مَن هو نتنياهو البراغماتي الذي هزم السياسيين والجنرالات في إسرائيل؟

الأميركي الذي أدار ظهره لأميركا... تحدى اليهود وعادى الديمقراطيين

نتنياهو برفقة زوجته محيياً مؤيديه في مقر الليكود بالقدس يوم الأربعاء (رويترز)
نتنياهو برفقة زوجته محيياً مؤيديه في مقر الليكود بالقدس يوم الأربعاء (رويترز)
TT

مَن هو نتنياهو البراغماتي الذي هزم السياسيين والجنرالات في إسرائيل؟

نتنياهو برفقة زوجته محيياً مؤيديه في مقر الليكود بالقدس يوم الأربعاء (رويترز)
نتنياهو برفقة زوجته محيياً مؤيديه في مقر الليكود بالقدس يوم الأربعاء (رويترز)

عندما ظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة هذا الأسبوع، تبين أن بنيامين نتنياهو حقق فوزاً ساحقاً بفارق يزيد على أي مرة سابقة. كانت الصدمة كبيرة، ليس عند خصومه فحسب، بل داخل بيته، بقوا مشدوهين وتمتموا: «دعونا ننتظر النتيجة النهائية».
النتيجة فاقت أكثر التوقعات تفاؤلاً، وفوجئ بها أقرب المقربين منه ورقصوا فرحاً. صاح أحدهم: «أنت انتصرتَ؛ ليس على يائير لبيد فحسب، بل على الأم أميركا أيضاً. على كل الخصوم». وعلق أحد المستشارين بأن «الأضواء مشتعلة في كل العواصم ترصد النتيجة، لتعرف إذا كنت يا بيبي عائداً أم لا». لكن نتنياهو نفسه لم ترتسم على ملامحه أي علامات تعبير خاصة بالفرح. كعادته، رسم على الطرف الأيمن من شفتيه بسمة خفيفة. وقال: «هيا إلى العمل».
هو رجل العمل. حتى خصومه وأعداؤه يشهدون له بأنه «نشيط بشكل جنوني»، ويلقبونه بـ«الحراث»، لأنه يختار الأعمال الصعبة. أحباؤه وأعداؤه، على السواء يعترفون له بقدرات غير عادية على العمل، ويقولون إن «شغفه في العمل هو الدافع الأول لانتصاراته السياسية»، وهي كثيرة، بل كثيرة جداً؛ إذ لا يوجد في إسرائيل رجل سياسي خاض معارك حزبية مثله. ولا يوجد رئيس حكومة أمضى سنوات خدمة بمقداره. ولا يوجد فيها قائد هزم خصومه كماً ونوعاً بوتيرته. والأهم؛ لا يوجد قائد سياسي يمتلك الشغف لمنصب رئيس الوزراء ويستمتع بلقب «دولة رئيس الوزراء» مثله. أمضى حتى الآن 15 عاماً في هذا المنصب، من عام 1996 حتى 1999، ثم مِن عام 2009 حتى 2021. والآن يبدأ دورة جديدة لا أحد يجرؤ على تحديد مدتها.
خلال هذه الحقب، تمكن من هزيمة كبار القادة في إسرائيل، فبعد أن قاد معركة شرسة أمام إسحاق رابين أحد كبار الجنرالات فيها، التي انتهت باغتياله برصاص طالب جامعي يميني، هزم شيمعون بيريز، أبا المشروع النووي ومهندس اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين والأردن. ومع أن الجنرال إيهود باراك تغلب عليه في الانتخابات لرئاسة الحكومة؛ فقد عرف كيف يقلب الهزيمة، وما هي إلا بضع سنوات حتى صار باراك وزيراً تحت قيادة نتنياهو.
القادة السياسيون، حتى قادة اليمين، حاربوه بشدة، ولم يثقوا به وحذروا من خطورته على مستقبل الدولة العبرية، مثل إسحاق شامير الذي قال عنه إنه «ملاك الخراب»، وأرئيل شارون، الذي اعتبره «متآمراً سرمدياً»، لكنهما اضطرا إلى تعيينه وزيراً في حكومتيهما، وكانا شاهدين على وصوله لمنصب رئيس حكومة.
اتركوا حسابات «الصداقة والعداوة» معه. إنه يملك سراً وربما أسراراً تجعله قادراً على امتلاك ذلك المغناطيس لمقعد رئيس الوزراء. وكل الدلائل تشير إلى أنه سيبقى هناك لسنين أخرى. ومن يريد أن يتعامل معه ومع ما يمثله في إسرائيل، ينبغي أن يعرف مكنون ومكونات شخصيته؛ فكل من يعيش في هذا الشرق، أو في الغرب، بل في هذا العصر، سيواجه هذه الشخصية في مكان وزمان ما.
- ابن الأكاديمي
عمره تجاوز 73 عاماً، وكل مساعديه يصغرونه سناً، لكنه يعمل أكثر منهم جميعاً. ليس اليوم فحسب، بل كل يوم. منذ أن وعى على هذه الدنيا.
ولد بنيامين نتنياهو في تل أبيب عام 1949، لعائلة متوسطة الدخل لكنها ذات شأن؛ فوالده يعتبر مؤرخاً كبيراً ذا سمعة أكاديمية رفيعة في إسرائيل والولايات المتحدة، ووالدته تسيلا كانت مربية. وكان لهما تأثير كبير على شخصيته. انتقلت عائلته عام 1963 للعيش في الولايات المتحدة، عندما عُرض على والده المؤرخ والناشط الصهيوني، بن تسيون نتنياهو، وظيفة تدريس في جامعة كورنيل. من هناك اكتسب نتنياهو لغته الإنجليزية الممتازة باللكنة الأميركية التقليدية والمفاهيم السياسية الأميركية، وتحديداً الجمهورية.
في الولايات المتحدة أنهى دراسته الثانوية، ثم عاد إلى إسرائيل ليؤدي خدمته العسكرية. أمضى 5 سنوات في الجيش تركت أثرها البالغ على حياته ومفاهيمه السياسية. وهو يعتز بها كثيراً؛ فقد خدم في وحدة القوات النخبوية لكوماندوز رئاسة أركان الجيش، وتخرج فيها برتبة كابتن، تحت قيادة إيهود باراك، الذي أصبح صديقه وحليفه ثم خصمه السياسي اللدود.
خلال خدمته العسكرية، أُصيب برصاصة طائشة من أحد رفاق السلاح، وكاد يقع مرتين في الأسر؛ مرة عندما حاولت فرقته عبور قناة السويس خلال حرب الاستنزاف، ومرة خلال عملية كوماندوز سرية في الأراضي السورية، عندما حاصرتهم قوة من الجيش السوري لعدة ساعات، وتم إنقاذهم بعملية عسكرية واسعة. وشارك في غارة على مطار بيروت عام 1968، وفي تحرير طائرة مخطوفة في مطار بن غوريون، وشارك في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973. بعدها سرح من الجيش، وعاد إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على البكالوريوس والماجستير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والعلوم السياسية في جامعة هارفارد.
خلال دراسته الجامعية، قُتل شقيقه يونتان عام 1976 أثناء قيادته غارة لإنقاذ رهائن من طائرة مخطوفة في عنتيبي بأوغندا، وكان لذلك أثر عميق على عائلة نتنياهو؛ فقرر والداه العودة إلى البلاد. كان يونتان قائداً عسكرياً واعداً، وأصبح اسمه أسطورياً في إسرائيل. لذا فإن أول نشاط جماهيري لبنيامين نتنياهو كان إقامة معهد لمكافحة الإرهاب إحياء لذكرى شقيقه. لكنه عمل في شركة لتسويق الأثاث، بعيداً عن السياسة.
ثم اشتهر عندما أعدَّ مع شقيقه الثاني، عيدو، دراسة حول الرسائل الوطنية لشقيقهما يونتان وحصلا على جائزة من الجيش. وهناك تعرف على البروفسور موشيه أرنس، الذي أصبح وزيراً للخارجية ووزيراً للدفاع لاحقاً. وقد رأى أرنس في نتنياهو قائداً واعداً، وعيَّنه، عام 1982، ملحقاً سياسياً في السفارة الإسرائيلية بواشنطن. وهكذا بدأ طريقه السياسي. وقد تألق هناك وهو يدافع عن الحرب الإسرائيلية في لبنان، وأصبح نجماً إعلامياً في الولايات المتحدة.
بعد 6 سنوات، عاد نتنياهو إلى إسرائيل في عام 1988، وانتسب إلى حزب الليكود الحاكم، وفاز بعضوية الكنيست وأصبح نائباً لوزير الخارجية، شامير. وبعد فوز رابين بالحكم سنة 1992 واعتزال شامير، انتخب نتنياهو رئيساً للحزب متفوقاً على ديفيد ليفي، أحد أبرز قادة اليهود الشرقيين.
- عقد تنازل لزوجته
اشتهر نتنياهو يومها بسبب «ألعوبة سياسية» على الطريقة الأميركية صدمت الإسرائيليين، لكنها وضعته في مركز الحياة السياسية، وكشفت عن وجه غير مألوف في السياسة؛ فقد ظهر وزوجته على شاشة التلفزيون، وقال لها على الملأ: «هناك مؤامرة ابتزاز قذرة يدبرها ضدي خصمي. إنه يروج لشريط فيديو يقول فيه إنه في حوزته يصورني مع امرأة أخرى. أنا فعلاً خنتك لمرة واحدة. وأنا هنا لكي أعتذر لك أمام كل البشر».
وقد أجرت الشرطة تحقيقاً في الموضوع، واتضح أنه لم يكن هناك شريط ولا ابتزاز. وبعد نحو 20 سنة، تبين أن زوجة نتنياهو لم تكن تلك المرأة الساذجة التي سيقت إلى التلفزيون لتظهر زوجة مخدوعة، بل أبرمت صفقة عن طريق محامٍ مع زوجها، تعهد لها بأن تكون سيدة المنزل في كل شؤون إدارته والوحيدة التي تتصرف بأمواله، وهي التي تعطيه مصروف الجيب والوحيدة التي تحمل بطاقة الائتمان. وتحتوي الاتفاقية على وصية منه يحظر تغييرها إلى الأبد، بموجبها تتحول أمواله كلها إليها في حال انفصالهما.
وتصبح هذه الوثيقة «عقيدة» في حياتهما الزوجية والسياسية، إذ إن المقربين من الزوجين يؤكدون أن سارة زوجته تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياته.
البصمة التي تركتها هذه القصة على حياة نتنياهو، أنه يتقن دور الضحية بشكل مذهل ولديه قدرات تمثيلية يستخدمها كثيراً في حياته السياسية. وتتحول هاتان الصفتان إلى اثنتين من أهم أسرار شعبيته. فقد وقع في غرامه مئات ألوف الإسرائيليين الذين يصدقون كل ما يقوله لهم، وباتوا يؤمنون حتى اليوم بأنه ضحية أمام مراكز القوى التي تسيطر على إسرائيل؛ الصحافة وسلطة القضاء والأجهزة الأمنية.
هكذا سيطر نتنياهو على الشارع، والمظاهرات التي قادها وألهب بها المواطنين ضد اتفاقيات أوسلو وقائدها رابين، تحولت إلى انقسام خطير في المجتمع الإسرائيلي بين معسكرين متعاديين، اليمين واليسار، رفع مؤيدوه فيها صور رابين وهو يرتدي زي ضابط في الجيش النازي. حتى بعد اغتيال رابين الذي أحدث زلزالاً في إسرائيل، هزم شيمعون بيريز رفيق رابين وشريكه في اتفاقيات أوسلو، وأصبح رئيساً للوزراء سنة 1996.
ومع أنه عادى اتفاقيات أوسلو، وعد بتنفيذها وبدأ فعلاً، بضغط من الأميركيين. انسحب من الخليل ومن 13 في المائة من الضفة الغربية، لكنه في الوقت نفسه عرف كيف يقزم هذه الاتفاقيات ويمنع إقامة دولة فلسطينية.
كانت إسرائيل يومها ما زالت متحمسة لتسوية الصراع مع الفلسطينيين؛ فسقط نتنياهو في انتخابات 1999، عندما تغلب عليه قائده العسكري وصديقه إيهود باراك. وكانت تلك انتكاسة حقيقية في حياة نتنياهو. ثم أطاح به شارون، فاضطر إلى اعتزال السياسة وانتقل إلى عالم رجال الأعمال وجنى ثروة تُقدَّر بـ50 مليون دولار.
- انتعاشه السياسي
بعد انتخاب شارون رئيساً للوزراء في عام 2001، عاد نتنياهو إلى البلاد وإلى الحياة السياسية. ورغم أن شارون كان يمقته ولا يثق به؛ فقد عينه وزيراً للخارجية ثم وزيراً للمالية في حكومته. كان موالياً لشارون، حتى إنه في عام 2005، صوت لصالح الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط. ولكن، عندما بدأ شارون يتحدث عن ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ورأى أن الرجل يواجه معارضة شديدة في اليمين، شعر نتنياهو بأن أمامه فرصة للعودة إلى القيادة؛ فاستقال من الحكومة. وشعر شارون بأن هناك مؤامرة للإطاحة به، فانسحب مع مجموعة كبيرة من الليكود وأسس حزباً جديداً سماه «كديما» (أي «قدما») بالشراكة مع شيمعون بيريز (الذي انشق عن «حزب العمل»).
وهكذا، فاز نتنياهو بقيادة «الليكود»، ومع أن الحزب تحطم في الانتخابات وهبط من 36 إلى 12 مقعداً، فإن نتنياهو بدأ عملية «إعادة بناء الحزب» و«إنعاشه». وبعد 3 سنوات من العمل الحثيث في المعارضة، انتصر نتنياهو وانتخب رئيساً للوزراء للمرة الثانية في مارس (آذار) من عام 2009، وظل في منصبه حتى سنة 2021، ليصبح صاحب أطول فترة حكم في هذا المنصب في التاريخ الإسرائيلي.
لم يتقن نتنياهو دور رئيس الحكومة فحسب بل رئيس المعارضة أيضاً. فبعد سنة واحدة في هذا الموقع، ورغم أنه يمتثل للقضاء ويجلس في قفص الاتهام ليحاكم في 3 تهم، هي الاحتيال وخيانة الأمانة وتلقي الرشى. ورغم وقوف الإدارة الأميركية والمؤسسة العسكرية والإعلام ضده، ورغم اعتباره مخادعاً وكاذباً وليس له صاحب، تمكن من إعادة الاعتبار لنفسه وتغلب على كل خصومه، واستطاع إسقاط حكومة نفتالي بنيت وتحطيم حزب «يمينا» الذي قادها، وعاد إلى الحكم بتفوق كبير.
- البراغماتي الأميركي
خلال حياته، ظهر نتنياهو بأسلوب عمل براغماتي ولم تكن لديه مشكلة في اتخاذ مواقف متناقضة أيضاً. فقد أعلن موافقته على حل الدولتين وأدار محادثات سلام مع الفلسطينيين طيلة 10 أشهر، وافق خلالها على تجميد غير مسبوق لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، ودخل في صدامات مع قادة المستوطنات المقربين منه. وقاد قبل ذلك وبعده سياسة تجميد المفاوضات وفرض سياسة على الأرض تضع عراقيل في طريق الدولة الفلسطينية. واعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة مهمة استراتيجية لإسرائيل. وصفه كثيرون بأنه أميركي أكثر مما هو إسرائيلي. وقالوا عنه؛ للولايات المتحدة سفيران في إسرائيل. سفير للإدارة يرسلونه من واشنطن إلى تل أبيب، وسفير للولايات المتحدة، الوطن والشعب، بنيامين نتنياهو. لكنه لم يتردد في الدخول في صدام غير مسبوق مع الرئيس باراك أوباما وإدارته، وتلاحم مع الحزب الجمهوري ضد الرئيس الديمقراطي وحزبه. وفي إطار رفضه للاتفاق النووي مع إيران، سمح لنفسه بأن يلتف على الرئيس أوباما ويسافر إلى الولايات المتحدة ويخطب أمام «الكونغرس» ضد سياسة الرئيس في الموضوع الإيراني.
وهو يتبنى حتى اليوم موقفاً حاداً ضد سياسة الحزب الديمقراطي حول الموضوع الإيراني. ولذلك تجندت ضده إدارة الرئيس جو بايدن، وناصرت خصمه يائير لبيد، فيما قام هو بتعزيز علاقاته مع الحزب الجمهوري قبل وبعد عهد الرئيس دونالد ترمب، ودفع ثمن ذلك بالصدام مع يهود الولايات المتحدة.
قاد عقيدة سياسية تكرس الانتماء الإسرائيلي إلى العالم الغربي بعيداً عن الشرق، ولكنه تقبل الشراكة في «اتفاقيات إبراهيم» والحديث عن علاقات استراتيجية مع العالم العربي ودول الشرق.
وفي القضايا الداخلية، تجلى أسلوبه هذا أيضاً، فمع أنه أقام تحالفاً واسعاً من جميع قوى اليمين الصلبة، بمن في ذلك غلاة المتطرفين، فإنه بادر في فترة حكمه السابقة إلى عرض إشراكه حزباً عربياً إسلامياً في حكمه؛ «القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية»، بقيادة منصور عباس.
وهو الذي يعتبر أكثر رؤساء الحكومات كرماً في العطاء للجيش واهتماماً بالأجهزة الأمنية، ولكنه في الوقت نفسه يدير معركة ضد قادة هذه الأجهزة بشكل مثابر ويسعى لتقليص تأثيرها عليه. والأمر نفسه يصلح قوله على سياسته تجاه مؤسسات إنفاذ القانون، سلطة القضاء والشرطة والنيابة.
لذلك، فإن نتنياهو ليس ذلك السياسي الذي يصلح لتأطيره في برنامج سياسي معين أو تطويقه في زنزانة أفكار محددة. قد يكون قائداً ضعيفاً يغير رأيه تحت أي ضغط، لكنه يتمتع بما يكفي من قوة لأن يقف بجرأة ويدافع عن رأي كان يرفضه. ويتمتع بموهبة تجعله يلقي خطاباً ملتهباً يدافع عن شيء حاربه قبل يومين. ويجد دائماً مَن يصفق له وليس فقط من يعاديه. ومقابل كثيرين من كارهيه، وبينهم أصدقاء سابقون، تجد من يسير وراءه بشكل أعمى؛ يقدرونه ويبجلونه ويستعدون للتضحية بأي شيء من أجله.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

عملية تجسس كبرى: كيف جندت إيران إسرائيليين ضد دولتهم؟

صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات
صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات
TT

عملية تجسس كبرى: كيف جندت إيران إسرائيليين ضد دولتهم؟

صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات
صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات

أثار اعتقال إسرائيل لما يقارب 30 مواطناً، معظمهم يهود، للاشتباه بأنهم تجسسوا لصالح إيران ضمن تسع خلايا سرية، قلقاً داخل الدولة، ويعد أحد أكبر الجهود التي بذلتها طهران منذ عقود لاختراق خصمها الرئيس اللدود، وفقاً لأربعة مصادر أمنية إسرائيلية.

ومن بين الأهداف التي لم تتحقق للخلايا المزعومة كانت اغتيال عالم نووي إسرائيلي ومسؤولين عسكريين سابقين، وجمع معلومات عن قواعد عسكرية ودفاعات جوية، وفقاً لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت).

وذكر جهاز الأمن الداخلي، الذي يعرف أيضاً باسم الشاباك، والشرطة الأسبوع الماضي أن فريقاً مكوناً من أب وابنه نقل تفاصيل عن تحركات لقوات إسرائيلية، بما في ذلك في هضبة الجولان حيث يعيشان.

ونقلت وكالة «رويترز» عن المصادر الأربعة، التي تضم مسؤولين عسكريين وأمنيين حاليين وسابقين، أن الاعتقالات جاءت بعد جهود متكررة من عملاء استخبارات إيرانيين على مدى عامين لتجنيد إسرائيليين من المواطنين العاديين لجمع معلومات استخباراتية وتنفيذ هجمات مقابل المال.

وطلبت المصادر عدم الكشف عن أسمائها نظراً لحساسية الأمر.

وقال شالوم بن حنان وهو مسؤول كبير سابق في الشاباك «هناك ظاهرة كبيرة هنا»، في إشارة إلى ما أسماه العدد المفاجئ من المواطنين اليهود الذين وافقوا عن علم على العمل لصالح إيران ضد الدولة من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية أو التخطيط للتخريب والهجمات.

ولم يرد الشاباك ولا الشرطة الإسرائيلية على طلبات للتعليق. كما لم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على الأسئلة.

وفي بيان أرسل إلى وسائل إعلام بعد موجة الاعتقالات، لم تقدم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تأكيداً أو نفياً لسعي طهران إلى تجنيد إسرائيليين، وقالت إنه «من وجهة نظر منطقية» فإن أي جهود من هذا القبيل من جانب أجهزة الاستخبارات الإيرانية ستركز على أفراد غير إيرانيين وغير مسلمين لتقليل الشكوك.

وقالت الشرطة والشاباك إن اثنين على الأقل من المشتبه بهم ينتمون إلى مجتمع اليهود المتزمتين دينياً في إسرائيل.

موتي مامان المتهم بتجنيده من قبل إيران لتنفيذ مخطط اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي أو وزير الدفاع أو رئيس جهاز الأمن العام (رويترز)

الفئات المستهدفة

وعلى النقيض من عمليات تجسس إيرانية في العقود السابقة تمت من خلال تجنيد رجل أعمال بارز ووزير سابق في الحكومة فإن معظم الجواسيس المشتبه بهم الجدد أشخاص مهمشون في المجتمع الإسرائيلي، ومن بينهم مهاجرون وصلوا حديثاً وهارب من الجيش ومدان بجرائم جنسية، وفقاً للمصادر ولسجلات قضائية وتصريحات رسمية.

وقال جهاز الشاباك إن الكثير من نشاط هؤلاء المشتبه بهم كان يقتصر على نثر شعارات معادية لنتنياهو أو للحكومة على الجدران وإلحاق الضرر بسيارات.

القلق من التوقيت

ومع ذلك فإن حجم الاعتقالات وتورط مثل هذا العدد من اليهود الإسرائيليين بالإضافة إلى المواطنين العرب تسبب في حالة من القلق في إسرائيل وسط استمرار الحرب مع حركة «حماس» المدعومة من إيران في قطاع غزة وهشاشة اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة «حزب الله» في لبنان.

وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) قال الشاباك إن أنشطة التجسس الإيرانية تعد «من أخطر الأنشطة التي شهدتها دولة إسرائيل».

كما جاءت الاعتقالات في أعقاب موجة من محاولات القتل والاختطاف التي تم الربط بينها وبين طهران في أوروبا والولايات المتحدة.

وقال بن حنان إن القرار غير المعتاد بتقديم تقارير علنية مفصلة عن المؤامرات المزعومة يشكل خطوة من جانب أجهزة الأمن الإسرائيلية لتحذير إيران وكذلك تحذير المخربين المحتملين داخل إسرائيل بأنه سيتم الوصول إليهم.

وقال «ينبغي تنبيه الجمهور. وينبغي أيضاً تقديم العبرة لمن قد يكون لديهم أيضاً نيات أو خطط للتعاون مع العدو».

صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لحرق سيارات من قِبل عملاء جندتهم إيران

نجاحات إسرائيل الاستخباراتية

وحققت إسرائيل نجاحات استخباراتية كبيرة على مدى السنوات القليلة الماضية في حرب ظل مع خصمتها الإقليمية، بما في ذلك قتل عالم نووي كبير. وقال مسؤول عسكري إنه مع الاعتقالات الأخيرة أحبطت إسرائيل «حتى الآن» جهود طهران للرد.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية على جماعة «حزب الله» اللبنانية، وكيل إيران في لبنان، والإطاحة ذات الصلة بحليف طهران الرئيس السوري السابق بشار الأسد في إضعاف إيران.

أساليب التجنيد

قالت الشرطة الإسرائيلية في مقطع فيديو نُشر في نوفمبر (تشرين الثاني) إن وكالات الاستخبارات الإيرانية غالباً ما تجد مجندين محتملين على منصات التواصل الاجتماعي، محذرة من محاولات تسلل مستمرة.

وتكون جهود التجنيد مباشرة في بعض الأحيان. وتعد إحدى الرسائل المرسلة إلى مدني إسرائيلي والتي اطلعت عليها «رويترز» بتقديم مبلغ 15 ألف دولار مقابل الحصول على معلومات مع بريد إلكتروني ورقم هاتف للاتصال.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول كبير سابق عمل في جهود إسرائيل لمكافحة التجسس حتى عام 2007، إن إيران تتصل أيضاً بشبكات المغتربين من اليهود من دول القوقاز الذين يعيشون في كندا والولايات المتحدة.

وقالت السلطات الإسرائيلية علناً إن بعض المشتبه بهم اليهود هم في الأصل من دول القوقاز.

وقال المسؤول السابق إن الأفراد المجندين يتم تكليفهم أولاً بمهام تبدو غير ضارة مقابل المال، قبل مطالبتهم تدريجياً بمعلومات استخبارية محددة عن أهداف، بما في ذلك عن أفراد وبنية تحتية عسكرية حساسة، مدعومين في ذلك بتهديد بالابتزاز.

صورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية لفلاديسلاف فيكتورسون وصديقته آنا بيرنشتاين بعد توقيفهما

قضية فيكتورسون

وأُلقي القبض على أحد المشتبه بهم الإسرائيليين، فلاديسلاف فيكتورسون (30 عاماً)، في 14 أكتوبر مع صديقته البالغة من العمر 18 عاماً في مدينة رامات جان الإسرائيلية قرب تل أبيب. وكان قد سُجن في عام 2015 بتهمة ممارسة الجنس مع قاصرات لا تتجاوز أعمارهن 14 عاماً وفقاً للائحة اتهام للمحكمة منذ ذلك الوقت.

وقالت إحدى معارف فيكتورسون لـ«رويترز» إنه أخبرها أنه تحدث إلى إيرانيين باستخدام تطبيق «تلغرام» للتراسل. وقالت إن فيكتورسون كذب على المتعاملين معه بشأن تجربته العسكرية. ورفض أحد معارفه الكشف عن اسمه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

وقال إيجال دوتان محامي فيكتورسون لـ«رويترز» إنه يمثل المشتبه به مضيفاً أن الإجراءات القانونية ستستغرق وقتاً وأن موكله محتجز في ظروف صعبة. وأوضح دوتان أنه لا يمكنه الرد إلا على القضية الحالية، ولم يدافع عن فيكتورسون في محاكمات سابقة.

أنشطة التخريب

وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) والشرطة إن فيكتورسون كان يعلم أنه يعمل لصالح المخابرات الإيرانية، ويقوم بمهام تشمل الكتابة على الجدران وإخفاء أموال وتوزيع منشورات وحرق سيارات في هياركون بارك بتل أبيب والتي تلقى مقابلها أكثر من 5000 دولار. وأظهرت التحقيقات أنه وافق لاحقاً على تنفيذ اغتيال لشخصية إسرائيلية، وإلقاء قنبلة يدوية على منزل، والسعي للحصول على بنادق قنص ومسدسات وقنابل يدوية.

وقالت الأجهزة الأمنية إنه جنّد صديقته التي كُلفت بتجنيد المشردين لتصوير المظاهرات.