السعودية لإنشاء أضخم مركز لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه

برعاية ولي العهد... نحو تنمية اقتصاد عالمي للهيدروجين النظيف

جهود سعودية مكثفة نحو تحقيق مستهدفاتها البيئية ومعالجة تحديات المناخ في العالم (الشرق الأوسط)
جهود سعودية مكثفة نحو تحقيق مستهدفاتها البيئية ومعالجة تحديات المناخ في العالم (الشرق الأوسط)
TT

السعودية لإنشاء أضخم مركز لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه

جهود سعودية مكثفة نحو تحقيق مستهدفاتها البيئية ومعالجة تحديات المناخ في العالم (الشرق الأوسط)
جهود سعودية مكثفة نحو تحقيق مستهدفاتها البيئية ومعالجة تحديات المناخ في العالم (الشرق الأوسط)

برعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبحضور الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، أعلنت السعودية عن إنشاء مركز ضخم لالتقاط الكربون وتخزينه، هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتدشين مبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لمواجهة فقر الطاقة وانعدام الأمن الغذائي.
وسيكون المركز هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيتمكن من التقاط 9 ملايين طن متري من ثاني أكسيد الكربون وتخزينها سنوياً في مرحلته الأولى.
ويدعم إنشاء المركز الذي سيُقام في مدينة الجبيل الصناعية (شرق السعودية)، ويبدأ تشغيله بحلول 2027، مساعي المملكة لالتقاط 44 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون وتخزينه سنوياً بحلول 2035، فضلاً عن إسهام المركز في تنمية اقتصاد عالمي للهيدروجين النظيف والأمونيا النظيفة.
وتؤمن المملكة بأن تقنية التقاط الكربون وتخزينه ستكون مهمة لتعزيز جهود تقليل الانبعاثات الكربونية ومعالجتها، لا سيما في قطاع النفط والغاز.
ويعد مركز التقاط الكربون وتخزينه حلقة ضمن سلسلة من البرامج التي تسعى البلاد، عن طريقها، إلى تحقيق هدفها، المتمثل في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، كما أعلن عن ذلك ولي العهد.
وتهدف المرحلة الأولى من المركز إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون من ثلاثة معامل للغاز الطبيعي، و6 مصانع لإنتاج الجلايكول والغازات الطبيعية ومصنع حديد، بالإضافة إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون من المصنع المتكامل لإنتاج وتوزيع الغازات الصناعية.
وسيُنقل ثاني أكسيد الكربون المحتجز من خلال شبكة خطوط أنابيب، ويخزّن في باطن الأرض في تكوينات جوفية ملحيّة، بحيث يمكن في المستقبل أن يساعد في إنتاج الهيدروجين والأمونيا النظيفة، في توافُقٍ تامٍ مع مستهدفات الرياض في التقاط الكربون وتخزينه، وكذلك مواجهة آثار التغير المناخي.
أما مبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لمواجهة فقر الطاقة، التي تحظى باهتمام ولي العهد، فتركز على «غاز النفط المسال، والطاقة المتجددة»، بدلاً من حلول الطهي التقليدية مثل الفحم والحطب، التي تزيد من الانبعاثات والاحتطاب والمشكلات التنفسية.
ولتحقيق مبادرة بهذا الحجم، أنشأ برنامج استدامة الطلب على البترول نهجاً استراتيجياً شاملاً لتسهيل تنفيذها.
وتقوم الاستراتيجية على خمس ركائز رئيسية، وهي أثر التكلفة على المستخدم، والبنية التحتية المناسبة، واللوائح والمعايير، والتوعية العامة، وإمدادات الوقود.
ومن خلال هذا النهج، تهدف السعودية إلى التخفيف من الأضرار الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، والتدهور البيئي.
وتحرص الرياض من خلال شراكتها مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص على إيجاد حلول شاملة للتخفيف من العجز العالمي، وتتعاون مع صندوق «أوبك» للتنمية الدولية، في مدغشقر، لمكافحة إزالة الغابات وتوفير حلول فعالة من حيث التكلفة للمستخدم.
ويُعد التعاون والاستثمار في مبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء خطوة مهمة وأساسية لضمان مستقبل مستدام للمجتمع.
ويتزامن الإعلان عن المبادرتين اللتين تعدان جزءاً من جهود المملكة في معالجة تحديات المناخ في العالم، مع انعقاد المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية التغير المناخي (كوب27)، بشرم الشيخ، في مصر، وإقامة المنتدى الثاني لمبادرة «السعودية الخضراء»، ومؤتمر القمة الثاني لمبادرة «الشرق الأوسط الأخضر».


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

السعودية تتصدر دول «مجموعة العشرين» في انخفاض تكلفة النقل العام

تتصدر السعودية دول «مجموعة العشرين» في انخفاض أسعار تكلفة النقل العام، بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد الشهري، وفق ما أظهرته بيانات تطبيق «درب».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد لقطات أثناء تجربة «مترو الرياض» خلال الفترة الماضية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) play-circle 02:15

«قطار الرياض» يحوّل العاصمة إلى منطقة اقتصادية أكثر جذباً للشركات العالمية

يرى مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن «قطار الرياض» الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، سيحول العاصمة السعودية إلى منطقة اقتصادية.

بندر مسلم (الرياض)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.