الدبيبة يتحدث عن قدرة حكومته على تأمين الانتخابات الليبية

المبعوث الأممي يدعو مجدداً لإنهاء معاناة الشعب

الدبيبة يبحث إطلاق المرحلة التجريبية لنظام المشتريات والعطاءات الإلكترونية (حكومة "الوحدة")
الدبيبة يبحث إطلاق المرحلة التجريبية لنظام المشتريات والعطاءات الإلكترونية (حكومة "الوحدة")
TT

الدبيبة يتحدث عن قدرة حكومته على تأمين الانتخابات الليبية

الدبيبة يبحث إطلاق المرحلة التجريبية لنظام المشتريات والعطاءات الإلكترونية (حكومة "الوحدة")
الدبيبة يبحث إطلاق المرحلة التجريبية لنظام المشتريات والعطاءات الإلكترونية (حكومة "الوحدة")

أبرزت «محاكاة انتخابية» افتراضية في العاصمة الليبية طرابلس، خلافات بين عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة وعماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات، حول تأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
وتعهد الدبيبة في عملية افتراضية للمحاكاة نظمتها مساء أمس، اللجنة الحكومية لدعم الانتخابات، قيام حكومته بالتزاماتها اللوجيستية في العملية الانتخابية رغم ما وصفه بـ«محاولات التشويه»، وجادل بأن حكومته قادرة على تأمين الانتخابات في جميع مناطق ليبيا، مرجعا تعطل الانتخابات السابقة إلى ما وصفه بـ«الضعف وربكة آلية الطعون ضمن قانون الانتخابات».
ودعا الدبيبة، الذي كلف اليوم، بحسب وسائل إعلام محلية، الميليشياوى عماد الطرابلسي، بتسيير مهام وزارة الداخلية مؤقتا، عناصر الوزارة إلى عدم منح أي فرصة لمن يحاولون تمرير مشروعات التمديد بحجة عدم قدرة تأمين الانتخابات، وقال إنهم أوصلوا رسالتهم لليبيين وللمجتمع الدولي بأنهم جاهزون لتأمين الانتخابات.
وفي رفض ضمني لإعلان رئيسي مجلسي النواب والدولة اتفاقهما على تشكيل حكومة جديدة لتولي المرحلة الانتخابية، أكد الدبيبة أنه «لا سلطة تنفيذية أخرى ولا مرحلة انتقالية جديدة بعد سقوط حجج تأمين الانتخابات»، مشيرا إلى أن هذه المحاكاة أكدت القدرة على تنفيذ خطة تأمينها بعيدا عن المزايدات.
واعتبر أن «من حق الليبيين الوصول للانتخابات ولا يجب ترك الفرصة لمن يحاول تمرير مشروعات التمديد بحجة تأمين الانتخابات»، وأضاف: «جميع مديريات الأمن قادرة على تأمين الاقتراع، تصارعوا على السلطة من خلال الانتخابات فلا يوجد سلطة تنفيذية أخرى أو مرحلة انتقالية أخرى».
لكن مسؤولا بغرفة لتأمين وحماية الانتخابات أبلغ الدبيبة في المقابل بعدم جاهزية 4 مناطق بشرق البلاد، فيما اعتبر رئيس مفوضية الانتخابات عماد السائح أن القانون الانتخابي هو المسؤول الأول عن تأمين الانتخابات، وقال إن هذه المحاكاة الانتخابية التي كانت مقررة قبل يوم الاقتراع في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021، تأجلت لضمان الاستعداد الكامل لتنفيذ العملية الانتخابية.
ودعا السائح لوضع قانون انتخابي عادل وشامل يتضمن ترسيما واضحا للدوائر الانتخابية وتوزيعا عادلا للمقاعد، معتبرا أن هذا القانون سيحظى بتوافق جميع الأطراف وكل المنخرطين في العملية السياسية.
وأوضح أن مفوضية الانتخابات تتواصل مع الإدارة العامة للعمليات الأمنية بوزارة الداخلية، لتشكيل شبكة تغطي قرابة 2000 مركز انتخابي للحصول على المعلومات عن أي خرق أمني بأحد المراكز الانتخابية واتخاذ الإجراء المناسب.
بدوره، دعا المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، كل القادة الليبيين للدخول في «حوار وطني» والتوافق بشأن المسارات الثلاثة، واعتبر في تصريحات تلفزيونية مساء أمس، أنه آن الأوان لوضع نهاية للمرحلة الانتقالية من خلال الانتخابات.
كما أبلغ وسائل إعلام محلية باستعداد كل الليبيين للمشاركة في «حوار وطني» للخروج من الأزمة بتوافق وموقف واحد يحقق مصالح الشعب، وكشف النقاب عن اعتزامه زيارة المنطقة الجنوبية خلال الأيام المقبلة في إطار مشاوراته مع مختلف الأطراف، مؤكدا أن الجميع أبدوا رغبتهم في المضي نحو الانتخابات الحرة والنزيهة التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
وناشد باتيلي القادة إنهاء معاناة الشعب والنظر إلى المصلحة العامة والاستجابة لرغبته في السلام والاستقرار، وعد بأن تحقق الانتخابات الاستقرار والسلام لليبيا، وتجعلها تقف على قدميها كجهة فاعلة في المشهد الدولي.
وبعدما رأى أن «ليبيا تخوض مرحلة انتقالية منذ سنوات»، اعتبر مجددا أنه «حان وضع نهاية للمراحل الانتقالية والمضي نحو إجراء الانتخابات»، وأضاف «هذا الأمر ليس مسؤولية سياسية للقادة فحسب، بل مسؤولية أخلاقية أيضاً إذ عليهم أن يترجموا أقوالهم إلى أفعال، واتخاذ تدابير ملموسة في طريق إجراء الانتخابات في أقرب وقت، مؤكدا أن «المجتمع الدولي يدعم هذا الاتجاه».
من ناحية أخرى، أعلن المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» أنه التقى مساء أمس في مكتبه بمدينة بنغازي بشرق البلاد مع وفد الاتحاد الأفريقي برئاسة وزير خارجية الكونغو برازافيل جان كلود، لكنه لم يفصح عن فحوى المحادثات.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.