هل يعزز ميسي أسطورته بالتتويج بطلاً لـ«العالم»؟

كأس وحيدة تنقصه ليتفوق على مثله الأعلى «مارادونا»

منتخب الأرجنتين يتطلع ليكون منافساً أساسياً على لقب المونديال المقبل (رويترز)
منتخب الأرجنتين يتطلع ليكون منافساً أساسياً على لقب المونديال المقبل (رويترز)
TT

هل يعزز ميسي أسطورته بالتتويج بطلاً لـ«العالم»؟

منتخب الأرجنتين يتطلع ليكون منافساً أساسياً على لقب المونديال المقبل (رويترز)
منتخب الأرجنتين يتطلع ليكون منافساً أساسياً على لقب المونديال المقبل (رويترز)

كأس وحيدة تنقصه ليصبح الأعظم، وربما أعظم من الأسطورة الراحل مواطنه دييغو أرماندو مارادونا... في قطر 2022 يحلم ليونيل ميسي بتتويج عنقه بالذهب مع منتخب الأرجنتين وقيادته للقبه الثالث بعد مونديالي 1978 على أرضه و1986 في المكسيك الذي صبغه «الفتى الذهبي» مارادونا بتحفته الكروية الشهيرة أمام إنكلترا.
بعد أيام قليلة من وفاة مارادونا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 سجل ميسي هدفاً مع برشلونة أمام أوساسونا في الدوري الإسباني ليخلع قميص الـ«بلاوغرانا» ويكشف عن آخر لفريق نيولز أولد بويز تكريماً لمواطنه، حمل الرقم 10 مع اسم دييغو.
في هذا النادي في روزاريو، مسقط رأسه، تلقن ميسي فنون كرة القدم. وفي طفولته، قبل انضمامه إلى برشلونة في سن 13 عاماً حيث بنى أسطورته الكروية، أُعجب «البرغوث» الصغير بمارادونا العائد من أوروبا لإنهاء مسيرته في الأرجنتين بألوان فريقي نيولز ثم بوكا جونيورز.

ميسي (رويترز)

وفاز ميسي بكل شيء: سبع كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم، أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، جملة من الألقاب في الدوريين الإسباني والفرنسي مع برشلونة ثم باريس سان جرمان الفرنسي، كما أضاف إلى سجله لقب كوبا أميركا الصيف الماضي، في أول تتويج قاري لـ«راقصي التانغو» منذ عام 1993.
لقد سجل ميسي مئات الأهداف وسحر عالم كرة القدم بمراوغاته وتمريراته وابتكاراته وسرعته. هو قائد المنتخب الأرجنتيني وأفضل هداف في تاريخه (90 هدفاً) والأكثر ارتداءً للقميص (164 مباراة دولية)، غير أن ساحر الكرة صاحب الرقم 10 لم يفز بكأس العالم، حيث لامس المجد بأطراف أصابعه بعد خسارته نهائي مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا صفر - 1 بعد التمديد.
يقول الأرجنتيني ليوناردو باليردي مدافع مرسيليا الفرنسي: «رؤية المنتخب الوطني يفوز مع ميسي هي ما نأملها جميعاً كأرجنتينيين. سيكون الأمر رائعاً. في الأرجنتين، نعيش من أجل كرة القدم. رؤية ميسي يرفع الكأس ستكون أجمل شيء في العالم».
ورأى خورخي سامباولي مدرب الأرجنتين السابق أن «كرة القدم تدين لميسي بكأس العالم»، وذلك قبل أشهر قليلة من الفشل الذي رافقه في مونديال روسيا 2018 حيث تعثر في ثمن النهائي أمام فرنسا بإشراف المدرب ديدييه ديشامب وبقيادة النجم كيليان مبابي.
وبالنسبة لبعض المراقبين، فإن الفوز بكأس العالم ليس سوى مجرد تفصيل صغير، فميسي هو الأفضل إن فاز بكأس العالم أم لا. وبالنسبة للآخرين، سيكرس كأعظم لاعب في تاريخ الكرة المستديرة في حال توج بلقب المونديال، وبالنسبة للبعض، وخصوصاً الأرجنتينيين أو جماهير نادي نابولي الإيطالي، فإن مارادونا في مجرة أخرى لا يمكن الوصول إليها.
ويقول دانيال بيرتوني، بطل العالم مع الأرجنتين عام 1978 وزميل مارادونا في نابولي بين عامي 1984 و1986: «دييغو كان النجم المطلق لأكثر من جيل وميسي هو الأفضل لجيل الشباب.
أعتقد أنه لا يمكن أن يتفوق عليه إلا إذا توج بطلاً للعـــالم وفرض نفسه نجماً للمونديال وأفضل هداف، وسجل هدفاً على غرار هدف دييغو».
وتعيدنا كلمات بيرتوني «على غرار هدف دييغو» إلى ذكريات الهدف الأسطوري الذي سجله مارادونا في مرمى إنكلترا في ربع نهائي مونديال المكسيك 1986 بعدما انطلق بالكرة من نصف الملعب وراوغ عدة لاعبين والحارس، بعد دقائق قليلة من افتتاحه التسجيل بطريقة جدلية بعدما استعان بيده. هو ما لن يتمكن ميسي على الأرجح من بلوغه، علماً بأن نجم سان جرمان لا يعتبره مبتغاه. فهذا المهاجم يملك شخصية رصينة، بكلمات نادرة ومن دون إثارة الكثير من الضجة حوله. صورته السلسة إلى حد ما والأقل «لمعاناً» من صورة منافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو، تلطخت فقط بعد إدانته بالتهرب الضريبي في عام 2017 قبل أسابيع قليلة من زواجه من أنتونيلا، صديقة الطفولة، والدة أولاده الثلاثة (تياغو وماتيو وسيرو).
بعد كل ذلك، يُطرح السؤال الأبدي: مارادونا أم ميسي؟ هل ستكون كأس العالم في قطر عاملاً حاسماً لإنهاء هذا الجدل؟ رداً على هذا السؤال أجاب خورخي بوروتشاغا لاعب نانت السابق وصاحب هدف الفوز للأرجنتين بتمريرة من مارادونا أمام ألمانيا الغربية 3 - 2 في نهائي مونديال 1986: «لست مهتماً؛ فكلاهما أرجنتيني وهما الأفضل في السنوات الأربعين الماضية».
يذكر أن منتخب الأرجنتين الذي لم يهزم في آخر 35 مباراة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة بقيادة نجمه ليونيل ميسي، سيكون مرشحاً فوق العادة في المجموعة الثالثة ضمن مونديال 2022، في مواجهة بولندا وهدافها روبرت ليفاندوفسكي والمكسيك العنيدة، في حين تكمل السعودية هذه المجموعة باحثة عن حلم التأهل مرة ثانية إلى دور الـ16.
الطريق طويل، لكن المنتخب الأرجنتيني يخوض غمار مونديال قطر وهو يعيش أفضل حالاته بفضل عدم خسارته منذ يوليو (تموز) عام 2019، وشهدت هذه الفترة تتويجه بطلاً لكوبا أميركا وهو اللقب الأول له منذ عام 1993.
وقال ميسي: «نحن في حالة جيدة في الوقت الحاضر، والناس متحمسون. أنصار المنتخب يعتقدون أننا سنعود بالكأس إلى الديار، لن يكون الأمر سهلاً».
ويملك ميسي حافزاً كبيراً لخوض هذا المونديال، الأخير على الأرجح في مسيرته، ويمر بحالة رائعة في صفوف فريقه باريس سان جرمان الفرنسي من خلال تسجيله 12 هدفاً ومساهمته في 14 كرة حاسمة في 18 مباراة خاضها في مختلف المسابقات هذا الموسم.
وسيبدأ المنتخب الأرجنتيني مشواره بمواجهة السعودية بقيادة الفرنسي هيرفيه رونار. وفي المقابل، بلغت المكسيك دائماً هذا الدور منذ عام 1994 وبالتالي ستكون مرشحة بشكل كبير للتأهل. يخوض المنتخب الذي يطلق عليه لقب «إل تري» مباراته الأولى ضد بولندا.
وتبدو الأخيرة صلبة على الورق، بوجود لاعبين مؤثرين في جميع خطوطها بدءاً بالحارس فويتشيخ شتشيزني والمدافع يان بدناريك وبيوتر جيلينسكي وبطبيعة الحال هدافها الخطير روبرت ليفاندوفسكي، لكنها خرجت من دور المجموعات في مونديال روسيا 2018 وكأس أوروبا الأخيرة.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».