«أوكرانيا» تحيي الاهتمام الأوروبي بالعلاقات مع أميركا اللاتينية

التحضير لشراكة استراتيجية واسعة بين الطرفين خلال شهور

الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في قمة العشرين، في بالي، 15 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في قمة العشرين، في بالي، 15 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

«أوكرانيا» تحيي الاهتمام الأوروبي بالعلاقات مع أميركا اللاتينية

الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في قمة العشرين، في بالي، 15 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في قمة العشرين، في بالي، 15 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

بعد سنوات من «التباعد» الذي يجمع الطرفين على عدم وجود مبررات له، ومع تفاقم أزمة الطاقة العالمية وازدياد شهية الدول الصناعية على المواد الخام النادرة، تعود الحرارة إلى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، تمهيداً لتحويلها إلى شراكة استراتيجية واسعة في النصف من السنة المقبلة، عندما تتولى إسبانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وتقول مصادر دبلوماسية أوروبية إن القمة الأخيرة التي استضافتها الأرجنتين بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، كانت أقرب ما تكون إلى «ورشة عمل مكثفة وضعت الإطار العام لهذه الشراكة ومضامينها الرئيسية، وأنها باتت جاهزة للانطلاق في غضون أشهر قليلة».
ولا شك في أن الحرب الدائرة في أوكرانيا، وما نشأ عنها من تداعيات على صعيد إمدادات الطاقة إلى أوروبا وتفاقم أزمة الغذاء العالمية التي يرى فيها الاتحاد الأوروبي مصدر تهديد لاستقراره الأمني والاجتماعي بسبب تأثيرها المباشر على أزمة الهجرة، ازداد اهتمام الأوروبيين في شبه القارة الأميركية اللاتينية التي تزخر بموارد ضخمة من الطاقة والموارد المعدنية، ولا تعاني من نزاعات مسلحة.
يقول مسؤول دبلوماسي إسباني رفيع في حديث مع «الشرق الأوسط» إن منطقة أميركا اللاتينية هي الأكثر تطابقاً وانسجاماً مع بلدان الاتحاد الأوروبي. ويضيف: «يتحدثون لغاتنا، لأن قسماً لا يستهان به من سكانها ينحدرون من القارة الأوروبية، ولأن أعداداً كبيرة من الأميركيين اللاتينيين انتقلت إلى أوروبا في العقود الأخيرة، ولأننا نتقاسم نفس القيم والتقاليد الاجتماعية الأساسية، وهذا أمر على جانب كبير من الأهمية في الوقت الراهن، فضلاً عن أن الطرفين يؤمنان بالنظام الدولي المتعدد الأطراف والشرعية الدولية وعدم اللجوء إلى القوة أو الحرب لتسوية الخلافات والنزاعات».
ويعترف ممثل الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل بأن تجدد الاهتمام الأوروبي بأميركا اللاتينية في هذه المرحلة بالذات، يبدو نتيجة للاحتياجات الأوروبية التي فرضتها الحرب في أوكرانيا وما نشأ عنها من أزمات وما طرحته من تحديات، «لكنها ليست كذلك، لأن فكرة عدم كفاية الاهتمام بالعلاقات مع أميركا اللاتينية والكاريبي تتبلور منذ فترة وتترسخ في دوائر الاتحاد، ويزداد العزم على تصويب هذا الخطأ». ويتوقع بوريل أن السنة المقبلة ستكون سنة أميركا اللاتينية في أوروبا، وأوروبا في أميركا اللاتينية.
وكان الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز قد صرح مؤخراً خلال افتتاح القمة بين أميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي، بأن الاهتمام مشترك بتفعيل هذه العلاقة وتعميقها على أوسع نطاق ممكن، لكنه طالب الدول الأوروبية بأن تدرك جيداً حاجة البلدان الأميركية اللاتينية لضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة لسكانها، والحصول على التكنولوجيا الأوروبية المتطورة التي تساعد على تنمية وتحديث الإنتاج الصناعي في المنطقة. وقال فرنانديز: «في بلدان الشمال يتراشقون بالصواريخ الحديثة، لكن بلدان الجنوب تتضور جوعاً. هناك يتنافسون على مصادر الغاز والنفط، وهنا تنقصنا الطاقة اللازمة للتنمية ومواكبة العصر».
وعن الشوائب التي تعكر العلاقات بين الطرفين من حين لآخر، مثل انتهاكات حقوق الإنسان في فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، قال بوريل إنه من غير الممكن أن يتفق الطرفان على كل شيء، لكنه دافع عن العقوبات الأوروبية المفروضة على نيكاراغوا «لأنها لا تؤثر على المواطنين، بعكس الحصار المفروض على كوبا الذي يعترض عليه الاتحاد الأوروبي». وتجدر الإشارة إلى أن نيكاراغوا كانت قد أقدمت مؤخراً على طرد سفراء الاتحاد الأوروبي بعد ارتفاع حدة التوتر بين الطرفين.
ويعقد الأوروبيون آمالاً كبيرة على عودة لولا إلى رئاسة الجمهورية البرازيلية لتنشيط العلاقات مع هذه المنطقة التي تشكل فيها البرازيل القاطرة الاقتصادية الأساسية.


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
TT

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اليوم (السبت) بعد أن جلب نظام ضغط منخفض رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة، مما أثار تحذيرات من حدوث فيضانات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت شركة الكهرباء «أوسجريد» على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إن الكهرباء انقطعت عن نحو 28 ألف شخص في سيدني، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أستراليا، كما انقطعت الكهرباء عن 15 ألف شخص في مدينة نيوكاسل القريبة ومنطقة هانتر.

وكشف جهاز خدمات الطوارئ بالولاية على موقعه الإلكتروني أنه تلقى ألفين و825 اتصالاً طلباً للمساعدة منذ أمس (الجمعة)، معظمها يتعلق بأشجار متساقطة وممتلكات تضررت بسبب الرياح.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن تحذيرات من الفيضانات والرياح المدمرة والأمطار الغزيرة صدرت في العديد من أجزاء الولاية، مضيفة أن من المحتمل أن تهب رياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة فوق المناطق الجبلية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن تسببت العواصف في الأسبوع الماضي في سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء وتركت 200 ألف شخص من دون كهرباء في نيو ساوث ويلز.