تمديد اتفاقية ممر الحبوب بالبحر الأسود 120 يوماً

«برنامج الغذاء العالمي»: خبر سار للجوعى في العالم

سفن شحن في مضيق البوسفور (رويترز)
سفن شحن في مضيق البوسفور (رويترز)
TT

تمديد اتفاقية ممر الحبوب بالبحر الأسود 120 يوماً

سفن شحن في مضيق البوسفور (رويترز)
سفن شحن في مضيق البوسفور (رويترز)

وسط ترحيب واسع، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تمديد اتفاقية الممر الآمن للحبوب عبر البحر الأسود لمدة 120 يوماً، ابتداء من السبت. وقال إردوغان، عبر «تويتر»، الخميس، إنه تم تمديد اتفاق ممر الحبوب عبر البحر الأسود لمدة 120 يوماً ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، لافتاً إلى أن القرار، الذي اتخذ من قبل تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا، جاء نتيجة محادثات رباعية استضافتها بلاده.
وأكد أن أهمية اتفاقية الحبوب، التي وُقعت في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) الماضي، ظهرت جلية من خلال إيصال أكثر من 11 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية إلى المحتاجين خلال الأشهر الأربعة الماضية، بواسطة نحو 500 سفينة. وعبر عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وللرئيسين؛ الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإظهارهم الإرادة اللازمة لتمديد اتفاقية ممر الحبوب. وهنَّأ كل من بذل جهداً لتمديد الاتفاقية، معرباً عن أمله في أن تجلب هذه الخطوة الخير.
في الوقت ذاته، أعلن وزير البنية التحتية الأوكراني، أولكسندر كوبراكوف، عبر «تويتر»، موافقة كييف على التمديد. ونوه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقرار تمديد العمل بالاتفاقية. وقال، عبر «تويتر»، إن أوكرانيا اتخذت مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب إردوغان «قراراً رئيسياً في إطار الكفاح العالمي ضد أزمة الغذاء».
بدوره، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتمديد الاتفاقية. وأكد أن الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل بإزالة ما تبقى من عقبات في طريق تصدير الأغذية والأسمدة من روسيا. وأضاف في بيان: «أرحب بموافقة جميع الأطراف على مواصلة مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود والاتفاق على ضمان سلامة الملاحة خلال تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة من أوكرانيا»، مؤكداً التزام المنظمة الدولية بدعم مركز التنسيق المشترك في إسطنبول بهدف الحفاظ على سلسلة التوريد الحيوية ومواصلتها العمل بسلاسة. ولفت إلى أن صفقة الحبوب تستمر في إظهار أهمية الدبلوماسية الحذرة خلال البحث عن حلول متعددة الأطراف.
ورحب الاتحاد الأوروبي بالتمديد. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عبر «تويتر»: «أبارك لكل من إردوغان وغوتيريش لتوافق الأطراف على تمديد مبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود». كما رحب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، بتمديد الاتفاقية التي أسفرت حتى اليوم عن توريد أكثر من 10 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية. ووصف تمديد الاتفاقية بـ«النبأ السار» للعالم الذي يعاني بحاجة ماسة للحبوب والسماد.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر بانكين، إنه سبق لروسيا أن أعطت إشارات إلى أنها لا تعتزم ببساطة تعطيل عمل صفقة الحبوب، لكن يهمها الطابع المتكامل لاتفاقية إسطنبول. وكان إردوغان أكد، في مؤتمر صحافي على هامش «قمة مجموعة العشرين» في إندونيسيا، أمس (الأربعاء)، أنه لا توجد مشكلات تتعلق بتمديد اتفاقية الممر الآمن للحبوب، وأن بلاده تسعى لتمديدها لمدة عام.
وأشاد مدير مكتب «برنامج الغذاء العالمي» التابع للأمم المتحدة في برلين، بتمديد العمل بالاتفاق، ووصفه بأنه نبأ سارّ للجوعى على مستوى العالم. وقال مارتن فريك، مدير مكتب البرنامج ببرلين لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، الخميس: «ممر البحر الأسود شريان الحياة لـ349 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد بالعالم»، وأكد أن تمديد العمل بالاتفاق يُعد نبأ ساراً وسط أزمة الغذاء العالمية المتفاقمة.
يُذكر أن الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود ظلت مغلقة لفترة طويلة بسبب الحرب الأوكرانية، ما أسفر عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالسوق العالمية؛ نظراً لأن أوكرانيا تعد إحدى أهم الدول المصدرة للحبوب على مستوى العالم. وأكد فريك أن «برنامج الغذاء العالمي» وحده استطاع شحن أكثر من 300 ألف طن من السلع الغذائية من خلال هذا الاتفاق. وأشار إلى أن سفينة شحن محملة بـ25 ألف طن من القمح تبرعت بها أوكرانيا لإثيوبيا، غادرت ميناء أوديسا، أول من أمس، موضحاً أن البرنامج يعتزم توزيع هذه الشحنة على الجوعى في إثيوبيا. وأضاف مدير مكتب «برنامج الغذاء» ببرلين أيضاً أن ثماني سفن غادرت موانئ أوكرانية، أول من أمس، بحسب بيانات رسمية.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.