مصر تحتفل بإعادة افتتاح منزل مكتشف مقبرة «توت»

يعود تاريخه إلى عام 1911

صورة من المنزل (وزارة السياحة والآثار المصرية)
صورة من المنزل (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تحتفل بإعادة افتتاح منزل مكتشف مقبرة «توت»

صورة من المنزل (وزارة السياحة والآثار المصرية)
صورة من المنزل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

عاد اسم عالِم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر (1874- 1939) إلى الواجهة مرة أخرى باعتباره مكتشِف مقبرة «توت عنخ آمون» التي يعتبرها كثير من خبراء الآثار الاكتشاف الأهم عالمياً في القرن العشرين. ورغم أن الرجل لم يترك أثراً شخصياً سوى استراحة بسيطة مبنية بالطوب اللبِن في مدينة الأقصر جنوب مصر، فإن تلك الاستراحة أو المنزل ازدحمت، الجمعة، بكاميرات التصوير والشخصيات العامة بسبب افتتاح ترميم المكان بتعاون مصري أميركي، بحضور أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المصري، ومصطفى ألهم محافظ الأقصر، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتورة لويز برتيني المدير التنفيذي لمركز البحوث الأميركي بمصر، فضلاً عن عدد من السفراء والسياح الذين أضفوا على الحدث بعداً دولياً.
وتقع «استراحة كارتر» في البر الغربي من مدينة الأقصر الذي يضم كنوزاً من الآثار الفرعونية؛ مثل وادي الملوك وأشهر المعابد وتمثالي ممنون، وتضم «الاستراحة» عدداً من المقتنيات الشخصية لعالِم الآثار مثل قُبّعته وعصاه الشهيرتين، وآلة كاتبة على الطراز القديم، فضلاً عن جهاز «جرامفون»، وعدد من الأسطوانات التي تكشف عن ذوقه الموسيقي، وكذلك خزانة ملابسه ومكتبه وسريره ومطبخه بأدوات الطعام كاملة. وشُيد المنزل عام 1911 بتمويل من جورج هيربرت الراعي لحملة كارتر في التنقيب والبحث الأثري.
يأتي الافتتاح ضمن سياق الكثير من الفعاليات التي تنظمها مصر احتفالاً بمرور مئة عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي، الذي جلس على العرش في التاسعة من عمره وتحوَّل إلى أسطورة أثارت شغف العالم وانبهاره.
ويكشف الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والمحاضر في علم المصريات، عما وصفه بـ«المفاجأة»، مؤكداً، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقبرة لم يجرِ اكتشافها في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) على عكس المستقر والشائع، حيث إن الدرجة الأولى من السُّلّم المؤدي للمقبرة، والمكون من 16 درجة هي التي اكتُشفت فقط في هذا التاريخ، أما المقبرة نفسها فقد اكتُشفت لاحقاً»، على حد تعبيره.
وأضاف الشماع: «مقبرة الملك توت اكتُشف بداخلها أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية تضم أشياء غريبة لا تخطر ببال مثل البسلة والعدس والبلح وأوراق الرمان واللوز ونبات الحلبة والسمسم وبذور البطيخ والكمون»، مشيراً إلى أن «جثمان الملك توت تعرَّض للانتهاك والسرقة، حيث حصل بطريقة غير مشروعة أحد العلماء بجامعة ليفربول البريطانية على عيّنة من جِلد الملك الشاب، وهو ما يُعدّ أمراً منافياً لأخلاقيات البحث العلمي».
وحول القناع الذهبي للملك الشاب أوضح الشماع أنه ربما يكون أشهر قطعة آثار في العالم على الإطلاق، حيث يحتوي على أكثر من 9 كيلوجرامات من الذهب الخالص ومرصّع بعدد من الأحجار، لكن معجزته تتجسد في النقش المذهل بجماله ودقّته وما يحويه من نقوش جنائزية مستوحاة من «كتاب الموتى».
من جانبه، يؤكد الدكتور محمد حمزة إسماعيل، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، أن «سر عظمة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون يعود إلى أنها المقبرة الوحيدة في مصر القديمة التي عُثر عليها وهى بكامل محتوياتها على نحو مذهل، حيث اختفت عن أعين اللصوص بسبب أنها بُنيت تحت مقبرة أخرى تخص الملك رمسيس الثاني»، منوهاً، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «عظمة توت لا ترجع إلى أحداث تاريخية عظيمة أنجزها أثناء حياته القصيرة جداً حيث تُوفي دون العشرين عاماً، وإنما تعود إلى الإبداع المدهش في آلاف القطع والتحف الفنية التي وُجدت إلى جوار المومياء».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

قطعة من كعكة زفاف الملكة إليزابيث بـ2200 جنيه إسترليني

الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
TT

قطعة من كعكة زفاف الملكة إليزابيث بـ2200 جنيه إسترليني

الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)

بيعت قطعة «نادرة جداً» من كعكة زفاف الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب في مزاد بمقابل 2200 جنيه إسترليني.

وعُثر عليها في حقيبة سفر تحت سرير مالكتها، بعد 77 عاماً من تقديم الأخيرة الكعكة الأصلية بطول 9 أقدام (2.7 متر) إلى 2000 ضيف.

وذكرت «بي بي سي» أنّ الأميرة إليزابيث آنذاك قد أهدتها إلى مدبّرة المنزل في قصر هوليرود هاوس بأدنبره من عام 1931 إلى عام 1969، ماريون بولسون.

وفي هذا السياق، قال جيمس غرينتر من دار «ريمان دانسي» للمزادات في كولشيستر: «إنها اكتشاف حقيقي... بمثابة كبسولة زمنية صغيرة من الكعكة المجيدة».

وبيعت الكعكة، التي كان من المتوقَّع بدايةً أن تُحصِّل 500 جنيه إسترليني، لمُشترٍ من الصين اقتناها عبر الهاتف.

رسالة الشكر على الجهود (دار المزادات)

وكانت بولسون قد مُنحت قطعةً لشكرها على إعداد خدمة الحلوى «المبهجة» للمتزوّجين حديثاً. وظلّت تحتفظ بها حتى وفاتها في الثمانينات، عندما وُضعت تحت السرير مع بعض ممتلكاتها.

حُفظت الكعكة في صندوق تقديمها الأصلي، مُرفقةً برسالة من الملكة، مؤرَّخة بنوفمبر (تشرين الثاني) 1947، تقول: «زوجي وأنا تأثّرنا بشدّة لعلمنا بتقديم هدية زفاف مُبهجة كهذه. فتقديم الحلوى اللطيفة أسرتنا نحن الاثنين».

واتصلت عائلة بولسون الأسكوتلندية بأصحاب المزادات، في وقت سابق من هذا العام، سعياً إلى بيعها. وتكوّنت كعكة الزوجين الملكيين الفخمة من 4 طبقات، وازدانت بمختلف المشروبات لضيوف حفل الزفاف في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947.

بدوره، قال غرينتر، الخبير الملكي لدار «ريمان دانسي»، إنّ قطعة بولسون كانت الأولى على الإطلاق التي تُباع «بأكملها».

وتابع: «تحتوي على مكوّناتها الأصلية، وهو أمر نادر جداً. رأيتُ صوراً لها. ملأت نصف الغرفة، كانت هائلة». وختم حديثه: «لم تعُد في أفضل حالاتها. لا أعتقد أنني سأرغب في تناولها».