تضارب حول أسباب اعتقال قريب لرجل الأعمال الليبي طاطاناكي

وسط صمت من الأجهزة الرسمية في العاصمة طرابلس، قالت مصادر ليبية إن مجموعة مسلحة يُرجح أنها تابعة لرئيس جهاز الاستخبارات العامة الفريق حسين العائب، اعتقلت نجل شقيقة رجل الأعمال الليبية حسن طاطاناكي، في منطقة الظهرة بالعاصمة، مساء أمس.
وتضاربت الأنباء حول أسباب عملية التوقيف، لكنها جاءت في مجملها، بحسب المصادر، على خلفية توتر في العلاقات بين طاطاناكي، الذي سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية، التي أُجلت نهاية عام 2021، والسلطة التنفيذية الحالية ممثلة في حكومة عبد الحميد الدبيبة.
وذهبت بعض المصادر، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العناصر المسلحة داهمت إحدى فيلات رجل الأعمال بالظهرة في طرابلس، واقتادت قريباً له كان يقطنها، على خلفية علاقته بمصطفى قدور، نائب رئيس جهاز الاستخبارات العامة، الذي سبق أن أقاله الدبيبة من منصبه عقب أزمة.
بينما تداول نشطاء سياسيون، أن مجموعات مسلحة، داهمت ما أطلقت عليه «غرفة عمليات» كان قدور يديرها بمنطقة الظهرة، وقبضت على ابن شقيقة طاطاناكي. وسعت «الشرق الأوسط» إلى الاتصال برجل الأعمال لاستيضاح الأمر، لكن دون رد منه.
وكان المجلس الرئاسي الليبي قد دخل في خلافات مع حكومة الدبيبة، بسبب إقالة قدور، الذي يترأس آمر كتيبة «النواصي»، معتبراً حينها أن إقالته «غير قانونية».
وفي آخر تعليق لطاطاناكي، كتب في إدراج له عبر صفحته على «فيسبوك»: «لقد طفح الكيل بنا جميعاً من مشهد لم تنته حلقاته المؤسفة، 10 سنوات ولم يحصل المواطن الليبي إلا على الوعود الزائفة من أصحاب السلطة الذين يتصدرون المشهد على حساب عذابات أبناء شعبنا».
واتهم طاطاناكي، أصحاب السلطة في البلاد بـ«الكذب وخيانة الأمانة»، متابعاً: «اليوم ومهما كان ادعاؤكم أنكم ستقدمون وستحافظون، فالحقيقة أنكم لن تفعلوا شيئاً، وإنما تمكرون لكسب مزيد من الوقت للبقاء في الكراسي».
وقبضت السلطات الأمنية على طاطاناكي، الذي يطلق عليها الليبيون «حسونة»، فور عودته إلى مطار معيتيقة الدولي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، قبل تقدمه بأوراق ترشحه للرئاسة، لكن سرعان ما أطلق سراحه.
ويترأس طاطاناكي حزب «التجمع الديمقراطي»، ويعد من كبار رجال الأعمال الليبيين المقيمين في الخارج، ويمتلك شركة نفطية واستثمارات عقارية متنوعة، فضلاً عن تمتعه بشبكة علاقات واسعة.