«فن أبوظبي» يعلن عن الأعمال الفنية المعروضة في المواقع الثقافية

بين المعالم التاريخية والعصر الحديث

الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)
الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)
TT

«فن أبوظبي» يعلن عن الأعمال الفنية المعروضة في المواقع الثقافية

الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)
الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)

بموازاة معرض فن أبوظبي تطل أعمال فنية في عدد من المواقع الثقافية في المدينة فيما وصف بأنه يمثل «رحلة في أعماق الهوية التراثية لإمارة أبوظبي».
وبحسب ما أعلن أمس فالأعمال تأتي في إطار برنامج «تكليف الفنانين في المواقع الثقافية»، وستضم أعمالاً جديدة من الفنان عبد الله السعدي والفنانة مارينيلا ساناتور والفنانة شيلبا غوبتا والفنان كونراد شوكروس.
وسيتم عرض هذه الأعمال التركيبية الجديدة بدءاً من اليوم، بالتزامن مع انطلاق «معرض فن أبوظبي»، وسيستمر عرضها حتى يوم 22 يناير (كانون الثاني) 2023، وهي ستحمل طابعاً خاصاً ينصهر مع حيثيات مكان العرض وتفاصيل قصّته، لتضع الجمهور أمام حوار شمولي يتناول منطقة العرض بأكملها وليس العمل فقط، في محاولة لردم الفجوّة بين المعالم التاريخية والعصر الحديث، والتراث والحياة العصرية.

الفنانون المشاركون في برنامج تكليف الفنانين («فن أبوظبي»)

وعلقت ديالا نسيبة، مديرة «معرض فن أبوظبي» قائلة: «سيقدم الفنانون عبد الله السعدي وكونراد شوكروس وشيلبا غوبتا ومارينيلا ساناتور إبداعات جديدة مستوحاة من مدينة العين. ونحن سعداء كذلك بعرض أعمال الفنانة مارينيلا سيناتور عند مدخل المعرض. ويوجّه هؤلاء الفنانون، عبر مسارات مختلفة، الجمهور للتأمل في مفاهيم شتى، مثل المجتمع والمشاركة المجتمعية واللغة والذاكرة والإنسان وأخيراً الضوء».
ويستعرض كل عمل من تلك الأعمال الفنية المعروضة في المواقع الثقافية (في منطقة العين، ومنارة السعديات) المفاهيم الأساسية في المجتمع عموماً، وهي فكرة إبداعية اكتسبت زخماً واسعاً عقب تفشي الجائحة التي تسببت في حالة من الانغلاق في جميع أنحاء العالم، وكانت سبباً في تغيير الكثير من جوانب ومفاهيم حياتنا اليومية.
الأعمال الفنية استلهم الفنان الإماراتي عبد الله السعدي عمله الفني من توليفة ساحرة جمعت بين فنون الرسم والتشكيل والمذكرات الفنية وشغفه بجمع الأشياء التي يعثر عليها وتصنيفها بشكل منهجي ومحاولة استنباط حروف أبجدية جديدة.
ويرتبط عبد الله بعلاقة وطيدة مع الطبيعة، كما ينعكس سحر الحياة الريفية في ممارساته الفنية؛ لأنه يسعى دائماً إلى سبر أغوار التغييرات الحياتية والتوغل في التاريخ الثقافي والمحلي.
ويأتي عمله الفني بعنوان «أبجدية الكويبو»، المعروض في قلعة الجاهلي بمدينة العين، مستوحىً من «الكويبو»، وهو نظام كتابة يعود لحضارة الإنكا، وهو يتألف من مجموعة من الأوتار والخيوط المعقودة للإشارة إلى حروف الأبجدية والذي استلهم منه السعدي فكرة عمله الفني، حيث استخدم «الكويبو» لتسجيد الحروف الأبجدية العربية مستخدماً خيوطاً ملونة. وعندما يلتقي المشاهد بهذا العمل وينجح في تفسيره ويكتمل ذاك المشهد الإبداعي، تتجلّى أمامه الرسالة الكامنة والتي تتضمن رسالة عن فترة الجائحة العالمية وتوابعها.

العمل الفني «أبجدية الكويبو» للفنان عبد الله السعدي في المعرض («فن أبوظبي»)

أما العمل الفني للمبدعة مارينيلا ساناتور بعنوان «الأجسام المتحالفة» فهو عبارة عن تحفة معدنية كبيرة الحجم ومزدانة بمصابيح إضاءة LED، والعمل يحمل نصوصاً وعناصر أيقونية مستوحاة من الخلفية الثقافية لهذه الفنانة الإيطالية، مثل فن «اللومينير» المنتشر في جنوب إيطاليا، والذي تتبلور فكرته في تركيب زينة ضوئية على الأبنية والعناصر المعمارية للاحتفالات الخارجية العامة. ويحمل العمل اقتباساً للفيلسوفة الأميركية جوديث بتلر‏، الذي يشير إلى أهمية اللقاءات الاجتماعية. وقد أخذت مارينيلا هذه الفكرة وإعادة صياغتها من منظور ما بعد الجائحة العالمية. ومن المقرر عرض «الأجسام المتحالفة» في منارة السعديات حتى يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
ويُعرض العمل الفني «ما زالوا لا يعلمون بما أحلم» المصوّر للفنانة شيلبا غوبتا في قلعة الجاهلي في مدينة العين، وهو ثمرة لممارسات هذه المبدعة التي تتناول مجموعة من الوسائط، مثل المقتنيات المكتشفة والأعمال المرئية التفاعلية المعتمدة على أنظمة الكومبيوتر والعروض الأدائية. وتسعى شيلبا جاهدةً من خلال ممارساتها الفنية إلى الوقوف على التصورات البشرية ونقل المعلومات، المرئية وغير المرئية، في حيواتنا اليومية.

العمل الفني «ما زالوا لا يعلمون بما أحلم» المصوّر للفنانة شيلبا غوبتا («فن أبوظبي»)

وفي هذا العمل الفني تستبدل الفنانة التواريخ والأوقات والمواقع بعبارات تتعلق بأحاسيس مثل الرغبة والقوة والانتماء، ويتحدى النص المتغير التمييز الظاهر للكيانات المادية، داعياً المشاهد إلى التساؤل عن العوامل التي تفرق الناس مثل الجغرافية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية. يشجع العمل الزوار أيضاً على إعادة تقييم هوياتهم وعلاقاتهم في سياق خالٍ من هذه الاختلافات، مستوحى من التجربة الجماعية للجميع أثناء الجائحة.
أما الفنان كونراد شوكروس فيعرض عملاً إبداعياً بعنوان «أنماط الغياب (Bb36D10) - منارة الصحراء» في واحة العين، مستعرضاً محاولاته للتجاوب مع موضوع الضوء والفضاء والقوة التأملية للصحراء. وتأتي فكرة هذا العمل الفني الجديد مستوحاة من مجموعة أعماله بعنوان «أنماط الغياب» التي تتطرق للعلوم والأبعاد الحسابية وراء تداخل الموجات الضوئية وكذا الوقوف على الإدراك البشري للضوء عموماً. ففي هذه السلسلة، ابتكر شوكروس أعمالاً تشبه النوافذ الزجاجية الملونة في الشكل ويتم تنشيطها بواسطة أشعة الشمس. يتكون العمل من قرصين مثقوبين يدوران ببطء وباتجاه مغاير للآخر. ويأتي كل قرص بأكثر من مائة ألف ثقب مرتبة بعناية، حيث تتشتت أشعة الشمس صانعةً أنماطا ديناميكية متغيرة باستمرار.

العمل الإبداعي «أنماط الغياب (Bb36D10) - منارة الصحراء» للفنان كونراد شوكروس («فن أبوظبي»)

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج «تكليف الفنانين في المواقع الثقافية»، الذي كان يُعرف باسم «آفاق: تكليف الفنانين» سابقاً، يشكل جزءاً من البرنامج العام لـ«معرض فن أبوظبي» المُقام على مدار السنة، والذي يطرح أمام الجمهور والزوّار منصّة لاستكشاف فنانين جدد والتعرّف على أعمالهم وزيارة المواقع الثقافية والتراثية في جميع أنحاء الإمارة. ويُعد هذا البرنامج أحد مشاريع فن أبوظبي الرئيسية التي تهدف إلى دعم المشهد الفني في المنطقة، من خلال تكليف الفنانين بأعمال تتجاوب أفكارها وتفاصيلها مع المواقع الثقافية، ما يحثّهم على استكشاف المعالم التراثية بالعاصمة الإماراتية.


مقالات ذات صلة

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

الاقتصاد «أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

وقَّعت «أدنوك للغاز» الإماراتية اتفاقية لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز غاز آند باور المحدودة»، التابعة لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية، تقوم بموجبها بتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق مختلفة حول العالم، وذلك لمدة ثلاث سنوات. وحسب المعلومات الصادرة، فإنه بموجب شروط الاتفاقية، ستقوم «أدنوك للغاز» بتزويد «توتال إنرجيز» من خلال شركة «توتال إنرجيز غاز» التابعة للأخيرة، بالغاز الطبيعي المسال وتسليمه لأسواق تصدير مختلفة حول العالم. من جانبه، أوضح أحمد العبري، الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك للغاز»، أن الاتفاقية «تمثل تطوراً مهماً في استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق انتشارها العالمي وتعزيز مكانتها كشريك مفضل لت

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

‏عيّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي نجليه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أولاً لحاكم إمارة دبي، وتعيين الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً لحاكم الإمارة، على أن يمارس كلٌ منهما الصلاحيات التي يعهد بها إليه من قبل الحاكم. وتأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم في إمارة دبي، وتوزيع المهام في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد لحاكم دبي ورئيس المجلس التنفيذي. ويشغل الشيخ مكتوم إضافة إلى منصبه الجديد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية في الإمارات، والن

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

سجل الإماراتي سلطان النيادي، إنجازاً عربياً جديداً كأول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، وذلك خلال المهام التي قام بها أمس للسير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، الذي جعل بلاده العاشرة عالمياً في هذا المجال. وحملت مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج المحطة الدولية، أهمية كبيرة، وفقاً لما ذكره «مركز محمد بن راشد للفضاء»، حيث أدى الرائد سلطان النيادي، إلى جانب زميله ستيفن بوين من «ناسا»، عدداً من المهام الأساسية. وعلّق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على «تويتر»، قائلاً، إن النيادي «أول

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، مرسوماً بتعيين نجليْه؛ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أول للحاكم، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً، على أن يمارس كل منهما الصلاحيات التي يُعهَد بها إليه من قِبل الحاكم. تأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم بالإمارة وتوزيع المهام، في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد للحاكم ورئيس المجلس التنفيذي. والشيخ مكتوم بن محمد، إضافة إلى تعيينه نائباً أول للحاكم، يشغل أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية الإماراتي، وال

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق «فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

«فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

أعلنت سلطة الطيران المدني في نيبال، اليوم (الاثنين)، أن رحلة «فلاي دبي» رقم «576» بطائرة «بوينغ 737 - 800»، من كاتماندو إلى دبي، تمضي بشكل طبيعي، وتواصل مسارها نحو وجهتها كما كان مخططاً. كانت مصادر لوكالة «إيه إن آي» للأنباء أفادت باشتعال نيران في طائرة تابعة للشركة الإماراتية، لدى إقلاعها من مطار كاتماندو النيبالي، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». وأشارت «إيه إن آي» إلى أن الطائرة كانت تحاول الهبوط بالمطار الدولي الوحيد في نيبال، الذي يبعد نحو 6 كيلومترات عن مركز العاصمة. ولم يصدر أي تعليق من شركة «فلاي دبي» حول الحادثة حتى اللحظة.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
TT

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

أعلنت «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» انتهاء المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 مشاركاً من 49 دولة حول العالم، وبدء المرحلة الثانية للجائزة لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين في الرياض، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها المشاركات، مبيناً أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل، على حد تعبيره.

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي «جائزة القلم الذهبي» للأدب الأكثر تأثيراً»، التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابلية للتّحويل أعمالاً سينمائية، بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار، وإنتاجات سينمائية لعدد من الأعمال الفائزة.

وعدّ المستشار تركي آل الشيخ، حينها، الجائزة فرصة لظهور جيل جديد من الكتاب باللغة العربية، والمساهمة في الوصول إلى بنك متكامل من الروايات والمحتوى العربي، الذي يتواكب مع الإنتاجات السعودية والعربية الضّخمة.

وأوضح البازعي في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بأن الجائزة قد تدعم مستقبلاً ترجمة أعمال عربية إلى لغات أخرى، دعماً للأدب العربي، وقال: «إذا كان هناك حضور للأدب العربي عالمياً لا يمكن أن يكون إلا من خلال الترجمة، وتحويله عملاً سينمائياً وترجمته، الأعمال السينمائية والروائية التي حققت قدراً من العالمية كانت مترجمة، نحن في حاجة إلى دعم الأدب العربي بالتأكيد، وأعتقد أن الترجمة مهمة ويُحمَد للجائزة أنها تدعم الترجمة، وربما في المستقبل ندعم ترجمة الأعمال العربية إلى لغات أخرى، هذا قد يكون من التطورات المطلوبة التي أتمنى أن تحصل».

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهاء المرحلة الأولى

استهل الدكتور سعد حديثه بإعطاء لمحة عن مراحل الجائزة الأساسية التي بدأت في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأضاف: «الجائزة أنهت المرحلة الأولى من التحكيم التي انتهت من القائمة الطويلة كما هو معلن، وبدأت المرحلة الثانية والعمل على القائمة الطويلة للخروج بالقائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر، ومن ثم إعلان الفائزين في فبراير المقبل».

انتهت المرحلة الأولى للتحكيم على أن تبدأ مرحلة اختيار القائمة القصيرة قبل إعلان الفائزين فبراير المقبل (جائزة القلم الذهبي)

جائزة متفردة

ذكر رئيس جائزة القلم الذهبي مزايا عدة للجائزة تجعل منها متفردة وتصل للعالمية، من أبرزها التأكيد على الشفافية، وتوخي الحياد في التحكيم، إلى جانب السماح للأفراد بالمشاركة، ودعم العلاقة بين الرواية والسينما.

وفنَّد ذلك بقوله: «الأعمال تُرسَل رقمياً لكل المحكمين ولا يعرفون مَن هو مؤلف العمل، كذلك من المسائل التي اختلفت بها الجائزة عن غيرها أنها تسمح للأفراد بتقديم أعمالهم، والأكثر تفرداً للجائزة أنها تدعم العلاقة بين الرواية والسينما، حيث تكافئ الأعمال الكبرى بأربع جوائز تحولها أفلاماً سينمائية، اثنتان رواية واثنتان سيناريو».

د. سعد البازعي رئيس الجائزة يستعرض تفاصيلها خلال إطلاق الجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

وعدّ البازعي قيمة الجائزة الكبيرة المقدرة بـ740 ألف دولار بأنه ليس الرقم النهائي، حيث يتطلب تحويل الأعمال الفائزة أفلاماً سينمائية إلى ملايين، وقال: «الهيئة العامة للترفية التزمت بتحويل هذه الأعمال أفلاماً سينمائية، بما في ذلك من تكلفة إضافية ستجعل من الجائزة الأعلى من نوعها بالمطلق». وتابع: «نحن أمام تكريم نوعين بينهما علاقة وثيقة لم نعتد رؤية جائزة تربط بينهما الرواية والسينما، وهذا فيه خدمة كبيرة لصناعة السينما السعودية، التي ظل صناعها يشتكون من قلة النصوص لسنوات طويلة، الآن نتمنى أن تتوفر لأن من شروط قبول الرواية أن تكون صالحة لتحويلها فيلماً».

1969 مشاركة من 49 دولة

الأرقام التي وصلت للجائزة - بحسب الدكتور سعد البازعي - بلغت 1967 مشاركة من 49 دولة، يضيف بقوله: «هذه سمة عالمية للجائزة، نحن أمام جائزة عالمية بمعنى الكلمة، هناك مشاركات من أميركا، أستراليا، الأردن، السعودية وغيرها». تصنيفات الجائزة تشير إلى أن عدد المشاركين الذكور بلغ 69.7 في المائة، في حين حظيت مشاركة الإناث بنحو 30 في المائة، وشاركت 1347 رواية أصلية، 508 روايات مترجمة، إلى جانب 93 عمل سيناريو. وأشار البازعي كذلك إلى أن هنالك جوائز أخرى لم تفز بالجوائز الكبرى، لكنها تفوز بالتصنيف، مثل الكوميديا، الرعب، التشويق، الروايات التاريخية، الرومانسية، الغموض والجريمة، التشويق والإثارة، الفنتازيا، والواقعية.

القائمة الطويلة

أوضح رئيس لجنة القلم الذهبي أن اللجان فرزت نحو 2000 عمل للقائمة الطويلة، حيث تم اختيار 30 رواية، 7 روايات مترجمة، 10 أعمال سيناريو، بالإجمالي 47 عملاً. وأضاف: «معظم النصوص التي أُرسِلت لا علاقة لها بالسرد أو الرواية، وكان على اللجنة الاحتفاظ بالأعمال الجديرة، وأن يكون لها ترقيم دولي، وحقوق نشر، وإذا كانت مترجمة فحقوق ترجمة، كذلك كان على اللجنة مواجهة احتمالات التلاعب، سواء إدخال عمل لا يستحق أو الرقم الدولي غير صحيح، وعملية التأكد هذه أخذت وقتاً وجهداً».

القائمة الطويلة شملت 47 عملاً بين رواية ورواية مترجمة وسيناريو (جائزة القلم الذهبي)

القائمة القصيرة

سيتعين على لجنة التحكيم خلال الفترة المقبلة العمل على تحديد القائمة القصيرة من الأعمال التي تم اختيارها وعدد 47 عملاً، وفقاً للدكتور البازعي، الذي أوضح أن العدد لم يحدد بعد، ويعتمد ذلك على متغيرات كثيرة، منها عدد الأعمال الجيدة التي سيتم اختيارها، على حد تعبيره. وقال: «لو كان عدد الأعمال الجيدة 20 عملاً مثلاً، سنرفع عدد القائمة وتصبح قائمة طويلة، هناك مرونة». وتضم لجنة تحكيم «جائزة القلم الذهبي» روائيين ونقاداً ومخرجين وكتاب سينما، إلى جانب منتجين؛ وهو ما يجعلها قادرة على التعامل مع مختلف الأعمال المشاركة بشكل احترافي وشفاف، وفقاً للدكتور سعد البازعي. وفي رده على سؤال بشأن أبرز التحديات التي واجهت اللجان، أشار البازعي إلى أن ورود أعمال لا علاقة لها بالجائزة، وحدوث ازدواجية بين دور النشر والكتاب عبر إرسال العمل مرتين كانت من أبرز الصعوبات.

جائزة رقمية

وأكد الدكتور سعد البازعي أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تعدّ رقمية وغير ورقية، وهي الفكرة التي ابتكرها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، وقال: «الأعمال تصل بنسخة (PDF)، وتصنف بأرقام دون ذكر اسم المؤلف ويقرأها أكثر من شخص، وفي النهاية يظهر من حصل على أكبر عدد من الترشيحات».

لأول مرة تتيح «جائزة القلم الذهبي» مشاركة الأفراد بأعمال أدبية (جائزة القلم الذهبي)

دعم صناعة السينما السعودية

ومن المتوقع أن يكون لـ«جائزة القلم الذهبي» تأثير إيجابي على المشهد الثقافي السعودي، لا سيما صناعة السينما، وفقاً للبازعي الذي أردف بقوله: «هذه الجائزة سيكون لها تأثير نوعي؛ لأنها تدعم الأدب الروائي، والأدب السينمائي، تدعم صناعة السينما، تأثيرها سيكون كبيراً، إذا أنتجت محلياً 4 أفلام رئيسة من روايات عربية معروفة هذا إنجاز كبير، الجوائز بصفة عامة تشجع الإنتاج وتحفّز الآخرين عليه».

وفي الختام، كشف الدكتور سعد، عن أن هنالك جائزةً ستكون مخصصة للجمهور ضمن القائمة الطويلة، حيث سيُفتح المجال للجمهور للتصويت، مشيراً إلى أن ذلك «فرصة للجمهور لكي يقول رأيه وجائزة مرصودة لعمل يفوز نتيجة التصويت الجمهور».

اقرأ أيضاً