بعد 16 عاماً... هل يسدد «السعودي» الفاتورة البولندية مونديالياً؟

خسر جميع الوديات التي خاضها أمام منافسه الأوروبي

سلطان الغنام خلال التدريبات (رويترز)
سلطان الغنام خلال التدريبات (رويترز)
TT

بعد 16 عاماً... هل يسدد «السعودي» الفاتورة البولندية مونديالياً؟

سلطان الغنام خلال التدريبات (رويترز)
سلطان الغنام خلال التدريبات (رويترز)

تميل كفة المواجهات المباشرة بين السعودية وبولندا لصالح الأخير حينما يلتقيان، غدا السبت، على ملعب المدينة التعليمية في الدوحة، ضمن مباريات المجموعة الثالثة لكأس العالم 2022 التي تتواصل منافساتها في قطر.
التقى المنتخبان 4 مرات ودياً أُقيمت في السعودية، وانتهت كلها بفوز بولندا، وسجل أول لقاء بينهما عام 1994 في مدينة كان الفرنسية، وانتهى بهدف دون مقابل لبولندا، أما آخِر لقاء فكان في عام 2006 في العاصمة الرياض، وانتهى بهدفين مقابل هدف لبولندا.
وسجل فوز السعودية 2-1 على الأرجنتين أكبر مفاجآت «كأس العالم» في التاريخ، وفقاً لشركة «نيلسن غريسنوت» للإحصاءات، حيث قالت إن نسبة فوز السعودية المصنَّفة رقم 51 عالمياً بالمباراة كانت 8.7 %. وبلغ استحواذ كل فريق أقل من 40 % في الجولة الافتتاحية للمجموعة الثالثة، استحوذت بولندا على 39 % في تعادلها دون أهداف مع المكسيك، أما السعودية فاستحوذت على نسبة 31 % ضد الأرجنتين.
وشاركت بولندا في كأس العالم لأول مرة عام 1938 لكنها انتظرت 36 عاماً للتأهل للبطولة مجدداً حين احتلت المركز الثالث. وإجمالاً تأهلت 9 مرات. ولم تشارك السعودية في أية تصفيات لكأس العالم حتى أواخر السبعينيات، لكنها تأهلت لدور الستة عشر في مشاركتها الأولى في 1994.
من ناحيته، قال تشيسواف ميخنيفيتش، مدرب بولندا، بعد التعادل مع المكسيك، يوم الثلاثاء الماضي: «هذه النتيجة لا تحرم بولندا أو المكسيك من فرصة المضي قدماً في البطولة».

لاعبو الأخضر يأملون مواصلة انطلاقتهم الرائعة في المونديال (رويترز)

لكن بعض لاعبي بولندا استسلموا بالفعل لفكرة أنهم سيخسرون لا محالة أمام الأرجنتين في مباراتهم الثالثة والأخيرة بالمجموعة، ولذلك يريدون الفوز على السعودية، وهو ما يزيد الضغوط على الفريق.
وأبدى ميخنيفيتش غضبه بعدما طلب منه صحافيون التعليق على تشكيلته الدفاعية في التعادل السلبي مع المكسيك، في مستهل مشوارهما بكأس العالم.
وبدا روبرت ليفاندوفسكي وحيداً ومنعزلاً في الهجوم في الشوط الأول أمام دفاع المكسيك القوي، قبل أن يغير ميخنيفيتش خططه ويطلب من بيوتر جيلينسكي التقدم للأمام، وهو التغيير الذي أدى إلى صناعة بولندا المزيد من الفرص.

رينارد أمام منعطف مهم يوم السبت المقبل (إ.ب.أ)

ودفع مدرب بولندا بمهاجم ثان في الدقيقة 87 عندما جرى استبدال جيلينسكي ليشارك أركاديوش ميليك بدلاً منه.
وقال ميخنيفيتش، في مؤتمر صحفي: «عندما يسألني شخص عما إذا كان من الممكن اختيار تشكيلة مختلفة، أجيب بالطبع: هذا ممكن، لكن على حساب من؟ إذا أراد الصحافيون الدفع بلاعب آخر فعليهم إبلاغي بالحل لأنني لا أستطيع إشراك 12 لاعباً في المباراة، إذا كنتم تريدون مهاجماً ثانياً، فعليكم ببساطة أن تستبعدوا أحداً من هذه التشكيلة».
وبدا أن قائد بولندا ليفاندوفسكي يشارك على استحياء عشاق كرة القدم في بلاده، مشاعر الاستياء من هذا الأسلوب الدفاعي أمام المكسيك.
وقال ليفاندوفسكي، بعد المباراة، يوم الثلاثاء الماضي: «إذا كنت تعتقد أن الدفاع هو أهم شيء، فهذا ما سيبدو عليه الفريق لاحقاً. مع المزيد من اللعب الشُّجاع، يمكننا صناعة الأهداف والحفاظ على هذا التوازن بين الهجوم والدفاع، لا يمكننا أن نخشى المخاطرة؛ لأننا عندما ضغطنا ضلّت المكسيك طريقها».
وفي حديثه قبل مباراة بولندا في المجموعة الثالثة أمام السعودية، يوم السبت المقبل، كان للمدرب وجهة نظر مختلفة.
وقال ميخنيفيتش: «ما افتقدناه في مواجهة المكسيك من وجهة نظري هو استغلال الفرص الذهبية». وقال المدرب إن الفريق لاحت أمامه 3 فرص واضحة للتسجيل، مذكّراً الصحافيين، وسط موجة الأسئلة الساخنة، بأن بولندا أهدرت ركلة جزاء سدّدها ليفاندوفسكي. وقال الحارس فويتشيخ شتينسني، في وقت سابق: «سنخسر لا محالة أمام الأرجنتين، ولن نحصد أية نقطة من المباراة الثالثة».
وعلى النقيض تماماً، حصل السعوديون على دفعة معنوية هائلة بفوزهم لأول مرة على الإطلاق بمباراتهم الافتتاحية في كأس العالم، وسيدخل المنتخب العربي متصدر المجموعة الثالثة مباراة بولندا بتفاؤل كبير.
وكان قد سجل المنتخبان منخفضاً من حيث الاستحواذ على الكرة والتسديد على المرمى، في مستهلّ مشوارهما بالبطولة، لكن هذا الأمر لم يمنع السعودية من تفجير واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة.
ويجب أن يتحسن مستوى بولندا، التي أحبطت جماهيرها وليفاندوفسكي بانتهاج أسلوب دفاعي؛ لتجنب الخروج المبكر من كأس العالم. وتتباين الحالة المزاجية والمعنويات بين بولندا والسعودية قبل مباراتهما في المجموعة الثالثة بكأس العالم لكرة القدم في قطر يوم السبت، وستنصبّ كل الضغوط على منتخب بولندا الذي استهلّ مشواره بتعادل سلبي مخيّب مع المكسيك، بينما صعقت السعودية منتخب الأرجنتين المدجج بالنجوم.
وفجرت السعودية واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم عبر تاريخها، بالفوز 2-1 على الأرجنتين، يوم الثلاثاء الماضي، وقد تفعلها ثانية أمام بولندا التي أهدر نجمها الأشهر روبرت ليفاندوفسكي ركلة جزاء أمام المكسيك ليواصل اللاعب إخفاقه في هز الشباك في كل مشاركاته بكأس العالم.
ويتطلع منتخب السعودية؛ وهو ثاني أقل المنتخبات تصنيفاً في البطولة الحالية، لبلوغ دور الستة عشر للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد أن خرج أمام السويد في 1994.
وبالنسبة لبولندا، يُعدّ الفوز مسألة حياة أو موت لآمالهم في الوصول إلى دور الستة عشر للمرة الأولى منذ 1986.
من ناحيته، أكد لاعبو المنتخب البولندي دعمهم لقائد الفريق روبرت ليفاندوفسكي، والذي تأثّر بشدة عقب إهداره ضربة جزاء في مواجهة المكسيك.
ولم يتمكن ليفاندوفسكي من استغلال فرصة تسجيل أول هدف له في البطولة، حينما نفّذ ضربة الجزاء في الدقيقة 58، لكن جييرمو أوتشوا، حارس مرمى المكسيك، تصدّى لها ببراعة، في مباراة قوية أقيمت على ملعب «974». ويحمل مهاجم برشلونة الإسباني على عاتقه آمال بولندا، في حين اعترف تشيسلاف ميشنفيتش، المدير الفني للمنتخب البولندي، بأن ليفاندوفسكي كان غاضباً لإهداره ضربة الجزاء لدى دخوله غرفة الملابس.
وقال مدرب بولندا: «أنا متعاطف معه، أعلم جيداً شعور القائد حينما يهدر ضربة جزاء».
وأضاف: «لقد كان متأثراً جداً بشأن ذلك الأمر، ولدينا شاشة في غرفة الملابس وشاهد ليفاندوفسكي الضربة مجدداً، يجب عليه أن يعالج الأمر بنفسه، وهو يعلم كيف يتعامل مع تلك المواقف، كمجموعة سنحاول مساعدته ونعلم أنه سيساعدنا في المستقبل».


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».