مزايا تنافسية تنصب السعودية مركزاً للتميز والنمو التعديني المستدام عالمياً

جلب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 8 مليارات دولار

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي متحدثاً لحضور مؤتمر التعدين والموارد الدولي المنعقد في سيدني أمس (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي متحدثاً لحضور مؤتمر التعدين والموارد الدولي المنعقد في سيدني أمس (الشرق الأوسط)
TT

مزايا تنافسية تنصب السعودية مركزاً للتميز والنمو التعديني المستدام عالمياً

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي متحدثاً لحضور مؤتمر التعدين والموارد الدولي المنعقد في سيدني أمس (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي متحدثاً لحضور مؤتمر التعدين والموارد الدولي المنعقد في سيدني أمس (الشرق الأوسط)

تمكنت السعودية من جذب استثمارات أجنبية مباشرة في قطاع التعدين تجاوزت 8 مليارات دولار، نظراً لما تتمتع به من موقع استراتيجي في قلب الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا، مع وجود بنية تحتية متطورة وطلب محلي مرتفع على المعادن والفلزات، بالإضافة إلى المزايا التنافسية لتصبح مركزا للتميز في التنمية والنمو التعديني المستدام.
وأعلنت السعودية الأسبوع الماضي عن 5 فرص تعدينية جديدة للكشف عن خامات النحاس والزنك والفضة والرصاص أمام المستثمرين المحليين والأجانب، وذلك بالتزامن مع مشاركة وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المؤتمر الدولي للتعدين والموارد في سيدني بأستراليا بين 2 و4 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري.
وقال بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية، إن الطلب على المعادن يشهد ارتفاعا في ظل التوجهات العالمية، لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري في المستقبل، ما يستدعي ضرورة السعي إلى التعاون بشكل مستدام لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم، وتكثيف الاستثمارات والابتكار بشكل كبير في تقنيات التعدين والمعادن لتلبية الطلب العالمي المتزايد عليها.
وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية وتأميم الموارد وسلاسل التوريد الهشة ونقص الاستثمارات، كلها عوامل وضعت كعقبات في طريق نمو صناعة التعدين على الصعيد العالمي.
وأوضح الخريف، خلال المؤتمر الدولي للتعدين والموارد المقام في مدينة سيدني الأسترالية، أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة تشير إلى أنه يمكن للمعادن والفلزات أن تحفز النمو الاقتصادي وتعزز فرص العمل وتطور البنية التحتية وتجعلها أكثر مرونة، مؤكداً أن بلاده تستفيد من نمو القطاع لدعم التنويع الاقتصادي والتحول الاجتماعي مع دعم التنمية المستدامة للتعدين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية أن السعودية نجحت في استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 8 مليارات دولار في العام الماضي وإصدار 145 رخصة، كما زادت عائدات التعدين في البلاد بنسبة 27 في المائة على أساس سنوي.
ودعا بندر الخريف الحضور إلى المشاركة في الدورة الثانية من مؤتمر التعدين الدولي، الذي سيعقد في الفترة من 10 إلى 12 يناير (كانون الثاني) المقبل في العاصمة السعودية الرياض، لمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق سلاسل توريد معادن تعد الأكثر أمانًا وإنتاجية واستدامة وكفاءة، كما أنها ستسهم في تحول قطاع الطاقة العالمي.
وتشارك الرياض تحت مظلة «استثمر في السعودية» في فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي للتعدين والموارد، الذي يقام في مدينة سيدني الأسترالية خلال الفترة من 2 إلى 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، للحديث حول رؤيتها لتحويل التعدين إلى قطاع مسؤول وفق مبادئ المسؤولية البيئية والتنمية الاجتماعية والحوكمة.
ويأتي الإعلان عن الفرص الاستثمارية التعدينية الأخيرة في إطار جهود السعودية ضمن مبادرة الاستكشاف المسرع التي أعلنت عنها وزارة الصناعة والثروة المعدنية في وقت سابق من العام الحالي، والتي تهدف لاستغلال الثروات المعدنية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي ليصل إلى 64 مليار دولار، والتي تستهدف تنويع القاعدة الاقتصادية في البلاد، وأن يكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية.
وقالت الوزارة إنها ستعلن في وقت لاحق عن فتح باب التقدم على المنافسات العلنية الخمس، وذلك لتأكيد تطبيق ما ورد في نظام الاستثمار التعديني وتحقيق العدالة والشفافية في المنافسات التعدينية في السعودية بما يضمن تكامل البيئة التشريعية مع السياسات والبنية التحتية وتقديم البيئة الجاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، ميزانية عام 2025 بإيرادات متوقعة عند 1.184 تريليون ريال.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

TT

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)
ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)

قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة، وهو ينمو بوتيرة متسارعة ويوجد فرصاً غير مسبوقة، من خلال المحافظة على مستويات مستدامة من الدَّيْن العام واحتياطيات حكومية معتبرة، إضافةً إلى سياسة إنفاق مرنة تمكّنها من مواجهة التحديات والتقلبات في الاقتصاد العالمي.

وشدد ولي العهد، عقب إقرار مجلس الوزراء ميزانية العام المالي لعام 2025، على أن الإصلاحات المالية التي نفّذتها المملكة انعكست إيجابياً على تصنيفاتها الائتمانية؛ نتيجة تبني الحكومة سياسات مالية تسهم في المحافظة على الاستدامة المالية وكفاءة التخطيط المالي.

وأشار محمد بن سلمان إلى أن ميزانية العام المالي 2025 تؤكد استهداف حكومة المملكة الاستمرار في عملية تنفيذ الإصلاحات التنظيمية والهيكلية وتطوير السياسات الهادفة إلى الارتقاء بمستوى المعيشة وتمكين القطاع الخاص وبيئة الأعمال، والعمل على إعداد خطة سنوية للاقتراض وفق استراتيجية الدّيْن متوسطة المدى التي تهدف إلى الحفاظ على استدامة الدّيْن وتنويع مصادر التمويل بين محلية وخارجية والوصول إلى أسواق الدين العالمية.

ونوه بالدور المحوري للمملكة في دعم الاستقرار الاقتصادي والمالي إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من متانة اقتصادها القادر على تجاوز التحديات.

وأوضح أن الحكومة ملتزمة مواصلة دعم النمو الاقتصادي من خلال الإنفاق التحولي مع الحفاظ على الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل، وتواصل الحكومة تعزيز دور القطاع الخاص وتمكينه ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي من خلال توفير البيئة الاستثمارية المحفّزة، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتكوين قطاع عمل قوي وواعد يعزز قدرات الكوادر البشرية في المشاريع المختلفة، ويُمكّن الحكومة من مواصلة العمل على تعزيز نموها الاقتصادي بما يحقق للاقتصاد استدامةً مالية، واستمرارية المشاريع ذات العائدَين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مواصلة العمل على تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات المتعلقة بتطوير البنية التحتية، ورفع جودة الخدمات الأساسية المقدَّمة للمواطنين والمقيمين والزائرين.

وقال ولي العهد: «إن الاقتصاد السعودي جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، ويتأثر بالتطورات العالمية كأي اقتصاد آخر؛ وهذا ما يدعونا إلى مواصلة العمل على مواجهة أي تحديات أو متغيرات عالمية عبر التخطيط المالي طويل المدى للاستمرار على وتيرتنا المتصاعدة نحو تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات، مع الالتزام بكفاءة الإنفاق، والتنفيذ المتقن والشفاف لجميع البنود الواردة في الميزانية، وإتمام البرامج والمشاريع المخطط لها في برامج (رؤية السعودية 2030) والاستراتيجيات الوطنية والقطاعية».

وقال إن المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي تأتي امتداداً للإصلاحات المستمرة في المملكة في ظل "رؤية 2030"؛ إذ يقدر أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بين الاقتصادات الكبرى خلال العام القادم عند 4.6 في المائة، مدفوعة باستمرار ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية والتي بلغت مستوى قياسياً جديداً لها خلال العام 2024 عند 52 في المائة، وانخفض معدل بطالة السعوديين إلى مستوى قياسي بلغ 7.1 في المائة حتى الربع الثاني وهو الأدنى تاريخياً، مقترباً من مستهدف 2030 عند 7 في المائة.

كما ارتفع معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل ليصل إلى 35.4 في المائة حتى الربع الثاني متجاوزاً مستهدف الرؤية البالغ 30 في المائة، وبلغ صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي 21.2 مليار ريال (5.6 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، ويعكس ذلك اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بجميع فئات المجتمع.

ولفت ولي العهد إلى الدور المحوري لصندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني والصناديق التنموية التابعة له في دعم الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، كما يمثل الصندوقان قوة فاعلة لتنويع الاقتصاد والاستثمار في المملكة بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأضاف: «إن المملكة تسير على نهجٍ واضح، وهدف حكومتها -بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- في المقام الأول هو خدمة المواطنين والمقيمين، والمحافظة على مكتسباتنا التنموية، والاستمرار في أعمالنا الإنسانية في الداخل والخارج، التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف، ومواصلة العمل بكل الموارد والطاقات لتحقيق أهدافنا، مستعينين بالله -عز وجل- ومتوكلين عليه، وواثقين بطاقات وقدرات أبناء وبنات هذه البلاد الذين تسابقوا على الابتكار والإنتاج والإسهام في تحقيق رؤيتنا للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح».

كان مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد قد أقرَّ ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال (315.7 مليار دولار)، ونفقات بقيمة 1.285 تريليون ريال (342.6 مليار دولار)، وعجزاً بقيمة 101 مليار ريال (26.9 مليار دولار) الذي يمثل انخفاضاً نسبته 14.4 في المائة عن العجز المتوقع لهذا العام.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد وجّه الوزراء والمسؤولين، كلاً فيما يخصه، بالالتزام بتنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج واستراتيجيات ومشاريع تنموية واجتماعية ضمن رحلة «رؤية 2030».

وتتوافق الأرقام مع البيان التمهيدي لميزانية العام المقبل الذي كان وزارة المالية قد أصدرته في سبتمبر (أيلول) الماضي.