الجيش السوداني يبدي «ملاحظاته» على مسودة الدستور... والمعارضة تدرسها

توقعات بأن يتوصل الطرفان إلى اتفاق وشيك

الجيش السوداني يبدي «ملاحظاته» على مسودة الدستور... والمعارضة تدرسها
TT

الجيش السوداني يبدي «ملاحظاته» على مسودة الدستور... والمعارضة تدرسها

الجيش السوداني يبدي «ملاحظاته» على مسودة الدستور... والمعارضة تدرسها

يعقد المجلس المركزي لتحالف «الحرية والتغيير»، وهو أعلى هيئة قيادية في التحالف المعارض في السودان، اليوم (الأربعاء)، اجتماعاً لمناقشة الملاحظات التي أبداها الجيش على مسودة وثيقة الدستور المقترح لحكم الفترة الانتقالية، والذي أعدته نقابة المحامين وقبلته جهات سياسية واسعة في السودان، بما في ذلك الجيش الذي اعتبره أساساً للحكم مع بعض التعديلات التي اقترحها، بينما عبرت مصادر متعددة عن قرب التوصل إلى اتفاق بين الطرفين المدني والعسكري.
وقال رئيس قطاع الإعلام في حزب «التجمع الاتحادي» محمد عبد الحكم، إن المكتب التنفيذي للتحالف درس الملاحظات التي تقدم بها قادة الجيش، وقرر إحالتها إلى أعلى هيئة في التحالف للبت فيها. وسلم قادة الجيش ملاحظاتهم على الوثيقة لـ«الآلية الثلاثية» الدولية التي تتولى الوساطة بين العسكريين والمدنيين، والتي سلمت هذه الملاحظات بدورها إلى تحالف «الحرية والتغيير» الذي يمثل أكبر تكتل سياسي ومدني معارض في البلاد ويطالب بعودة السودان إلى الحكم المدني الديمقراطي.
وأبرز ملاحظات العسكريين يتعلق بنوع من الحصانة التي طلبها العسكريون، في مواجهة أي ملاحقات قضائية لاحقاً، بجانب مطالبتهم بمنحهم سلطة إعادة هيكلة وتطوير القوات النظامية. وبحسب بيان صادر عنه، قال تحالف «الحرية والتغيير»، إنه يتمسك بموقفه في النأي بالمؤسسة العسكرية عن العمل السياسي، وإصلاحها وتكوين «جيش واحد مهني وقومي»، وإجراء عمليات عدالة وعدالة انتقالية يشارك فيها كل أصحاب المصلحة، وذلك تمهيداً للطريق أمام انتخابات حرة ونزيهة بنهاية المرحلة الانتقالية. ولم يفصح بيان التحالف المعارض عن فحوى ملاحظات العسكريين على دستور نقابة المحامين، ولكن تسريبات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، أشارت إلى أن ملاحظات العسكريين ركزت على منحهم حصانة في مواجهة المخالفات التي ارتُكبت و«الناجمة عن فعل أو امتناع عن فعل قام به أعضاء أو أفراد الأجهزة النظامية، ما لم يكن ينطوي على اعتداء جسماني أمرت به القيادة العليا بشكل مباشر فرداً أو عضواً بارتكابه».
ومن التعديلات الأخرى التي اقترحها العسكريون، مراجعة كل القرارات والإجراءات التي صدرت قبل وبعد 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وتشمل كل الاتفاقيات الإقليمية والدولية التي أبرمت والتي خالفت أهداف ومبادئ «ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018» وحتى بدء سريان الدستور الجديد. واقترح العسكريون أيضاً أن تكون سلطات واختصاصات رأس الدولة «المدني» تعيين وإعفاء القائد العام للقوات المسلحة بتوصية من القوات المسلحة، وتعيين وإعفاء قائد «قوات الدعم السريع» بتوصية من القوات ذاتها، ويكون رأس الدولة قائداً أعلى للقوات المسلحة.
كما منحت التعديلات رئيس الوزراء حق تعيين قادة الشرطة وجهاز المخابرات والأمن، وإعلان الحرب بناءً على توصية من «مجلس الأمن والدفاع». واقترح الجيش مشاركة القوات المسلحة عبر ممثلها في «مجلس الأمن والدفاع» الذي يرأسه رئيس مجلس الوزراء. وتعهد العسكريون بعدم اعتراض أو إعاقة التحقيق في قضية «فض اعتصام القيادة» في 2019، وتكوين مفوضية العدالة الانتقالية لكشف الحقائق وإنصاف الضحايا والمصالحة الشاملة، بما يضمن عدم تكرار جرائم الماضي.
كما تعهد الجيش بتفكيك وإزالة تمكين نظام الرئيس المعزول عمر البشير، في مؤسسات الدولة وإصلاح الأجهزة العدلية والحقوقية وجعلها مستقلة وقادرة على تحقيق العدالة. ونصت تعديلات أيضاً على أن قوات الدعم السريع تعتبر قوات عسكرية تتبع للقوات المسلحة، ويحدد القانون أهدافها ومهامها. ويأتي ذلك ضمن خطة الإصلاح الأمني والعسكري الذي يقود إلى تكوين جيش مهني قومي واحد بعد دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وفق الجداول الزمنية المتفق عليها.
واعترف قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الحالي الفريق عبد الفتاح البرهان، في مخاطبة لضباط وجنود في عدد من الوحدات العسكرية، الأسبوع الماضي وللمرة الأولى، بوجود تفاهمات بينهم وبين تحالف «الحرية والتغيير» المعارض، وأنهم قدموا ملاحظات على مسودة دستور نقابة المحامين الذي يتبناه التحالف المعارض. وذكرت التسريبات أن العسكريين يتمسكون بتنفيذ برنامج إصلاح المؤسسات النظامية بواسطة قيادة تلك القوات، واعتبار قوات «الدعم السريع» تابعة للقوات المسلحة، مع وضع خطة واضحة لدمجها في الجيش وفق جداول زمنية متفق عليها.
وتعهّد تحالف «الحرية والتغيير» بالتصدي الجماعي للحملات التي قال إنها موجهة ضده، وذلك في إشارة لتصريحات قائد الجيش المتعلقة بنشاط عضو التحالف عن حزب «البعث العربي الاشتراكي» داخل الجيش، قائلاً: «هو أمر غير صحيح، فكل قوى التحالف تنأى عن العمل وسط القوات المسلحة، وتسعى للنأي بالمؤسسة العسكرية عن العمل السياسي كلياً. فقوى (الحرية والتغيير) موحدة ولا تقبل أي استهداف لأي من مكوناتها». وكان البرهان قد حذر مما سماه التدخل في شؤون الجيش وتحريض ضباطه، بقوله: «أي أحد يتدخل نعتبره عدواً لنا وسنقطع يده»، مضيفاً في مخاطبته لجنود وضباط العمليات بمنطقة مرخيات: «الجيش لن يحني ظهره لأي جهة لتصل عبره للحكم... ولن نسمح لأي جهة تعبث بالقوات المسلحة، أو تفككها».
من جهة أخرى، قال التحالف المعارض، وفقاً للبيان الصادر عنه، إن مكتبه التنفيذي قرر تصعيد حملات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة، وذكر منهم على وجه الخصوص عضو مكتبه السياسي ومقرر لجنة «إزالة التمكين» المحامي وجدي صالح، وعضو اللجنة المقدم المتقاعد من الشرطة عبد الله سليمان، واعتبر حبسهما تطويعاً للقوانين في خدمة «أجندة سياسية»، وتابع: «سنناهض هذه الاعتقالات السياسية بكل السبل المشروعة». ويقبع عضوا لجنة «إزالة التمكين» في الحبس منذ أكثر من شهر، ببلاغات مقدمة من وزارة المالية تتعلق بتضرر شركة تابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية «دانفوديو»، بسبب طول توقفها الناجم عن استردادها بواسطة لجنة تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وقالت هيئة الدفاع عن الرجلين، إنها طلبت شطب البلاغ الذي وصفته بأنه «بلاغ سياسي وليس قانونياً»، وأن «الهدف منه الانتقام والتشفي».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

توالي الزلازل في إثيوبيا يجدد مخاوف مصرية بشأن أمان «سد النهضة»

«سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)
«سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)
TT

توالي الزلازل في إثيوبيا يجدد مخاوف مصرية بشأن أمان «سد النهضة»

«سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)
«سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

جدد توالي الزلازل في إثيوبيا خلال الأيام الأخيرة مخاوف مصرية بشأن أمان «سد النهضة»، الذي أقامته أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير أزمة مع دولتي المصب (مصر والسودان).

ورغم أن الزلازل التي شهدتها إثيوبيا أخيراً تبعد عن المنطقة المقام عليها «السد»، فإن خبراء حذروا من «وقوع زلازل شديدة الخطورة قد تطول بنية (السد)»، وقالوا إن «مشروع (السد) مقام على منطقة فوالق أرضية ما يثير القلق باستمرار بشأن سلامته الإنشائية».

وشرعت إثيوبيا في بناء «السد» منذ عام 2011 بداعي إنتاج الكهرباء. وتطالب مصر والسودان بإبرام «اتفاق قانوني ملزم» ينظم قواعد تشغيل «السد»، بما يؤمِّن حصتيهما من مياه النيل، لكن المفاوضات بين الأطراف الثلاثة لم تنجح في الوصول إلى ذلك الاتفاق على مدار السنوات الماضية.

وتعرضت إثيوبيا على مدار الأسبوع الماضي لسلسلة من الزلازل، كان من بينها زلزال وقع على مسافة 142 كيلومتراً شرق العاصمة أديس أبابا، السبت، وبلغت شدته 5.8 درجة، وفق «هيئة المسح الجيولوجي الأميركي». وذكرت «الهيئة» أن «إثيوبيا تعرضت لسلسلة من الزلازل أقل قوة تجاوزت 30 زلزالا على مدار الأسبوع الماضي».

ورغم أن غالبية الزلازل التي تشهدها إثيوبيا تقع في منطقة «الأخدود الأفريقي» البعيدة عن «سد النهضة»، وفق أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، فإن «قوة الزلزال الذي وقع، السبت، أثارت مخاوف بشأن احتمالية امتداد تأثير الهزات الأرضية إلى المنطقة المقام عليها (السد)».

ويرى شراقي أن «إثيوبيا تشهد موجة غير مسبوقة من الزلازل حاليا، والقلق أن يصل النشاط الزلزالي إلى المنطقة المقام عليها (السد) ما يجعله أكثر عرضةً للانهيار»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «بنيان السد الإثيوبي، تهدد سلامته الفيضانات والزلازل، وهو ما يزيد المخاوف».

بنايات على نيل القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)

وسبق أن طالبت القاهرة، الجانب الإثيوبي، بتقديم «دراسات فنية تفصيلية» بشأن «السد»، ومعاملات الأمان المتعلقة بالإنشاءات والتشغيل، وحذر وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، خلال «المنتدى العالمي العاشر للمياه» الذي عُقد بإندونيسيا في مايو (أيار) الماضي، الجانب الإثيوبي، من مخاطر «الاستمرار في بناء (السد) من دون تقديم دراسات فنية تفصيلية حول آثاره البيئية والاقتصادية على دول المصب».

بينما حذر أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار بجامعة تشابمان الأميركية، هشام العسكري، من تأثير الخصائص الجيولوجية للمنطقة المقام عليها مشروع السد الإثيوبي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «(السد) بُنِيَ على منطقة فوالق أرضية، وازدياد نسب تخزين المياه قد يؤدي إلى تشققات وانزلاقات أرضية تسبِّب حدوث زلازل»، مشيراً إلى أن «البحيرات المائية خلف السدود، دائماً ما تولِّد نشاطاً زلزالياً».

ويرى العسكري أن «الربط بين ازدياد نشاط الزلازل في إثيوبيا أخيراً، مع ارتفاع نسبة التخزين في بحيرة (السد)، يستدعي مزيداً من الدراسات العلمية، لقياس أثر الحمل المائي على المنطقة»، ودعا إلى «ضرورة إجراء دراسات جيولوجية وبيئية للمنطقة المحيطة بـ(السد)، وتقييم دوري لسلامته».

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في وقت سابق، «اكتمال بناء مشروع السد»، وقال في أغسطس (آب) الماضي، إن «إجمالي المياه في بحيرة السد سيصل إلى 70 مليار متر مكعب بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2024».

وبحسب خبير المياه الدولي، ضياء القوصي، فإن «الحكومة الإثيوبية تجاهلت جميع التحذيرات التي قدمها الخبراء بشأن أمان (السد) وزيادة السعة التخزينية من المياه»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «إقامة السد على منطقة فوالق أرضية تزيد من عمليات تسرُّب المياه، وهذا يشكل خطراً على أمان السد إنشائياً، خصوصاً إذا تعرضت المنطقة لنشاط زلزالي».

ورأى تقرير صدر في مايو (أيار) 2013 عن (لجنة الخبراء الدوليين)، المُشَكَّلة من الدول الثلاث لتقييم الجوانب الفنية لمشروع السد الإثيوبي، أن «الدراسات الإثيوبية عن السد غير كافية». وانتقد التقرير الذي جاء حينها بعد تقييم 153 دراسة قدمتها إثيوبيا عن مشروع السد، «غياب دراسات أساسية مثل تأثير انهيار (السد)، وتقييم الآثار البيئية والاجتماعية».

وفي رأي القوصي فإن «أمان السد إنشائياً كان يستدعي عدم زيادة السعة التخزينية للمياه خلفه، وفق دراسات أميركية سابقة».

وتنظر القاهرة لأمنها المائي بوصفه «قضية وجودية»، حيث تعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حاليا تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات الري المصرية.

وجددت مصر والسودان، الشهر الماضي، رفضهما «أي مساس بحقوقهما المائية من نهر النيل»، وأكدا على «مخاطر إنشاء (سد النهضة) من دون أي تشاور مع دولتي المصب»، وأشارا إلى أن تحركات أديس أبابا لفرض سياسة الأمر الواقع «تمثل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي».