تركيا ترجئ موافقتها على انضمام السويد لـ«الناتو»

اتهمت اليونان بعرقلة مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي

إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)
إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

تركيا ترجئ موافقتها على انضمام السويد لـ«الناتو»

إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)
إردوغان ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون يتحدثان للصحافيين في أنقرة مساء أول من أمس (أ.ب)

فشل رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في إقناع تركيا بتغيير موقفها من طلب بلاده الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعلّقت تركيا موافقتها على تبديد مخاوفها الأمنية بشكل كامل. وقال الرئيس رجب طيب إردوغان إن الأمر سيُبحث من جديد خلال زيارة من المحتمل أن يقوم بها إلى ستوكهولم أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وتعتقد أنقرة أن السويد وفنلندا لم تقوما بالخطوات اللازمة فيما يتعلق بمكافحة «تنظيمات إرهابية» تهدد أمنها، وأنهما ودول أوروبية أخرى يقدمون المأوى لعناصر حزب «العمال الكردستاني» وامتداده في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية)، بالإضافة إلى حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، التي حمّلتها المسؤولية عن تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) 2016.
وأعاد إردوغان التأكيد على الأمر ذاته خلال محادثات في أنقرة مع رئيس الوزراء السويدي الذي كان يأمل في إزالة اعتراض تركيا على طلب بلاده الانضمام إلى «الناتو». وأشار في مؤتمر صحافي مشترك ليل الثلاثاء-الأربعاء أعقب المحادثات، أنه أوضح، خلالها، خطر المنظمات الإرهابية وعرض جميع مطالب تركيا الأمنية، بما فيها مكافحة حزب «العمال الكردستاني»، ومنعه وامتداداته، وكذلك «منظمة غولن»، من استغلال البيئة الديمقراطية في السويد.
وأضاف الرئيس التركي أن «هناك الكثير من الفعاليات للمنظمات الإرهابية في السويد وفنلندا، تُرفع فيها أعلام المنظمات الإرهابية وشعاراتها... نحن لا نستطيع أن نكذب على شعبنا ونقول له إننا لا نرى هذه المشاهد... ننتظر من السويد وفنلندا التعاون الكامل في محاربة المنظمات الإرهابية».
وتابع أن عناصر المنظمات الإرهابية ليست موجودة في السويد وفنلندا فحسب، بل في عدد من الدول الأوروبية، التي لا تحرك ساكناً ضدها، مضيفاً: «السويد تريد الانضمام للناتو من أجل أمنها، ونحن نريد منها إزالة مخاوفنا الأمنية... علينا أن نكون متضامنين بالدرجة الأولى مع أصدقائنا في الناتو، وعليهم ألا يأووا هؤلاء الإرهابيين في بلدانهم... مهمة الحلف هي مكافحة المنظمات الإرهابية، وتوفير الأمن لدوله».
ولفت إردوغان إلى أن لقاء آخر سيجمعه مع كريسترسون لبحث انضمام بلاده إلى «الناتو»، قائلاً: «نأمل في أن نرى صورة أكثر إيجابية عندما ينظم الاجتماع المشترك في ستوكهولم في نهاية الشهر الحالي».
بدوره، قال كريسترسون إن علاقات بلاده مع تركيا تعود لمئات السنين، واصفاً لقاءه مع إردوغان بـ«المثمر». وأكد أن حزب «العمال الكردستاني» تسبّب بخسائر بشرية كبيرة للشعب التركي، وأن السويد تصنفه منظمةً إرهابية، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وأضاف كريسترسون: «استمعنا إلى المطالب التركية، ونؤمن بأن تنظيم العمال الكردستاني إرهابي، ولدينا القناعة نفسها مع تركيا بشأنه، وتركيا هي أكثر دولة عانت من إرهابه». ووصف عملية انضمام بلاده إلى الناتو بأنها «مسألة حياة أو موت».
وشدد على أن بلاده ستلتزم بتعهداتها التي قطعتها لتركيا قبل انضمامها لـ«الناتو»، بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية التي ضمت فنلندا أيضاً ووقعت على هامش قمة «الناتو» الأخيرة في مدريد في يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك تعهداتها التي ستقطعها بعد الانضمام تجاه حليفتها تركيا، مشيراً إلى أن السويد في هذه الفترة ستكتسب سلطة القانون في مكافحة الإرهاب، ومفسراً ذلك بقوله: «هذا يعني أننا سنكافح الإرهاب سواء كانت الأنشطة الإرهابية تستهدف السويد أو تستهدف تركيا على حد سواء».
بالتوازي، اتهمت تركيا اليونان بعرقلة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ووضع العقبات في طريق المفاوضات الرامية إلى ذلك.
وقال نائب وزير الخارجية التركي فاروق كايماكجي، إن هناك عقبات تعرقل مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وإن هذه العقبات مصدرها اليونان.
وأضاف كايماكجي، في تصريحات أمس الأربعاء، أن مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد لا تسير بالسرعة المطلوبة، وأن اليونان تتعمد عرقلتها بسبب الخلافات القائمة بشأن جزيرة قبرص وشرق البحر المتوسط، مشدداً على رغبة تركيا في إتمام مفاوضات الانضمام، والحصول على العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن تركيا والاتحاد الأوروبي تربطهما علاقات تجارية واقتصادية قوية، داعياً إلى وجوب تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين الطرفين؛ لتعزيز هذه العلاقات.
واتهم المسؤول التركي الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاقية اللاجئين وإعادة قبول المهاجرين الموقعة بين بلاده والاتحاد في مارس (آذار) 2016، قائلاً إن الاتحاد لم يقبل اللاجئين السوريين الراغبين في التوجه إلى دوله، ولم يتعافشل رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في إقناع تركيا بتغيير موقفها من طلب بلاده الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعلّقت تركيا موافقتها على تبديد مخاوفها الأمنية بشكل كامل. وقال الرئيس رجب طيب إردوغان إن الأمر سيُبحث من جديد خلال زيارة من المحتمل أن يقوم بها إلى ستوكهولم أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وتعتقد أنقرة أن السويد وفنلندا لم تقوما بالخطوات اللازمة فيما يتعلق بمكافحة «تنظيمات إرهابية» تهدد أمنها، وأنهما ودول أوروبية أخرى يقدمون المأوى لعناصر حزب «العمال الكردستاني» وامتداده في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية)، بالإضافة إلى حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، التي حمّلتها المسؤولية عن تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) 2016.
وأعاد إردوغان التأكيد على الأمر ذاته خلال محادثات في أنقرة مع رئيس الوزراء السويدي الذي كان يأمل في إزالة اعتراض تركيا على طلب بلاده الانضمام إلى «الناتو». وأشار في مؤتمر صحافي مشترك ليل الثلاثاء-الأربعاء أعقب المحادثات، أنه أوضح، خلالها، خطر المنظمات الإرهابية وعرض جميع مطالب تركيا الأمنية، بما فيها مكافحة حزب «العمال الكردستاني»، ومنعه وامتداداته، وكذلك «منظمة غولن»، من استغلال البيئة الديمقراطية في السويد.
وأضاف الرئيس التركي أن «هناك الكثير من الفعاليات للمنظمات الإرهابية في السويد وفنلندا، تُرفع فيها أعلام المنظمات الإرهابية وشعاراتها... نحن لا نستطيع أن نكذب على شعبنا ونقول له إننا لا نرى هذه المشاهد... ننتظر من السويد وفنلندا التعاون الكامل في محاربة المنظمات الإرهابية».
وتابع أن عناصر المنظمات الإرهابية ليست موجودة في السويد وفنلندا فحسب، بل في عدد من الدول الأوروبية، التي لا تحرك ساكناً ضدها، مضيفاً: «السويد تريد الانضمام للناتو من أجل أمنها، ونحن نريد منها إزالة مخاوفنا الأمنية... علينا أن نكون متضامنين بالدرجة الأولى مع أصدقائنا في الناتو، وعليهم ألا يأووا هؤلاء الإرهابيين في بلدانهم... مهمة الحلف هي مكافحة المنظمات الإرهابية، وتوفير الأمن لدوله».
ولفت إردوغان إلى أن لقاء آخر سيجمعه مع كريسترسون لبحث انضمام بلاده إلى «الناتو»، قائلاً: «نأمل في أن نرى صورة أكثر إيجابية عندما ينظم الاجتماع المشترك في ستوكهولم في نهاية الشهر الحالي».
بدوره، قال كريسترسون إن علاقات بلاده مع تركيا تعود لمئات السنين، واصفاً لقاءه مع إردوغان بـ«المثمر». وأكد أن حزب «العمال الكردستاني» تسبّب بخسائر بشرية كبيرة للشعب التركي، وأن السويد تصنفه منظمةً إرهابية، كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وأضاف كريسترسون: «استمعنا إلى المطالب التركية، ونؤمن بأن تنظيم العمال الكردستاني إرهابي، ولدينا القناعة نفسها مع تركيا بشأنه، وتركيا هي أكثر دولة عانت من إرهابه». ووصف عملية انضمام بلاده إلى الناتو بأنها «مسألة حياة أو موت».
وشدد على أن بلاده ستلتزم بتعهداتها التي قطعتها لتركيا قبل انضمامها لـ«الناتو»، بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية التي ضمت فنلندا أيضاً ووقعت على هامش قمة «الناتو» الأخيرة في مدريد في يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك تعهداتها التي ستقطعها بعد الانضمام تجاه حليفتها تركيا، مشيراً إلى أن السويد في هذه الفترة ستكتسب سلطة القانون في مكافحة الإرهاب، ومفسراً ذلك بقوله: «هذا يعني أننا سنكافح الإرهاب سواء كانت الأنشطة الإرهابية تستهدف السويد أو تستهدف تركيا على حد سواء».
بالتوازي، اتهمت تركيا اليونان بعرقلة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ووضع العقبات في طريق المفاوضات الرامية إلى ذلك.
وقال نائب وزير الخارجية التركي فاروق كايماكجي، إن هناك عقبات تعرقل مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وإن هذه العقبات مصدرها اليونان.
وأضاف كايماكجي، في تصريحات أمس الأربعاء، أن مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد لا تسير بالسرعة المطلوبة، وأن اليونان تتعمد عرقلتها بسبب الخلافات القائمة بشأن جزيرة قبرص وشرق البحر المتوسط، مشدداً على رغبة تركيا في إتمام مفاوضات الانضمام، والحصول على العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن تركيا والاتحاد الأوروبي تربطهما علاقات تجارية واقتصادية قوية، داعياً إلى وجوب تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين الطرفين؛ لتعزيز هذه العلاقات.
واتهم المسؤول التركي الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاقية اللاجئين وإعادة قبول المهاجرين الموقعة بين بلاده والاتحاد في مارس (آذار) 2016، قائلاً إن الاتحاد لم يقبل اللاجئين السوريين الراغبين في التوجه إلى دوله، ولم يتعاون مع تركيا فيما يخص تشجيع عودة السوريين إلى بلادهم.
وأضاف كايماكجي أن بعض الدول الأوروبية لم تكتف بعدم الالتزام ببنود اتفاقية إعادة القبول، بل أدانت العمليات العسكرية التركية ضد التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري (قاصداً وحدات حماية الشعب الكردية)، وحظرت بيع الأسلحة لأنقرة بسبب تلك العمليات.
وكانت 10 دول غربية، بينها السويد وفنلندا، فرضت حظراً على صادرات السلاح إلى تركيا بسبب عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا ضد تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذي تشكل الوحدات الكردية عموده الفقري، في منطقة شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ورفعت السويد في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي الحظر من جانبها، كخطوة لتشجيع تركيا على الموافقة على طلب انضمامها إلى «الناتو».ون مع تركيا فيما يخص تشجيع عودة السوريين إلى بلادهم.
وأضاف كايماكجي أن بعض الدول الأوروبية لم تكتف بعدم الالتزام ببنود اتفاقية إعادة القبول، بل أدانت العمليات العسكرية التركية ضد التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري (قاصداً وحدات حماية الشعب الكردية)، وحظرت بيع الأسلحة لأنقرة بسبب تلك العمليات.
وكانت 10 دول غربية، بينها السويد وفنلندا، فرضت حظراً على صادرات السلاح إلى تركيا بسبب عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا ضد تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذي تشكل الوحدات الكردية عموده الفقري، في منطقة شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ورفعت السويد في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي الحظر من جانبها، كخطوة لتشجيع تركيا على الموافقة على طلب انضمامها إلى «الناتو».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لإنجاز اتفاق في ظل «ضغوط وعراقيل»

فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لإنجاز اتفاق في ظل «ضغوط وعراقيل»

فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

مساعٍ تتوالى للوسطاء بشأن إبرام هدنة في قطاع غزة، كان أحدثها في القاهرة، وهو ما يفتح تكهنات عديدة بشأن مستقبل الاتفاق المنتظر منذ نحو عام عبر جولات سابقة عادة «ما تعثرت في محطاتها الأخيرة».

«حماس» بالمقابل تتحدث عن سعيها لـ«اتفاق حقيقي»، عقب تأكيد أميركي رسمي عن «مؤشرات مشجعة»، وسط ما يتردد «عن ضغوط وعراقيل»، وهي أحاديث ينقسم إزاءها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بشأن مستقبل الاتفاق بغزة، بين من يرى أن «الصفقة باتت وشيكة لأسباب عديدة، بينها الموقف الأميركي، حيث دعا الرئيس المنتخب دونالد ترمب للإفراج عن الرهائن في 20 يناير (كانون أول) المقبل»، وآخرين يتحدثون بحذر عن إمكانية التوصل للهدنة في «ظل شروط إسرائيلية بشأن الأسرى الفلسطينيين، وعدم الانسحاب من القطاع، قد تعرقل الاتفاق لفترة».

وفي ثالث محطة بعد إسرائيل، الخميس، وقطر، الجمعة، بحث مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، السبت، في القاهرة، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، «جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة»، وسط تأكيد مصري على «أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، و(حل الدولتين) باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية.

سوليفان، بحث الجمعة، في قطر، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مستجدات الأوضاع في غزة، حسب بيان صحافي لـ«الخارجية القطرية»، عقب زيارته إسرائيل، وتأكيده في تصريحات، الخميس، أنه «يزور مصر وقطر؛ لضمان سد ثغرات نهائية قبل التوصل إلى صفقة تبادل»، لافتاً إلى أن «وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن من شأنهما أن يؤديا إلى تحرير المحتجزين وزيادة المساعدات المقدمة إلى غزة كثيراً».

عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان في القاهرة (الرئاسة المصرية)

وبالتزامن أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره هاكان فيدان، وأكد وجود «مؤشرات مشجعة»، وطالب بـ«ضرورة أن توافق (حماس) على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار»، مطالباً أنقرة باستخدام «نفوذها» عليها للموافقة.

الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن «المساعي لا بد أن تكون موجودةً عادة باعتبار أنها تحول بين حدوث انفجار أو تحتويه، وليس بالضرورة يعني هذا الحراك الدبلوماسي التوصل لشيء؛ إلا في ضوء شروط معينة تلزم الطرفين بتقديم تنازلات».

ووفق عكاشة، فإن هناك طرفاً إسرائيلياً يشعر حالياً وسط المفاوضات بأنه يتحدث من مركز قوة بعد تدمير نحو 90 في المائة من قدرات «حماس»، ويتمسك بشروط «مستحيل أن تقبلها الحركة»، منها عدم خروج أسماء كبيرة في المفرج عنهم في الأسرى الفلسطينيين، ويضع مطالب بشأن الانسحاب من القطاع.

بالمقابل يرى المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن ثمة اختلافاً تشهده المحادثات الحالية، خصوصاً في ظل مساعٍ مكثفة من الوسطاء وإصرار الإدارة الأميركية حالياً على بذل جهود كبيرة للضغط على «حماس» وإسرائيل ليسجل أن الصفقة أبرمت في عهد الرئيس جو بايدن، فضلاً عن وجود مهلة من ترمب لإتمام الهدنة.

ويعتقد أن نتنياهو قد يناور خلال الأسبوعين الحاليين من أجل تحصيل مكاسب أكبر، وقد يزيد من الضربات بالقطاع، ويمد المفاوضات إلى بداية العام المقبل لتدخل المرحلة الأولى من الهدنة قبل موعد تنصيب ترمب، كما اشترط سابقاً.

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

وأفادت «القناة الـ13» الإسرائيلية، الجمعة، بأن الحكومة كشفت عدم حدوث أي اختراق جدي في مسألة إبرام صفقة تبادل أسرى مع «حماس»، مؤكدة وجود كثير من الخلافات، لافتة إلى أنه تم إبلاغ وزراء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قبل أيام بأن الحركة معنية بالوقت الحالي بإبرام صفقة، وأن هناك تغييراً في موقفها.

أما «حماس»، فأصدرت بياناً، السبت، في ذكرى تأسيسها الـ37، يتحدث عن استمرار «حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان، وتطهير عرقي وتهجير قسري وتجويع وتعطيش، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً»، مؤكدة انفتاحها على «أيّ مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال، مع تمسّكها الرَّاسخ بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والتمسك بعودة النازحين وانسحاب الاحتلال وإغاثة شعبنا وإعمار ما دمَّره الاحتلال وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى».

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

وباعتقاد مطاوع، فإن «مجزرة النصيرات وغيرها من المجازر التي قد تزيد كلما اقتربنا من اتفاق تستخدم ورقة ضغط إسرائيلية على (حماس)، ليعزز نتنياهو مكاسبه بتلك العراقيل والضغوط»، فيما يرى عكاشة أن الحركة في ظل «عراقيل إسرائيل» لن تغامر بالمتبقي من شعبيتها وتقدم تنازلات دون أي مقابل حقيقي.

ولا يحمل الأفق «احتمال إبرام اتفاق قريب إذا استمرت تلك الشروط أو العراقيل الإسرائيلية، ولو ضغطت واشنطن»، وفق تقدير عكاشة، لافتاً إلى أن «بايدن تحدث أكثر من مرة سابقاً عن اقترب الاتفاق من الإنجاز ولم يحدث شيء».

وبرأي عكاشة، فإنه يجب أن يكون لدينا حذر من الحديث عن أن المساعي الحالية قد توصلنا لاتفاق قريب، ولا يجب أن يكون لدينا تفاؤل حذر أيضاً، لكن علينا أن ننتظر ونرى مدى جدية إسرائيل في إبرام الاتفاق المطروح حالياً أم لا كعادتها.

غير أن مطاوع يرى أن المؤشرات والتسريبات الإعلامية كبيرة وكثيرة عن قرب التوصل لاتفاق، وهناك عوامل كثيرة تقول إنها باتت قريبة، موضحاً: «لكن لن تحدث الأسبوع المقبل، خصوصاً مع مناورة نتنياهو، فقد نصل للعام الجديد ونرى اتفاقاً جزئياً قبل تنصيب ترمب».