تفش سريع لـ«الكوليرا» في لبنان... وفقر الحال ينذر بكارثة كبيرة

الإصابة الأولى سجّلت في مخيم للاجئين السوريين قرب البلدة الشمالية

مصابون بالعدوى يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم في بلدة ببنين الشمالية (أ.ف.ب)
مصابون بالعدوى يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم في بلدة ببنين الشمالية (أ.ف.ب)
TT

تفش سريع لـ«الكوليرا» في لبنان... وفقر الحال ينذر بكارثة كبيرة

مصابون بالعدوى يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم في بلدة ببنين الشمالية (أ.ف.ب)
مصابون بالعدوى يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم في بلدة ببنين الشمالية (أ.ف.ب)

تزداد يوماً بعد يوم وتيرة الإصابات بالكوليرا في لبنان؛ نتيجة جملة عوامل كارثية، منها انتشار الفقر وسط شرائح كبيرة من اللبنانيين، وخصوصاً في الأرياف والمناطق النائية... «وكالة الصحافة الفرنسية» نشرت، السبت، تقريراً عن الوباء وضحاياه في منطقة الشمال تحديداً، وجاء فيه:

تُدرك مروى خالد تماماً أن المياه الملوثة كانت وراء إصابة ابنها بالكوليرا وإدخاله المستشفى، لكنها تستمر في استخدامها لأن مياه الشفة غير متوفرة لدى معظم سكان بلدتها الغارقة في الفقر في شمال لبنان، والتي تحوّلت بؤرة لتفشي الوباء.

وتتوقع المرأة أن «يصاب الجميع بالكوليرا» في البلدة، على غرار ابنها البالغ 16 عاماً الذي لا يزال يخضع للعلاج في مستشفى ميداني أقيم في بلدة ببنين في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ومثل كثر من سكان هذه البلدة المكتظة، تشرب مروى (35 عاماً) وأولادها الستة من المياه غير النظيفة، نظراً إلى أن إمكاناتهم لا تتيح لهم شراء قناني المياه المعدنية.
وتقول وهي تقف قرب سرير ابنها: «الناس يدركون ذلك، ولكن ما في اليد حيلة، فلا خيار آخر لدينا».

بدأت حالات الكوليرا بالظهور في لبنان في مطلع أكتوبر للمرة الأولى منذ عقود، في ظل انهيار اقتصادي انعكس سلباً على قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الرئيسية، من مياه وكهرباء واستشفاء، مع تداعي البنى التحتية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، الاثنين الماضي، من «انتشار سريع لوباء الكوليرا الفتاك في لبنان»، مع بلوغ عدد الإصابات المؤكدة نحو 400، وارتفاع الوفيات الناتجة عنها إلى 18 حالة.

وتقول رنا عجاج، وهي تهتم بابنتيها في المستشفى الميداني، إنها أصيبت مع أربعة آخرين من أفراد أسرتها الثمانية بالكوليرا.
وتضيف، وهي تهتم بابنتها الكبرى البالغة 17 عاماً، والصغرى البالغة 9 أعوام التي أصيبت للمرة الثانية: «حتى بعد أن يُشفى المصابون منا، سنشرب مجدداً من المياه نفسها، وسيتكرر ما حصل، ونمرض مرة أخرى».

في الجانب الآخر خلف ستارة فاصلة، يقبع ابن العاشرة مالك حمد، الذي فقد 15 كيلوغراماً منذ إصابته بالمرض قبل أسبوعين، ويجد صعوبة في شرب محلول معالجة الجفاف، بينما تخشى والدته أن يصاب أبناؤها العشرة الآخرون أيضاً. وشهدت ببنين التي تضم عائلاتها عدداً كبيراً من الأفراد وتعيش في حال فقر، أكثر من ربع إجمالي حالات الكوليرا في لبنان.
ويحضر يومياً نحو 450 شخصاً للمراجعة في المستشفى الميداني في البلدة الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً من الحدود مع سوريا، على ما تفيد مديرته ناهد سعد الدين، بينما يبلغ عدد سكانها نحو 80 ألفاً، ربعهم من اللاجئين السوريين، وفي مخيم الريحانية المخصص لهم قرب البلدة، سجلت الإصابة الأولى بعد ظهور حالات في سوريا.

وقليلة هي منازل ببنين المتصلة بشبكة مياه الشفة المتداعية، ولا انتظام أصلاً في تغذيتها بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.
ويشير المهندس في «مؤسسة مياه لبنان الشمالي» طارق حمود إلى أن عدد المنازل المشتركة في الشبكة لا يتجاوز 500.

ويضطر معظم السكان تالياً إلى شراء المياه التي تنقلها صهاريج من آبار تكون أحياناً ملوثة، كما يجتاز البلدة أحد روافد نهر البارد الملوث بالكوليرا، بحسب مديرة المستشفى الميداني، مما أدى إلى تلويث الآبار وعيون الماء التي درج السكان على الشرب منها.
وتشرح سعد الدين أن «هذه المياه تروي كل الأراضي الزراعية، وتلوث كل الآبار وعيون المياه في ببنين».

ويقول جمال السبسبي، وهو يشير إلى المياه التي يميل لونها إلى الأسود وتروي المزارع والأراضي الزراعية، إن مياه الصرف الصحي تصب في النهر، وتنتشر فيه حفاضات الأطفال والنفايات «وكل الأشياء المقرفة».

ويسأل مستنكراً: «ماذا تفعل البلدية حيال ذلك؟ إنها نائمة». ويضيف: «لا غرابة في انتشار الأمراض، فهي حتماً ستتفشى في ظل واقع كهذا!».

ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الإصابة بإسهال وتقيؤ. ويمكن علاجه بسهولة، لكنه قد يفتك بالمريض خلال ساعات في غياب الرعاية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وسعياً إلى مكافحة انتشار الوباء، بادرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والصليب الأحمر اللبناني، إلى توزيع مادة الكلور القابلة للذوبان على السكان بغية تعقيم المياه.
وتقول صابرة علي (44 عاماً)، وهي ناظرة مدرسة توفي اثنان من أفراد عائلتها جراء الكوليرا في أكتوبر الماضي: «لم أخَف من فيروس كورونا بقدر ما أخاف اليوم من الكوليرا».

وترى مديرة المستشفى الميداني ناهد سعد الدين أن «البنى التحتية تحتاج إلى تغيير، والآبار والعيون تحتاج إلى معالجة». وتضيف: «نطالب بخطة على المدى الطويل لمعالجة الوضع، وإلا سنرى كوارث أكثر بكثير».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

قصف مدفعي إسرائيلي يطال بلدات في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

قصف مدفعي إسرائيلي يطال بلدات في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اليوم (الثلاثاء)، استهدافه تجمعاً لجنود إسرائيليين في موقع رويسة ‏العاصي عند الحدود الجنوبية للبنان «بالأسلحة المناسبة»، مؤكداً تحقيق «إصابات مباشرة»، حسبما نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن بيان للحزب.

كما أعلن استهدافه تجمعاً لجنود إسرائيليين في مثلث الطيحات بالأسلحة المناسبة، مشيراً إلى تحقيق إصابات مباشرة.

وصباحاً، تعرض محيط بلدتي شيحين والجبين في قضاء صور (جنوب لبنان) لقصف مدفعي إسرائيلي صباح اليوم (الثلاثاء)، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام».

كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيليّ أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب والأطراف الشرقية لبلدة الناقورة، بحسب وكالة الأنباء «المركزية».

وتعرض محيط بلدات رامية والقوزح وعلما الشعب وعيتا الشعب وجبل بركة ريشة ومدخل بلدة البستان قصف قرابة الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، لقصف مدفعي إسرائيلي.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار قبيل منتصف الليلة الماضية على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وجبل العلام، وأطلق رشقات نارية من أسلحة ثقيلة باتجاه محيط مواقعه في بركة ريشة وبلدة رامية.

كما حلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً إلى نهر الليطاني صعوداً لبلدتي الغندورية وفرون (جنوب لبنان).

وكان الجيش الإسرائيلي أطلق القنابل المضيئة، وبخاصة فوق الساحل البحري جنوب صور وفوق الخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط.

كما عاشت بلدات قضاء مرجعيون ليلاً قاسياً، إذ أغار الجيش الإسرائيلي نحو منتصف الليل على محيط تلة العويضة بين كفركلا والعديسة، وقصف بالقذائف المدفعية الثقيلة والقنابل المضيئة والفسفورية محيط بليدا وسهل مرجعيون وحمامص في سردا والخيام وتلة العويضة وعديسة وتلة العزية في ديرميماس، ما ألحق أضراراً بالمحال والمنازل في هذه البلدات وحريقاً كبيراً في تلة العويضة.

وحلق الطيران الإسرائيلي فوق بلدات مرجعيون طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم على علو منخفض.

وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة، ليل الاثنين - الثلاثاء، بأن «صواريخ انطلقت من لبنان ضربت موقعاً عسكرياً إسرائيلياً كان يفترض أنه محصن ومحمي»، بحسب «المركزية».

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية على حسابها بمنصة «إكس»، أن أضراراً بالغة لحقت بالموقع العسكري.

وأضافت أن هذا الأمر حدث، رغم أنه يفترض أن الموقع محمي من هجمات كهذه.

ولم توضح وسيلة الإعلام الإسرائيلية طبيعة هذا الموقع، ولا طبيعة التحصينات الموجودة فيه.

وذكرت أن المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في إسرائيل تحققان في ملابسات الحادث.

وكان 20 صاروخاً أطلقت من جنوب لبنان الليلة الماضية، على منطقة الجليل الأعلى بشمال إسرائيل.

ووقعت تلك الصواريخ قرب مستوطنتي شوميرا المحاذية للحدود مع لبنان، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

ولم يتبنَّ «حزب الله» أو أي فصيل فلسطيني عملية إطلاق الصواريخ حتى الآن.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بين الجيش و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة بلبنان في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


إسرائيل تتوقع «مرحلة ثانية صعبة» للحرب في غزة

دبابة عسكرية إسرائيلية تتقدم قرب حدود قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة عسكرية إسرائيلية تتقدم قرب حدود قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تتوقع «مرحلة ثانية صعبة» للحرب في غزة

دبابة عسكرية إسرائيلية تتقدم قرب حدود قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة عسكرية إسرائيلية تتقدم قرب حدود قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء)، إن إسرائيل تتوقع قتالاً صعباً في المرحلة الجديدة من حربها في غزة، لكنها منفتحة على أي «رأي إيجابي» بخصوص خفض الضرر الواقع على المدنيين، ما دامت النصيحة متسقة مع هدفها لتدمير «حماس»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأضاف في إفادة للصحافيين: «نمضي قدماً في المرحلة الثانية الآن. إنها مرحلة ستكون صعبة عسكرياً».

ورداً على تقرير بشأن إغراق أنفاق غزة بالمياه، أوضح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: «الجيش يتخذ مجموعة من الإجراءات الهندسية»، دون التعليق على التفاصيل.

كما أشار إلى أنهم «على وفاق تام مع الولايات المتحدة بخصوص الأهداف الاستراتيجية للحرب».

وأفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل تقوم بتجميع نظام مضخات كبيرة، لاستخدامها في غمر شبكة الأنفاق الممتدة لحركة «حماس» أسفل قطاع غزة بمياه البحر.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس (الاثنين)، نقلاً عن مسؤولين أميركيين القول إنه لا يُعرف بعد ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تعتزم استخدام هذا الأسلوب، أم لا. ونٌقل عن المسؤولين القول إن إسرائيل لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن هذه الخطة، كما لم تستبعد تنفيذها.


فرنسا تعلن تجميد أصول السنوار

زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)
زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)
TT

فرنسا تعلن تجميد أصول السنوار

زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)
زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)

أصدرت فرنسا مرسوما يقضي بتجميد أصول زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على أراضيها، لمدة ستة أشهر بحسب مرسوم نشر اليوم (الثلاثاء) في الجريدة الرسمية، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وينص المرسوم الصادر في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) والذي يدخل حيز التنفيذ اليوم على أن «الأموال والموارد الاقتصادية التي يملكها أو التي يتحكم فيها السيد يحيى السنوار (...) تخضع لتجميد أصول».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، دعت سكرتيرة الدولة الفرنسية المكلفة بشؤون أوروبا لورانس بون إلى فرض عقوبات أوروبية تستهدف كبار مسؤولي «حماس»، خصوصا عقوبات مالية قد تأخذ شكل تجميد للأصول.

وفي مرسوم مماثل مؤرخ في 13 نوفمبر، أعلنت باريس أنها ستجمد لمدة ستة أشهر أصول محمد الضيف القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» والمدرج على القائمة الأميركية لـ«الإرهابيين الدوليين» المطلوبين منذ العام 2015.

من جهتها، فرضت لندن أيضا عقوبات تشمل تجميد أصول وحظر سفر، على ستة أفراد هم أربعة من قادة «حماس» واثنان متّهمَان بتمويل الحركة، بينهم محمد الضيف ويحيى السنوار.


عشرات الآليات الإسرائيلية تحاول التوغل في شرق خان يونس

TT

عشرات الآليات الإسرائيلية تحاول التوغل في شرق خان يونس

جنود إسرائيليون يتجمعون إلى جانب الدبابات في موقع بالقرب من الحدود مع غزة جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون إلى جانب الدبابات في موقع بالقرب من الحدود مع غزة جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)

قال شهود عيان لـ«وكالة أنباء العالم العربي» اليوم (الثلاثاء) إن آليات إسرائيلية بدأت محاولات التوغل البري في جنوب قطاع غزة.

وأفاد شهود بأن محاولات التوغل تتركز في مناطق شرق خان يونس وتحديدا في منطقة بني سهيلا، حيث تشارك عشرات الآليات في محاولات التقدم في المنطقة.

وفي وقت لاحق قالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إنها استهدفت بالقذائف دبابة وثلاث آليات إسرائيلية في شرق مدينة خان يونس، دون ذكر تفاصيل أخرى.

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة في غزة منذ الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعا وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع وتبادل بعض المحتجزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس».


مقتل شاب فلسطيني برصاص إسرائيلي في مخيم قلنديا بالضفة

مشيعون فلسطينيون يحملون جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي أمس في مخيم قلنديا للاجئين بالضفة الغربية (أ.ب)
مشيعون فلسطينيون يحملون جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي أمس في مخيم قلنديا للاجئين بالضفة الغربية (أ.ب)
TT

مقتل شاب فلسطيني برصاص إسرائيلي في مخيم قلنديا بالضفة

مشيعون فلسطينيون يحملون جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي أمس في مخيم قلنديا للاجئين بالضفة الغربية (أ.ب)
مشيعون فلسطينيون يحملون جثمان شاب فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي أمس في مخيم قلنديا للاجئين بالضفة الغربية (أ.ب)

قتل شاب فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية في مخيم قلنديا بالضفة الغربية اليوم (الثلاثاء)، بعدما اقتحمت منزله، كما ألقت القوات القبض على شقيقه، حسبما ذكر التلفزيون الفلسطيني وشهود عيان، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقالت مصادر طبية للوكالة إن الشاب تلقى رصاصات من مسافة قريبة.

وأوضح شهود عيان لـ«وكالة أنباء العالم العربي» أن قوة إسرائيلية اقتحمت منزل عائلة مناصرة في مخيم قلنديا وفجرت مدخل المنزل وأطلقت النار على الشاب محمد مناصرة ما أدى إلى مقتله، كما اعتقلت شقيقه.

وفي وقت سابق اليوم قُتل فلسطينيان في بلدة سعير بمحافظة الخليل في الضفة.


محاولات إسرائيلية للتوغل شرق خان يونس... وقصف عنيف على أنحاء غزة (تغطية حية)

دخان كثيف يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

محاولات إسرائيلية للتوغل شرق خان يونس... وقصف عنيف على أنحاء غزة (تغطية حية)

دخان كثيف يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

يمضي قطاع غزة نحو مزيد من التصعيد العسكري بعدما شهد أمس معارك ضارية، وسط محاولات توغل إسرائيلية بالدبابات نحو عمق مناطق توصف بأنها معاقل لحركة «حماس».

وبعد شهرين كاملين من أشرس جولات القتال بين إسرائيل وحماس حيث قتل نحو 16 ألف شخص وجُرح أكثر من 40 ألفا، بدت رؤى المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين متسقة في ضرورة مواصلة الحرب على القطاع، وإن اختلفت في طرق تحقيق أهدافها.

توازياً، تنطلق، اليوم، في العاصمة القطرية الدوحة، القمة الخليجية في دورتها الـ44 وسط تحديات إقليمية كبيرة، في مقدمتها الأحداث الدامية في قطاع غزة.

ميدانياً، تحاول عشرات الآليات الإسرائيلية التوغل في مناطق شرقي خان يونس، فيما أسفر القصف العنيف على مناطق متفرقة من القطاع عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. كما عاودت القوات الإسرائيلية اقتحام مدينة جنين بالضفة الغربية مساء أمس.


«القسام» تقصف بئر السبع في إسرائيل بالصواريخ

وابل من الصواريخ يُطلق من غزة باتجاه إسرائيل وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)
وابل من الصواريخ يُطلق من غزة باتجاه إسرائيل وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)
TT

«القسام» تقصف بئر السبع في إسرائيل بالصواريخ

وابل من الصواريخ يُطلق من غزة باتجاه إسرائيل وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)
وابل من الصواريخ يُطلق من غزة باتجاه إسرائيل وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الثلاثاء) عن قصف بئر السبع في إسرائيل بعدد من الصواريخ ردا على «المجازر بحق المدنيين» في غزة، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

ولم تذكر «كتائب القسام» في بيانها على «تليغرام» المزيد من التفاصيل.

كان الجيش الإسرائيلي قال على تطبيق «تليغرام» أيضا إن صافرات الإنذار دوت في بئر السبع جنوب إسرائيل.

وقالت «تايمز أوف إسرائيل» اليوم إن الجيش أعلن مقتل ضابط وجنديين وإصابة 4 آخرين في معارك شمال غزة.

ورفع مقتل الضابط والجنديين عدد ضحايا الجيش الإسرائيلي في العملية البرية إلى 78 قتيلا.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن أربعة جنود أصيبوا بجراح خطيرة في معارك شمال غزة.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجنديين في غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية العسكرية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية العسكرية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجنديين في غزة

جنود إسرائيليون خلال العملية العسكرية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون خلال العملية العسكرية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

قالت «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل ضابط وجنديين وإصابة 4 آخرين بجراح خطيرة في معارك شمال غزة.

وعرّفت الصحيفة الضابط القتيل بأنه الكابتن إيتان فيش البالغ من العمر 23 عاماً من الفرقة 188 مدرعة التابعة للكتيبة 53.

أما الجنديان فهما يائير يديدا (21 عاماً) وتوفال ياكوف تساناني. وحسب الصحيفة، ينتمي الجنديان إلى نفس الفرقة.

ورفع مقتل الضابط والجنديين عدد ضحايا الجيش الإسرائيلي في العملية البرية إلى 78 قتيلاً، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وقالت الصحيفة أيضاً إن أربعة جنود أصيبوا بجراح خطيرة في معارك شمال غزة.


معارك ضارية و«شرطان» إسرائيليان لوقفها


صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

معارك ضارية و«شرطان» إسرائيليان لوقفها


صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

شهد قطاع غزة معارك ضارية أمس، وسط محاولات توغل إسرائيلية بالدبابات نحو عمق مناطق توصف بأنها معاقل لحركة «حماس». وتزامن ذلك مع تأكيد تل أبيب أنَّ الحرب يمكن أن تتوقف فوراً إذا تمت تلبية شرطين؛ هما تسليم المخطوفين الإسرائيليين لدى «حماس» و«تفكيك» هذا التنظيم.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنَّ الاشتباكات احتدمت في الساعات الماضية بشمال ووسط وجنوب قطاع غزة، لا سيما على أطراف مخيم جباليا في الشمال، وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي جنوب القطاع على أطراف خان يونس، وكذلك قرب دير البلح وسط القطاع. ويحاول الجيش الإسرائيلي التوغل في عمق هذه المناطق بعدّها معاقل لـ«حماس». وإذا نجح في ذلك، فسيتمكن جيش الاحتلال من فصل قطاع غزة إلى 3 أجزاء.

لكن مصادر بالفصائل الفلسطينية في غزة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ اشتباكات غير مسبوقة تدور على محاور عدة؛ أشرسها في محيط جباليا والشجاعية وخان يونس ودير البلح، وأكدت أنَّ «المقاومة تمنع الجيش الإسرائيلي منذ يومين من التقدم إلى عمق هذه المناطق وتكبده خسائر وتجبره على التراجع».

ومع احتدام القتال في كل غزة، عرضت إسرائيل على «حماس» وقف القتال فوراً، ولكن بشرطين. وقال أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي الاثنين، إنه يمكن وقف الحرب اليوم، وحالاً لكن بشرطين لا مساومة عليهما؛ الأول أن تفرج «حماس» عن جميع المحتجزين في قطاع غزة من دون استثناء، والثاني أن يستسلم قادة الحركة ويفككوها.

ولم ترد «حماس» فوراً على المقترح الإسرائيلي، لكنَّها دأبت على القول إنَّها ستلحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي في غزة من جهة، ولن تفرج عن المحتجزين لديها سوى في إطار صفقة أكبر تتضمَّن إفراغ السجون الإسرائيلية من السجناء الفلسطينيين.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه وزارة الصحة بقطاع غزة، إنَّ عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى نحو 16 ألفاً (70 في المائة منهم نساء وأطفال)، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 42 ألفاً.

على صعيد آخر، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أجواء تفكك في الائتلاف الحكومي الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، خصوصاً داخل حزبه الليكود، حيث يدير عدد من النواب والوزراء محادثات جدية للانضمام إلى حزب بيني غانتس (المعسكر الرسمي)، أو إلى حزب جديد يسعى إلى تشكيله يوسي كوهن، الرئيس السابق للموساد (المخابرات الخارجية)، ويتبنَّى سياسة ليبرالية يمينية.

وأشارت تلك المصادر إلى شخصين مركزيين في «الليكود» مرشحين للانفصال؛ هما وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الاقتصاد نير بركات.


«بوليتيكو»: خطة أميركا لما بعد الحرب تقضي بسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

«بوليتيكو»: خطة أميركا لما بعد الحرب تقضي بسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد بدؤوا بالفعل في وضع تصوّر لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة تقوم بالأساس على سيطرة السلطة الفلسطينية عليه في نهاية المطاف.

ووفقاً للمجلة، فإن التصور الأميركي لوضع غزة بعد الحرب الذي استغرق وضعه أسابيع ربما يضع إدارة بايدن على مسار تصادمي مع الحكومة الإسرائيلية، التي أعلن رئيسها بنيامين نتنياهو مراراً رفضه عودة السلطة الفلسطينية للقطاع الذي أخرجته منه حركة «حماس» بالقوة قبل 16 عاماً.

وأشارت المجلة نقلاً عن مسؤول في الخارجية الأميركية إلى أن ما وصفته بأنه «تفضيل سياسي قوي للسلطة الفلسطينية لحكم غزة»، يواجه تحديات كبيرة على صعيد الشرعية والقدرات، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت مجلة «بوليتيكو» أن التصوّر الذي انبثق عن مشاورات بين الوكالات الأميركية قوامه «بدء عملية إعادة إعمار متعددة المراحل في غزة فور انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس».

وتابعت أن هناك حاجة إلى قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة بعد انتهاء القتال تليها سلطة فلسطينية متجددة تتولى الحكم على المدى البعيد.

واعتبرت الصحيفة هذا التصور لغزة بعد الحرب «حلا غير مثالي»، لكنها قالت إن مسؤولين أميركيين يعتبرونه أفضل الحلول السيئة للقطاع الذي عصفت الحرب بين «حماس» وإسرائيل ببنيته التحتية.