هالة صدقي: أزماتي الشخصية عطّلت مسيرتي

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الممثل يتعرض لضغوط كبيرة

هالة صدقي مع وزيرة الثقافة التونسية (الشرق الأوسط)
هالة صدقي مع وزيرة الثقافة التونسية (الشرق الأوسط)
TT

هالة صدقي: أزماتي الشخصية عطّلت مسيرتي

هالة صدقي مع وزيرة الثقافة التونسية (الشرق الأوسط)
هالة صدقي مع وزيرة الثقافة التونسية (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية هالة صدقي، إن الفنان يتعرض لضغوط نفسية رهيبة، وإن من يستطيع الفصل بين حياته الخاصة وعمله هو إنسان فولاذي، مشيرة إلى أن أزماتها في حياتها الشخصية أثرت عليها سلبياً، وعطلت من مسيرتها الفنية.
وعبرت هالة عن سعادتها الكبيرة بتكريمها في مهرجان قرطاج السينمائي، وكشفت في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن أنها تجسد شخصية امرأة شعبية من خلال مسلسل «العمدة» الذي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل.
وكانت هالة صدقي قد بدأت مؤخراً تصوير مشاهدها الأولى في مسلسل «العمدة»، من إخراج محمد سامي وبطولة محمد رمضان؛ حسبما تؤكد: «صورت يوماً واحداً قبل سفري لحضور تكريمي في تونس، وأقدم من خلاله دور سيدة شعبية، ويشارك في بطولته زينة ومي كساب وعدد كبير من الفنانين، وأشعر بتفاؤل تجاه العمل مع المخرج محمد سامي؛ لأنه من المخرجين الذين يحبون الممثل، كما أنني سبق وعملت مع الفنان محمد رمضان، وهو فنان جميل ومتعاون».
استعداد هالة صدقي للشخصية التي تؤديها لا يقتصر على قراءة وحفظ دورها وبروفات قبل التصوير؛ لكنها تفضل أن تعيش أجواء الشخصية مبكراً بطريقة مختلفة: «أسمع هذه الأيام أغاني شعبية لأمهد نفسي قبل التصوير، فإذا دخلت إلى الديكور أكون جاهزة تماماً لمعايشة هذه الأجواء».
وعاشت هالة صدقي حالة من السعادة، خلال تكريمها في مهرجان قرطاج السينمائي الذي منحها طاقة إيجابية كبيرة، حسب وصفها، قائلة: «فرحت جداً بهذا التكريم؛ خصوصاً لأنه جاء من أقدم وأعرق المهرجانات السينمائية في الوطن العربي. وقد أسعدني الاستقبال الرائع من الجمهور التونسي ومسؤولي المهرجان. وقالت لي وزيرة الثقافة التونسية السيدة حياة قطاط: حين نجد اسمك على أي عمل نكون على ثقة بأنه عمل مهم، وستقدمين به دوراً مختلفاً، مؤكدة أن لي جمهوراً كبيراً في تونس، وأنها من أشد المعجبين بي. وكان التكريم سيتم في احتفالية كبيرة ثالث أيام المهرجان؛ لكنني ذهبت ليوم واحد فقط لارتباطي بتصوير المسلسل. وقد حضرت الافتتاح وجري تكريمي في اليوم نفسه في قاعة منفصلة، بحضور وزير السياحة التونسي، والسفير المصري، ورجال الدولة بتونس، وكانت بحق احتفالية جميلة».

الفنانة هالة صدقي (الشرق الأوسط)

وتضيف قائلة: «أهدي تكريمي للدولة المصرية؛ لأن التتويج في النهاية لفنان مصري، وهو إنجاز يضاف لمصر ويبرهن على أهمية صناعة الفن، كما أهديه لكل زملائي أمام وخلف الكاميرا من فنانين وفنيين، ولكل من ساهم في صناعة اسم هالة صدقي. والمفارقة أن أول تكريم حصلت عليه كان من تونس أيضاً، وقد جاء عقب عرض مسلسل (أرابيسك) بعدما حقق شعبية كبيرة هناك، وكان أول لقاء تلفزيوني لي هناك مع المذيع التونسي الشهير نجيب الخطاب، وأقام لي احتفالية كبيرة لا أنساها».
وعلى الرغم من قيامها بأدوار سينمائية مهمة في أفلام بارزة، مثل «الهروب»، و«يا دنيا يا غرامي»، و«هي فوضي»، فإن هالة صدقي تغيب عن شاشة السينما منذ سنوات؛ لكنها تنفي عن نفسها مسؤولية ذلك قائلة: «لست أنا الغائبة؛ بل السينما هي الغائبة عن المخرجين المهمين والكتاب والفنانين الكبار، نعم الشباب على عيني ورأسي؛ لكن لا بد من أن يوجد الكبار ليتحقق التوازن، وتستعيد السينما مكانتها. فهل معقول أنه خلال عيد الأضحى الماضي يعرض 4 أفلام فقط؟ وهل معقول ألا تشارك أفلام مصرية في مهرجان قرطاج؟ إن صناعة كاملة تندثر، ويتم تغييب قامات فنية كبيرة بدلاً من أن نستغل خبراتهم. وهل معقول بعد كل ما قدمت أن أقبل أعمالاً تافهة وأفسد تاريخي؟ إن الفنان الحقيقي يتعرض لضغوط نفسية رهيبة حين يضطر إلى رفض أعمال ضعيفة؛ خصوصاً إذا كان الفن هو مصدر دخله الوحيد. وبالنسبة لي فإن ابتعادي عن السينما أمر صعب، وأتمنى أن أعود بأفلام متميزة تكمل المسيرة».
تعترف هالة صدقي بأنها تتمتع بقوة اختيار أعمالها الفنية، وتضرب مثلاً بما قدمته في الدراما التلفزيونية: «أعمالي الفنية قد لا تمثل رصيداً ضخماً؛ لكن منذ أول مسلسل شاركت فيه (لا يا ابنتي العزيزة) مع المخرج الكبير نور الدمرداش، ثم (الأفيال) عن رواية الأديب فتحي غانم، و(زيزينيا)، وحتى المرحلة الأخيرة التي بدأت بمسلسل (حرب اليهود)، ثم (ونوس)، و(عفاريت عدلي علام)، و(ليه لأ)، وحتى (فاتن أمل حربي) الذي تحمست لقضيته، وليس لأهمية الدور الذي أديته، هذه الأعمال حققت خطوات مهمة في تاريخي».
وتابعت: «كنت محظوظة لأنني عملت مع عمالقة في الفن، مع عادل إمام ونور الشريف وأحمد زكي، ومؤلفين لم يجرؤ أحد أن يقول لهم اكتبوا كذا. وأتذكر جيداً مقولة الفنان نور الشريف لي: (المهم الفنان يقدر يقول لا، حتى لو كان الفن هو مصدر رزقه الوحيد)».
وعلى الرغم من أزمات عاشتها في حياتها الشخصية، فإن صدقي استطاعت أن تتجاوزها، مواصلة مشوارها الفني، وهي تري أن الفصل بين حياة الإنسان الشخصية وعمله يمثل قوة خارقة، حسبما تؤكد: «تأثرت نفسياً وعصبياً، وكدت أقع؛ لكن أصحابي والناس القريبين مني وأنا نفسي من داخلي لم أستسلم. هي قوة فولاذية أن يتخطى الإنسان أزماته الكبيرة، و(يعدّي) ويقف وينجح؛ لكني أعترف بأن هذه الأزمات عطلتني كثيراً، وأعتقد أنني ربما كان لي شأن آخر في السينما أفضل من ذلك. لو كنت مع مخرج يؤمن بموهبتي الفنية مثل الراحل عاطف الطيب (كانت ستفرق معي)؛ لكن الحمد لله على مواصلتي رحلتي وما حققته فيها».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

فيلم «الحريفة 2» يراهن على نجاح الجزء الأول بشباك التذاكر

جانب من العرض الخاص للفيلم بالقاهرة (الشركة المنتجة)
جانب من العرض الخاص للفيلم بالقاهرة (الشركة المنتجة)
TT

فيلم «الحريفة 2» يراهن على نجاح الجزء الأول بشباك التذاكر

جانب من العرض الخاص للفيلم بالقاهرة (الشركة المنتجة)
جانب من العرض الخاص للفيلم بالقاهرة (الشركة المنتجة)

استقبلت دور العرض السينمائية في مصر فيلم «الحريفة 2: الريمونتادا» ليسجل الفيلم سابقة تاريخية بالسينما المصرية؛ لكونه أول فيلم مصري يعرض جزأين في الصالات السينمائية خلال عام واحد، بعدما طرح جزأه الأول مطلع العام الجاري، وحقق إيرادات كبيرة تجاوزت 78 مليون جنيه (الدولار يساوي 49.75 جنيه مصري في البنوك) بدور العرض.

واحتفل صناع الجزء الثاني من الفيلم بإقامة عرض خاص في القاهرة مساء (الثلاثاء)، قبل أن يغادروا لمشاهدة الفيلم مع الجمهور السعودي في جدة مساء (الأربعاء).

الجزء الثاني الذي يخوض من خلاله المونتير كريم سعد تجربته الإخراجية الأولى كتبه إياد صالح، ويقوم ببطولته فريق عمل الجزء الأول نفسه، نور النبوي، وأحمد بحر (كزبرة)، ونور إيهاب، وأحمد غزي، وخالد الذهبي.

إياد صالح ونور النبوي في العرض الخاص لفيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

تنطلق أحداث الجزء الثاني من الفيلم حول العلاقة بين فرقة «الحريفة» مع انتقالهم من المدرسة الثانوية إلى الجامعة وحصولهم على منحة دعم للدراسة في فرع إحدى الجامعات الأجنبية بمصر، بالإضافة لشراكتهم سوياً في امتلاك وإدارة ملعب لكرة القدم بمبلغ المليون جنيه الذي حصلوا عليه بعد فوزهم بالبطولة في نهاية الجزء الأول.

وعلى مدار نحو ساعتين، نشاهد علاقات متشابكة ومواقف متعددة يتعرض لها الأبطال في حياتهم الجديدة، ما بين قصص حب ومواقف صدام في الجامعة؛ نتيجة تباين خلفياتهم الاجتماعية عن زملائهم، بالإضافة إلى الخلافات التي تنشأ بينهم لأسباب مختلفة، مع سعي كل منهما لتحقيق حلمه.

وفيما يواجه ماجد (نور النبوي) مشكلة تعيق حلمه بالاحتراف في الخارج بعدما يقترب من الخطوة، يظهر العديد من المشاهير في الأحداث بشخصياتهم الحقيقية أو كضيوف شرف بأدوار مؤثرة في الأحداث، منهم آسر ياسين الذي ظهر بشخصية رئيس الجامعة، وأحمد فهمي الذي ظهر ضيف شرف باسمه الحقيقي مع فريق الكرة الخماسية الذي يلعب معه باستمرار في الحقيقة، ومنهم منتج العمل طارق الجنايني.

إياد صالح مع أبطال الفيلم في الكواليس (الشرق الأوسط)

يقول مؤلف الفيلم إياد صالح لـ«الشرق الأوسط» إنهم عملوا على الجزء الجديد بعد أول أسبوع من طرح الفيلم بالصالات السينمائية لنحو 11 شهراً تقريباً ما بين تحضير وكتابة وتصوير، فيما ساعدهم عدم وجود ارتباطات لدى الممثلين على سرعة إنجاز الجزء الثاني وخروجه للنور، مشيراً إلى أن «شخصيات ضيوف الشرف لم يفكر في أبطالها إلا بعد الانتهاء من كتابة العمل».

وأضاف أنه «حرص على استكمال فكرة الفيلم التي تعتمد على إبراز أهمية الرياضة في المرحلة العمرية للأبطال، بالإضافة لأهمية الأصدقاء والأسرة ودورهما في المساعدة على تجاوز الصعوبات»، مشيراً إلى أن «إسناد مهمة إخراج الجزء الثاني للمخرج كريم سعد الذي عمل على مونتاج الجزء الأول جعل صناع العمل لا يشعرون بالقلق؛ لكونه شارك بصناعة الجزء الأول، ولديه فكرة كاملة عن صناعة العمل».

من جهته، يرى الناقد المصري محمد عبد الرحمن أن «الجزء الجديد جاء أقل في المستوى الفني من الجزء الأول، رغم سقف التوقعات المرتفع»، ورغم ذلك يقول إن «العمل لم يفقد جاذبيته الجماهيرية في ظل وجود اهتمام بمشاهدته ومتابعة رحلة أبطاله».

إياد صالح مؤلف الفيلم مع عدد من أبطاله (الشركة المنتجة)

وأضاف عبد الرحمن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الأحداث شهدت محاولات لمد الدراما من أجل إتاحة الفرصة لاستكمال الفريق نفسه المشوار سوياً، مما أظهر بعض السياقات التي لم تكن مقنعة درامياً خلال الأحداث، وبشكل ترك أثراً على الاستفادة من وجود أسماء عدة ضيوف شرف».

ويدافع إياد صالح عن التغيرات التي طرأت على الأحداث باعتبارها نتيجة طبيعية لانتقال الأبطال من مرحلة الدراسة الثانوية إلى مرحلة الجامعة، بالإضافة إلى انتهاء التعريف بالأشخاص وخلفياتهم التي جاءت في الجزء الأول، وظهورهم جميعاً من أول مشهد في الجزء الثاني، لافتاً إلى أن «فكرة الجزء الثاني كانت موجودة من قبل عرض الفيلم».

وأوضح في ختام حديثه أن لديه أفكاراً يمكن أن تجعل هناك أجزاء جديدة من الفيلم ولا يتوقف عند الجزء الثاني فحسب، لكن الأمر سيكون رهن عدة اعتبارات، من بينها رد الفعل الجماهيري، واستقبال الجزء الثاني، والظروف الإنتاجية، ومدى إمكانية تنفيذ جزء جديد قريباً في ظل ارتباطات الممثلين، وغيرها من الأمور، مؤكداً أن «اهتمامه في الوقت الحالي يتركز على متابعة ردود الفعل».