غوتيريش لمفاوضي شرم الشيخ: العالم يحترق... فاتفقوا الآن

جانب من كلمة سامح شكري ورئيس قمة المناخ «كوب27» وبجواره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (الشرق الأوسط)
جانب من كلمة سامح شكري ورئيس قمة المناخ «كوب27» وبجواره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (الشرق الأوسط)
TT

غوتيريش لمفاوضي شرم الشيخ: العالم يحترق... فاتفقوا الآن

جانب من كلمة سامح شكري ورئيس قمة المناخ «كوب27» وبجواره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (الشرق الأوسط)
جانب من كلمة سامح شكري ورئيس قمة المناخ «كوب27» وبجواره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (الشرق الأوسط)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، العالم للاتحاد، موجهاً خطابه إلى مفوِّضي المناخ المتواجدين في مدينة شرم الشيخ، قائلاً: «نحن في وقت عصيب من المفاوضات... مؤتمر كوب27 ينتهي في غضون 24 ساعة ولا تزال الأطراف منقسمة بشأن عدد من القضايا المهمة».
وقال غوتيريش، الذي أكد أنه حضر على عجل من اجتماعات مجموعة العشرين في جزيرة بالي، إلى شرم الشيخ: «من الواضح أن هناك انهيارًا في الثقة بين الشمال والجنوب، وبين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، هذا ليس وقت توجيه أصابع الاتهام، فلعبة اللوم هي وصفة للتدمير المتبادل المؤكَّد... وإنني هنا أناشد جميع الأطراف أن تنهض للتحدي الأكبر الذي يواجه الإنسانية. العالم يراقب ولديه رسالة بسيطة: اتفِقوا».
وظهر جلياً، خلال الساعات الماضية، أن هناك تعقداً كبيراً في مباحثات شرم الشيخ من أجل الوصول إلى تفاهمات ونتائج، خصوصاً فيما يتعلق بالخسائر والأضرار.
في هذا السياق أشار عدد من الوفود إلى أن هناك عدداً من المبادرات التي تُطرَح، لكن لا يوجد اتفاق على اتجاه موحد، وهو ما يصعّب الوصول إلى صياغة نهائية للبيان الختامي، أو بلوغ آليات مُلزِمة لأيٍّ من الأطراف.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئيس مؤتمر «كوب27»، إنه ناقش مع غوتيريش الحلول المتاحة للاستجابة للأضرار والخسائر من التغيرات المناخية وإمكانية توجيهها، مشيراً إلى أن «العالم أصبح مسرحًا للبؤس الإنساني والمعاناة، ويجب أن ينتهي هذا الأمر الآن وليس غداً».
فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الانبعاثات العالمية بلغت أعلى مستوياتها في التاريخ، وهي آخذة في الازدياد، مشيراً إلى أن «الجميع يعلم ما يتعيّن القيام به، ولدينا الأدوات والموارد لإنجازه. لذا أناشد الأطراف العمل في ثلاثة مجالات حاسمة؛ أولها الطريقة الأكثر فعالية لإعادة بناء الثقة، والمتمثلة في إيجاد اتفاق طموح وموثوق به بشأن الخسائر والأضرار، والدعم المالي للبلدان النامية. لقد انتهى وقت الحديث عن تمويل الخسائر والأضرار، نحن بحاجة للعمل».
كما أكد غوتيريش أن «العالم يحترق ويغرق أمام أعيننا، ولذلك أحثُّ جميع الأطراف على إظهار أنهم يرون ذلك ويفهمونه، لا يمكننا الاستمرار في إنكار العدالة المناخية لأولئك الذين ساهموا بشكل أقل في أزمة المناخ، والذين يتضررون أكثر من غيرهم».
أما بشأن النقطة الثانية فقد ناشد غوتيريش جميع الأطراف أن تعالج بقوة فجوة الانبعاثات الهائلة، موضحاً أن «هدف خفض الحرارة بـ1.5 درجة يتعلق بإبقاء الناس على قيد الحياة»، مشدداً على ضمان الالتزام الواضح في مخرجات «كوب27».
كما أوضح: «نحن بحاجة على نطاق أوسع إلى الاستمرار في الضغط من أجل ميثاق التضامن المناخي، بما يشمل الاتفاق مع الدول المتقدمة لتأخذ زمام المبادرة في الحد من الانبعاثات، وميثاق حشد مع المؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص لتقديم الدعم المالي والتقني للاقتصادات الناشئة لتسريع انتقالها إلى الطاقة المتجددة».
أما في النقطة الثالثة فقال غوتيريش إنه «يجب على الأطراف العمل بشأن المسألة الحاسمة المتعلقة بالتمويل، وهذا يعني تقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ للبلدان النامية، وتوضيح كيفية مضاعفة تمويل التكيف من خلال خارطة طريق موثوقة، ويعني أيضاً العمل على أساس الإجماع لإصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية».
وختم غوتيريش بالقول: «لقد اتفقنا على حلول واضحة للرد على الخسائر والأضرار، وسدّ فجوة الانبعاثات، وتقديم التمويل. ساعة المناخ تدقّ، والثقة آخذة في التآكل... ولدى الأطراف في كوب27 فرصة لإحداث الفارق... هنا والآن».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي: التصحر وتدهور الأراضي والجفاف تحديات عالمية تتطلب تحركاً عاجلاً

الاقتصاد انطلق اليوم الأول من «كوب 16» بالرياض بحضور لافت ومميز من صناع السياسات ورواد الأعمال (كوب)

الاتحاد الأوروبي: التصحر وتدهور الأراضي والجفاف تحديات عالمية تتطلب تحركاً عاجلاً

أوضح الاتحاد الأوروبي أن التصحر وتدهور الأراضي والجفاف تُمثل تحديات عالمية تتطلب تحركاً عاجلاً ورفع مستوى الحلول العملية، لمواجهة تلك الظواهر التي تؤدي إلى…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس عبد الرحمن الفضلي خلال كلمته الافتتاحية في «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

السعودية تطلق «شراكة الرياض العالمية» بـ150 مليون دولار للتصدي للجفاف

أعلنت السعودية إطلاق «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف» بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة لدعم هذه الجهود.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)

الجيش الإسرائيلي يعترض باليستياً حوثياً

حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يعترض باليستياً حوثياً

حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، اعتراضَ صاروخ أطلقته الجماعة الحوثية، بعد وقت من دوي صفارات الإنذار في عدد من المناطق وسط إسرائيل إثر رصد إطلاق الصاروخ من اليمن.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة، في بيان له، إن الجماعة نفذت عملية استهداف لهدف حيوي في منطقة يافا بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين2».

وبينما زعم سريع أن الصاروخ أصاب هدفه بنجاح، أكد بيان الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ خارج المجال الجوي الإسرائيلي.

وتوعد سريع بمضاعفة الجماعة عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة، ضمن ما سماه «نصرة وإسناد المجاهدين في قطاع غزة والضفة الغربية»، وهدد بعدم توقف العمليات العسكرية الموجهة ضد إسرائيل حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

في سياق متصل، كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن تعرض سفينة تجارية لهجوم، قبالة سواحل مدينة عدن اليمنية.

وذكرت الهيئة، في بيان لها، أنها تلقت تقريراً عن حادث على بعد 80 ميلاً بحرياً جنوب مدينة عدن الواقعة على سواحل خليج عدن، دون إيضاح حول ما أصاب السفينة من أضرار أو خسائر بشرية أو مادية بسبب الهجوم.

وأكدت الهيئة أن «السلطات تقوم بالتحقيق حول الحادثة»، داعية السفن إلى المرور بحذر، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

تعهدات بالتصعيد

منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من عام، شنت الجماعة المدعومة من إيران هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة على إسرائيل، كما باشرت هجماتها في البحر باختطاف سفينة زعمت تبعيتها لجهات إسرائيلية، لتواصل بعدها تنفيذ هجمات بالطائرات والزوارق المسيرة والصواريخ البالستية مستهدفة السفن وحركة الملاحة في البحر، ضمن ما تقول إنه تضامن مع الفلسطينيين، وانتصار لمظلوميتهم.

وتأتي هاتان الحادثتان بعد أيام من تعهدات أطلقها زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي باستمرار دعم «حزب الله» اللبناني وقطاع غزة، واستمرار العمليات العسكرية «بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل، وتهديده بتصعيد الهجمات، برغم وقف إطلاق النار بين الحزب اللبناني والجيش الإسرائيلي.

مجسم طائرة بدون طيار خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل نظمتها الجماعة الحوثية في صنعاء منذ شهرين (إ.ب.أ)

وساهمت الهجمات الحوثية على إسرائيل، وفي البحر الأحمر، بتصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، مثيرة المزيد من المخاوف من تأثيرات الهجمات العابرة للحدود على الاستقرار في المنطقة.

وتعدّ الهجمات الإسرائيلية على مواقع الجماعة الحوثية أحد الردود العسكرية على الجماعة الحوثية، ضمن تحركات دولية عديدة، أهمها تشكيل «تحالف الازدهار» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، الذي أُعلن قبل نهاية العام الفائت بنحو أسبوعين.

ورد الجيش الإسرائيلي على هجمات الجماعة الحوثية بغارات جوية، مرتين؛ الأولى في يوليو (تموز) والثانية في سبتمبر (أيلول) الماضيين، استهدف خلالهما مواقع ومنشآت حيوية في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية على الساحل الغربي لليمن.

وتسبب الهجومان الإسرائيليان بدمار في منشآت تابعة لميناء الحديدة واحتراق خزانات وقود وتدمير محطتين للكهرباء.

حريق ضخم في خزانات الوقود جوار ميناء الحديدة اليمني بعد ضربات إسرائيلية في يوليو الماضي (أ.ف.ب)

ورد الجيش الإسرائيلي في الهجوم الأول في يوليو على وصول طائرة مسيرة حوثية إلى تل أبيب، وتسببها بمقتل شخص وإصابة آخرين، أما الهجوم الثاني في سبتمبر فكان رداً على وصول صاروخ حوثي إلى مناطق وسط إسرائيل، وتسببه بحرائق في مناطق غير مأهولة حسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي نفسه.

مخاوف من التصعيد

تزامن الهجوم الصاروخي الحوثي في سبتمبر 2024، والرد عليه، مع بداية التصعيد بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني، واغتيال عدد كبير من قادة الحزب، بينهم أمينه العام حسن نصر الله، واستهداف مواقع ومنشآت تابعة له في الجنوب اللبناني.

وأثارت الهجمات المتبادلة بين الجماعة الحوثية وإسرائيل مخاوف من احتمال توسع المواجهات والتصعيد غير المحدود، ما يهدد بمزيد من تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن.

ويتوقع خبراء وباحثون سياسيون واقتصاديون، استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم في وقت سابق، أن تسعى الجماعة الحوثية إلى الاستفادة من الضربات التي تعرض لها «حزب الله» اللبناني، لتحويل نفسها إلى أهم ذراع لما يُسمى «محور الممانعة» الذي تتزعمه إيران، ويمثل «حزب الله» رأس الحربة فيه.

مخاوف يمنية من نتائج كارثية على البلاد جراء التصعيد الحوثي مع إسرائيل (رويترز)

ويتهم اليمنيون الجماعة الحوثية باستخدام العدوان الإسرائيلي على غزة ذريعةً للتهرب من جهود السلام في البلاد، ومن مطالب تحسين الأوضاع المعيشية، ودفع رواتب الموظفين العموميين التي أوقفتها منذ ما يزيد عن 8 أعوام.

وقُوبلت الهجمات الإسرائيلية على مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بتنديد إقليمي ودولي، خصوصاً وأنها استهدفت منشآت حيوية في البلد الذي يعاني من حرب طويلة أدخلتها في أزمة إنسانية معقدة، ولم يتبين أن تلك الهجمات أثرت على القدرات العسكرية للجماعة الحوثية.

ويعود آخر هجوم بحري حوثي، قبل هجوم الأحد، إلى 21 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، واستهدف سفينة قبالة سواحل عدن اليمنية بـ12 قارباً صغيراً.

وأصدرت الجماعة الحوثية حينها بياناً حول استهداف سفينة تجارية أثناء مرورها في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ الباليستية والصواريخ البحرية.

أكثر من 200 سفينة يقول الحوثيون إنهم استهدفوها خلال عام (أ.ف.ب)

وخلال الشهر ذاته أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تعرض عدد من السفن التجارية لهجمات عسكرية بالصواريخ والقذائف والطيران المسيّر، قبالة سواحل الحديدة والمخا وعدن بالبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وذلك بعد أيام من إعلان الجماعة الحوثية مسؤوليتها عن استهداف 3 سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وفي إحصائية خاصة بها، تقول الجماعة إنها استهدفت خلال عام منذ أولى هجماتها أكثر من 200 سفينة.

ويواصل «تحالف الازدهار» توجيه ضرباته على مواقع تابعة للجماعة الحوثية التي تفيد المعلومات بأنها لجأت إلى إخفاء أسلحتها ومعداتها العسكرية في مخابئ جديدة في الجبال والكهوف.