الفيروس التنفسي المخلوي... لماذا يثير قلق المصريين؟

بعد تحذيرات رسمية حملته مسؤولية 73% من إصابات الأطفال

نصائح وجهتها المنصات الرسمية لوزارة الصحة المصرية للمواطنين
نصائح وجهتها المنصات الرسمية لوزارة الصحة المصرية للمواطنين
TT

الفيروس التنفسي المخلوي... لماذا يثير قلق المصريين؟

نصائح وجهتها المنصات الرسمية لوزارة الصحة المصرية للمواطنين
نصائح وجهتها المنصات الرسمية لوزارة الصحة المصرية للمواطنين

ما كاد المصريون يلتقطون الأنفاس بعد تلاشي فيروس كورونا نسبيًا، حتى وجدوا أنفسهم أمام فيروس لا يجد ضالته إلا في الجهاز التنفسي للأطفال، لتتجدد حالات الذعر، وتنشط الإشاعات.
وعلى مدار الأيام الماضية تصدر الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن فيروس يهاجم الأطفال ويصيبهم بالسعال الشديد والقيء وربما صعوبة التنفس، فضلًا عن أعراض الحُمى، وبين أقاويل عن عودة كورونا وأخرى عن فيروس متحور من الإنفلونزا، خرجت وزارة الصحة المصرية لتحسم الجدل وترد على وابل الإشاعات.
وأوضحت الوزارة في بيان صحافي أن مسحًا واسعًا أجراه قطاع الطب الوقائى بالوزارة أظهرت نتائجه أن «73 في المائة من الأطفال المصابين راهنًا بأعراض البرد يعانون من الفيروس التنفسي المخلوي، فيما أصيب آخرون بالإنفلونزا الموسمية».
من جانبه حدد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أعراض الفيروس التنفسي المخلوي القريبة من نزلات البرد، وقال في تصريحات للتلفزيون الرسمي المصري إن «98 في المائة من المصابين بالفيروس يبدو عليهم أعراض برد اعتيادية، وعادة ما تزول خلال 5 أيام على الأكثر، ورغم سرعة انتشار الفيروس فإنه أقل قوة من الإنفلونزا».
وعن كون الفيروس التنفسي المخلوي حالة مستجدة أو متحورا يباغتنا عقب كورونا، يقول الدكتور أشرف حاتم، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، ووزير الصحة الأسبق، إن «ما نواجهه ليس حالة مستجدة على الإطلاق»، ويوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» «منذ عشرات السنين وثمة فيروسات تنشط في فصل الشتاء بينها الفيروس التنفسي المخلوي، والذي عادة ما يستهدف الأطفال في عمر مبكر (بين عامين إلى خمسة وربما أكبر قليلًا)». وعن حالة الذعر يقول «لا أجد لها أي داعِ، فهو فيروس يختفي بمجرد الراحة وتناول مخفضات الحرارة، وبعض العقاقير الاعتيادية».
رغم التحركات الرسمية لتخفيف حالة الذعر، فإن ثمة سيلًا من الإشاعات جاب مواقع التواصل، كان أكثرها خطورة هو أننا نواجه متحورا جديدا يمزج بين الإنفلونزا وكورونا معًا، وهو ما أجاب عنه وزير الصحة الأسبق بضحكات يشوبها الاستنكار، قائلًا «من أين لهم بهذا الحديث؟ هذه الدعوات خالية من الصحة تمامًا».
حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل عن سبب انتشار الفيروس التنفسي المخلوي هذا العام على وجه الخصوص، لاسيما وأن خبراء رسميين يؤكدون وجوده منذ عشرات السنين. من جانبه يوضح الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم الصدر بكلية الطب جامعة الزقازيق، أنه «ربما التخفُف من الإجراءات الاحترازية وراء الانتشار الراهن للفيروس».
ويقول لـ«الشرق الأوسط» «الفيروس التنفسي المخلوي ينتقل من خلال الرذاذ، من ثم العودة نسبيًا للالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل التباعد عن المناطق المزدحمة ووضع الكمامات فهما أفضل طرق الوقاية. ويزيد «غير أن هذا لا يعني أننا أمام حالة خطيرة، فقط يُنصح بالتصدي لها منذ البداية، لاسيما وأنه فيروس سريع الانتشار».
وأرجع خبراء النجاح في التصدي لجائحة كوورنا إلى الإلزام باللقاح، كذلك، ثمة نصائح تشير إلى أن تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية يحد من انتشار الفيروسات واحتمالية تحورها خلال طقس الشتاء على وجه الخصوص.
لكن هل هذه اللقاحات لها تأثير على الفيروس التنفسي المخلوي؟
يجيب الدكتور أشرف حاتم على هذا الجدل قائلًا «سواء لقاح الإنفلونزا أو كورونا كلاهما يحد من النزلات الفيروسية بشكل عام، غير أن الفيروس التنفسي المخلوي غير مخصص له لقاح معين، فقط يحتاج إلى الوقاية والعقاقير البسيطة حال الإصابة».


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.