عشرات القتلى والجرحى بانفجار في إسطنبول

إردوغان لمح إلى شبهة عمل إرهابي وتورط امرأة > السعودية تدين الهجوم بأشد العبارات

استنفار أمني تركي في مكان التفجير بحي تقسيم في إسطنبول أمس (رويترز)
استنفار أمني تركي في مكان التفجير بحي تقسيم في إسطنبول أمس (رويترز)
TT

عشرات القتلى والجرحى بانفجار في إسطنبول

استنفار أمني تركي في مكان التفجير بحي تقسيم في إسطنبول أمس (رويترز)
استنفار أمني تركي في مكان التفجير بحي تقسيم في إسطنبول أمس (رويترز)

وقع انفجار عنيف في شارع الاستقلال المتفرع من ميدان تقسيم بمنطقة بي أوغلو في الشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول، الأحد، خلّف 5 قتلى و53 مصاباً في حصيلة أولية أعلنها الرئيس رجب طيب إردوغان.
وجرى تكليف 5 من مدَّعي العموم بالتحقيق في الانفجار، الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه، كما قرر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، أعلى جهة رقابية على الإعلام في تركيا، حظر نشر أية صور أو مقاطع فيديو من موقع الانفجار، الذي وقع في تمام الساعة 16.20 بتوقيت إسطنبول (تغ 13:20)، في شارع تقسيم شديد الازدحام، والذي يعجّ بحركة السياح ويقصده الأتراك بالآلاف في عطلة نهاية الأسبوع.
إلى ذلك أعربت وزارة الخارجية السعودية عن «إدانة المملكة العربية السعودية بأشدّ العبارات، التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة تقسيم، وسط إسطنبول، وأدى إلى وفاة وجرح عدد من المدنيين. وأكدت وزارة الخارجية وقوف المملكة مع جمهورية تركيا ضد هذا العمل الجبان، وتقدِّم الوزارة صادق العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب التركي، مع تمنياتها الصادقة بالشفاء العاجل للمصابين».
وأظهرت لقطات ومقاطع مصوَّرة، قبل حظر النشر، انفجاراً كبيراً تسبَّب في اندلاع ألسنة اللهب بالشارع المزدحم، وهرولة المارّة للهروب من المنطقة، كما انتقل عدد من سيارات الإسعاف، والشرطة أحاطت بالموقع. وقامت الشرطة بإغلاق الشارع بعد إخلائه تماماً من المارة؛ لنقل الجرحى وتحسباً لوقوع انفجار آخر.
ولمّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى وجود شبهة عمل إرهابي وراء الانفجار، مشيراً إلى أن هناك امرأة يُشتبه بأنها ضالعة في الانفجار، لكن التحقيقات لا تزال جارية.
وقال: «أول معلومة قدّمها لنا والي إسطنبول علي يرلي كايا تشير إلى أن هناك رائحة عمل إرهابي... قد يكون من الخطأ أن نقول على وجه اليقين إن هذا إرهاب، لكن التطورات الأولى، وأول معلومات قدّمها لنا الوالي تشير إلى أن هناك عملاً إرهابياً، وأن هناك هارباً، وأن امرأة لعبت دوراً في هذا العمل».
كانت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي قد أظهرت امرأة تعتمر غطاء رأس تسير وسط المارّة، ثم جلست على أحد المقاعد بالشارع وتركت حقيبة في مكانها قبل وقوع الانفجار.
وتعهّد إردوغان بالكشف عن ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه، مؤكداً أن جهود السيطرة على تركيا وشعبها عبر الإرهاب لن تصل إلى هدفها، اليوم أو غداً، كما لم تفعل بالأمس.
وقال إردوغان: «على أمتنا أن تتأكد من أن مرتكبي الحادث الذي وقع في شارع الاستقلال سيعاقَبون كما يستحقّون. المؤسسات والأجهزة المعنية في دولتنا تُواصل العمل لكشف مرتكبي هذا الهجوم الغادر والجهات التي تقف وراءه».
من جانبه، قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، عبر «تويتر»: «من الضروري مساعدة فِرق الشرطة والصحة لدينا فيما يتعلق بالانفجار في شارع الاستقلال، وتجنب المشاركات التي قد تسبِّب الخوف والذعر، وسوف نقدم معلومات صحية مع جميع الفرق ذات الصلة في المنطقة».
وشهد ميدان تقسيم وشارع الاستقلال عدداً من التفجيرات، في الفترة بين عامي 2015 و2016 خلّفت مئات القتلى والمصابين وتبنّاها تنظيم «داعش» الإرهابي أو نُسبت إليه، وكذلك بعض التنظيمات الراديكالية المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني المصنَّف «منظمة إرهابية».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.