دفع المقترعون في الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي هذا العام عدداً جديداً من الأشخاص إلى مجلسي النواب والشيوخ ومواقع صنع القرار، وسجل بعضهم علامات توصف بأنها «تاريخية» نظراً إلى أنهم اخترقوا الحواجز التقليدية بين من فازوا في هذه الانتخابات أو ما سبقها في الولايات المتحدة.
وضربت الانتخابات النصفية لعام 2022 أرقاماً قياسية للحزبين الديمقراطي والجمهوري من ناحية عدد النساء اللواتي ترشحن وفزن بمناصب خاصة بحكام الولايات وغيرها من المقاعد الشاغرة في مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى شاب من الجيل الديموغرافي للذين ولدوا مباشرة بعد «جيل الألفية»، فضلاً عن أشخاص آخرين يضعون أنفسهم ضمن تصنيفات اجتماعية مختلفة. وارتفع عدد هؤلاء هذه السنة بنسبة 18 في المائة عن الذين ترشحوا لانتخابات عام 2020.
وسجلت هذه الانتخابات فوز مرشح الديمقراطيين ماكسويل فروست (25 عاماً) ليكون أصغر عضو في تاريخ مجلس النواب، وهو من «الجيل زد» للذين ولدوا بعد عام 1996. وكان فروست ناشطاً سياسياً في الدائرة العاشرة للكونغرس في ولاية فلوريدا، علماً أن هذه الدائرة ذات لون أزرق ديمقراطي، في ولاية يغلب عليها اللون الأحمر للجمهوريين.
وأدت هذه الانتخابات أيضاً إلى فوز مرشح الحزب الديمقراطي ويس مور (44 عاماً)، أول حاكم أسود في تاريخ ولاية ماريلاند. وبذلك سيكون مور الحاكم الأسود الوحيد في البلاد، والثالث المنتخب منذ حقبة إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية الأميركية. والاثنان الآخران هما ديفال باتريك من ماساتشوستس، ودوغلاس وايلدر في فيرجينيا.
ودخلت المرشحة الجمهورية سارة ساندرز (40 عاماً) التاريخ أيضاً باعتبارها المرأة الأولى التي تنتخب حاكمة لولاية أركنساس، علماً بأنها شغلت سابقاً منصب الناطقة باسم البيت الأبيض خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. وهي ابنة حاكم أركنساس السابق مايك هكابي.
وفيما أصبحت المدعية العامة الديمقراطية مورا هيلي (51 عاماً) حاكمة لولاية ماساتشوستس، ربحت الديمقراطية الليبرالية بيكا بالينت (54 عاماً) السباق لتصير المرأة الأولى التي تمثل أحد مقاعد ولاية فيرمونت في مجلس النواب، علماً بأن ولاية ميسيسيبي سبقت فيرمونت إلى ذلك عام 2018. ودخلت مرشحة الحزب الجمهوري ماركواين مولين (45 عاماً) التاريخ لأنها متحدرة من قبيلة شيروكي للسكان الأصليين وفازت ببطاقة دخول إلى مجلس الشيوخ، لتكون السناتورة الأولى عن هذه الشريحة من المواطنين منذ نحو عقدين، والأولى عن السكان الأصليين في أوكلاهوما منذ قرن.
وعينت الديمقراطية كاثي هوكول (64 عاماً) حاكمة نيويورك العام الماضي. وأصبحت بعد الثلاثاء أول امرأة تنتخب رسمياً حاكمة للولاية، متغلبة على النائب الجمهوري اليهودي لي زيلدين علماً بأن الجمهوريين تفوقوا على الديمقراطيين هذه السنة في عدد الذين دخلوا إلى مجلس النواب.
وباتت الجمهورية كاتي بريت (40 عاماً) المرأة الأولى التي تنتخب لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما، وهي محامية عملت سابقاً كبيرة للموظفين في مجلس الشيوخ. وتخلف بريت الجمهوري ريتشارد شيلبي الذي يتقاعد. وجرى في السابق تعيين امرأتين أخريين في مجلس الشيوخ من ألاباما.
وفازت الديمقراطية سمر لي (34 عاماً) باعتبارها المرأة السوداء الأولى التي تنتخب لعضوية مجلس النواب من بنسلفانيا. وهي كانت منظمة عمالية سابقة. وكذلك فازت الديمقراطية ديليا راميريز (39 عاماً)، باعتبارها اللاتينية الأولى التي تمثل إيلينوي في مجلس النواب. وهي ابنة أبوين مهاجرين من غواتيمالا.
ورأت مديرة المركز الأميركي للمرأة والسياسة في جامعة روتغيرز في ولاية نيوجرسي، ديبي والش، أن نقض المحكمة العليا للتشريع المعروف باسم «رو ضد وايد» حول حقوق المرأة «يمكن أن يترك تأثيرات بعيدة المدى»، موضحة أنه «بحلول الوقت الذي أصدرت فيه المحكمة العليا قرارها في يونيو (حزيران)، كانت المواعيد النهائية للترشيح في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) انقضت كلها تقريباً». وتوقعت أن تشهد انتخابات عام 2024 الرئاسية «واحدة من تلك اللحظات المحفزة التي تدفع النساء إلى الابتعاد عن الهامش»، في إشارة إلى احتمال أن تضطلع المرأة الأميركية بدور أكبر خلال السنوات المقبلة.
وكذلك، أصبح السيناتور المعيّن حالياً الديمقراطي أليكس باديلا اللاتيني أول من ينتخب في كاليفورنيا لمجلس الشيوخ. وجرى تعيينه سيناتوراً من قبل الحاكم غافن نيوسوم عام 2020، لشغل المنصب الذي أخلته نائبة الرئيس كامالا هاريس. وفي السباق على فترة ولايته الكاملة الأولى، توقعت شبكة «سي بي أس» الأميركية للتلفزيون أن يكون باديلا هو الفائز، متغلباً على المنافس الجمهوري مارك ميزر.
الانتخابات النصفية الأميركية تسجل انتصارات «تاريخية» للمرأة والشباب
الانتخابات النصفية الأميركية تسجل انتصارات «تاريخية» للمرأة والشباب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة