زيلينسكي يطالب مجلس الأمن بإدانة «إرهاب الطاقة»

الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي يحضّ أعضاء مجلس الأمن على ألا يكونوا «رهائن» في يد روسيا (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي يحضّ أعضاء مجلس الأمن على ألا يكونوا «رهائن» في يد روسيا (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يطالب مجلس الأمن بإدانة «إرهاب الطاقة»

الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي يحضّ أعضاء مجلس الأمن على ألا يكونوا «رهائن» في يد روسيا (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي يحضّ أعضاء مجلس الأمن على ألا يكونوا «رهائن» في يد روسيا (إ.ب.أ)

حضّ الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي أعضاء مجلس الأمن على ألا يكونوا «رهائن» في يد روسيا، مطالباً أقوى المحافل الأممية بالتدخل لوقف الضربات التي تنفذها القوات الروسية ضد السكان المدنيين والمنشآت المدنية في كل أنحاء أوكرانيا، باعتبار ذلك «جريمة ضد الإنسانية». وكان زيلينسكي يتحدث من كييف خلال جلسة طارئة عقدها أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، بطلب من أوكرانيا والولايات المتحدة وألبانيا لمناقشة الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيّرة والغارات الجوية على شبكة الطاقة الأوكرانية؛ مما أدى إلى حرمان المدن ومناطق واسعة من الكهرباء والمياه ووسائل النقل العام ووسائل التواصل عبر الإنترنت؛ مما يعرّض الملايين للخطر في مستهل الشتاء القارس.
واستمع أعضاء المجلس أولاً إلى إحاطة من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو التي استهلت كلامها بالإشارة إلى «موجة جديدة من ضربات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أرهبت سكان كييف وأوديسا ولفيف وميكولايف وخاركيف وزابوريجيا». وقالت «لا تزال ثلاث محطات للطاقة النووية تعمل – ريفني، جنوب أوكرانيا، وخميلنيتسكي – وفصلت عن شبكة الطاقة الأوكرانية نتيجة لهجمات» الأربعاء، مضيفة، أنه من المحتمل أيضاً أن يعاني سكان مولدافيا المجاورة من عواقب الضربات الروسية ضد المنشآت الأوكرانية. وقالت، إن «الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني». وإذ نددت بشدة بهذه الهجمات، طالبت روسيا بوقف هذه الأعمال على الفور، مضيفة، أنه «يجب أن تكون هناك محاسبة على أي انتهاكات لقوانين الحرب».

وكشف زيلينسكي، عن أن أوكرانيا ستقترح مشروع قرار يدين «أياً من أشكال إرهاب الطاقة». وإذ أشار إلى حق النقض الروسي المحتمل، قال، إنه «من غير المنطقي أن يكون حق النقض مضموناً للطرف الذي يشنّ هذه الحرب، هذه الحرب الإجرامية»، مضيفاً، أنه «لا يمكننا أن نكون رهائن لإرهابي دولي واحد. وحضّ المجلس على التحرك»، داعياً الأمم المتحدة إلى إرسال خبراء لفحص وتقييم البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا. ولفت إلى أن الضربات دمّرت بالفعل نحو نصف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مؤكداً أن انقطاع التيار الكهربائي المتداول صار الوضع الطبيعي الجديد المروع للملايين.
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يستخدم الشتاء كسلاح لإلحاق معاناة شديدة بالشعب الأوكراني»، معتبرة، أنه «قرر أنه إذا لم يستطع الاستيلاء على أوكرانيا بالقوة، فسيحاول تجميد البلاد وإخضاعها». ووصف نظيرها الفرنسي نيكولا دو ريفيير استهداف القوات الروسية البنى التحتية المدنية الأوكرانية بأنّه «انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي»، مجدّداً التأكيد على دعم فرنسا لأوكرانيا.
وعلق المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، بأن موسكو تنفذ «ضربات ضد البنية التحتية رداً على التدفق الجامح للأسلحة إلى أوكرانيا والنداءات المتهورة من كييف لهزيمة روسيا»، مضيفاً، أن الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية وسقوط الضحايا تسببت بها أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية الموجودة ليس في أطراف المدن ولكن في مراكزها. وأعطى مثلاً على «نشر الأوكرانيين صوراً على الإنترنت من صواريخ ضربت مباني سكنية في فيشورد وكييف، و«تبيّن أن هذه أنظمة دفاع جوي أميركية مزودة لكييف». وشدد على أن هدف ما تقوم به القوات الروسية هو «إضعاف القدرة العسكرية للجيش الأوكراني التي تهدد الأمن والسلامة الإقليمية لروسيا»؛ لأن هذه «من أهداف العملية العسكرية الخاصة، وستتواصل عبر طرق عسكرية، حتى يتبنى النظام الأوكراني موقفاً واقعياً».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.