال تجمع في ماونت بوكونو بولاية بنسلفانيا 9 ديسمبر (د.ب.أ)

تبنَّت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، استراتيجيةً جديدةً ومختلفةً للأمن القومي، أعاد فيها ترمب رسم دور الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وتحدَّى مرة جديدة الأعرافَ التقليدية في أوساط السياسة في واشنطن وحول العالم.

وتعدّ هذه الاستراتيجية استمراراً لسياسات بدأ بتطبيقها في عهده الثاني حملت شعار «أميركا أولاً»، وابتعدت عن الدور التقليدي للولايات المتحدة بوصفها «شرطي العالم»، مُركِّزة على أمنها وحدودها، وتاركةً للدول والأمم «مسؤولية الدفاع عن أمنها الخاص، ما دامت نار صراعاتها لن تقترب من الحدود الأميركية»، وفق الوثيقة التي نُشرت الأسبوع الماضي.

الرئيس دونالد ترمب خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم الخميس 11 ديسمبر (أ.ف.ب)

يقول البيت الأبيض عن هذه الاستراتيجية إنها ملحق لـ«عقيدة مونرو» من القرن الـ19، التي تمحورت حول حماية الفناء الخلفي لأميركا، أي أميركا اللاتينية. لكن الاستراتيجية الحالية أوسع نطاقاً، فهي لا تكتفي برفض التدخلات الخارجية في نصف الكرة الغربي، بل توسّع دائرة المواجهة لتشمل الحرب على المخدرات، والتشديد غير المسبوق على أمن الحدود، ووقف «الهجرة الجماعية». وحمّلت الاستراتيجية أوروبا مسؤولية الدفاع عن أمنها في تهديد للتحالف الأطلسي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وجرَّدت الصين من لقب «الخطر الوجودي». أما منطقة الشرق الأوسط، فقد تحوَّلت من «مصدر تهديد» إلى وجهة استثمار وشراكة.

يستعرض برنامج «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، ما إذا كانت الاستراتيجية الجديدة نسخةً معدّلةً وحديثةً من «عقيدة مونرو» بلمسة «أميركا أولاً»، أم أنها رؤية جديدة بالكامل تعيد صياغة قواعد اللعبة الأميركية على المسرح الدولي.

تغييرات جذرية

يعدّ جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع السابق لسياسة «الناتو» وكبير الباحثين في مركز الأمن الجديد، أن هناك كثيراً من الأمور المثيرة للاهتمام في استراتيجية ترمب الجديدة، لكنه يشدِّد بشكل أساسي على «تغيير جذري» لفت انتباهه، وهو الإشارة إلى أن الولايات سوف تتدخل في الشؤون الداخلية للأوروبيين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال تجمع في ماونت بوكونو بولاية بنسلفانيا 9 ديسمبر (د.ب.أ)

وأشار تاونسند إلى أن قضايا «الحروب الثقافية» أثّرت على علاقة أميركا مع الأوروبيين، وكان هذا «صادماً لهم»، على حد تعبيره. وأضاف: «لقد كان هذا شيئاً سمعوا عنه من قبل من نائب الرئيس، جي دي فانس، في خطابه في مؤتمر ميونيخ للأمن. حينها اعتقد الجميع أن ذلك كان مجرد أمر عارض. لكن رؤية ذلك مكتوباً بوضوح بوصفه سياسةً للولايات المتحدة وضع الجميع في حالة توتر. ماذا يعني هذا بالضبط؟ كيف سيتم تنفيذه؟».

وفي حين يشدِّد ترمب على أن الاستراتيجية تتمحور حول شعاره «أميركا أولاً»، يفسر ريك دولاتوري، مدير عمليات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) السابق في كاراكاس، أنها إعادة لترتيب أولويات الأميركيين؛ لتشمل الحدود الآمنة، وإعادة الاستثمار في الصناعات والصادرات الأميركية، والحرص على عدم الانخراط في حروب لا تنتهي في أماكن بعيدة لا تؤثر كثيراً على المواطن الأميركي العادي.

أما جاي ساكستون، مؤلف كتاب «عقيدة مونرو: الإمبراطورية والأمة في أميركا في القرن التاسع عشر» ومدير معهد «كيندر للديمقراطية الدستورية» في جامعة ميزوري، فيعدّ أن توقيت استراتيجية ترمب مختلف للغاية عن التوقيت الذي أعلن فيه الرئيس السابق جيمس مونرو عن العقيدة التي سُمِّيت باسمه في عام 1832. وفسر أن الأخير اعتمد هذه الاستراتيجية في وقت كانت فيه الولايات المتحدة ضعيفةً جداً مقارنة بالقوى العظمى في العالم، لتكون مرتكزةً على مبدأ دفاعي بحت. وأضاف: «كانت محاولة لحماية مصالح الأمن الأميركي من خلال تحديد ما لا يمكن للقوى الأوروبية فعله. فمونرو لم يحدِّد سياسةً للولايات المتحدة، بل أخبر القوى الأخرى بما لا يمكنها فعله».

فنزويلا... تناقض بين القول والفعل؟

يرى ساكستون مفارقةً في استراتيجية ترمب التي ترفض الانخراط في حروب أبدية، ما يتناقض مع إصرار الإدارة على التصعيد بشكل كبير في منطقة البحر الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا. ويحذِّر قائلاً: «هذا التصعيد قد يؤدي إلى النوع نفسه من الحرب الأبدية التي عارضتها الإدارة في الشرق الأوسط».

لقطة من فيديو نشرته وزيرة العدل الأميركية بام بوندي لتنفيذ أمر مصادرة ناقلة نفط خام تُستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)

ويتَّفق تاونسند مع هذا الطرح، إذ يحذِّر من احتمال انزلاق الأمور في فنزويلا وخروجها عن السيطرة. «إذا تدَّخلنا ميدانياً ووسَّعنا نطاق ما نقوم به الآن، فإن الحروب تميل إلى ألا تسير بالطريقة التي كنا نأملها». ويشير تاونسند إلى الوجود العسكري الأميركي المكثَّف في منطقة الكاريبي، عادّا أن الجنود الأميركيين الموجودين هناك ينتظرون نتيجة التكتيكات الضاغطة لترمب، التي تهدف إلى إخراج الرئيس نيكولاس مادورو من السلطة. وأضاف: «يُشكِّل (هذا الحشد) ضغطاً على ترمب الذي يتعيَّن عليه أن يفعل شيئاً ما بكل تلك القوة البحرية الموجودة قبالة السواحل».

أما دولاتوري، فيشدِّد على أهمية أميركا اللاتينية بالنسبة لإدارة ترمب، خصوصاً في ظل تركيزها على منع دخول المخدرات إلى الولايات المتحدة. لكنه يشير في الوقت نفسه إلى وجود جزئية متعلقة بالأمن القومي في فنزويلا، ويفسر قائلاً: «فنزويلا تعمل بوصفها نقطة انطلاق لروسيا والصين وإيران، التي تستخدمها للقيام بما تريد القيام به في نصف الكرة الغربي».

وعدّ دولاتوري أن السبب في هذا يعود إلى أن الولايات المتحدة ركَّزت جهودها، منذ اعتداءات 11 من سبتمبر (أيلول) عام 2001، على منطقة الشرق الأوسط وأماكن أخرى في إطار الحرب على التنظيمات الإرهابية، متجاهلةً بشكل كبير نصف الكرة الغربي؛ ما أتاح الفرصة للصين وروسيا وإيران ودول أخرى لتعزيز وجودها هناك.

«عقيدة مونرو»... واتهامات بالعنصرية

يتهم البعض استراتيجية ترمب الجديدة بالعنصرية ضد المهاجرين، وبترويج سياسة متشددة لليمين الأميركي. وهنا يتحدث ساكستون عن تاريخ عقيدة مونرو بهذا الخصوص، فيقول: «هناك شيء لا أعتقد أن أحداً يعرفه عن مبدأ مونرو، وهو أنه على مدار تاريخه تم استخدامه ضد الأميركيين في مجال السياسة الداخلية أكثر بكثير مما تم استخدامه أداةً لسياسة خارجية متماسكة. لذا فإن ترمب يوظفه من جهة لإظهار عزم عسكري لصد القوى الأجنبية، ومن جهة أخرى لصد الخصوم السياسيين المحليين».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال تجمع في ماونت بوكونو بولاية بنسلفانيا 9 ديسمبر (د.ب.أ)

ويذكِّر ساكستون بأنَّ وزير الخارجية الأسبق جون كيري ألقى خطاباً في منظمة الدول الأميركية في عام 2013 أعلن فيه أن عصر مبدأ مونرو انتهى للأسباب المذكورة. ويضيف: «هناك نقطة أخرى مهمة يمكن استخلاصها من الاستراتيجية الأمنية الجديدة، وتتعلق بتأثير الصراع السياسي الداخلي بين اليمين واليسار في الحسابات الاستراتيجية للولايات المتحدة وسياساتها الخارجية». ويؤكد تاونسند أن الاستراتيجية الجديدة تتناسب تماماً مع وجهة نظر ترمب حول الهجرة، سواء أكان ذلك في نصف الكرة الغربي أم في أوروبا. ويضيف: «إن الفكرة القائلة في استراتيجية الأمن القومي إن ثقافة دولة أوروبية يمكن محوها بسبب الهجرة، هي شيء مهم جداً من وجهة نظر الإدارة الأميركية». لكنه يشير إلى تناقض يربك الأوروبيين، فمن جهة تقول الإدارة إنها لن تتدخل بعد الآن في شؤون الدول الأخرى، ومن ثم تنتقد السياسات الداخلية لأوروبا. ويضيف: «إنها حرب ثقافية. صحيح أن السياسات الأميركية الحالية تتمحور حول التصدي للهجرة، لكن نقل ذلك إلى أوروبا ووضعه على عاتق حلفائنا يشتت انتباههم في الوقت الذي يتعاملون فيه مع حرب أوكرانيا، وربما مع روسيا أكثر عدوانية بعد انتهاء تلك الحرب. لذا، فهم قلقون للغاية ومترددون الآن بشأن موقف الولايات المتحدة من حلف الناتو ودعم أوروبا. إنها مشكلة حقيقية بالنسبة للأوروبيين».

التودد إلى الصين

من البنود المفاجئة في الاستراتيجية الجديدة، إلغاء وصف الصين بـ«الخطر الوجودي» الذي يهدد الولايات المتحدة على عكس الاستراتيجيات الأميركية السابقة.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ في بوسان بكوريا الجنوبية 30 أكتوبر 2025 (رويترز)

ويعرب دولاتوري عن مفاجأته من هذه الجزئية، مشدداً على أن الصين تهديد للولايات المتحدة، ولطريقة عيش الأميركيين، والتجارة، والدفاع الوطني، ومشيراً إلى أن بكين تستثمر بكثافة في سرقة الأسرار العسكرية، وأسرار مجتمع الأعمال والشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا. ويرجح دولاتوري أن يكون سبب تخفيف لهجة الانتقاد للصين في الاستراتيجية الأميركية نابعاً من محاولة استرضائها وجلبها إلى طاولة المفاوضات. ويضيف: «أنا شخصياً لا أؤمن كثيراً بذلك. ربما لا يريدون إثارة غضب التنين الصيني. لكن من وجهة نظر عسكرية، فإنها تمثل التهديد الأول للقوات العسكرية الأميركية وللولايات المتحدة. وهي تبذل قصارى جهدها باستمرار لتقويض جهود الولايات المتحدة، وصناعتها، وعلاقاتها الخارجية أيضاً».