توازنات البرلمان وتعدّدية النظام تفرضان «تفاهمات مفقودة» لانتخاب خلف لعون

لبنان يعيش شغوراً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
لبنان يعيش شغوراً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
TT
20

توازنات البرلمان وتعدّدية النظام تفرضان «تفاهمات مفقودة» لانتخاب خلف لعون

لبنان يعيش شغوراً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
لبنان يعيش شغوراً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

تفرض التوازنات في مجلس النواب اللبناني توافقاً بين الكتل السياسية الممثلة فيه على انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق ميشال عون، وهو ما تدفع نحوه كتل سياسية عريضة. ولا يبدو أن هناك إمكانية من دون هذا التوافق لملء الشغور الرئاسي القائم منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، كون فلسفة «النظام التعددي» في لبنان، تقوم على «تأمين الميثاقية بنصاب المجلس» بين المسلمين والمسيحيين، حسبما يقول نائب رئيس البرلمان السابق إيلي الفرزلي، الذي يشدد على أن حماية اتفاق الطائف يجب أن تتصدر مهام الرئيس المقبل.
وينقسم مجلس النواب اللبناني مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ويتشظى هؤلاء بين خيارات سياسية متعددة، يتقاطع بعضها مع بعض على ملفات محددة، ويتنافر في ملفات أخرى، ومن ضمنها الهوية السياسية للرئيس المقبل وقائمة مهامه. وبغياب تفاهم بين القوى السياسية، فشل البرلمان 6 مرات في إنهاء الشغور الرئاسي، فيما يعد البعض أن التوافق هو معبر ملزم لانتخاب رئيس.
ويقوم النظام اللبناني على «الديمقراطية التوافقية» التي تعني، وفق الممارسة اللبنانية، إعطاء كل فريق حق «الفيتو»، وتأمين حكم الأقطاب، والحكم بالنسبية، ما يحتّم التفاهم بين ثلثي القوى الممثلة في البرلمان لانتخاب رئيس، أو توافق نصفها على الأقل لتكليف رئيس للحكومة، أو تمرير قوانين أساسية. ومنذ توقيع اتفاق الطائف في نهاية التسعينات حتى عام 2018، غالباً ما كانت هناك أكثريات قادرة على حسم الملفات، وألغت إلى حد كبير المعارضة في الداخل، وعُطّل النظام الديمقراطي لأنه عطّل المحاسبة، قبل أن يتغير المشهد في عام 2018 مع اعتماد نظام الاقتراع النسبي الذي أنتج أقليات وأكثريات، وهو ما يفرض تفاهمات إضافية.
ويقول نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي لـ«الشرق الأوسط»، إن «العطب في قوانين الانتخاب السابقة القائمة على نظام الاقتراع الأكثري، جرى تصويبه في القانون الأخير، وهو، على علاته، صحح التمثيل المسيحي في المجلس إلى حد كبير»، ونقل المعارضة إلى داخل المجلس، وأثمر «ممارسة حقيقية» للنظام الديمقراطي بين أكثرية تحكم وأقلية تعارض.
لكن هذا المشهد، حال دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو واقع يعيده الفرزلي إلى «الانقسام الفعلي في المجلس في ظل معبر إلزامي يتمثل في تأمين حضور ثلثي أعضاء البرلمان، ما جعل المجلس عاجزاً عن إنتاج رئيس بأكثرية أو أقلية».
ويشدد الفرزلي على أن «فلسفة النظام التعددي تقوم على أساس تأمين الميثاقية بالنصاب بين المسلمين والمسيحيين، ما يعني أنه لا بد من التفاهم» بين المكوّنات، وفي ظل العجز عن التفاهم «يتطلب ذلك تفاهماً إقليمياً يؤكد إلزامية التزام الرئيس باتفاق الطائف وحمايته».
و«اتفاق الطائف» هو وثيقة الوفاق الوطني التي توصل إليها اللبنانيون في عام 1989 برعاية المملكة العربية السعودية، وانتهت على أساسها الحرب الأهلية اللبنانية، وكرّست المناصفة بين المسلمين والمسيحيين بمعزل عن الأعداد. ويطرح البعض فكرة تطوير النظام أو تعديله، فيما يعارض كثيرون ذلك، مطالبين باستكمال تطبيق اتفاق الطائف الذي بات الدستور الثاني للجمهورية اللبنانية.
ويؤكد الفرزلي أن «الخطر اليوم هو على اتفاق الطائف، وليس صراعاً على انتخاب رئيس»، محذراً من أن الغاية من محاولة خلق أعراف جديدة والتشكيك بالدستور وممارسته على مدى السنوات الماضية «تهدف إلى ضرب الطائف». ويدعو إلى تفاهم حول مبادئ أساسية تجعل رئيس الجمهورية المقبل هو «رئيس مهام».
ويوضح الفرزلي أن الدفاع عن اتفاق الطائف وتبنيه يجب أن يكون «أولوية والمهمة الأساسية» التي يلتزم بها الرئيس المقبل، إضافة إلى مهمات أخرى بينها «أن يكون قادراً على التحاور مع حزب الله حول سلاحه وطرحه للنقاش عبر استراتيجية دفاعية»، و«أن يكون قادراً على تصحيح العلاقة مع المملكة العربية السعودية ومع دول الخليج العربي بما تمثل كونها رئة لبنان التي يتنفس منها». وأضاف أن الرئيس المقبل «يفترض أن يمتلك أيضاً قدرة على التحدث مع سوريا لترسيم الحدود البحرية معها، ومناقشة ملف النازحين السوريين وحل هذه القضية»، كما يفترض «أن يكون مطمئناً للمسيحيين ولا يزيد من تبايناتهم». وقال إن هذه المواصفات «أراها بالمرشح سليمان فرنجية، أو أي شخصية أخرى تنطبق عليها هذه المهام».
ويحول الانقسام العمودي بين المكونات اللبنانية دون التفاهم على شخصية سياسية واحدة، ومواصفات واحدة، ومع مرور 6 جلسات للبرلمان، لم يتم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد.
وفي هذا الإطار، قال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إن «القلق الذي ينتاب اللبنانيين في خضم هذه العاصفة التي ما زالت تستوطن بلادنا والمنطقة، يفرض على كل المسؤولين العودة إلى التعالي عن كل الخلافات، واعتماد لغة الحوار البناء، والعمل من أجل إعادة بناء دولتنا، والعيش فيها بسلام واستقرار لأنها الضامن الوحيد بعد الله».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«هدنة غزة» إلى اختراق جديد يعزز صمود الاتفاق

أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة» إلى اختراق جديد يعزز صمود الاتفاق

أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)

تستضيف الدوحة جولة جديدة من محادثات تثبيت الهدنة في قطاع غزة وسط خلافات حول شروط المرحلة الثانية المحتملة، وأحاديث عن مشاركة وشيكة لمبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ضمن مساعي الحلحلة.

ذلك الحضور الأميركي المرتقب، بعد محادثات مباشرة بين واشنطن و«حماس»، وإرسال إسرائيل وفداً للدوحة الاثنين، خطوات يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، دفعة نحو اختراق جديد سيعزز فرص صمود اتفاق الهدنة المتعثر، متوقعين أن يكون الأقرب التمديد لنحو شهرين لما بعد شهر رمضان والأعياد على أن تليها تفاهمات بشأن بدء المرحلة الثانية المؤجلة.

وغادر فريق من المفاوضين الإسرائيليين إلى الدوحة، الاثنين، لإجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، وفق إعلام إسرائيلي.

ومن المتوقع أن يتوجه ويتكوف إلى السعودية، الثلاثاء، ثم إلى العاصمة القطرية الأربعاء، حيث تجرى المحادثات، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل» الاثنين، عن مصدر دون أن توضح ما إذا كان سيزور إسرائيل أم لا.

وبحسب المصدر ذاته فإن «خطة ويتكوف» التي تدعمها إسرائيل مطروحة للمناقشة في المحادثات. وتتضمن إطلاق «حماس» سراح عشرة رهائن أحياء، من بينهم الإسرائيلي - الأميركي عيدان ألكسندر، مقابل 60 يوماً أخرى من وقف إطلاق النار.

أطفال فلسطينيون يسيرون في حي مدمر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يسيرون في حي مدمر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وتسعى إدارة دونالد ترمب لتمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح، وربما يؤدي بعد ذلك إلى هدنة طويلة المدى يمكن أن تنهي الحرب، وفق ما ذكرته «أكسيوس» الأحد.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، مطلع مارس (آذار) الحالي، بالإفراج عن 33 رهينة، بينهم 8 قتلى، و1800 أسير فلسطيني، رفضت «حماس»، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبول «إطار ويتكوف» بينما وافقت عليه إسرائيل بحسب البيان، مما دعا الأخيرة لمنع دخول المساعدات للقطاع.

عراقيل نتنياهو

ويراهن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، على أن تحمل زيارة ويتكوف للمنطقة فرصة قائمة لصمود الاتفاق وإمكانية التغلب على عراقيل نتنياهو، لافتاً إلى أن الموقف الأميركي المتصاعد الذي يبحث خلاله ترمب عن عدم حدوث حرب واستمرار تطبيع الدول العربية مع إسرائيل سيجعل الاتفاق صامداً بنسبة كبيرة حتى المعطيات الحالية.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن زيارة ويتكوف المرتقبة للدوحة تعني أن هناك اختراقاً جدياً حدث، وبالتالي عاد مبعوث ترمب للمنطقة بعد عدة تأجيلات، خاصة أن الوسطاء نجحوا في إقناع «حماس» بقبول لجنة الإسناد المجتمعي كما أعلنت الحركة في بيان الأحد، متوقعاً صمود الاتفاق والتوجه نحو تمديد المرحلة الأولى ثم البدء بمرحلة ثانية.

ووسط ذلك الترقب، قالت حركة «حماس»، في بيان الاثنين، إن «الاحتلال يواصل الانقلاب على الاتفاق، ويرفض البدء بالمرحلة الثانية، مما يكشف نياته في التهرب والمماطلة»، مُعربة عن استعدادها «للشروع فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية»، وذلك بعد وقت قصير من إصدارها بياناً يؤكد أنها «تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترمب، وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة، وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية».

وكشف القيادي في الحركة طاهر النونو، في تصريحات الأحد، أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، لافتاً إلى أن الجانبين ناقشا أيضاً كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب.

ومن جهته، وصف المبعوث الأميركي الاجتماع في حديث مع شبكة «سي إن إن»، بأنه «مفيد جداً»، معرباً عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة «في غضون أسابيع».

ضغوط متنوعة

ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» نتائج استطلاع حديث للرأي أجراه معهد «الديمقراطية» الإسرائيلي يقول إن ما يقرب من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو إما الآن أو بعد الحرب ليتحمل المسؤولية عن دوره في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفيما يخص المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن، فإن نحو 73 في المائة يؤيدون استمرار الاتفاق لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، حتى مع تكلفته الباهظة، والتي تشمل وقفاً كاملاً للأعمال العدائية، والانسحاب من غزة، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.

وبتقدير رخا فإن هناك تغيراً نسبياً في الموقف الأميركي، خاصة بعد تصريحات بوهلر الإيجابية بعد اللقاءات مع «حماس»، وهو ما يعزز تقديرات أن واشنطن منعت توجه نتنياهو للحرب، موضحاً أن الحركة تراهن على بدء المرحلة الثانية باعتبارها هي لب الحل إذ تشمل انسحابات إسرائيلية مهمة ومن دونها لن تتم عملية إعادة إعمار قطاع غزة.

ويعتقد أن الضغوط العربية وكذلك الأوروبية والداخلية بإسرائيل بجانب التحركات الأميركية ستدفع نحو استمرار تنفيذ الاتفاق ولو بشكل مرحلي، غير مستبعد أن تتم التضحية بنتنياهو من منصبه، خاصة أن تحرك واشنطن مع «حماس» يعني أن إدارة ترمب تبدي عدم ارتياح لرئيس وزراء إسرائيل ولجأت للتفاوض المباشر.