ماذا تعني سيطرة الجمهوريين على «النواب» الأميركي؟

نانسي بيلوسي (رويترز)
نانسي بيلوسي (رويترز)
TT

ماذا تعني سيطرة الجمهوريين على «النواب» الأميركي؟

نانسي بيلوسي (رويترز)
نانسي بيلوسي (رويترز)

مع بسط الجمهوريين سيطرتهم على مجلس النواب بأغلبية بسيطة وصلت إلى 218 نائباً، أصبحت المعادلة واضحة: الديمقراطيون لهم مجلس الشيوخ، والجمهوريون لهم مجلس النواب.
هذا يعني «كونغرس» منقسماً على نفسه، سيجعل من إقرار أي قانون أمراً شبه مستحيل دون تعاون الطرفين، ويضع الديمقراطيين والجمهوريين في موقع التفاوض والتسويات من جهة، والتحديات من جهة أخرى، لتتنقل الكرة بين ملعبي الحزبين، قبل أن تصل إلى شِباك الرئيس الأميركي. ويعلم بايدن جيداً هذه المعادلة، فقد خاض التجربة نفسها عندما كان نائباً للرئيس في عهد أوباما، مع «كونغرس» يسيطر عليه الجمهوريون، كما كان في الجهة المقابلة، خلال فترة وجوده في الكونغرس رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في «الشيوخ»، في عهد رؤساء جمهوريين وديمقراطيين. لهذا، بمجرد صدور النتائج التي أظهرت سيطرة الجمهوريين الفعلية على مجلس النواب، سارع الرئيس الأميركي إلى مد غصن الزيتون إلى الحزب مهنِّئاً زعيمه كيفين مكارثي.
وقال بايدن، في بيان صادر عن البيت الأبيض: «أهنئ زعيم الأغلبية مكارثي على فوز حزبه بالأغلبية في مجلس النواب، وأنا مستعدّ للعمل مع الجمهوريين لتسليم نتائج للعائلات العاملة».
لكن لهجة التعاون لم تكن حاضرة في تغريدة مكارثي احتفالاً بالفوز، فقال: «الجمهوريون سيطروا رسمياً على مجلس النواب! الأميركيون جاهزون لتوجه جديد، والجمهوريون مستعدّون لتقديم ذلك لهم».
فمن الواضح أن مكارثي، الذي ينتظر بفارغ الصبر انتزاع مطرقة رئاسة المجلس من نانسي بيلوسي في الثالث من يناير (كانون الثاني)، سيسعى جاهداً إلى تحدي الإدارة الأميركية في ملفات عدة، وقد توعّد بذلك في أكثر من مناسبة آخِرها تغريدة له بعد فوزه بزعامة الحزب في انتخاباته الداخلية قال فيها: «بصفتي رئيساً لمجلس النواب سوف أتخذ خطوات لإصلاح ما حطّمته نانسي بيلوسي. عمل الجمهوريين في مجلس النواب سيبدأ فوراً». وعدّد مكارثي 3 محاور: «الوفاء بوعودنا للأميركيين، ومحاسبة الإدارة، ووقف أجندة بايدن»، كلها محاور تدل على توجهين: المحاسبة، والعرقلة. ففي شق المحاسبة، توعّد الجمهوريون بفتح تحقيقات بممارسات عائلة الرئيس الأميركي، وتحديداً نجله هنتر بايدن، وصفقات أبرمها مع دول أجنبية، وعقد جلسات استماع حول انسحاب الإدارة «الكارثيّ» من أفغانستان، إضافة إلى التحقيق بملف الهجرة غير الشرعية. وسيتمتع الجمهوريون برئاسة اللجان في مجلس النواب بعد سيطرتهم على الأغلبية، الأمر الذي سيمكّنهم من التحكم بجدول الجلسات وموضوعاتها.
وفي شق العرقلة، تحدَّث بعض النواب من مناصري الرئيس السابق دونالد ترمب عن نيتهم عزل بايدن، لكنه توجه لم يدعمه مكارثي حتى الساعة.
كما أعلن بعضهم عن معارضته تخصيص المزيد من الأموال لأوكرانيا، لكن هذا سيقابَل بتصدِّي عدد كبير من الديمقراطيين والجمهوريين لهم، وعلى الأرجح ألا تبصر هذه المعارضة النور نظراً للأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس النواب.
وقد وعد الحزب الجمهوري، خلال الحملات الانتخابية، بخفض الضرائب وتشديد أمن الحدود، وهي أمور سيواجه صعوبات في تحقيقها؛ نظراً للفارق البسيط في المقاعد بينهم وبين الديمقراطيين، لكنهم قد يستغلون ملفات حساسة مثل رفع سقف الدَّين العام، وتمويل المرافق الحكومية للتفاوض، والضغط على الإدارة للحصول على بعض ما يريدونه مقابل دعم هذه الملفات.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
TT

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

قال مايك والتس، مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب، الأحد، إن رصد سلسلة من الطائرات المسيرة في ولاية نيوجيرسي وولايات أخرى سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي للولايات المتحدة ينبغي معالجتها.

وقللت إدارة الرئيس جو بايدن من المخاوف بشأن مشاهدة عدد من الطائرات المسيرة، وقالت إنه لا يوجد دليل على أي تهديد للأمن القومي. لكن مشرعين أميركيين، بينهم بعض رفاق بايدن الديمقراطيين، عبروا عن إحباطهم مما وصفوها بعدم شفافية الحكومة وعدم التصدي للمخاوف العامة.

وقال والتس في تصريح لشبكة «سي بي إس نيوز»: «ما تشير إليه قضية الطائرات المسيرة هو نوع من الفجوات في وكالاتنا... فجوات بين وزارة الأمن الداخلي، ووكالات إنفاذ القانون المحلية، ووزارة الدفاع».

وأضاف والتس، في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: «تحدث الرئيس ترمب عن قبة حديدية لأميركا. يجب أن يشمل ذلك الطائرات المسيرة أيضاً، وليس فقط أسلحة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت»، وفقاً لوكالة «رويترز». وطورت إسرائيل منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وهي نظام دفاع جوي متنقل مصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية التي تعرض المناطق المأهولة بالسكان للخطر.

وبدأت مشاهدة طائرات مسيرة في نيوجيرسي في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنها انتشرت في الأيام القليلة الماضية لتشمل ماريلاند وماساتشوستس وولايات أميركية أخرى. وقد استحوذت هذه المشاهدات على اهتمام وسائل الإعلام، ودفعت إلى إنشاء صفحة على موقع «فيسبوك» تضم ما يقرب من 70 ألف عضو.

ودافع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس عن رد الولايات المتحدة على مثل هذا التهديد المحتمل، قائلاً إن وزارته نشرت أفراداً وتكنولوجيا لمواجهتها. وقال مايوركاس لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «إذا كان هناك أي سبب للقلق، وإذا حددنا أي تورط أجنبي أو نشاط إجرامي، فسوف نتواصل مع الجمهور. لكن في الوقت الحالي، لا علم لنا بشيء من هذا القبيل».

من جانبه، حث السيناتور الأميركي تشاك شومر الحكومة الفيدرالية على استخدام تكنولوجيا أفضل لتعقب تلك المسيرات بهدف التعرف عليها، وفي نهاية المطاف إيقاف هذه «الآفات الجوية». ووفقاً لتصريحات صادرة عن مكتبه، دعا شومر، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية نيويورك، وزارة الأمن الداخلي إلى استخدام تكنولوجيا خاصة على الفور لتحديد وتعقب هذه المسيرات حتى نقاط هبوطها.

وتأتي دعوات شومر وسط تزايد القلق العام من أن الحكومة الفيدرالية لم تقدم تفسيرات واضحة بشأن من يقوم بتشغيل المسيرات، كما أنها لم توقفها. وقال مسؤولو الأمن القومي إن هذه المسيرات لا يبدو أنها علامة على تدخل أجنبي.

وذكر الرئيس المنتخب دونالد ترمب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي: «هل يمكن أن يحدث هذا حقاً دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك. دعوا الرأي العام يعرف، وأن يعرف الآن. وإلا، فأسقطوها».