أغنية كأس العالم: جدلية ميريام فارس المتواصلة

«Tukoh Taka» فعَّلت الأسهم المُسدّدة

مالوما متوسطاً من اليمين ميريام فارس ومن اليسار نيكي ميناج
مالوما متوسطاً من اليمين ميريام فارس ومن اليسار نيكي ميناج
TT

أغنية كأس العالم: جدلية ميريام فارس المتواصلة

مالوما متوسطاً من اليمين ميريام فارس ومن اليسار نيكي ميناج
مالوما متوسطاً من اليمين ميريام فارس ومن اليسار نيكي ميناج

تبدو ميريام فارس مثل مَن يدير أذناً صماء للمبغضين. وهم في حالتها ليسوا قلة، يملأون «السوشيال ميديا» بوَقْع غير محبب. يندفعون غالباً برأي سلبي يسبق الموضوع المتعلق به، فيما يُفترض العكس؛ أن يظهر الموضوع كاملاً، بجوانبه وزواياه، ليتبعه الرأي ويدلّ عليه، قبل دلالة تُبيّن «شخصانيتها» تجاه الفنان. قد تكون أغنية كأس العالم «عادية»، وربما ما يزيد أو يقل. لكن فيها الحضور الحيوي للفنانة اللبنانية المتمكنة من رقصها.
شيّدت فارس الجدار، وتأكدت أنه شاهق. أشرفت على ارتفاعه فيضمن إبقاءها على مسافة من الآخرين. ليست هي الشخصية الفنية الحاضرة في التغريدات بدفء. لها عالمها، والبعض يمقت العوالم. لها زواجها البعيد عن الأنظار، وقد سحبت الضوء المُلقى على عائلتها. ولها أيضاً وثائقي على «نتفليكس» رشقته الأسهم وطالته الألسنة. في الحجر، صوّرت ما قالت إنه «المعاناة» وقدّمته وجبة مشاهدة، تذوّق كثر خفّتها. وأُخذ عليها وصول أغنيتها «قومي» بالاستماعات لما يزيد على عدد سكان الكوكب. طالها هزء من هنا وهناك، وظلّ ذلك الجدار يعلو ويعاند الاختراق. تُراكم نجاحات على حساب الصدى العاطفي؛ كأنّ الغلبة هي للبرودة.
كلّه غذاء شهي للسخط المولود مما يمكن اعتباره «جفاءها». يرافقها قبل إصدار الأغنيات وبعدها. قبل الحفلات وبعدها. وقبل التفرّد وبعده. ثمة دائماً مَن يحاسب الفنان وإن لم يرتكب شيئاً. يكفي التحاقه بصفوف الجدل وتدفّقه بلا التوقف عند الحجرات العاثرة. وفارس نوعها مُتدفق، لا يردعه تيار معاكس.
وجسمها «لبّيس»، يُقال بالمحكية اللبنانية. مُزوّدة بإسفنجة جاذبة لحدّة الرأي. أقل ما يُقال إنها «نسخة رديئة» عن شاكيرا. مجرد تقليد وتزوير. في كليب «Tukoh Taka»، تبدو واثقة من هزّ الخصر، مشهدها الراقص غير مُفتعل. تسقط «تهمة» التقليد لإتقانها المطلوب منها بشأن التمايل على الإيقاع. الافتراض المنطقي هو أنّ نجمة كولومبيا اللبنانية الجذور ليست وحدها مَن يخطف الأنظار حين ترقص. ساحرة وفاتنة، إنما السحر والفتنة لا يقيمان حصراً في أدائها. رقص ميريام فارس من الإجحاف ألا يُنصف.
الحضور والرقص، أجمل ما في الكليب الصادر عن «الفيفا». ليست مبالغة القول إنّ فارس لا تقلّ مكانة عن نجمين بحجم نيكي ميناج ومالوما. لها مساحتها العريضة في أغنية موزّعة على ثلاثة. إطلالتها أبعد من سدّ الفراغ أو الاختيار المتسرّع لأي نجم عربي. المُشاهدة تُبيّن أنّ الثوب ليس فضفاضاً عليها.

الكليب مسألة أخرى. ضخّه الحماسة يصطدم بعائق. رشّة ما تنقص، فتؤثّر في الطبخة. لا يقول كل شيء عما يتعلّق بـ«الإشباع» المُرتقب من الوجبات الدسمة. ولولا «الباص» العابر في الصحراء، لما تبيّنت دلالات ارتباطه بمونديال قطر 2022. يسيطر العادي على المشهد: راقصات وأعلام ومقتطفات من الملاعب؛ فإن أُسقط على أي دورة، لأدّى تقريباً وظيفة مشابهة. لمسة العصر ضئيلة. «الجنون» البصري متواضع.
هل يتجاوز الكليب التوقعات؟ والأغنية؟ العين الناقدة تجيب بـ«لا». لكن المزاج العربي له يد في دفعه إلى الأمام، وهذا عادة لا يحدث بوجود أجنبي. يُحسب لميريام فارس إثبات القدرة على المنافسة. لا برأس منحنٍ وثقة مترددة، بل بحقيقة التمكّن من السطوع.
ردّد كثيرون أنّ النقد لا يجوز حين يتعلّق بإنجاز عالمي يحققه أبناء الوطن. وعاكسوا ما اعتبروه نقصاً في الوطنية، بما أمكن أن يكون مغايراً تماماً لو حدث في مصر. عندها، لتكاتف النجوم وتوحّدت الصفوف. ولصدرت أهازيج بأعلى الأصوات. وعمّت الاحتفالات وتربّعت السعادة. في لبنان، امتهانٌ للتفرقة. لا يعني ذلك أنّ للفن جنسية، ويجدر التصفيق الأعمى لمجرد وحدة جواز السفر. إنما البعض يستلذ بقيادة المدفع ويعثر على بهجته بإطلاق القذائف.
لا تقلّل من أهمية النقد، الإشارة إلى مكانة اللبنانية (العربية) ميريام فارس بين الترينيدادية نيكي ميناج والكولومبي مالوما. نسف الجهود مؤلم. يحرّك «السوشيال ميديا» مَن يطيب له تكريس الألم. يتزايد التفرّغ للأذى كأن لا شيء آخر يشغل صنّاعه. لا يتعلق الأمر بفارس فحسب. كراهية تُعمم وتتحوّل خبز الأيام.
ماذا لو تجنّدت وتصدّت؟ لو غرّدت رداً على كل مغرّد، ودسّت السمّ في ألفاظها؟ تحرس اللباقة من هجمات مرتدّة وتُبقيها في مكان آمن. ينصفها إبعادها الذات عن الثرثرة واستقالتها من خوض المعارك. تقدّم ما تجيده: الفن، وتغلق الباب على الانفعالات.
ليست «توكو تاكا» دهشة فنية، ولا تسحر من الانطباع الأول. كما أنها لا تتحدر إلى الأسوأ. افتراض أنّ الناس أذواق، وبعضاً يدافع عما يهاجمه بعض آخر، لا ينبغي له جرّ الحقيقة إلى غير مكانها. الحقيقة تقول إنّ فارس فنانة استعراض، وحين تُطلب نجمة بخصر ليِّن وحركة مندفعة، يتصدّر اسمها القائمة. نقدُ المحتوى مُشرّع، وللناس الحق بالإعجاب أو الرفض. تكاثُر التغريد الداعم لا يعني إرسال رأي شاجب إلى المقصلة. والعكس أيضاً لا يجوز فقط لأنها ميريام فارس.
كل عمل فني يحتمل نقده واختلاف وجهة النظر حوله. لا عدالة في التحامل ولا قوة في التحطيم المُتعمّد.


مقالات ذات صلة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شمال افريقيا مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، حيث بدأت تلك الفعاليات خلال إجازة عيد الفطر، واستقطبت هذه الفعاليات مشاركات مصرية «لافتة»، ومنها مسرحية «حتى لا يطير الدكان» من بطولة الفنان أكرم حسني، والفنانة درة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»، بالإضافة لعرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت»، الذي أقيم على مسرح «محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، كما شارك الفنان عمرو دياب في حفلات «عيد جدة»، بجانب ذلك تشهد الرياض حفل «روائع الموجي»، الذي يحييه نخبة كبيرة من نجوم الغناء، حيث يشارك من مصر، أنغام، وشيرين عبد الوهاب، ومي فاروق، بجانب نجوم

داليا ماهر (القاهرة)
الرياضة مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

تُواجه شركة «أديداس»، المتخصصة في المُعدات الرياضية، دعوى قضائية في الولايات المتحدة رفعها مجموعة مساهمين يعتبرون أنهم خُدعوا، بعد الفشل المكلف للشراكة مع كانييه ويست، والتي كان ممكناً - برأيهم - للمجموعة الألمانية أن تحدّ من ضررها، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ورُفعت دعوى جماعية أمام محكمة منطقة أوريغون؛ وهي ولاية تقع في شمال غربي الولايات المتحدة؛ حيث المقر الرئيسي للمجموعة في البلاد، وفقاً لنص الإجراء القضائي، الذي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»، والمؤرَّخ في 28 أبريل (نيسان). وكانت «أديداس» قد اضطرت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى إنهاء تعاونها مع مُغنّي الراب الأميركي كانيي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

أعلن كل من الفنان المصري تامر حسني، والفنانة المغربية بسمة بوسيل، طلاقهما اليوم (الخميس)، بشكل هادئ، بعد زواج استمر نحو 12 عاماً، وأثمر إنجاب 3 أطفال تاليا، وأمايا، وآدم. وكشفت بوسيل خبر الطلاق عبر منشور بصفحتها الرسمية بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستغرام» قالت فيه: «(وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ده كلام ربنا في الزواج والطلاق، لقد تم الطلاق بيني وبين تامر، وسيظل بيننا كل ود واحترام، وربنا يكتبلك ويكتبلي كل الخير أمين يا رب». وتفاعل تامر حسني مع منشور بسمة، وأعاد نشره عبر صفحته وعلق عليه قائلاً: «وجعلنا بينكم مودة ورحمة بين الأزواج في كل حالاتهم سواء تزوجوا أو لم يقدر الله الاستمرار فانفصلوا ب

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
الولايات المتحدة​ «فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

«فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

كشفت المغنية الشهيرة شاكيرا أنها «فخورة» بكونها تنحدر من أميركا اللاتينية بعد أن بدا أن شريكها السابق، جيرارد بيكيه، قد استهدفها ومعجبيها في مقابلة أُجريت معه مؤخراً. وبينما تستعد المغنية الكولومبية لمغادرة إسبانيا مع طفليها، تحدث لاعب كرة القدم المحترف السابق عن التأثير المرتبط بالصحة العقلية لتلقي تعليقات سلبية عبر الإنترنت بعد انفصاله عن شاكيرا، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». واستخدم بيكيه معجبي شاكيرا في أميركا اللاتينية كمثال على بعض الكراهية التي يتلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال بيكيه: «شريكتي السابقة من أميركا اللاتينية وليس لديك أي فكرة عما تلقيته عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أشخا

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
TT

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)

يستعيد الفيلم الوثائقي المصري «البحث عن رفاعة» سيرة أحد رواد النهضة الفكرية في مصر ببدايات القرن الـ19، رفاعة رافع الطهطاوي، الذي كان له دور مهم في التعليم والترجمة، ويستضيف الفيلم المركز الثقافي بيت السناري بحي السيدة زينب (وسط القاهرة)، التابع لمكتبة الإسكندرية، الأربعاء.

يتتبع الفيلم مسيرة رفاعة الطهطاوي عبر رؤية سينمائية تدمج المكان بالأحداث بالموسيقى، ويتناول شخصية وأفكار رفاعة الطهطاوي، أحد رواد النهضة الفكرية في مصر، ويُقدم رؤية سينمائية تجمع بين التاريخ والواقع، مسلّطاً الضوء على إسهاماته في تشكيل الوعي العربي الحديث، وفق بيان لمكتبة الإسكندرية.

ويُعدّ رفاعة الطهطاوي من قادة النهضة العلمية في مصر خلال عصر محمد علي، وقد ولد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1801، في محافظة سوهاج بصعيد مصر، والتحق بالأزهر ودرس على يد علمائه علوم الدين مثل الفقه والتفسير والنحو، ومن ثَمّ سافر إلى فرنسا في بعثة علمية وعاد ليضع خطة لإنشاء مدرسة الألسُن، ووضع كتباً عدّة من بينها «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، و«مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية»، و«المرشد الأمين في تربية البنات والبنين»، وتوفي رفاعة الطهطاوي عام 1873، وفق الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

بيت السناري في القاهرة (بيت السناري)

جدير بالذكر أن الفيلم وثائقي طويل، تبلغ مدته 61 دقيقة، وأخرجه صلاح هاشم، وقام بالتصوير والمونتاج المصور اللبناني سامي لمع، والمنتج المنفذ نجاح كرم، والموسيقي يحيى خليل، وهو من إنتاج شركة سينما إيزيس.

وأوضحت «سينما إيزيس» المنتجة للفيلم أنه عُرض لأول مرة في 2008 بجامعة لندن، قسم الدراسات الشرقية. وشارك في مهرجانات عربية وعالمية عدّة، من بينها «كارافان السينما العربية والأوروبية» في عمّان بالأردن، و«متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية» في مارسيليا بفرنسا، تحت عنوان «الطهطاوي... مونتسكيو العرب».

وكان مخرج الفيلم قد تحدّث في ندوة بجامعة لندن عقب العرض الأول له، عن تصوير أكثر من 20 ساعة بين القاهرة وأسيوط وطهطا (بلد رفاعة)، وأن مونتاج الفيلم استغرق نحو 6 أشهر بين مدن أوروبية، موضحاً أن الهدف من صنع الفيلم هو التحفيز على التفكير في فكر رفاعة ومعتقداته بخصوص مفاهيم ومعاني النهضة والتقدم.

ولفت إلى أنه أراد تقديم رؤية لرفاعة بأسلوب موسيقى الجاز، وهو ما ظهر في إيقاع الفيلم، موضحاً أن الفيلم أيضاً أراد أن يبعث برسالة مفادها بأن السينما ليست مجالاً للتسلية أو الترفيه فقط، بل يمكن أن تكون أداة للتفكير في الواقع ومشاكل مجتمعاتنا، كما يمكن أن تكون وسيلة للمحافظة على ذاكرتنا.

ويُعدّ بيت السناري الذي يستضيف عرضاً جديداً للفيلم من المراكز الثقافية التي تعتمد على تقديم الأنشطة المتنوعة، والمركز التابع لمكتبة الإسكندرية، هو بيت أثري يعود لنهايات القرن الـ18، وكان مقراً لعلماء وفناني الحملة الفرنسية على مصر بين 1798 و1801م.