كيف يؤثر العيش في منزل بارد على صحتك؟

المنازل الباردة تضر كثيراً بصحة ساكنيها وأحياناً تكون مميتة أيضاً (رويترز)
المنازل الباردة تضر كثيراً بصحة ساكنيها وأحياناً تكون مميتة أيضاً (رويترز)
TT

كيف يؤثر العيش في منزل بارد على صحتك؟

المنازل الباردة تضر كثيراً بصحة ساكنيها وأحياناً تكون مميتة أيضاً (رويترز)
المنازل الباردة تضر كثيراً بصحة ساكنيها وأحياناً تكون مميتة أيضاً (رويترز)

مع وقوع العالم في قبضة أزمة طاقة عالمية، من المتوقع أن يواجه مئات الملايين من الناس أزمة كبيرة في تدفئة منازلهم هذا الشتاء، وهو الأمر الذي يحذر الخبراء من عواقبه السلبية على الصحة.
ونقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية، عن الخبراء قولهم إن هناك العشرات من الأبحاث العلمية التي أكدت أن المنازل الباردة «تضر كثيراً بصحة ساكنيها وأحياناً تكون مميتة أيضاً».
ومن بين الأضرار الصحية التي ذكرتها هذه الأبحاث هي زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والتهابات الجهاز التنفسي وضعف العضلات والتهاب المفاصل، وبالتالي التعرض للسقوط الذي قد يتسبب في إصابات جسدية بالغة.
وأشارت الأبحاث إلى أن ذلك قد ينتج عن انخفاض قوة الأشخاص وزيادة التوتر الذي يشعرون به في درجات الحرارة المنخفضة.
وأكدت مارغريت وايتهيد، أستاذة الصحة العامة بجامعة ليفربول في المملكة المتحدة، أن درجات الحرارة المنخفضة تؤثر على أداء أجسامنا وأعضائنا.

وأوضحت قائلة: «خذ الدم كمثال. حين تنخفض درجات الحرارة بشدة، تضيق الأوعية الدموية قليلاً. هذا يرفع ضغط الدم ويعيق الدورة الدموية. ويصبح دمنا أيضاً أكثر سمكاً، ويرجع ذلك جزئياً إلى زيادة مستويات البروتين المسمى الفيبرينوجين والجزيئات الأخرى التي تسبب الجلطات. قد تكون النتيجة النهائية لهذه التغييرات هي معاناة الشخص من سكتة دماغية أو نوبة قلبية».
وأضافت وايتهيد: «الأشخاص المصابون بالسرطان أو التهاب المفاصل أو بعض الإعاقات يمكن أن يكونوا حساسين بشكل خاص للبرد. لكن هناك مشكلات أقل وضوحاً أيضاً. ضع في اعتبارك أولئك الذين قد يختارون ارتداء معطف أو زوج من القفازات داخل المنزل للتصدي للشعور بالبرد. هذه الطبقات بالطبع تحد من القدرة على الحركة بحرّية، وقد تتسبب في سقوط كبار السن».
وإلى جانب الآثار السلبية المباشرة لدرجات الحرارة المنخفضة على صحة الأشخاص، هناك آثار غير مباشرة أيضاً قد تنتج عن عوامل بيئية أخرى تحدث بسبب برودة الطقس بالمنزل، من بينها الرطوبة والعفن.
وتسبب الجراثيم الناتجة عن فطريات العفن تهيجاً في الرئتين، ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم بعض المشكلات التنفسية مثل الربو.
وأظهرت إحدى الدراسات التي استمرت تسع سنوات أن العيش في منازل مليئة بالرطوبة والعفن لفترات طويلة يرتبط بشكل كبير بتدهور وظائف الرئة.
ويتعرض الأطفال الذين يعيشون في منازل رطبة ومتعفنة لخطر متزايد للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وهو الأمر الذي أثار قلق خبراء الصحة العامة بشدة مؤخراً بالنظر إلى أن مناعة بعض الأطفال قد تكون بالفعل ضعيفة نتيجة للإغلاق الذي نتج عن تفشي وباء «كورونا».
وفي هذا السياق، قال إيان سينها، استشاري طب الأطفال في مستشفى ألدر هاي في ليفربول إن عدد الأطفال الذين يعانون من التهاب القصيبات الهوائية في تزايد كبير، محذراً من تفاقم هذه الأزمة هذا الشتاء نتيجة زيادة العفن والرطوبة بالمنازل مع زيادة الفقر وانخفاض إمكانية تدفئة المنازل.

ولفت سينها أيضاً إلى أن أداء أطفال الأسر التي تعاني من فقر الطاقة يكون أضعف في المدرسة بشكل عام، مؤكداً أنهم يعانون أيضاً من التنمر والعزلة الاجتماعية.
ووجدت إحدى الدراسات الأميركية، التي نُشرت في عام 2019. ارتباطاً بين الطقس البارد وارتفاع حالات دخول المستشفى المرتبطة بالخرف، مما يعني أن انخفاض درجة الحرارة بالمنزل يؤثر أيضاً على الصحة العقلية للأشخاص.
وقدرت الدراسات والبيانات الرسمية أن 36 مليون شخص في أوروبا لم يتمكنوا من الحفاظ على منازلهم دافئة بشكل كافٍ في عام 2020.
وفي الولايات المتحدة، يعاني 16 في المائة من سكان البلاد من فقر الطاقة، بما في ذلك 5.2 مليون أسرة تعتبر فوق خط الفقر.
وفي الصين، يقدر أن 24 – 27 في المائة من البالغين في منتصف العمر وكبار السن يعانون من فقر الطاقة.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية (IEA) من أن العالم يمر بأول «أزمة طاقة عالمية» حقيقية - نجمت إلى حدٍ كبير عن الغزو الروسي لأوكرانيا.



كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

بعد أكثر من 5 سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية، باريس، عن هيئتها الجديدة للعالم، اليوم الجمعة، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2019.

تُظهر هذه الصورة مذبح الكنيسة الذي صممه الفنان والمصمم الفرنسي غيوم بارديه، في قلب كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جاء ذلك خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع البناء ليشاهد بنفسه التصميمات الداخلية التي تم ترميمها قبل إعادة افتتاح الكاتدرائية الشهيرة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويتم بث زيارته التي تستمر ساعتين على الهواء مباشرة. وتظهر أعمال حجرية تم ترميمها وألوان نابضة بالحياة، وغيرها من ثمار جهود إعادة الإعمار الهائلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاطاً برئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة وبرئيس أساقفة باريس يزور كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

دخل ماكرون عبر الأبواب الأمامية العملاقة للكاتدرائية والمنحوتة بدقة، وحدّق في الأسقف بدهشة. وكان برفقته زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس وآخرون.

وانضم ماكرون إلى مجموعة تضم 700 من الحرفيين والمهندسين المعماريين وكبار رجال الأعمال والمانحين، وأشاد بالحرفية والتفاني وراء جهود الترميم.

السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، ووزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي، ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ومن المقرر أن يعود ماكرون في السابع من ديسمبر لإلقاء خطاب وحضور تدشين المذبح الجديد خلال قداس مهيب في اليوم التالي.

وتأتي زيارة ماكرون بمثابة بداية لسلسلة من الأحداث التي تبشر بإعادة افتتاح التحفة القوطية التي تعود إلى القرن الثاني عشر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت برفقة رئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وترى إدارة ماكرون أن إعادة الإعمار تمثل رمزاً للوحدة الوطنية والقدرة الفرنسية.