5 قضايا اقتصادية قد تفجّر خلافات حزبية في الكونغرس

إذا نجح الجمهوريون في السيطرة على إحدى الغرفتين

مبنى الكابيتول الذي يضم الكونغرس في واشنطن (أ.ب)
مبنى الكابيتول الذي يضم الكونغرس في واشنطن (أ.ب)
TT

5 قضايا اقتصادية قد تفجّر خلافات حزبية في الكونغرس

مبنى الكابيتول الذي يضم الكونغرس في واشنطن (أ.ب)
مبنى الكابيتول الذي يضم الكونغرس في واشنطن (أ.ب)

ركّز الجمهوريون حملتهم الانتخابية، تمهيداً لاقتراع التجديد النصفي، على فشل إدارة جو بايدن في تخفيف أزمة غلاء المعيشة وكبح معدلات التضخم المرتفعة. لكن وعودهم الاقتصادية أثارت في المقابل قلقاً واسعاً، لما تشمله من خفض الإنفاق الفيدرالي وتقليص برامج الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية. ومع اقتراب الجمهوريين من السيطرة على مجلس النواب، لا شك أن مسار الاقتصاد الأميركي سيثير مواجهات حادة بين الحزبين. وهنا خمس قضايا اقتصادية ستتأثر مباشرةً بنتائج الانتخابات النصفية.
1- الإنفاق الفيدرالي
يولي الجمهوريون اهتماماً كبيراً بمخاوف الناخبين بشأن ارتفاع التضخم واحتمال انزلاق الولايات المتحدة إلى الركود العام المقبل. وتعهد مشرعو الحزب بكبح جماح الإنفاق الفيدرالي، إذا فازوا بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ. وستَمنح الأغلبية البسيطة للجمهوريين في أيٍّ من المجلسين سلطة عرقلة أي مشروع قانون للإنفاق يعدّونه مكلفاً، وسيعملون على إجبار الديمقراطيين على تقديم تنازلات. ويقول بريان غاردنر، كبير استراتيجيي السياسة في بنك الاستثمار «ستيفل»، إن الانتخابات النصفية أدّت بشكل أساسي إلى حالة من الجمود بالنظر إلى الانقسام بين الحزبين، لذا فإن تمرير قوانين الإنفاق الحكومي وزيادة سقف الدين «سيكونان أكثر صعوبة مما كان متوقعاً».
2- سقف الدين
تواجه الولايات المتحدة خطر التخلف عن سداد الديون، وهي قضية قد يسعى الجمهوريون إلى استخدامها وسيلة ضغط في مفاوضات الإنفاق الفيدرالي. فبينما تعهد قادة الحزب الجمهوري بأن البلاد لن تتخلف عن سداد الديون، فإنهم قد يجدون صعوبة في إقناع المشرعين المحافظين بإبرام صفقة مع الديمقراطيين حول رفع سقف الدين. وسبق أن عانت الولايات المتحدة من تداعيات الخلافات الحزبية حول رفع سقف الدين العام، بعدما تم تخفيض تصنيفها الائتماني واضطراب أسواق المال عامي 2011 و2013. وقال جيسون فورمان، المستشار الاقتصادي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، عبر حسابه على «تويتر»، إن «احتمالات حدوث ما هو أسوأ من سياسة حافة الهاوية لعام 2011 أعلى من أي وقت مضى، وستكون العواقب أسوأ من ذي قبل». وتابع أنه «في عام 2011 أدى الاقتراب من حافة الهاوية إلى انهيار كبير في الثقة، وصدى واسع في أسواق المال».
3- حزمات التحفيز
القضية الخلافية الثالثة هي حزمات التحفيز، إذ يخشى مراقبون من أن يقاوم الجمهوريون دعم إدارة بايدن في تعزيز الاقتصاد في حال دخوله في ركود. ويرى مراقبون أن المشرعين الجمهوريين قد يواجهون صعوبة في دعم حزم إغاثة جديدة، بعد أن ألقوا باللوم على المساعدات الاقتصادية الذي أقرّها بايدن في مارس (آذار) 2021 في ارتفاع معدلات التضخم. كما قد يجد الجمهوريون أنه من الأسهل إلحاق الهزيمة ببايدن والديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية المقبل، إذا ما حمّلوهم مسؤولية الركود.
4- مناصب شاغرة
سيعمل الجمهوريون، إذا نجحوا في السيطرة على مجلس الشيوخ، على عرقلة ترشيحات بايدن لمناصب تنفيذية مهمة. ويرجح مراقبون أن يضغط زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش مكونيل، على بايدن لإيجاد أرضية مشتركة مع الجمهوريين لملء مناصب شاغرة مهمة في وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي، مما سيثير مواجهة حادّة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
5- تقييد الأجندة التشريعية
ستتيح سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ لحزب دونالد ترمب فرصة تشديد الرقابة على المؤسسات الفيدرالية المالية وتقييد أجندة بايدن المناخية. وستخضع الجهات التنظيمية المالية لإشراف مكثف من اللجان التي يقودها الجمهوريون، والمزيد من الضغط السياسي على الكثير من المبادرات الخلافية بين الحزبين، بينها أجندة مكافحة التغير المناخي وخطط تشجيع الاقتصاد الأخضر والاستثمارات في الطاقة المتجددة والتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.