الأمن السوداني يستعيد 3 من الطلاب الفارين إلى «داعش».. بينهم فتاة

متحدث الخارجية السودانية يعود للبلاد بعد فشله في العثور على ابنته

الأمن السوداني يستعيد 3 من الطلاب الفارين إلى «داعش».. بينهم فتاة
TT

الأمن السوداني يستعيد 3 من الطلاب الفارين إلى «داعش».. بينهم فتاة

الأمن السوداني يستعيد 3 من الطلاب الفارين إلى «داعش».. بينهم فتاة

تحقق سلطات الأمن السودانية مع ثلاثة طلاب من جامعة العلوم الطبية المملوكة لمسؤول وزاري رفيع، والذين استردتهم قبيل مغادرتهم تركيا في اتجاه سوريا للالتحاق بتنظيم داعش، في الوقت الذي عاد فيه إلى البلاد من تركيا المتحدث باسم الخارجية علي الصادق بعد أن قضى قرابة ثلاثة أيام يلاحق فيها ابنته، ويحاول العثور عليها، والحيلولة دون التحاقها بتنظيم داعش دون جدوى، لكنه لم يدل بأي إفادات حول الأمر.
ونقلت تقارير صحافية أن الطلاب الثلاثة أخضعوا لتحقيقات مطولة بواسطة جهاز الأمن والمخابرات، على خلفية القضية التي أثارت الرأي العام السوداني طوال الأسبوع الماضي، والتي تفجرت إثر الإعلان عن توجه مجموعة ثانية من طلاب الطب بالجامعة المملوكة للوزير مأمون حميدة إلى تركيا، بنية الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا والعراق.
وعاد المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق صباح أمس للخرطوم، بعد ثلاثة أيام قضاها في تركيا محاولا استرجاع ابنته، لكن دون جدوى، ويرجح فشله في العثور عليها في احتمال أن تكون قد تسللت إلى سوريا، لكنه بدا متأثرًا، ولم يدل بأي تصريحات بشأن نجلته، والتي يجري التحقيق بشأن كيفية خروجها من البلاد بجواز سفر دبلوماسي، دون الحصول على الأذونات اللازمة، وحول زملائها، وما الذي حدث في تركيا.
من جهتها، نقلت صحف سودانية أمس أن السلطات التركية ألقت القبض على الطلاب الثلاثة، وبينهم طالبة، وذلك فور وصولهم إلى الأراضي التركية، حسب طلب حكومة الخرطوم، وسلمتهم إلى السلطات السودانية التي حققت معهم، ثم أفرجت عن الفتاة التي لم يفصح عن اسمها، فيما يتواصل التحقيق مع زميليها.
وأعلن وزير الخارجية إبراهيم غندور في تصريحات أول من أمس أن سفارتيه في أنقرة ودمشق تتابعان القضية مع سلطات البلدين، وأن وزارته تجري اتصالات مع جهات لم يسمها ليتسنى عودة الطلاب لذويهم، وقال: إن «الطلاب يحملون جوازات أجنبية، إلا أنهم سودانيون»، وذلك في أول تصريحات رسمية تتناول قضية هؤلاء الطلاب.
ورغم أن الوزير نفى علمه بمغادرة نجلة المتحدث باسم الخارجية صافينات علي الصادق، والتي راج أنها خرجت بجواز سفر دبلوماسي، فإنه أكد أن الوزارة تبحث حاليا في كيفية مغادرة حاملة جواز دبلوماسي سودانية البلاد من دون إذن من وزارة الخارجية، وقد تردد أنها غادرت البلاد في تجاهل لإجراءات الهجرة المتبعة، وأن كاميرات المراقبة بالمطار رصدت شخصًا كان برفقتها حتى سلم الطائرة ادعى انتماءه لمراسم الخارجية، وطلب من ضابط الجوازات المسؤول السماح لها بالمغادرة.
وكونت إدارة الجوازات السودانية لجنة تحقيق منذ الثلاثاء للتحقيق مع رجال الجواز في مطار الخرطوم، حول كيفية سفر بنت الدبلوماسي الرفيع دون تقييد بياناتها، وتناقلت تقارير صحافية أن الفتاة استغلت أوراق إذن سفر ممهور بتوقيع أحد ضباط الجوازات، وأن السلطات أوقفت الشرطي الذي سمح لها بالمغادرة وأحالته إلى التحقيق.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.