رودريغو... الورقة الرابحة في تشكيلة البرازيل الهجومية

رودريغو جوكر يؤدّي كل الوظائف الهجومية بشكل ممتاز  (غيتي)
رودريغو جوكر يؤدّي كل الوظائف الهجومية بشكل ممتاز (غيتي)
TT

رودريغو... الورقة الرابحة في تشكيلة البرازيل الهجومية

رودريغو جوكر يؤدّي كل الوظائف الهجومية بشكل ممتاز  (غيتي)
رودريغو جوكر يؤدّي كل الوظائف الهجومية بشكل ممتاز (غيتي)

قد يكون التركيز بأكمله على نجم باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار الذي يُشكل واجهة المنتخب البرازيلي، لكن هناك لاعباً شاباً مرشحاً للعب دور مؤثر جداً في هجوم «راقصي السامبا» لمونديال قطر 2022، بشخص رودريغو. يُعتبر لاعب ريال مدريد الإسباني البالغ من العمر 21 عاماً المهاجم المثالي بالنسبة لأي مدرب، لأنه يؤمن له العديد من الخيارات الهجومية، بما أنه قادر على اللعب على الجهة اليمنى أو اليسرى، كصانع ألعاب أو حتى كرأس حربة «وهمي».
لكن اللاعب الذي أسهم في قيادة ريال مدريد لإحراز ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، يواجه منافسة شرسة في تشكيلة المدرب تيتي، في ظل وجود ترسانة هجومية كبيرة مكوّنة من زميله في النادي الملكي فينيسيوس جونيور، ونيمار، ورافينيا، وأنتوني، وغابريال جيزوس وريشارليسون.
ويدرك رودريغو أنه باستثناء نيمار، لا أحد بمقدوره القول إنه ضامن مكانته في الخط الأمامي لأبطال العالم خمس مرات، الذين يستهلون رحلتهم نحو التتويج الأول منذ 2002 اليوم بمواجهة صعبة مع صربيا ضمن المجموعة السابعة التي تضم سويسرا والكاميرون.
وتحدث ماتيوس باتشي، ابن ومساعد المدرب تيتي في الطاقم الفني للمنتخب، عن رودريغو قائلاً: «رأيناه يلعب في ريال مدريد كرقم 9... وهمي... أو كرقم 10. على طريقة نيمار، مع القدرة على اللعب في الجهة اليسرى أو اليمنى». وأضاف: «إنه...جوكر... (ورقة رابحة)، لكنه...جوكر... يؤدّي كل الوظائف بشكل ممتاز».
وشاهد العالم تنوّع مواهب وقدرات رودريغو، حين قرر المدرب الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي أن يعيد تموضع البرازيلي في أرض الملعب بجعله في قلب الهجوم كمساند للفرنسي كريم بنزيمة، عوضاً عن الاعتماد عليه كجناح في أي من جهتي الملعب.
وأشاد أنشيلوتي بـ«اللاعب المعاصر»، قائلاً: «إنه مهاجم مميز، بإمكانه اللعب في أي مركز. إنه سريع، ذكي (في التحرك) من دون الكرة وفعال في مواجهات الرجل لرجل». وكان قرار أنشيلوتي مصيباً، إذ نجح رودريغو في تسجيل 7 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة خلال 18 مباراة خاضها مع النادي الملكي هذا الموسم.
في البرازيل، يتذكر مشجعو سانتوس، النادي الذي شهد تألق «الملك» بيليه ثم نيمار، لمحات من مواهب رودريغو.
لعب رودريغو صانع ألعاب في فئات الشباب قبل أن ينتقل إلى الجناح الأيسر في بدايته الاحترافية عام 2017. لكن هذا المركز المفضل لنيمار في المنتخب الوطني، مما دفع بمدرب سانتوس في حينها جاير فنتورا إلى تشجيع رودريغو على العمل من أجل التأقلم في مراكز أخرى، إذا ما كان يريد شق طريقه إلى المنتخب البرازيلي.
وتحدث فنتورا عن هذا الأمر في مقابلة مع موقع «إي إس بي إن» عام 2019. كاشفاً: «قلت له: رودريغو، إذا تم اختيارك للمنتخب البرازيلي، نيمار يلعب على اليسار. نحن سنعمل على الجهة اليمنى، في الوسط وكرقم 9 وهمي».
بعد بضعة أشهر، وقع مع ريال مدريد في صفقة بلغت 45 مليون يورو، وكان خياراً صائباً للطرفين في ظل المستوى الذي يقدمه البرازيلي منذ حينها. وخلال المعسكر التحضيري الذي خاضه رجال تيتي في منشآت نادي يوفنتوس الإيطالي في تورينو، عزّز المراقبون فرضية وجود رودريغو (7 مباريات، هدف واحد) على أرض ملعب لوسيل اليوم بمواجهة صربيا، إن كان أساسياً أو بديلاً على حساب مهاجمين أكثر خبرة مثل إيفرتون ريبيرو (33 عاماً).
والخميس الماضي، خلال الحصة التمرينية قبل الأخيرة للبرازيل في تورينو، شغل نجم ريال مدريد مركز صانع الألعاب، على طريقة نيمار، في صفوف فريق البدلاء. بالنسبة للاعب نفسه: «أنا مرتاح في جميع المراكز الهجومية. سبق أن لعبت رقم 10 (صانع ألعاب) في فئات الشباب.
وأخيراً، ساعدني المدربون أكثر في هذا المركز. لدينا هنا رقم 10 هو نيمار، لكن بالنسبة للمستقبل، من يدري؟ سأتدرب حتى أصبح متخصصاً (في هذا المركز)».


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».