«ستيلتو»... عندما تتغلب الدراما على المنطق

نسخته العربية تتفوق على الأجنبية

كاريس بشار وبديع أبو شقرا في مشهد من المسلسل (إم بي سي)
كاريس بشار وبديع أبو شقرا في مشهد من المسلسل (إم بي سي)
TT

«ستيلتو»... عندما تتغلب الدراما على المنطق

كاريس بشار وبديع أبو شقرا في مشهد من المسلسل (إم بي سي)
كاريس بشار وبديع أبو شقرا في مشهد من المسلسل (إم بي سي)

يكتسح مسلسل «ستيلتو» وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن حقق نجاحاً باهراً. ورغم إثارته الجدل ومواجهته انتقادات جمة، فإن أبطاله، لا سيما النساء، تصدرن الـ«تراندات» على السوشيال ميديا. راح جمهور العمل يقلدهن بسخرية. ارتدت النساء الكعب العالي وهن يقطفن البندورة في الحديقة أو أثناء إعدادهن الطعام. ووضعت بعضهن إكسسوارات نافرة من حلق وحقائب يد وأحذية لماعة مع ماكياج لافت، وهنّ يحضرن الـ«تشيز كيك» في المطبخ. تماماً مثل فلك معوض (ديمة قندلفت) التي تقدم في «ستيلتو» واحداً من أدوارها التمثيلية الناجحة. وحملت هذه الفيديوهات على موقع «إنستغرام»، عناوين النساء العربيات بعد مشاهدتهن «ستيلتو». وأبرزت مدى تأثر الناس بهذا العمل الدرامي في يومياتهم.
الأناقة المفرطة التي تحلت بها بطلات المسلسل، حتى عند استيقاظهن من النوم، إضافة إلى تعابير يتلفظن بها، وملامح معينة تخيم على وجوههن، شكلت مادة دسمة لمتابعيه حتى للأطفال بينهم.


كارلوس عازار وسامر المصري (إم بي سي)

اليوم وبعد انتهاء الموسم الأول من المسلسل على شاشة «إم بي سي»، تستكمل منصة «شاهد» الإلكترونية عرضه. عمل درامي عرف باسم «جرائم صغيرة» في نسخته الأجنبية، اختُصر بالعربية ليتألف من 90 حلقة تتسارع فيها الأحداث والإثارة. وقد حقق أعلى نسبة مشاهدة خلال عرضه بعد أن خطف نجومه الانتباه وجذبوا بحرفيتهم الأنظار بشكل لافت.
أبطاله ديما قندلفت، وكاريس بشار، وندى بو فرحات، وريتا حرب، من الجنس اللطيف، صنعن تناغماً مع شركائهن من الرجال قيس الشيخ نجيب، وكارلوس عازار، وسامر المصري، وبديع أبو شقرا. وهو ما جعل النسخة العربية تتفوق على الأجنبية، إن بنجومها الممثلين وإن بحبكة نصها. فالكاتب أخذ بعين الاعتبار عدم التطويل من ناحية، وملاءمته للمجتمع العربي من ناحية ثانية. وحسب إحدى بطلاته ندى بو فرحات، هناك تعديلات تمت على النسخة العربية ستشكل بأحداثها مفاجآت عند المشاهد.
ويحكي المسلسل قصصاً لشخصيات عدة، تعيش في مجمع سكني (دريم هيلز)، تسود الأذية معظم العلاقات الدائرة بين سكانه. وتبلغ ذروة الشر والتخطيط لممارسته على الآخرين عند شخصية فلك معوض، التي تجسدها الممثلة السورية ديمة قندلفت. فهي طرزت شخصيتها بخلطة من عندياتها بحيث أبرزت كمية الشر التي تسكنها بشكل جذاب ومثير للاهتمام. أما محور العمل فيدور حول وقوع جثة من الطابق العلوي لمنزل فخم. وتبدأ التحقيقات في الحادث لتنكشف معه نسبة الكراهية والخيانة التي تسكن أبطال الحكاية منذ الماضي.
مكائد وحيل وكذب وخيانة إضافة إلى مشاهد ساخنة وحياة فخمة تغلف معظم حلقات العمل. فولدت موجة انتقادات واسعة اعتبرها البعض مبالغاً فيها وغير واقعية ولا تشبه مجتمعنا العربي، فيما رأى فيها البعض الآخر رحلة سفر درامية تسكنها الغرابة ومتعة لا يمكن تفسيرها.
كاريس بشار، صاحبة شخصية ألما السّيد نجحت من ناحيتها بسرقة قلوب المشاهدين ضمن أداء ينطوي على الدفء والبساطة والعفوية. فتعاطف معها المشاهد تلقائياً، سيما أنها الضحية الأولى التي تسلط القصة الأضواء عليها. وليكتشف المشاهد بعدها بأنها هي أيضاً دخلت لعبة الأذية من حيث لا تدري.
أما الممثلة ندى بو فرحات التي تجسد شخصية نايلة المرأة الأضعف بين زميلاتها فحققت قفزة في مشوارها الدرامي من خلال «ستيلتو».
فتابعها المشاهد العربي واللبناني خاصة، في قالب تمثيلي جديد لم يسبق أن رآه من قبل. ومن خلال أداء جمعت فيه المشاعر الداخلية والخارجية معاً، تمكنت من التميز بتمثيلها المتقن. فدور نايلة، جاء ليعزز حرفيتها ضمن مساحة تعد الأكبر لها في عمل درامي كشف عن قدرة تحكمها بلعبة التمثيل بشكل جيد. فالرائدة في أعمال المسرح سجلت ريادة من نوع آخر في عالم الدراما باعتراف كثيرين من متابعيه.
أما ريتا حرب أو جويل، كما يحب أن يناديها مشاهدوها تيمناً باسم الشخصية التي تلعبها، فتجاوزت الصورة المرسومة لها. فهي أدت دور المرأة الشقراء الجميلة المهتمة دائماً بمظهرها الخارجي. وفي الوقت نفسه لم يفقدها هذا الطابع الذي بني لشخصيتها مهمة تفتح براعم موهبتها إلى حد النضوج. فكان «ستيلتو» ثمرة جهد وتعب خاضتهما في مشوارها التمثيلي بعد تحولها إليه من مجال الإعلام الذي اشتهرت من خلاله. وفي الوقت نفسه كان بالنسبة لها تجربة صعبة حفرت في ذاكرتها من دون شك. فخلال تصوير هذا العمل ضمن إقامة استمرت في إسطنبول لنحو 9 أشهر متتالية، تعرضت حرب لحادث سير خطير. ولكن شخصية جويل أسهمت كما عناصر وأشخاص آخرين في حياتها، بالتمسك في رغبة العيش.
أثار المسلسل الجدل حول طبيعة الناس المحبة للشر. والمبالغة في إبراز هذه الناحية ولو أنها تحمل منحى فنياً، إلا أنها تركت لدى متابعها الإحساس بأنه لا يمكن أن تكون موجودة بهذه الكمية من البشاعة.
هذا النفور الذي أصاب البعض مع بداية حلقات المسلسل، تحول مع الوقت إلى تعلق إلى حد الإدمان. فالـ«كاريزما» التي تغلف حضور أبطاله، والأداء المحترف الذي يمارسونه بدقة، والعقد المشوقة للقصة، ولّدت مجتمعة هذه العلاقة الوثيقة بينها وبين متابعه.
ومع أداء أبطال النجوم الرجال اكتملت حلقة «ستيلتو» في التفوق على النسخة الأجنبية. فكما بديع أبو شقرا وقيس الشيخ نجيب كذلك كارلوس عازار وسامر المصري استطاعوا أن يعبروا بالمشاهد إلى شخصيات عاشقة كل على طريقتها.
فهم وعكس النساء يتناولون أمور حياتهم من منظار آخر طبيعي وقريب إلى الواقع بشكل أكبر. ولا يمكن أن ننسى باقي طاقم الممثلين من ميشال حوراني، وأمل طالب، ونور علي، والصبية فيكتوريا عون، ونوال كامل. فجميعهم أدوا مهمتهم على أكمل وجه ضمن عملية كاستينغ وخيارات لوجوه تمثيلية ناجحة.
الجميع في «ستيلتو» غير بريء إلا عنصر الطفولة الحاضر في كل بيت من بيوت عوائل المسلسل. قد يغيب عن بيت ألما (كاريس بشار) إلى حد ملحوظ، ولكنه في منازل الشخصيات الأخرى يحضر بخفة، وكأنه يحلق خارج منظومة الشر التي تحيط به. فكتاب العمل رغبوا في إبقاء الطفولة بريئة رغم كل الجرائم الصغيرة التي تحاك في أجواء يعيش فيها. وكأن المسلسل أراد أن يشير إلى أن الشر لا يولد مع الناس، بل يصيبهم مع الوقت إثر حالات ومواقف يعيشونها.
«ستيلتو» كلمة تعني الكعب العالي الحاد، الذي يمكن أن ينخر الأرض كما تنخر الأذية الناس. مسلسل يختلط فيه الخيال مع الواقع فيخرج أفكار الناس السيئة إلى العلن، ويضيئ على قدرة كل شخص في ارتكاب الجريمة، حتى ولو كان يكبتها في أعماقه. مسلسل يخرج عن المألوف في حبكته وأسلوبه الدرامي، ولكنه في الوقت نفسه يوفر لمشاهده عناصر إبهار كثيرة من ديكورات ومناظر طبيعية وأزياء أنيقة. فيأخذ معها استراحة تبعده إلى حد ما عن واقع الشر الذي يتحكم بشخصياته.
عمل تغلب فيه الحبكة الدرامية على المنطق، وطُرز بأسلوب خاص ميزه عن غيره. ورغم الانقسام في الآراء بين مؤيد ومعارض، فإنه ترك أثره على الساحة الدرامية. فهو من الأعمال الغريبة غير المتوفرة كثيراً، على شاشتنا الصغيرة.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
TT

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)

«هذه هي فرنسا»، غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معرباً عن فخره وسعادته بنجاح حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس أمس. وجاءت تغريدة ماكرون لتوافق المشاعر التي أحس بها المشاهدون الذين تابعوا الحفل الضخم عبر البث التلفزيوني. جمع الحفل مشاهير الرياضة مثل زين الدين زيدان الذي حمل الشعلة الأولمبية، وسلمها للاعب التنس الإسباني رافاييل نادال والرياضيين الأميركيين كارل لويس وسيرينا وليامز والرومانية ناديا كومانتشي، وتألق في الحفل أيضاً مشاهير الغناء أمثال ليدي غاغا وسلين ديون التي اختتمت الحفل بأداء أسطوري لأغنية إديث بياف «ترنيمة للحب». وبالطبع تميز العرض بأداء المجموعات الراقصة وباللقطات الفريدة للدخان الملون الذي تشكل على هيئة العلم الفرنسي أو لراكب حصان مجنح يطوي صفحة نهر السين، وشخصية الرجل المقنع الغامض وهو يشق شوارع باريس تارة، وينزلق عبر الحبال تارة حاملاً الشعلة الأولمبية ليسلمها للاعب العالمي زين الدين زيدان قبل أن يختفي.

الرجل المقنع الغامض حامل الشعلة الأولمبية (رويترز)

الحفل وصفته وسائل الإعلام بكثير من الإعجاب والانبهار بكيفية تحول العاصمة باريس لساحة مفتوحة للعرض المختلفة.

«مخالف للأعراف» كان وصفاً متداولاً أمس لحفل خرج من أسوار الملعب الأولمبي للمرة الأولى لتصبح الجسور وصفحة النهر وأسطح البنايات وواجهاتها هي المسرح الذي تجري عليه الفعاليات، وهو ما قالته صحيفة «لوموند» الفرنسية مشيدة بمخرج الحفل توماس جولي الذي «نجح في التحدي المتمثل في تقديم عرض خلاب في عاصمة تحولت إلى مسرح عملاق».

انتقادات

غير أن هناك بعض الانتقادات على الحفل أثارتها حسابات مختلفة على وسائل التواصل، وعلقت عليها بعض الصحف أيضاً، فعلى سبيل المثال قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن الحفل كان «عظيماً، ولكن بعض أجزائه كان مبالغاً فيها»، مشيرة إلى مشاهد متعلقة بلوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دافنشي. واللوحة التمثيلية حظيت بأغلب الانتقادات على وسائل التواصل ما بين مغردين من مختلف الجنسيات. إذ قدمت اللوحة عبر أداء لممثلين متحولين، واتسمت بالمبالغة التي وصفها الكثيرون بـ«الفجة»، وأنها مهينة للمعتقدات. وعلق آخرون على لوحة تمثل الملكة ماري أنطوانيت تحمل رأسها المقطوعة، وتغني بأنشودة الثورة الفرنسية في فقرة انتهت بإطلاق الأشرطة الحمراء في إشارة إلى دم الملكة التي أعدمت على المقصلة بعد الثورة الفرنسية، وكانت الوصف الشائع للفقرة بأنها «عنيفة ودموية».

مشهد الملكة ماري أنطوانيت وشرائط الدم الحمراء أثار التعليقات (رويترز)

كما لام البعض على الحفل انسياقه وراء الاستعراض وتهميشه الوفود الرياضية المشاركة التي وصلت للحفل على متن قوارب على نهر السين. وتساءلت صحيفة «الغارديان» عن اختيار المغنية الأميركية ليدي غاغا لبداية الحفل بأداء أغنية الكباريه الفرنسية، التي تعود إلى الستينات «مون ترونج أن بلومز» مع راقصين يحملون مراوح مزينة بالريش الوردي اللون.

ليدي غاغا وأغنية الكباريه الفرنسية (أ.ف.ب)

في إيطاليا، قالت صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت»، حسب تقرير لـ«رويترز»، إن الحفل كان «حدثاً غير مسبوق، وغير عادي أيضاً. عرض رائع أو عمل طويل ومضجر، يعتمد حكمك على وجهة نظرك وتفاعلك». وشبهت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» واسعة الانتشار العرض بأداء فني معاصر، مشيرة إلى أن «بعض (المشاهدين) كانوا يشعرون بالملل، والبعض الآخر كان مستمتعاً، ووجد الكثيرون العرض مخيباً للآمال». وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا»، ذات التوجه اليساري، أن الحفل طغى على الرياضيين وقالت: «قدم الكثير عن فرنسا، والكثير عن باريس، والقليل جداً عن الألعاب الأولمبية»، من جانب آخر أشادت صحف فرنسية بالحفل مثل صحيفة «ليكيب» التي وصفته بـ«الحفل الرائع»، وأنه «أقوى من المطر»، واختارت صحيفة «لو باريزيان» عنوان «مبهر».

سيلين ديون والتحدي

على الجانب الإيجابي أجمعت وسائل الإعلام وحسابات مواقع التواصل على الإعجاب بالمغنية الكندية سيلين ديون وأدائها لأغنية إديث بياف من الطبقة الأولى لبرج إيفل، مطلقة ذلك الصوت العملاق ليصل كل أنحاء باريس وعبرها للعالم. في أدائها المبهر تحدت ديون مرضها النادر المعروف باسم «متلازمة الشخص المتيبّس»، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافٍ له. وقد دفعها ذلك إلى إلغاء عشرات الحفلات حول العالم خلال السنوات الأخيرة.

سيلين ديون وأداء عملاق (أ.ف.ب)

وعلّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على إطلالة سيلين ديون في افتتاح الأولمبياد، معتبراً عبر منصة «إكس» أنها «تخطت الكثير من الصعاب لتكون هنا هذه الليلة. سيلين، من الرائع أن نراكِ تغنّين مجدداً».