إسرائيل تتراجع عن عرضها لـ{عرين الأسود}

خلافات حول تخليهم عن السلاح مقابل العفو

الأمن الإسرائيلي وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في الضفة الأحد (أ.ف.ب)
الأمن الإسرائيلي وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في الضفة الأحد (أ.ف.ب)
TT
20

إسرائيل تتراجع عن عرضها لـ{عرين الأسود}

الأمن الإسرائيلي وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في الضفة الأحد (أ.ف.ب)
الأمن الإسرائيلي وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في الضفة الأحد (أ.ف.ب)

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أن هناك اختلافات في وجهات النظر في القيادات العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، حول طريقة التعامل مع مجموعة «عرين الأسود» في نابلس والمجموعات الشبيهة في بلدات أخرى. وأن أحد الجنرالات عبّر عن هذه الخلافات عندما رفض التسليم بلجوء بعض أفراد هذه المجموعات إلى أجهزة السلطة الفلسطينية وتسليمهم السلاح ودخول المعتقل بإرادتهم.
وقالت هذه المصادر إن الخلاف قائم بين تيار في القيادة الإسرائيلية يريد التفاهم مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية لتسليم عناصر «عرين الأسود» أنفسهم مقابل العفو عنهم، وبين تيار يرفض أي تفاهم ويصر على ملاحقتهم.
ويرى التيار الرافض أن إسرائيل سبق ومنحت مجموعة «عرين الأسود»، قبل أسبوعين، فرصة لتسليم أسلحتهم والمكوث لمدة في سجن السلطة الفلسطينية مقابل التعهد الإسرائيلي بالامتناع عن التعرض لهم أو اعتقالهم. ولكن غالبية قادتها رفضوا العرض وردوا عليه بتهكم وواصلوا عملياتهم. وفقط بعد أن فقدوا عدداً من قادتهم وأصبحوا مطاردين وشعروا بأنهم سيقعون في مرمى القوات الإسرائيلية، بدأوا يغيرون لهجتهم ويبدون استعداداً لتسليم أنفسهم. والآن إسرائيل لا تريد هذه التفاهمات.
وكان شبان «عرين الأسود» قد حذروا الجيش الإسرائيلي من مغبة الاستمرار في ملاحقتهم، وقالوا إن «كل عملية إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في أي مكان ستلقى رداً أو أكثر من رد». وفي ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة الماضي، خرج العشرات من الشبان الفلسطينيين في نابلس بمظاهرة ارتدوا فيها الزي المميز للمجموعة وحملوا السلاح وتعمدوا ألا يغطوا وجوههم. واعتبروها مسيرة تحدٍ لإسرائيل.
ورأت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن ترد على التحدي بالتراجع عن عرضها للتفاهمات، وبأن يحظوا بالعفو. وقال أحد الجنرالات في تصريح: «من قتل جندياً أو مواطناً إسرائيلياً لن يسلم من العقاب. فحتى لو سلم نفسه وتخلى عن سلاحه ولجأ إلى السلطة الفلسطينية وحوكم في محاكمها فإننا سنعرف كيف نصل إليه أينما كان ونحاسبه على فعلته».
وحسب موقع «واللا» الإخباري، سئل الجنرال تحديداً عن الشبان الذين قتلوا الملازم أول في الجيش، عيدو باروخ، قبل أسبوعين وسلموا أنفسهم. فأجاب: «لن نمنح العفو لمن قتلوا هذا الضابط وإنما سنواصل مطاردتهم والمتعاونين معهم وسنصل إليهم حتماً». وكشف أن خطة الجيش اليوم تقضي بأن يتم حشر أعضاء مجموعة «عرين السود» باتجاه حالة هرب دائم ومطاردة. «نحن نمتلك معلومات استخبارية قوية جداً وهم يعرفون ذلك». وادعى المتحدث بأن عدداً من هؤلاء العناصر يظهرون ارتباكاً واضحاً، وأنهم أطلقوا الرصاص على بعضهم البعض في الأسبوع الماضي بالخطأ، وكذلك أطلقوا الرصاص على قوات أمن فلسطينية.
الفلسطينيون من جهتهم استخفوا بهذه التصريحات، وقالوا إن عدداً قليلاً فقط من مجموعة «عرين الأسود» قاموا بتسليم أنفسهم بينما يواصل الباقون العمل بالشكل والتوقيت والزمان المناسب لهم. وأكد ناطق بلسانهم، أن «الاحتلال لا يعرف حتى الآن من نحن بالفعل وكيف نعمل، رغم القدرات الهائلة التي يتمتع بها جيشه. وفي الحقيقة أننا نزداد قوة وتنظيماً».
وكانت مصادر في تل أبيب، قد أكدت قبل أسبوعين، وجود عرض إسرائيلي نقل إلى «عرين الأسود» عبر السلطة الفلسطينية. وقام قادة أجهزتها الأمنية بنقل الرسالة لأولئك الشباب، وقالوا إن «الاحتلال الشرس مصمم على تصفية نشاطكم بل تصفيتكم فرداً فرداً. فدعونا نحميكم من بطشه». وصرح ناطق بلسان المجموعة، بأن «العرض يدل على جهل إسرائيلي مطبق بعقيدة المقاومة الفلسطينية الشعبية التي هبت لمواجهة مشاريع تخليد الاحتلال للمسجد الأقصى والقدس برمتها والضفة الغربية، ولمواجهة تصعيد الاحتلال الإجرامي. وأكد أن المجاهدين سيواصلون التصدي للاحتلال وإرباكه».
وكانت مصادر أمنية في تل أبيب قد كشفت، الأسبوع الماضي، أنه خلال البحث الذي دعا إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، مؤخراً، لتقييم الأوضاع الأمنية، تقرر إعداد خطة لتصفية «تنظيم عرين الأسود» التي تتحمل مسؤولية عشرات العمليات ضد جنود الجيش وبعض المستوطنين. وأفادت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية (كان 11)، بأن المداولات الأمنية تناولت «أفضل السبل للتعامل مع مجموعة (عرين الأسود) في نابلس».
في السياق، علق مسؤول فلسطيني، بأن الجيش الإسرائيلي وسائر الأجهزة الأمنية مرتبكة إزاء نشاط «عرين الأسود»، التي ظهرت بأسلوب مقاومة وخطاب سياسي جديدين. وأنها تحسب أنهم حوالي 30 شاباً في نابلس، لافتاً بأنهم في الحقيقة يعدون بمئات الشباب وربما بالألوف، «ممن قرروا أخذ زمام الأمور بأيديهم، وفرض وحدة الصف الوطني على الأرض لجميع المستعدين للنضال ضد الاحتلال وضرب خطط الاستيطان والقمع، وضد المحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على آمال الأفق السياسي»، بحسب المسؤول.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران تدرس محادثات مع واشنطن لضمان «سلمية» برنامجها النووي

بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)
TT
20

إيران تدرس محادثات مع واشنطن لضمان «سلمية» برنامجها النووي

بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)

قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن طهران ستدرس إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة إذا كان هدف المحادثات هو معالجة المخاوف بشأن إنتاج أسلحة نووية، معلنة في الوقت نفسه رفضها أي محاولة لتفكيك البرنامج. وأضافت البعثة، في منشور على منصة «إكس»، الأحد، أنه إذا كان الهدف من المفاوضات هو تفكيك البرنامج النووي «السلمي» الإيراني، فإن «مثل هذه المفاوضات لن تُعقد أبداً».

وجاءت الرسالة الإيرانية بعد يومين من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أنه أرسل رسالة إلى أعلى سلطة في البلاد للتفاوض على اتفاق نووي.

وفي مقابلة مع «فوكس بيزنس»، قال ترمب: «هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكرياً، أو إبرام اتفاق»، وذلك لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.

وقال ترمب إنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، واقترح على طهران أن يبدأ البلدان محادثات. كما عاد ترمب إلى سياسة «أقصى الضغوط» التي تبناها خلال ولايته الرئاسية الأولى لعزل إيران عن الاقتصاد العالمي وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر.

وتنفي طهران أنها تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وقال المرشد الإيراني، علي خامنئي، السبت، إن طهران لن تُرغم على الدخول في مفاوضات، واصفاً ترمب بـ«المتنمر».

وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الأحد، إن سياسة بلاده المبدئية هي «خفض التوتر وتعزيز الوحدة»، مضيفاً أن إيران «لم تسعَ مطلقاً لامتلاك أسلحة نووية؛ التزاماً بتوجيهات المرشد علي خامنئي».

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن بزشكيان قوله، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستوره: «نعدّ أي توتر أو اضطراب أو صراع ضاراً لنا وللمنطقة والعالم».

وأضاف بزشكيان: «سياستنا المبدئية تقوم على تخفيف التوتر وتعزيز الوحدة، لكننا سنواجِه بكل قوة أي تهديد لأمن ومصالح بلدنا».

وهذا أول اتصال معلن بين الرئيس الإيراني ومسؤول غربي بعد إعلان ترمب توجيه رسالة إلى إيران.

ونقل البيان عن رئيس الوزراء النرويجي أن بلاده «تدعم الحلول السلمية في المنطقة» معرباً عن استعداد أوسلو «لتقديم أي مساعدة ممكنة لتعزيز الاستقرار الإقليمي».

وفي المقابل، قال بزشكيان: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دائماً عامل استقرار في المنطقة، وسعت لمنع الحروب والصراعات قدر الإمكان».

وتابع: «النظام الصهيوني، بوصفه المصدر الرئيسي للتوتر في المنطقة، لا يكتفي بإشعال الحروب وارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، بل يحاول عبر الأكاذيب تصوير الأنشطة النووية السلمية لإيران على أنها تهديد للأمن».

ورفض بزشكيان الاتهامات الغربية لطهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، قائلاً إن بلاده «لم ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية»، مشيراً إلى استمرار التعاون مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» لضمان الشفافية في الأنشطة النووية.

وأضاف: «سياستنا تقوم على نزع فتيل التوتر وترسيخ الوحدة، لكننا لن نتردد في الدفاع عن أمننا ومصالحنا بكل قوة».

وأفاد بيان من الرئاسة الإيرانية بأن الاتصال بين بزشكيان ورئيس الوزراء النرويجي «ناقش القضايا الثنائية بين البلدين والمتعددة، فقد أشار الرئيس الإيراني إلى العلاقات الجدية بين طهران وأوسلو وإمكانات التعاون في القضايا الإقليمية والدولية»، معرباً عن تقديره «جهود النرويج في تعزيز السلام والاستقرار».

وقال المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، التابعة للأمم المتحدة، رافاييل غروسي، إن «الوقت ينفد من أمام الطرق الدبلوماسية لفرض قيود جديدة على أنشطة إيران، مع استمرار طهران في تسريع تخصيب اليورانيوم إلى درجة قريبة من صنع أسلحة».