المصممون يتوددون لزبونات الشرق الأوسط بأزياء وإكسسوارات خاصة

شهر رمضان مناسبة مهمة حتى للمصممين الأجانب

مجموعة محدودة من 11 قطعة فقط من «تومي هيلفيغر» على موقع «مودا أوبراندي»  -  قفطان من تشكيلة الـ«كروز» لأليس تامبرلي  -  حقيبة «سيبل» الخاصة بالكويت من «إيغنر»  -  حقيبة «سيبل» الخاصة بقطر من «إيغنر»  -  حقيبة «سيبل» الخاصة بدبي من «إيغنر»
مجموعة محدودة من 11 قطعة فقط من «تومي هيلفيغر» على موقع «مودا أوبراندي» - قفطان من تشكيلة الـ«كروز» لأليس تامبرلي - حقيبة «سيبل» الخاصة بالكويت من «إيغنر» - حقيبة «سيبل» الخاصة بقطر من «إيغنر» - حقيبة «سيبل» الخاصة بدبي من «إيغنر»
TT

المصممون يتوددون لزبونات الشرق الأوسط بأزياء وإكسسوارات خاصة

مجموعة محدودة من 11 قطعة فقط من «تومي هيلفيغر» على موقع «مودا أوبراندي»  -  قفطان من تشكيلة الـ«كروز» لأليس تامبرلي  -  حقيبة «سيبل» الخاصة بالكويت من «إيغنر»  -  حقيبة «سيبل» الخاصة بقطر من «إيغنر»  -  حقيبة «سيبل» الخاصة بدبي من «إيغنر»
مجموعة محدودة من 11 قطعة فقط من «تومي هيلفيغر» على موقع «مودا أوبراندي» - قفطان من تشكيلة الـ«كروز» لأليس تامبرلي - حقيبة «سيبل» الخاصة بالكويت من «إيغنر» - حقيبة «سيبل» الخاصة بقطر من «إيغنر» - حقيبة «سيبل» الخاصة بدبي من «إيغنر»

كانت منطقة الشرق الأوسط ولا تزال سوقا خصبة للموضة عموما والمنتجات المترفة خصوصا، إلا أن اللافت أن الاهتمام بها زاد في السنوات الأخيرة، بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، وتراجع الروسي بسبب الأحداث الأوكرانية، الأمر الذي حتم على بيوت الأزياء والجواهر البحث عن أسواق جديدة والتركيز على منطقة الشرق الأوسط. وبالفعل تجسد هذا الاهتمام ليس بافتتاح محلات جديدة فحسب؛ بل أيضا بتصميم تشكيلات خاصة تتوجه لها ولا تُطرح في أي مكان آخر. ما تعرفه هذه البيوت منذ زمن طويل أن العطور ومنتجات التجميل والإكسسوارات هي الأكثر مبيعا في المنطقة، وبالتالي لم تبخل عليها وتسابقت إلى البحث عن أجود أنواع العود وأندر الورود لكي تخرج عطورا قد لا تروق للذائقة الأوروبية، لكنها تعرف تماما أنها تلمس وترا حساسا لدى الزبون العربي. توجهت له أيضا بالألوان والأقمشة التي تتماشى مع بيئته الحارة، وليس أدل على هذا من شركة «إيغنر» الألمانية التي طرحت مؤخرا 50 نسخة من حقيبتها الأيقونية «سيبل» بخامات جد مترفة تتباين بين جلود التمساح والأفعى والنعام، إضافة إلى الفرو، وألوان متفتحة لكسب ود زبونات المنطقة. لم تكتف بهذا، بل ذهبت إلى أبعد من هذا إلى تقسيم المنطقة حسب أذواقها وميولها، فقامت بتخصيص حقيبة للسعودية، وأخرى للكويت، وأخرى لقطر، وهكذا حتى تلبي الكل، وتمنحهن حقائب فريدة من نوعها لا يوجد لها مثيل في أي مكان آخر.
ورغم أن الإكسسوارات ومنتجات التجميل هي الأسهل مبيعا، فإن هذا لم يعد يكفي المصممين في ظل تذبذبات السوق وتقلبات أحوالها، التي باتت تحتم عليهم أن لا يبقوا ساكنين أو معتمدين على عنصر واحد، بل أن يبحثوا، ودون توقف، عن طرق جديدة لكسب زبائن المنطقة. ورغم أن الأزياء الجاهزة ليست أول ما يتبادر إلى أذهانهم بحكم أن ثقافة المرأة الشرقية لا تتقبل دائما مع ما يقدمونه في عروضهم أو في محلاتهم، فإن هذا لم يوقفهم على التوجه لها ومخاطبتها بلغة مباشرة، من خلال تشكيلات خاصة تُباع فقط في محلاتهم في المنطقة أو على مواقع التسوق الإلكتروني المعروفة، مثل «مودا أوبراندي» أو «نيت أبورتيه». الزائر موقع «مودا أوبراندي»، يتوقع التميز وكل ما هو فريد، سواء كانت القطع المختارة من «نعيم خان»، أو «أوسكار دي لارونتا» أو «مونيك لويليير» أو «ستيلا ماكارتني».. وغيرهم. فالمسألة بالنسبة لهن ليست الحصول على قطعة أنيقة فحسب، بل قطعة لا مثيل لها، بحيث لا تتفاجأ بامرأة أخرى تلبسها في المناسبة نفسها.
معظم هؤلاء الزبونات لهن دراية عالية بالموضة لا تضاهيها سوى درايتهن بالتسوق الإلكتروني. فهن يتابعن عروض الأزياء باهتمام شديد، ويقرأن مجلات الموضة البراقة بنهم، كما يردن الحصول على ما يحتجنه دون عناء كبير وبسرعة. كما أن نسبة عالية من هذه الشريحة لا تبالي بالأسعار، ومستعدة لدفع نحو 2.890 دولار أميركي مثلا مقابل قفطان يحمل توقيع «أوسكار دي لارونتا» أو 3.790 دولار أميركي إذا كان يحمل توقيع «فالنتينو».. وهكذا. المصممة الأميركية مونيك لويليير، من المصممين الذين انضموا إلى موقع «مودا أوبراندي» وتقدم فيه مجموعة من القفاطين، بعضها مطرز بالورود وبعضها الآخر مرصع بأحجار شواروفكسي، حققت نجاحا لا يستهان به.
من جهته، طرح المصمم تومي هيلفيغر تشكيلة بعدد محدود لا يتعدى الـ11 قطعة في محلاته بالمنطقة، راعى فيها أن تناسب ثقافتها وأجواء رمضان، حيث تميزت بفساتين وقطع منفصلة بياقات عالية وأكمام طويلة على أمل أن تنافس العبايات التقليدية التي تصبح في هذا الشهر الكريم هي السائدة. ورغم أنها منافسة صعبة، نظرا لارتباط العباءة بالتقاليد، فإن عدم تجددها وافتقادها الابتكار في بعض الأحيان، باستثناء تلك التي تكون بأسعار عالية جدا، يدفع الشابات للبحث عن بدائل أخرى، حتى وإن كانت بسعر عال. فهن يعرفن أن ثمنها فيها؛ إذ يمكنهن استعمالها في كل المناسبات، بما في ذلك أسفارهن خارج المنطقة. هذه الإشارة لم تمر مرور الكرام على موقع «نيت أبورتيه» الذي أعلن قبل حلول شهر رمضان بقليل، طرحه مجموعة خاصة بالشهر الفضيل، أغلبها عبارة عن أزياء منسدلة تجمع الأناقة بالفخامة، تم تصويرها على خلفية رملية حتى تكتمل الصورة وتصيب الهدف في خطوة غير مسبوقة من قبل. وكان لا بد أن تثير هذه الظاهرة اهتمام المراقبين والعاملين في مجال الموضة على حد سواء، الذين نذكر منهم إيد بيرستيل، مدير محلات «ليبرتي» بلندن، الذي علق عليها بقوله إن «رمضان كان دائما مهما لكل المحلات في لندن، لكن كان الأمر مستترا وغير واضحا، وقد تكون هذه المرة الأولى التي أرى فيها أن زبون رمضان مُستهدف بهذه الطريقة المباشرة والعلنية».ما لا يختلف عليه اثنان أن الدافع وراء هذا التسابق على زبون رمضان والتودد إليه تجاري محض، فهم يعرفون جيدا أن المرأة لا تبخل على نفسها بشيء في هذا الشهر تحديدا، وتصرف فيه الشيء الكثير حتى تستطيع أن تتألق في الدعوات الكثيرة التي تتلقاها، من الإفطار إلى السحور.
أما المرأة العربية، فلا تمانع بقدر ما ترحب بهذه الظاهرة إذا كانت ستمنحها بدائل هي في أمس الحاجة إليها، فشهر رمضان يمثل بالنسبة لها مناسبة للتواصل مع الأهل والصديقات، وكانت العباءة رفيقتها في السابق، قبل أن تصبح أسعارها نارية عندما تكون مطرزة وعلى مستوى من الحرفية. مع الوقت باتت تتوق لأزياء مختلفة تخدمها وتزيدها تألقا بشرط أن تكون محتشمة تحترم بيئتها وأجواء رمضان الكريم، وهذا ما لباه المصممون الأجانب تحديدا.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.