تقرير أميركي رسمي: حكومة أشرف غني مسؤولة عن الانهيار

في استباق لفتح ملف الانسحاب من أفغانستان

الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني
الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني
TT

تقرير أميركي رسمي: حكومة أشرف غني مسؤولة عن الانهيار

الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني
الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني

فيما بدا أنه استباق لفتح ملف الانسحاب الأميركي من أفغانستان، من قبل مجلس النواب الأميركي الجديد، بعد سيطرة الجمهوريين عليه، ألقى تقرير رسمي باللوم على حكومة أفغانستان السابقة «لفشلها في الاعتراف» بأن الولايات المتحدة تعتزم الانسحاب من البلاد.
وقال التقرير، الذي أصدره المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، إن هذا العامل هو من بين الأسباب العديدة التي أسهمت في الانهيار السريع للحكومة الأفغانية والقوات المسلحة، في أغسطس (آب) 2021، قبل استيلاء حركة «طالبان» على السلطة.
ووجد التقرير، الذي صدر بعد إجراء مقابلات مع مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، بالإضافة إلى خبراء ومسؤولين سابقين في الحكومة الأفغانية، أن الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، المدعوم من الولايات المتحدة، حكم البلاد من خلال «دائرة ضيقة انتقائية للغاية من الموالين»، ما أدى إلى زعزعة استقرار الحكومة في منعطف حاسم.
وقال التقرير إن المستوى العالي من المركزية للحكومة الأفغانية والفساد المستشري والنضال من أجل الحصول على الشرعية، كانت عوامل طويلة الأجل، في انهيار الحكومة السريع في نهاية المطاف. وأضاف التقرير: «حقيقة أن الولايات المتحدة قد دعمت أفغانستان لمدة 20 عاماً، وأن أفغانستان كانت تعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي خلال جزء كبير من تاريخها الحديث، جعلت من الصعب جداً على السياسيين والقادة الأفغان تصور مستقبل لهم من دون هذا الدعم».
وأشار إلى أن واشنطن فشلت أيضاً في حل قضية الفساد وتحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في بناء مؤسسات حكم أفغانية مستقرة ديمقراطية وتمثيلية تراعي الفوارق بين الجنسين وخاضعة للمساءلة. وأضاف أن الولايات المتحدة خصصت 145 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان حتى يونيو (حزيران) 2021، بما في ذلك 36.3 مليار دولار للحكم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، تم حل الحكومة عندما فر غني من البلاد في مواجهة استيلاء «طالبان» السريع على السلطة وانسحاب قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة.
واعتبر أن «التفكك السريع لقوات الأمن الأفغانية وإدارة غني في أغسطس 2021، يمثل النتيجة الدراماتيكية لجهود قادتها الولايات المتحدة على مدى عقدين لتطوير المجتمع الأفغاني وتغريبه»، مضيفاً: «على مدار ما يقرب من 20 عاما و3 رؤساء أميركيين، كانت الولايات المتحدة مترددة بشأن مسألة الانسحاب العسكري».
ووجد التقرير أن الحكومة الأفغانية تلقت «رسائل متضاربة» من صانعي السياسة الأميركية وآخرين في واشنطن، ما جعلها غير مستعدة لانسحاب القوات الأجنبية. وأضاف أن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب باستبعاد إدارة غني من محادثات السلام مع «طالبان»، جعلها «تبدو ضعيفة ومتخلى عنها» من قبل حليفها الأساسي، مع تعزيز «شرعية التمرد الإسلامي». ونقل التقرير عن كريس ميسون، الأستاذ المساعد للأمن القومي في الجيش الأميركي، قوله: «كانت جهود الولايات المتحدة لبناء مؤسسات الحكم في أفغانستان وإدامتها، عبارة عن فشل كامل وملحمي ومقدرة مسبقاً، تماماً كما حصل في الجهود والنتائج في حرب فيتنام، وللأسباب نفسها». ومع ذلك، فقد أحرزت جهود إعادة الإعمار الأميركية بعض التقدم نحو تحقيق أهداف الحكم الأفغاني قبل انهيار الحكومة، بحسب التقرير.
وعدّد التقرير الممارسات التي قامت بها حركة «طالبان» منذ استيلائها على السلطة؛ حيث فرضت الجماعة الحاكمة الراديكالية تفسيرها الخاص للإسلام لحكم البلاد، وقامت بتفكيك الوزارات والإدارات التي تهدف إلى تعزيز حرية التعبير وحقوق الأفغان، خاصة النساء.
وختم التقرير قائلاً إن المفتش العام قدم مسودة التقرير إلى وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمراجعته والتعليق عليه. وأضاف أنه تلقى تعقيباً خطياً رسمياً من وزارة الخارجية، لكن الآخرين لم يقدموا أي تعليقات. وأضاف أن رد الخارجية شدد على أن «المعيار الذي بموجبه نجحت الحكومة الأميركية أو فشلت في تحقيق أهدافها السياسية، يحتاج إلى إعادة النظر بالكامل في هذا التقرير».


مقالات ذات صلة

واشنطن: «طالبان» قتلت مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل في 2021

العالم واشنطن: «طالبان» قتلت مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل في 2021

واشنطن: «طالبان» قتلت مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل في 2021

قتلت قوات «طالبان» مخطط الهجوم الانتحاري على مطار كابل خلال الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان في 2021، وفق ما أعلن البيت الأبيض أول من أمس (الثلاثاء). وفجّر المهاجم، الذي ينتمي لتنظيم «داعش»، نفسه وسط حشود كبيرة من الناس في محيط المطار في أثناء محاولتهم الفرار من أفغانستان في 26 أغسطس (آب) 2021. وأسفر الانفجار عن مقتل 170 أفغانيا، و13 جنديا أميركيا كانوا يؤمنون المطار خلال عملية الانسحاب. وكان التفجير من الأعنف في أفغانستان في السنوات الأخيرة، وأثار موجة انتقادات للرئيس جو بايدن على خلفية قراره سحب قوات بلاده بعد نحو 20 عاما على الغزو الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض يسلّم الكونغرس تقريراً سرّياً عن الانسحاب من أفغانستان

البيت الأبيض يسلّم الكونغرس تقريراً سرّياً عن الانسحاب من أفغانستان

أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أنّه سلّم الكونغرس تقريراً سرّياً طال انتظاره عن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021، مدافعاً عن مسار هذا الانسحاب، الذي أنهى 20 عاماً من المحاولات الفاشلة لهزيمة حركة «طالبان». ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنّه ما من شيء كان بإمكانه «تغيير مسار الانسحاب»، وإنّ «الرئيس (جو) بايدن رفض إرسال جيل آخر من الأميركيين لخوض حرب كان يجب أن تنتهي، بالنسبة للولايات المتحدة، منذ فترة طويلة». وصدم الانسحاب الذي انتهى في 30 أغسطس (آب) 2021 الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة بعدما تغلبت «طالبان» في أسابيع على القوات الأفغا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم 3 قتلى في هجوم روسي بمسيّرات على منطقة كييف

3 قتلى في هجوم روسي بمسيّرات على منطقة كييف

قُتل 3 أشخاص، وأصيب 7 آخرون بجروح، في هجوم بطائرات مسيّرة روسية، ليل الثلاثاء – الأربعاء، في منطقة كييف، على ما أعلنت الإدارة العسكرية الإقليمية، صباح اليوم الأربعاء. وقالت الإدارة، على منصة تلغرام، إن «موقعاً مدنياً تضرَّر في أعقاب الهجوم الليلي بطائرات مسيَّرة في منطقة كييف»، والذي تسبَّب باندلاع حريق، دون تقديم مزيد من التفاصيل، وبالأخص حول الموقع المستهدف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الأمير البريطاني هاري خلال مشاركته في الحرب بأفغانستان عام 2012 (رويترز)

وزير الدفاع البريطاني يتهم هاري بـ«التفاخر» بقتله 25 شخصاً في أفغانستان

اتهم وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الأمير البريطاني هاري بـ«التفاخر» بعدد الأشخاص الذين قتلهم أثناء قيامه بجولة عسكرية في أفغانستان و«خذلان» زملائه في الخدمة. وانضم والاس، وهو جندي سابق، إلى قدامى المحاربين البارزين الآخرين لانتقاد مزاعم دوق ساسكس بأنه قتل 25 جندياً من حركة «طالبان»، أثناء خدمته مع الجيش البريطاني، وفقاً لصحيفة «الغارديان». وعلى الرغم من أن والاس قال إن الأمر متروك لكل فرد من أفراد الخدمة السابقين «لاتخاذ خياراته الخاصة بشأن ما يريد التحدث عنه»، لكنه لم يكن ليتحدث عن هذا الأمر في اجتماع علني. وتابع والاس: «القوات المسلحة لا تتعلق بالحصيلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم أفغان يحاولون عرض مستنداتهم على القوات الأجنبية في مطار كابل خلال عملية الانسحاب من أفغانستان 26 أغسطس 2021 (إ.ب.أ)

الجمهوريون يفتحون تحقيقات في الانسحاب «الكارثي» من أفغانستان

بدأ الجمهوريون في مجلس النواب بتحقيقاتهم في «الانسحاب الأميركي الكارثي من أفغانستان»، وأرسل رئيس لجنة الشؤون الخارجية الجديد مايك مكول رسالة إلى الإدارة الأميركية يطالبها فيها بتسليم وثائق ومعلومات مرتبطة بالانسحاب. ويقول مكول إنه «بعد انسحاب إدارة بايدن الفوضوي والمميت من أفغانستان، شعر أعداء أميركا بالقوة، وأصبحت البلاد ملاذاً آمناً للإرهابيين مجدداً». ووجه مكول، الذي توعد ببدء التحقيقات مع تسلم الجمهوريين للأغلبية في النواب، انتقادات شديدة للبيت الأبيض فاتهمه بعدم التعاون مع مطالبه بتسليم وثائق متعلقة بالانسحاب يعود تاريخها إلى أغسطس (آب) 2021، وذلك عندما كان كبيراً للجمهوريين في اللجنة.

رنا أبتر (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».