النفط يتراجع بضغط الدولار وتوقعات بضعف الطلب

منشأة نفطية تابعة لـ«لوك أويل» في جزيرة صقلية الإيطالية (أ.ب)
منشأة نفطية تابعة لـ«لوك أويل» في جزيرة صقلية الإيطالية (أ.ب)
TT

النفط يتراجع بضغط الدولار وتوقعات بضعف الطلب

منشأة نفطية تابعة لـ«لوك أويل» في جزيرة صقلية الإيطالية (أ.ب)
منشأة نفطية تابعة لـ«لوك أويل» في جزيرة صقلية الإيطالية (أ.ب)

قلص النفط مكاسب مبكرة يوم الجمعة متجهاً لتسجيل انخفاض أسبوعي حاد بسبب المخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين، وارتفاع الدولار مع توقع المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وبحلول الساعة 1219 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 78 سنتاً أو 0.87 في المائة لتصل إلى 89.00 دولار للبرميل، لكنها لم تبتعد كثيراً عن أدنى مستوى لها في أربعة أسابيع بلغته في الجلسة السابقة عند 89.53 دولار للبرميل. فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 40 سنتاً أو 0.49 في المائة إلى 81.24 دولار للبرميل، متماسكة قرب أدنى مستوى في ستة أسابيع. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط ثمانية في المائة حتى الآن هذا الأسبوع، بينما انخفض خام برنت بأكثر من ستة في المائة.
وقال محللون إن المخاوف بشأن إغلاق محتمل في الصين للحد من زيادة الإصابات بـ(كوفيد - 19) التي بلغت أعلى مستوياتها منذ أبريل (نيسان) الماضي، والمخاوف من المزيد من الرفع لأسعار الفائدة بما قد يدفع الاقتصاد الأميركي نحو الركود، ألقت بظلالها على السوق.
وأدت تصريحات صادرة عن مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع وبيانات مبيعات التجزئة التي جاءت أقوى من المتوقع إلى تبديد آمال في تخفيف سياسة التشديد النقدي المتعلقة برفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
ووفقاً لاستطلاع أجرته رويترز، من المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعد أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس. وسادت مخاوف الركود هذا الأسبوع رغم قرب تطبيق الاتحاد الأوروبي حظراً على النفط الخام الروسي في الخامس من ديسمبر، وخفض مجموعة أوبك بلس، التي تضم منظمة أوبك ومنتجين مستقلين، الإمدادات.
وفي سياق موازٍ، ذكرت صحيفة كوميرسانت الروسية نقلاً عن مصادر مطلعة على الإحصاءات الرسمية، أن روسيا رفعت إنتاج النفط ومكثفات الغاز في النصف الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري واحداً في المائة مقارنة بالشهر السابق إلى 1.48 مليون طن.
في غضون ذلك، تراجعت الصادرات إلى دول خارج رابطة الدول المستقلة (التي تضم جمهوريات سوفياتية سابقة) خمسة في المائة، مقارنة بالفترة نفسها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسبما ذكرت الصحيفة.


مقالات ذات صلة

«ناقلتا مضيق كيرتش» تسلطان الضوء على مخاطر «أسطول الظل» الروسي

أوروبا صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)

«ناقلتا مضيق كيرتش» تسلطان الضوء على مخاطر «أسطول الظل» الروسي

سعت السلطات الروسية، الاثنين، إلى احتواء الأضرار الناجمة عن تسرب النفط إلى مضيق كيرتش من ناقلتين متقادمتين انشطرت واحدة منهما وتضررت الأخرى بسبب العاصفة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

تراجعت العقود الآجلة للنفط من أعلى مستوياتها في أسابيع وسط جني المستثمرين الأرباح مع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في وقت لاحق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة مأخوذة من مقطع فيديو يُظهر الناقلة «فولغونفت 212» متضررة بسبب العاصفة في مضيق كيرتش (أ.ب)

تسرُّب النفط في مضيق كيرتش بعد انشطار ناقلة نفط روسية جرَّاء عاصفة

لحقت أضرار بناقلتَي نفط روسيتين جراء الطقس العاصف في البحر الأسود، ما تسبب في تسرب منتجات نفطية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
الاقتصاد شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

باعت شركة «سينوك» الصينية المحدودة شركتها التابعة في الولايات المتحدة إلى مجموعة الكيميائيات البريطانية «إينيوس».

«الشرق الأوسط» (بكين)

سوق العمل في أوروبا تشهد تراجعاً بالربع الثالث

عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
TT

سوق العمل في أوروبا تشهد تراجعاً بالربع الثالث

عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)

شهدت سوق العمل في أوروبا تراجعاً بالربع الثالث من العام، مما يشير إلى استمرار التراجع في ضغوط التضخم، وهو ما قد يبرر مزيداً من خفض أسعار الفائدة، بحسب بيانات صدرت الاثنين.

وتباطأ ارتفاع تكاليف العمالة في منطقة اليورو إلى 4.6 في المائة في الربع الثالث، مقارنة بـ5.2 في المائة في الربع السابق، في حين انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة من 2.6 في المائة، وهو تراجع مستمر منذ معظم العامين الماضيين، وفقاً لبيانات «يوروستات».

وتُعزى ضغوط سوق العمل الضيقة إلى دورها الكبير في تقييد سياسة البنك المركزي الأوروبي بشأن خفض أسعار الفائدة، خوفاً من أن تؤدي زيادة الأجور بشكل سريع إلى ارتفاع تكاليف قطاع الخدمات المحلي. ومع ذلك، بدأ الاقتصاد في التباطؤ، حيث بدأ العمال في تخفيف مطالباتهم بالأجور من أجل الحفاظ على وظائفهم، وهو ما يعزز الحجة التي تقدّمها كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لدعم مزيد من التيسير في السياسة النقدية.

وبينما لا تزال الشركات تحافظ على معدلات توظيف مرتفعة، فإنها أوقفت عمليات التوظيف الجديدة بشكل حاد، وذلك مع تكدس العمالة في محاولة لضمان توفر القوى العاملة الكافية للتحسن المنتظر.

وفيما يتعلق بأكبر اقتصادات منطقة اليورو، سجلت ألمانيا أكبر انخفاض في تضخم تكلفة العمالة، حيث تراجع الرقم إلى 4.2 في المائة في الربع الثالث من 6 في المائة بالربع السابق. وتشير الاتفاقيات المبرمة مع أكبر النقابات العمالية في ألمانيا إلى انخفاض أكبر في الأشهر المقبلة، حيث يُتوقع أن ينكمش أكبر اقتصاد في المنطقة للعام الثاني على التوالي في عام 2024 بسبب ضعف الطلب على الصادرات، وارتفاع تكاليف الطاقة.

وعلى الرغم من تعافي الأجور المعدلة حسب التضخم إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الزيادة الكبيرة في نمو الأسعار، فإن العمال لم يتلقوا زيادات ملحوظة في الأجور، حيث تدعي الشركات أن نمو الإنتاجية كان ضعيفاً للغاية، ولا يوجد ما يبرر مزيداً من الزيادة في الدخل الحقيقي. كما انخفض معدل الشواغر الوظيفية، حيث سجل أقل من 2 في المائة في قطاع التصنيع، فيما انخفض أو استقر في معظم الفئات الوظيفية الأخرى.