تميل كفة المواجهات المباشرة بين السعودية وبولندا لصالح الأخير حينما يلتقيان، غدا السبت، على ملعب المدينة التعليمية في الدوحة، ضمن مباريات المجموعة الثالثة لكأس العالم 2022 التي تتواصل منافساتها في قطر.
التقى المنتخبان 4 مرات ودياً أُقيمت في السعودية، وانتهت كلها بفوز بولندا، وسجل أول لقاء بينهما عام 1994 في مدينة كان الفرنسية، وانتهى بهدف دون مقابل لبولندا، أما آخِر لقاء فكان في عام 2006 في العاصمة الرياض، وانتهى بهدفين مقابل هدف لبولندا.
وسجل فوز السعودية 2-1 على الأرجنتين أكبر مفاجآت «كأس العالم» في التاريخ، وفقاً لشركة «نيلسن غريسنوت» للإحصاءات، حيث قالت إن نسبة فوز السعودية المصنَّفة رقم 51 عالمياً بالمباراة كانت 8.7 %. وبلغ استحواذ كل فريق أقل من 40 % في الجولة الافتتاحية للمجموعة الثالثة، استحوذت بولندا على 39 % في تعادلها دون أهداف مع المكسيك، أما السعودية فاستحوذت على نسبة 31 % ضد الأرجنتين.
وشاركت بولندا في كأس العالم لأول مرة عام 1938 لكنها انتظرت 36 عاماً للتأهل للبطولة مجدداً حين احتلت المركز الثالث. وإجمالاً تأهلت 9 مرات. ولم تشارك السعودية في أية تصفيات لكأس العالم حتى أواخر السبعينيات، لكنها تأهلت لدور الستة عشر في مشاركتها الأولى في 1994.
من ناحيته، قال تشيسواف ميخنيفيتش، مدرب بولندا، بعد التعادل مع المكسيك، يوم الثلاثاء الماضي: «هذه النتيجة لا تحرم بولندا أو المكسيك من فرصة المضي قدماً في البطولة».
لاعبو الأخضر يأملون مواصلة انطلاقتهم الرائعة في المونديال (رويترز)
لكن بعض لاعبي بولندا استسلموا بالفعل لفكرة أنهم سيخسرون لا محالة أمام الأرجنتين في مباراتهم الثالثة والأخيرة بالمجموعة، ولذلك يريدون الفوز على السعودية، وهو ما يزيد الضغوط على الفريق.
وأبدى ميخنيفيتش غضبه بعدما طلب منه صحافيون التعليق على تشكيلته الدفاعية في التعادل السلبي مع المكسيك، في مستهل مشوارهما بكأس العالم.
وبدا روبرت ليفاندوفسكي وحيداً ومنعزلاً في الهجوم في الشوط الأول أمام دفاع المكسيك القوي، قبل أن يغير ميخنيفيتش خططه ويطلب من بيوتر جيلينسكي التقدم للأمام، وهو التغيير الذي أدى إلى صناعة بولندا المزيد من الفرص.
رينارد أمام منعطف مهم يوم السبت المقبل (إ.ب.أ)
ودفع مدرب بولندا بمهاجم ثان في الدقيقة 87 عندما جرى استبدال جيلينسكي ليشارك أركاديوش ميليك بدلاً منه.
وقال ميخنيفيتش، في مؤتمر صحفي: «عندما يسألني شخص عما إذا كان من الممكن اختيار تشكيلة مختلفة، أجيب بالطبع: هذا ممكن، لكن على حساب من؟ إذا أراد الصحافيون الدفع بلاعب آخر فعليهم إبلاغي بالحل لأنني لا أستطيع إشراك 12 لاعباً في المباراة، إذا كنتم تريدون مهاجماً ثانياً، فعليكم ببساطة أن تستبعدوا أحداً من هذه التشكيلة».
وبدا أن قائد بولندا ليفاندوفسكي يشارك على استحياء عشاق كرة القدم في بلاده، مشاعر الاستياء من هذا الأسلوب الدفاعي أمام المكسيك.
وقال ليفاندوفسكي، بعد المباراة، يوم الثلاثاء الماضي: «إذا كنت تعتقد أن الدفاع هو أهم شيء، فهذا ما سيبدو عليه الفريق لاحقاً. مع المزيد من اللعب الشُّجاع، يمكننا صناعة الأهداف والحفاظ على هذا التوازن بين الهجوم والدفاع، لا يمكننا أن نخشى المخاطرة؛ لأننا عندما ضغطنا ضلّت المكسيك طريقها».
وفي حديثه قبل مباراة بولندا في المجموعة الثالثة أمام السعودية، يوم السبت المقبل، كان للمدرب وجهة نظر مختلفة.
وقال ميخنيفيتش: «ما افتقدناه في مواجهة المكسيك من وجهة نظري هو استغلال الفرص الذهبية». وقال المدرب إن الفريق لاحت أمامه 3 فرص واضحة للتسجيل، مذكّراً الصحافيين، وسط موجة الأسئلة الساخنة، بأن بولندا أهدرت ركلة جزاء سدّدها ليفاندوفسكي. وقال الحارس فويتشيخ شتينسني، في وقت سابق: «سنخسر لا محالة أمام الأرجنتين، ولن نحصد أية نقطة من المباراة الثالثة».
وعلى النقيض تماماً، حصل السعوديون على دفعة معنوية هائلة بفوزهم لأول مرة على الإطلاق بمباراتهم الافتتاحية في كأس العالم، وسيدخل المنتخب العربي متصدر المجموعة الثالثة مباراة بولندا بتفاؤل كبير.
وكان قد سجل المنتخبان منخفضاً من حيث الاستحواذ على الكرة والتسديد على المرمى، في مستهلّ مشوارهما بالبطولة، لكن هذا الأمر لم يمنع السعودية من تفجير واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة.
ويجب أن يتحسن مستوى بولندا، التي أحبطت جماهيرها وليفاندوفسكي بانتهاج أسلوب دفاعي؛ لتجنب الخروج المبكر من كأس العالم. وتتباين الحالة المزاجية والمعنويات بين بولندا والسعودية قبل مباراتهما في المجموعة الثالثة بكأس العالم لكرة القدم في قطر يوم السبت، وستنصبّ كل الضغوط على منتخب بولندا الذي استهلّ مشواره بتعادل سلبي مخيّب مع المكسيك، بينما صعقت السعودية منتخب الأرجنتين المدجج بالنجوم.
وفجرت السعودية واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم عبر تاريخها، بالفوز 2-1 على الأرجنتين، يوم الثلاثاء الماضي، وقد تفعلها ثانية أمام بولندا التي أهدر نجمها الأشهر روبرت ليفاندوفسكي ركلة جزاء أمام المكسيك ليواصل اللاعب إخفاقه في هز الشباك في كل مشاركاته بكأس العالم.
ويتطلع منتخب السعودية؛ وهو ثاني أقل المنتخبات تصنيفاً في البطولة الحالية، لبلوغ دور الستة عشر للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد أن خرج أمام السويد في 1994.
وبالنسبة لبولندا، يُعدّ الفوز مسألة حياة أو موت لآمالهم في الوصول إلى دور الستة عشر للمرة الأولى منذ 1986.
من ناحيته، أكد لاعبو المنتخب البولندي دعمهم لقائد الفريق روبرت ليفاندوفسكي، والذي تأثّر بشدة عقب إهداره ضربة جزاء في مواجهة المكسيك.
ولم يتمكن ليفاندوفسكي من استغلال فرصة تسجيل أول هدف له في البطولة، حينما نفّذ ضربة الجزاء في الدقيقة 58، لكن جييرمو أوتشوا، حارس مرمى المكسيك، تصدّى لها ببراعة، في مباراة قوية أقيمت على ملعب «974». ويحمل مهاجم برشلونة الإسباني على عاتقه آمال بولندا، في حين اعترف تشيسلاف ميشنفيتش، المدير الفني للمنتخب البولندي، بأن ليفاندوفسكي كان غاضباً لإهداره ضربة الجزاء لدى دخوله غرفة الملابس.
وقال مدرب بولندا: «أنا متعاطف معه، أعلم جيداً شعور القائد حينما يهدر ضربة جزاء».
وأضاف: «لقد كان متأثراً جداً بشأن ذلك الأمر، ولدينا شاشة في غرفة الملابس وشاهد ليفاندوفسكي الضربة مجدداً، يجب عليه أن يعالج الأمر بنفسه، وهو يعلم كيف يتعامل مع تلك المواقف، كمجموعة سنحاول مساعدته ونعلم أنه سيساعدنا في المستقبل».