تونس تستهل المشوار بتعادل ثمين مع الدنمارك وتعد بالفوز في الجولة الثانية

التعادل الخامس لممثل أفريقيا في مباراته الـ16 بمشواره في تاريخ مشاركاته بكأس العالم

شمايكل حارس الدنمارك ينقذ شباكه من تسديدة التونسي الجبالي المنفرد تماماً (أ.ب)
شمايكل حارس الدنمارك ينقذ شباكه من تسديدة التونسي الجبالي المنفرد تماماً (أ.ب)
TT

تونس تستهل المشوار بتعادل ثمين مع الدنمارك وتعد بالفوز في الجولة الثانية

شمايكل حارس الدنمارك ينقذ شباكه من تسديدة التونسي الجبالي المنفرد تماماً (أ.ب)
شمايكل حارس الدنمارك ينقذ شباكه من تسديدة التونسي الجبالي المنفرد تماماً (أ.ب)

فرض منتخب تونس تعادلاً سلبياً ثميناً على نظيره الدنماركي أمس في مستهل مشواره بمونديال قطر لكرة القدم على استاد المدينة التعليمية في الدوحة، ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الرابعة.
ودخل منتخب تونس اللقاء بطموح التأهل للمرة الأولى بتاريخه إلى الأدوار الإقصائية، بعدما كانت في مونديال الأرجنتين 1978 أول دولة أفريقية وعربية تفوز بإحدى المباريات في نهائيات كأس العالم بإسقاطها المكسيك 3 - 1 في روساريو، قبل أن تحقق فوزها الثاني في مونديال روسيا 2018 على حساب بنما 2 - 1.
والتقى المنتخبان التونسي والدنماركي مرة واحدة قبل هذا اللقاء المونديالي وكان ودياً تحضيراً لمونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، حيث كانت الغلبة للدنمارك 2 - 1. وتشارك الدنمارك للمرة السادسة في النهائيات، لكنها المرة الثانية فقط التي تحجز مقعدها إلى المونديال مرتين توالياً (2018 و2022) بعد مونديالي 1998 و2002.
ودفع كاسبر هيولماند مدرب منتخب «دي رود هفيد» بأفضل عناصره من بينهم كريستيان إريكسن العائد إلى الملاعب بعد أزمة قلبية كادت تودي بحياته والحارس كاسبر شمايكل (نيس الفرنسي)، فيما أبقى جلال القادري مدرب «نسور قرطاج» نجم الفريق المهاجم وهبي الخزري على مقاعد البدلاء وزج بثنائي الدوري الفرنسي منتصر الطالبي (لوريان) وعلي العابدي (كاين).
ومدفوعة بمواكبة جماهيرية عريضة بدت تونس كأنها تلعب على أرضها، فكانت البادئة بالخطورة على مرمى الدنمارك في الدقيقة 11 بتسديدة من خارج المنطقة من محمد دراغر اصطدمت بلاعب برشلونة الإسباني أندرياس كريستنسن كادت تخدع الحارس شمايكل وتحولت بمحاذاة القائم.
ردت الدنمارك بتسديدة خجولة من أندرسن في الدقيقة 22، فيما اعتقدت تونس أنها افتتحت التسجيل بعد تمريرة من مدافع ساليرنيتانا الإيطالي ديلان برون تابعها عصام الجبالي ليخترق الأخير المنطقة ويسدد في الشباك إلا أن راية الحكم المساعد ارتفعت كونه متسللاً. وأظهر المنتخب التونسي أنه الأفضل انتشاراً وفي لعبة جماعية رائعة من منتصف الملعب. وعاد عيسى العيدوني في الدقيقة 39 ليسدد كرة قوية بعد دربكة أمام المنطقة الدنماركية لكنها علت العارضة، قبل أن يتعملق شمايكل وينقذ انفرادية لمهاجم أودنسي الدنماركي الجبالي بإبعاده الكرة بأطراف أصابعه في الدقيقة 43.
وقبل أن يطلق الحكم صفارة نهاية الشوط الأول تلقت الدنمارك ضربة معنوية بإصابة لاعب الوسط توماس ديلايني ليحل مايكل دامسغارد بدلاً منه في تبديل اضطراري.
استهل «نسور قرطاج» الشوط الثاني ضاغطاً، وأهدر عيسى العيدوني فرصة إذ فضل التمرير بدلاً من التسديد بعدما توغل إلى مشارف المنطقة أبعدها الدفاع الدنماركي بصعوبة في الدقيقة 51، قبل أن يرد الدنمارك بهجمه بعد 4 دقائق سجل منها روبرت سكوف هدفاً ألغاه الحكم بداعي التسلل على دامسغارد في بداية اللعبة.
وأجرى المدرب الدنماركي هيولماند 3 تغييرات دفعة واحدة في الدقيقة 65، فيما دفع نظيره التونسي بعد دقيقتين بمهاجم الاتفاق السعودي نعيم السليتي بدلاً من بن سليمان. وتحصلت الدنمارك على فرصتين خطيرتين في غضون الدقيقتين (69 و70) الأولى أبعدها الحارس أيمن دحمان بعد تسديدة من كريستيان إريكسن، والثانية تكفل بها القائم الأيسر بعد رأسية أندرياس كورنيليوس.
وأدخل القادري لاعب برمنغهام الإنجليزي حنبعل المجبري وطه ياسين الخنيسي (لاعب الكويت الكويتي) لمنح مزيد من الحيوية للمنتخب بدلاً من المساكني والجبالي (80)، من دون أن تتبدل النتيجة.
وهذا هو التعادل الخامس في مسيرة منتخب تونس، الذي خاض مباراته الـ16 بمشواره مع كأس العالم. وعقب اللقاء قال عيسى العيدوني لاعب وسط المنتخب التونسي والأفضل في المباراة: «أنا سعيد بمشاركتي في كأس العالم ولكن الأهم هي النتيجة الجيدة التي حققها المنتخب وبعد ذلك تأتي جائزة أفضل لاعب التي تسلمتها... أتمنى أن نواصل تألقنا أمام أستراليا في الجولة الثانية. دخلنا المباراة برغبة كبيرة للدفاع عن ألوان هذا القميص وإرادتنا كانت انتزاع النقاط وكنا نعرف أن ذلك صعب ضد الدنمارك التي تملك منتخباً قوياً. لم نأت هنا من أجل التعادل بل لتحقيق نتيجة جيدة والفوز».
وقال المجبري نجم تونس الشاب: «قمنا بعمل جيد ودافعنا بشكل جيد وحصلنا على بعض الفرص ولكننا لم نتمكن من التسجيل. سوف نحلل هذه الأمسية المباراة أمام الدنمارك وآمل في أن نفوز في المباراة القادمة... كنا نتطلع لتسجيل الهدف الذي كان سيمنحنا النقاط الثلاث. نعلم أن منافسنا من بين أقوى المنتخبات وسبق لهم الفوز على فرنسا مرتين (في دوري الأمم الأوروبية)».
وحافظت الدنمارك على عاداتها بعدم الخسارة أمام منتخبات القارة السمراء (فوزان و3 تعادلات)، في المقابل ظل سجل تونس خالياً من الفوز أمام منتخبات أوروبية (4 تعادلات مقابل 7 هزائم).


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».