لماذا تولي مصر تدريب أئمة المساجد اهتماماً؟

جددت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بضرورة «تأهيل الأئمة بهدف نشر الخطاب الديني (المستنير)»، التساؤل حول إيلاء مصر اهتماماً واسعاً بتدريب أئمة المساجد لتعزيز العمل الدعوي في البلاد. ويشدد الرئيس المصري، على أن «قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة، في مواجهة (أهل الشر) الذين يحرِّفون معاني النصوص ويُخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم». ويولي السيسي قضية «تجديد الخطاب الديني» أهمية كبرى، وكثيراً ما تتضمن خطاباته الرسمية ومداخلاته في المناسبات العامة دعوة علماء الدين للتجديد.
ووجّه السيسي أخيراً بـ«تطوير برامج تدريب وتأهيل الأئمة بالنظر لدورهم (المهم) في نشر الخطاب الديني (المستنير) الذي يهدف إلى إعمال العقل في فهم (مستجدات الحياة) وفق صحيح الدين وثوابت الشرع الشريف، وملء أي فراغ دعوي كان قائماً من قبل».
توجيه الرئيس المصري الأخير سبقه توجيهات أخرى بـ«تضمين برامج تدريب الأئمة والواعظات، وسائل الدعوة الحديثة والدراسات الإنسانية لصقل قدرات الأئمة وتعظيم مهاراتهم في التواصل».
كما وجّه السيسي في وقت سابق أيضاً بـ«تكثيف البرامج التدريبية العلمية والثقافية عالية المستوى الموجهة للأئمة، تعزيزا لاستراتيجية الدولة المصرية لنشر الفكر الوسطي (الرشيد) ومبادئ صحيح الدين و(تصحيح المفاهيم الخاطئة)، من خلال تكوين جيل متميز من الأئمة والدعاة المستنيرين، الذين يستطيعون صياغة رأي عام ديني (منضبط)، على نحو يراعي المستجدات وينتهج فقه الواقع، دون الإخلال بالحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف».
وتشير وزارة الأوقاف المصرية، إلى أنه «ينبغي على الأئمة الإحاطة بالتقنيات الحديثة، للاستفادة منها، والاحتراز من مخاطرها، وكذلك مواجهة عناصر (الجماعات المتطرفة) التي تنشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتستخدم (صفحات وحسابات) لنشر الأفكار (المتشددة)».
الرئيس المصري حذر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من «خطورة ترويج الشائعات». وقال، إن «الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها (آثم) في حق نفسه ودينه ومجتمعه، ساعياً إلى الاضطراب والفوضى».
وعرض وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، خلال اجتماع مع الرئيس المصري (مساء الأربعاء) جهود وزارة الأوقاف لتعزيز العمل الدعوي المجتمعي وتدريب الأئمة. ووفق بيان رئاسي مصري، فقد أشار الوزير جمعة إلى «خطة وزارة الأوقاف للدورات التأهيلية القائمة والمستقبلية للأئمة، إلى جانب الدورات التأهيلية المتقدمة (رفيعة المستوى) والتي سوف تخصص لنخبة مختارة من أكثر الأئمة (تميزاً)».
كما عرض الوزير المصري تطور العمل الدعوي وجهود تكثيف الأنشطة الدعوية وتنوع وسائلها؛ مما أدى إلى «استعادة المساجد دورها الحيوي في التثقيف الديني الوسطي المستنير، حيث تعددت الأنشطة ما بين برامج تثقيفية للأطفال، وبرامج توعوية للشباب والسيدات، ودروس علمية ومنهجية، ومجالس إفتاء، ومراكز للثقافة الإسلامية وإعداد محفّظي القرآن الكريم، فضلاً عن إقامة المقارئ القرآنية للأئمة وكبار القراء».
وتُدرب مصر أئمة المساجد على «التحول الرقمي والتعامل مع الفضاء الإلكتروني». وقال مصدر مطلع في «الأوقاف» لـ«الشرق الأوسط»، إن «تدريب الأئمة خاصة عبر الفضاء الإلكتروني، كان هدفاً استراتيجياً للوزارة لنشر صحيح الإسلام والفكر الوسطي، وسحب البساط من مواقع وصفحات إلكترونية تابعة لعناصر (الجماعات المتشددة)، كذا مواجهة (الكتائب الإلكترونية) بالحجة والبرهان».
في السياق ذاته، قال وزير الأوقاف المصري، إن «تأهيل الأئمة دفع إلى الارتباط أكثر بالمساجد في البلاد». وذكر في تصريحات متلفزة مساء (الأربعاء)، أن «مصر عانت من توظيف تنظيم (الإخوان) وغيره من (التنظيمات الإرهابية) للمساجد في (المتاجرة بالدين)».