«الترفيه» لاحتواء مصنفات ومحتوى الفن السعودي

آل الشيخ: أرشفة أعمال 60 عاماً لفنان العرب ونواجه صعوبات مع المعتزلين

جانب من المؤتمر الصحافي وتوقيع عقد الاتفاقية بين شركة روتانا والفنان محمد عبده، أول من أمس، بحضور رئيس الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي وتوقيع عقد الاتفاقية بين شركة روتانا والفنان محمد عبده، أول من أمس، بحضور رئيس الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)
TT

«الترفيه» لاحتواء مصنفات ومحتوى الفن السعودي

جانب من المؤتمر الصحافي وتوقيع عقد الاتفاقية بين شركة روتانا والفنان محمد عبده، أول من أمس، بحضور رئيس الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي وتوقيع عقد الاتفاقية بين شركة روتانا والفنان محمد عبده، أول من أمس، بحضور رئيس الهيئة العامة للترفيه (الشرق الأوسط)

تتجه الهيئة العامة للترفيه السعودية إلى إتمام صفقات تحافظ على مصنفات ومحتوى إرث الفن السعودي، وذلك بعد أن واجهت صعوبات من بعض الفنانين المعتزلين ومن ورثة فنانين راحلين، لتسعى مؤخراً لإتمام صفقة فنية تعد الأكبر في الشرق الأوسط والأغلى أرشيفياً، تتلخص في الحفاظ على إرث فنان العرب محمد عبده.
وبجهود حثيثة من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، تمكنت شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات» من شراء المصنفات والمحتوى الغنائي لفنان العرب محمد عبده، وذلك بعد أن وقعت مع شركة مجموعة صوت الجزيرة أول من أمس (الثلاثاء) اتفاقية لامتلاك هذا الإرث، في مسرح محمد عبده أرينا في بوليفارد الرياض ستي.
وأكد المستشار تركي آل الشيخ، على أهمية إتمام الصفقة نظراً للتاريخ العريق لفنان العرب الذي يعد الأبرز في الوطن العربي بتاريخه وإنتاجه العظيم وشهرته، مبيناً أن إدارة هذا المحتوى الفني الثري انتقلت لشركة كبرى خبيرة ومحترفة في هذا القطاع وتمتلك إمكانيات كبيرة ومميزة للتعامل مع هذه المصنّفات المهمة، إضافة إلى أن هذه الصفقة تمنع تكرار الصعوبات التي تواجه الهيئة مع الفنانين بعد اعتزالهم والاختلاف مع عوائلهم في إدارة المحتوى والحفاظ عليه.
وبين رئيس الهيئة العامة للترفيه، تسليم محمد عبده جزءاً غالياً من أعماله على مدى 60 عاماً يعد خطوة جريئة، مشيراً إلى أن كتالوج الأغاني المؤرشفة الذي تسلمته «روتانا» يتضمَن 122 ألبوماً، موضحاً بأن هناك أعمالاً قد يعاد تسجيلها، خاصة بعد تقديمها في الموسم الماضي بتقنية الهولوغرام وتسجيل بعضها بطريقة حديثة.
وواصل أن الهيئة العامة للترفيه تدعم أرشفة التاريخ للفنانين السعوديين، غير أن محمد عبده يظل متقدماً بمراحل عن البقية، مؤكداً في الوقت ذاته أن شركة «روتانا» بخبرتها الفنية تدعم الفن السعودي والعربي بمئات الملايين.
من جهته، أوضح الفنان محمد عبده أن كل المصنّفات والمحتويات مخزّنة ومحفوظة، وباقتراح من المستشار تركي آل الشيخ، انتقل هذا المحتوى الفني لأكبر شركة تمتلك تكنولوجيا جديدة في الإنتاج الفني.
وأفصح فنان العرب عن بحثه في الفترة الماضية عن طرق أفضل لحفظ إرثه الغنائي العريق بتقنيات عالية الجودة وحديثه، واعداً جمهوره بتقديم محتوى وأرشفة مميزة.
من جانب آخر، من المقرر أن يحيي الفنان محمد عبده غداً ليلة طربية ضمن فعاليات موسم الرياض في العام الحالي، يلتقي فيها الجمهور مع فنان العرب على مسرح «محمد عبده أرينا» بمنطقة بوليفارد رياض سيتي، في أمسية استثنائية نفدت تذاكرها خلال فترة وجيزة من طرحها على الموقع الإلكتروني المخصص.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».