في حين التزمت حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني الصمت حيال القصف الإيراني والتركي في اليومين الأخيرين، على مناطق في إقليم كردستان العراق، صدرت مواقف منددة بالقصف من الأطراف الكردية ومنظمات ودول غربية. ويميل بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية التي شكلت الحكومة والتي يتحالف بعض أعضائها مع طهران، قد تدفع برئيس الوزراء في اتجاه عدم إدانة القصف الإيراني في مسعى للضغط على إقليم كردستان للتعامل بحزم وجدية مع الأحزاب الإيرانية الكردية الموجودة على أراضيه والتي تطالب طهران بإخراجها من العراق، وكذلك تفعل أنقرة.
ورغم حدّة البيانات التي يصدرها إقليم كردستان والمطالبات الملحة التي يقدمها إلى الحكومة الاتحادية في بغداد لوقف الهجمات الصاروخية الإيرانية والتركية على الإقليم، فإنها لم تجد آذاناً صاغية لها في بغداد. وأصدرت حكومة إقليم كردستان، أمس الاثنين، بياناً أدانت فيه بأشد العبارات الهجوم الذي نفذته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة في الإقليم.
وقالت حكومة الإقليم في أربيل عبر بيان: «ندين بأشد العبارات الهجوم الذي شنته إيران الليلة الماضية على إقليم كردستان». ورأت أن «الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار». وإذ دعت حكومة الإقليم إيران إلى «وقف هذه الحملة ضد إقليم كردستان، فإننا نؤكد أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق». كما دعت «أصدقاءها وشركاءها في بغداد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عامة إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة».
وفي تطور لافت، دعا مسعود حيدر، مستشار رئيس «الحزب الديمقراطي» مسعود بارزاني، المجتمع الدولي إلى تزويد الإقليم وبغداد بمنظومة دفاع جوية. وقال حيدر في تدوينة: «الهجمات الصاروخية والدرونات تجاوز على سيادة الدولة العراقية، وتعريض لحياة المدنيين في كردستان للخطر، والإدانة لا تمنع تكرارها. على المجتمع الدولي مساعدة وبيع أربيل وبغداد منظومة دفاعات جوية لردع هذه الهجمات؛ فالصواريخ تردع بالصواريخ؛ لا بالإدانات».
وفي بغداد، استنكر ممثل كردستان في البرلمان الاتحادي ونائب رئيسه، شاخوان عبد الله، القصف الإيراني، ودعا الحكومة الاتحادية إلى «اتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد من الاعتداءات المتكررة التي تعدّ تجاوزاً مرفوضاً وانتهاكاً للسيادة الوطنية». وطالب عبد الله «المجتمع الدولي بالتدخل ومساعدة العراق لمعالجة قضية الاعتداءات، فاستمرار القصف سيعرض حياة المدنيين للخطر ويمس بالأمن والاستقرار في البلاد». كما حذّرت البعثة الأممية لدى العراق «يونامي» من إمكانية أن تتسبب الهجمات الصاروخية على الأراضي العراقية في «كارثة»، ودعت إلى وقف جميع الهجمات والانتهاكات المتكررة ضد أراضيه.
وذكرت البعثة في بيان: «يجب وقف الهجمات والانتهاكات المتكررة للعراق؛ لأن هذه الأعمال الحربية لن تزيد من التوتر فحسب؛ بل ستسبب أيضاً كارثة. الطريقة الوحيدة لحل المشاكل الخارجية لدول الجوار هي باستخدام الأدوات الدبلوماسية المؤسسية». وأعلنت القنصلية البريطانية في كردستان تضامنها مع الإقليم ضد ما وصفته بـ«العدوان الإيراني». وقال القنصل البريطاني في تغريدة: «مرة أخرى؛ يواجه سكان كردستان العراق ضربات صاروخية وطائرات من دون طيار من قبل (الحرس الثوري)». وأضاف أنه «منذ سبتمبر (أيلول)، قتلت هذه الهجمات ما لا يقل عن 12 شخصاً وجرحت وشردت المزيد. وتقف المملكة المتحدة إلى جانب كردستان في مواجهة هذا العدوان».
من جانبها؛ أنحت وزارة الخارجية الإيرانية باللائمة على بغداد وإقليم كردستان، وحملتهما مسؤولية عدم ردع الأحزاب الإيرانية المعارضة الموجودة داخل الأراضي العراقية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، خلال حديث في مؤتمر صحافي، نقلته وكالة «تسنيم» الإيرانية، إن «إيران تتوقع بالتأكيد ألا يكون هناك أي تهديد لأمن الجمهورية الإسلامية من أراضي العراق، وألا تستخدم أراضي العراق نقطة تهديد ضد إيران». وأضاف: «كنا نتوقع أن تفي الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان العراق بمسؤولياتها الدولية؛ لكن للأسف لم تفعلا ذلك رغم الوعود المتكررة التي تلقيناها من مسؤولي الحكومة العراقية ومسؤولي إقليم كردستان العراق».
بغداد تلتزم الصمت حيال القصف الإيراني... وكردستان تطالب بمنظومة دفاع لردع الهجمات
بغداد تلتزم الصمت حيال القصف الإيراني... وكردستان تطالب بمنظومة دفاع لردع الهجمات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة