«مجموعة السبع» مصممة على منع روسيا من «تجويع» الأوكرانيين هذا الشتاء

بحثت دعم كييف بعد هجمات استهدفت البنية التحتية للطاقة

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مضيفة الاجتماع تتقدم وزراء خارجية «مجموعة السبع» في ألمانيا (رويترز)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مضيفة الاجتماع تتقدم وزراء خارجية «مجموعة السبع» في ألمانيا (رويترز)
TT

«مجموعة السبع» مصممة على منع روسيا من «تجويع» الأوكرانيين هذا الشتاء

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مضيفة الاجتماع تتقدم وزراء خارجية «مجموعة السبع» في ألمانيا (رويترز)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مضيفة الاجتماع تتقدم وزراء خارجية «مجموعة السبع» في ألمانيا (رويترز)

تحول اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع مرة جديدة إلى اجتماع أزمة يناقش الحرب في أوكرانيا، وهذه المرة سعى وزراء خارجية المجموعة إلى طمأنة أوكرانيا بأنهم سيبقون إلى جانبها لمساعدتها على اجتياز فصل الشتاء، بعد تلاشي الآمال بانتهاء الحرب قبل حلول الشتاء كما كانت تأمل كييف. واتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، مضيفة الاجتماع الذي انعقد في مدينة مونستر الألمانية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتماد سياسة «التجويع» تجاه أوكرانيا، وقصف المنشآت المدنية في المناطق التي قالت إن قواته تعجز عن دخولها. وقالت: «اختارت روسيا أسلوباً جديداً في الحرب بسعيها إلى ترك الناس يموتون جوعاً وعطشاً وبرداً». وأضافت بيربوك أن «إعلان بوتين أن روسيا ستعلق صفقة الحبوب في البحر الأسود مجرد مثال آخر على الطريقة التي يحاول بها جذب أفقر البلدان إلى الصراع وجعلها تدفع ثمن حربه».
وشددت على أن دول المجموعة «ستحاول منع الأساليب الخبيثة للحرب الروسية»، متعهدةً بحزمة من المساعدات لأوكرانيا لاجتياز فصل الشتاء تتضمن تزويدها بالكهرباء بعد أن قصفت روسيا قرابة 30 - 40% من مصادرها للطاقة، حسب بيربوك. وتعهدت كذلك بإرسال أجهزة تدفئة من بين مساعدات أخرى تحتاج إليها البلاد لاجتياز فصل الشتاء. وانضم وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، عبر دائرة الفيديو إلى الاجتماع الافتتاحي لوزراء خارجية دول السبع التي تضم الدول الأوروبية الأربع (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا) إضافةً إلى الولايات المتحدة وكندا واليابان. وقد أصبح انضمام كوليبا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاجتماعات المجموعة دورياً منذ الحرب في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يتضمن البيان الختامي للمجموعة تعهداً باستمرار الدعم بكل أشكاله لأوكرانيا، خصوصاً الدعم العسكري والمالي، وقد أشارت بيربوك إلى ذلك بقولها في افتتاح أعمال المجموعة التي تستمر يومين: «لن نقبل بأن ينجح الرئيس الروسي في استراتيجيته الرامية إلى كسر أوكرانيا، ولن نقبل بأن يراوده الأمل في كسر التماسك الدولي».
ويناقش وزراء خارجية المجموعة تفاصيل إضافية حول إعادة إعمار أوكرانيا بعد أسبوع على استضافة برلين لمؤتمر إعادة الإعمار الذي شارك فيه رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، وطالب خلاله باستخدام الأموال الروسية المجمدة في الخارج لتمويل إعادة إعمار بلاده. ولكن الاتحاد الأوروبي الذي نظم المؤتمر إلى جانب ألمانيا، دعا إلى التمهل في اتخاذ قرارات شبيهة. وتحدثت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني أولاف شولتز، عن خطوات قانونية معقَّدة يجب استكشافها قبل اتخاذ خطوة مماثلة.
وفي لقاء منفصل على هامش اجتماعات المجموعة جمعها بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكدت بيربوك ضرورة مواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك إلى جانب الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن العلاقة الأوروبية - الأميركية زادت قوة منذ الحرب الروسية على أوكرانيا. وشددت بيربوك في الجلسة التي نظَّمها المنتدى الألماني - الأميركي وناقشت التكنولوجيا والمستقبل، على ضرورة تعزيز التعاون مع واشنطن لمواجهة المعلومات الكاذبة خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى استخدام روسيا للبروباغندا لنشر أخبار كاذبة عن أوكرانيا وتبرير حربها هناك. وتحدث بلينكن بكلام شبيه مشدداً على ضرورة استمرار وحدة الأوروبيين والأميركيين لمواجهة روسيا وغيرها من التحديات الدولية. وأكد بلينكن أهمية التعاون الدولي وقال: «لا يمكن لأحد منّا أن يتغلب على المشكلة إذا تصرف بمفرده»، وذلك في إشارة إلى قضية المعلومات الزائفة.


مقالات ذات صلة

الهند: عام 2024 كان الأعلى حرارة منذ 1901

يوميات الشرق موظف في مدينة ميامي يوزع زجاجات المياه على المشردين لمساعدتهم على التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة (أ.ب)

الهند: عام 2024 كان الأعلى حرارة منذ 1901

أعلنت إدارة الأرصاد الجوية الهندية، الأربعاء، أن عام 2024 كان الأكثر حرّاً منذ سنة 1901، في ظل ظروف الطقس الحادة التي يشهدها العالم.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.