افتتاح مبهر لـ«نور الرياض 2022»... يُنير عتمة الليل بالفنون

أكثر من 2000 طائرة درون تتوهج في السماء... و«نبض من نور» يسطع في 3 الأبراج

عرض فني بديع للفنان الأميركي مارك بريكمان (تصوير: بشير صالح)
عرض فني بديع للفنان الأميركي مارك بريكمان (تصوير: بشير صالح)
TT

افتتاح مبهر لـ«نور الرياض 2022»... يُنير عتمة الليل بالفنون

عرض فني بديع للفنان الأميركي مارك بريكمان (تصوير: بشير صالح)
عرض فني بديع للفنان الأميركي مارك بريكمان (تصوير: بشير صالح)

تتحوّل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح، وليال مضيئة، متوهجة ولامعة، عبر أكبر الاحتفالات الفنية للضوء بالعالم، «نور الرياض 2022»، الذي انطلق مساء أمس الخميس، بتنظيم الهيئة الملكية لمدينة الرياض تحت شعار «نحلم بآفاق جديدة»، وهو أحد برامج «مشروع الرياض آرت» ضمن مشاريع الرياض الأربعة الكبرى.
وتوجهّت أنظار مئات الحضور إلى السماء، للاستمتاع بالعرض المبهر المصاحب لحفل الافتتاح، بمتنزه الملك عبد الله، في عمل الفنان الأميركي مارك بريكمان، الذي حمل عنوان «ترتيب الفوضى: الفوضى المرتبة»، وضم أكثر من 2000 طائرة درون، يتم إرشادها بالموسيقى، وهو عرض يعتبر الأول من نوعه في العالم، إذ ارتفعت حشود طائرات الدرون في السماء بشكلٍ فوضوي، وكما هو الحال في الطبيعة، يتحد السرب ويهبط ويتحدر بتسلسل هرمي مرتب شاعرياً، في حالة مدهشة دمجت الضوء والصوت في سماء الرياض.
كما قدم الفنان الفرنسي يان كيرسالي عملاً بعنوان «نبض من النور»، يشتمل على عرض ليلي بأضواء الليزر ينطلق من أسطح ثلاثة أبراج في العاصمة، لتتقاطع مع بعضها في مساء المدينة وترسم جسراً من الأضواء الساطعة يربط بين برج المملكة، وبرج الفيصلية، وبرج المجدول، ويمكن رؤيتها من مواقع مختلفة في المدينة.
فنون في كل مكان
هذا الافتتاح المبهر ضم حشداً كبيراً من الفنانين العالميين الذين أبدوا دهشتهم مما شاهدوه، خاصة أن «نور الرياض» يقدم هذا العام حالة استثنائية على مستوى العالم، بما يحفل به برنامج النسخة الثانية من عروض وأعمال إبداعية فنية مختلفة في 40 موقعاً تتوزع في مختلف أرجاء المدينة، تشتمل على 190 عملاً فنياً متنوّعاً من وسائل الضوء الإبداعي والمجسمات الضوئية، من بينها 90 عملاً يتم عرضها لأول مرة في الاحتفالية. إلى جانب أعمال الفنانين: أليتسيا كوادي، وسابين مارسيليس، ودانيال بورن، ودوغلاس غوردن، وأكثر من 130 فناناً من المملكة ومختلف دول العالم.
وخلال الحفل، أوضح المهندس خالد الهزاني، وهو المدير التنفيذي لمشروع الرياض آرت، أن هذا المشروع هو أحد المشاريع الثقافية الطموحة التي تسهم في تحقيق أهداف برامج «رؤية المملكة 2030» في إثراء الحياة الثقافية في المجتمع، وإطلاق العنان للتعبير الفني، وتحفيز الاقتصاد الإبداعي.
وقال الهزاني: «إن احتفال نور الرياض يُعد مثالاً حياً على قدرة الفن والثقافة في تعزيز الروابط بين أفراد وفئات المجتمع من خلال دورها في مد جسور التواصل والتعبير، حيث تعد مواقع الاحتفالية مساحة تجمع سُكّان وزوار مدينة الرياض بالأعمال الفنية الإبداعية للفنانين من المملكة ومن مختلف دول العالم، تحت شعار «نحلم بآفاق جديدة»، الذي يرمز إلى التفاؤل والثقة في التحول والتجديد الذي تشهده المملكة».

500 فعالية
ويبدو أن سُكّان وزوار مدينة الرياض سيكونون على موعد مع تجربة فنية وثقافية وترفيهية ثرية في «احتفال نور الرياض 2022»، كما أشار الهزاني، حيث يقدم الاحتفال أكثر من 500 فعالية مختلفة، تضم ندوات فنيّة وثقافية، وورش عمل يقدّمها خبراء في هذا المجال، يعقد بعضها حضورياً، والأخرى افتراضياً من خلال الموقع الإلكتروني لبرنامج «الرياض آرت» والتطبيق الإلكتروني على الهاتف المحمول وحسابات الاحتفالية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
كما يتضمن الاحتفال تنظيم مزاد فني يقام في حي جاكس بالدرعية خلال يومي 14 و15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. وذلك ضمن مبادرات «مشروع الرياض آرت» الخيرية، حيث يتضمن المزاد عرض أعمال فنية لأربعة فنانين سعوديين هم: أحمد ماطر، وراشد الشعشي، ومعاذ العوفي، وسعد الهويدي، بالتعاون مع أربع جمعيات خيرية هي: جمعية النهضة، وجمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة، والجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، وفريق التأهيل الدولي، وستخصص جميع العوائد المالية من المزاد لدعم البرامج الفنية للجمعيات.



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.