لا تزال محادثات السلام بين الحكومة الإثيوبية وسلطات إقليم تيغراي الشمالي، التي تجري في جنوب أفريقيا، تواجه عثرات عدة، في سبيل إنهاء الصراع المستمر منذ عامين. أبرز هذه العثرات كيفية وقف إطلاق النار ونزع السلاح عن الجبهة المتمردة، وإلى أي مدى يمكن للحكومة الفيدرالية استعادة السيادة على الإقليم.
الصراع الذي بدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، يدور حول النفوذ السياسي في البلاد؛ إذ تتهم الحكومة الإثيوبية «جبهة تيغراي» التي كانت تهيمن على الائتلاف الحاكم حتى وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة في 2018، بمحاولة إعادة تأكيد هيمنة تيغراي على إثيوبيا، في حين تتهم «الجبهة» آبي بمركزية السلطة واضطهاد أهل تيغراي.
ويرعى الاتحاد الأفريقي المحادثات التي بدأت الثلاثاء في مدينة بريتوريا، بحضور ممثلين عن الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد)، والأمم المتحدة والولايات المتحدة كـ«مراقبين في عملية السلام». وبينما كان من المقرر أن تنتهي المحادثات نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، قال مسؤول مطلع لوكالة «أسوشييتد برس»، إنه جرى تمديد المناقشات بين وفد الحكومة الاتحادية وممثلين من منطقة تيغراي، حتى الاثنين المقبل.
ويقوم بتسهيل المحادثات أولوسيغون أوباسانجو، الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي والرئيس السابق لجمهورية نيجيريا، بجانب الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، ونائب رئيس جنوب أفريقيا السابق فومزيل ملامبو نغوكا.
وتعتقد الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي، ريم أبو حسين، أن أهم عقبة تواجه تلك المحادثات هي عدم وجود أجندة واضحة للمفاوضات؛ بمعنى هل تلك المحادثات ستهدف إلى وقف مؤقت للقتال وعقد هدنة مثلما حدث من قبل لإدخال المساعدات الإنسانية، أو سيبحث الطرفان جذور المشكلة للوصول إلى حل دائم يحافظ على الشكل الفيدرالي للدولة الذي يسعى إليه رئيس الوزراء آبي أحمد منذ توليه الحكم، ومن ناحية أخرى، هل ستتخلى «جبهة تيغراي» عن مشروع الانفصال الذي بزغ بقوة عقب مهاجمة الحكومة الفيدرالية للإقليم.
ومن ضمن العقبات التي عدّدتها أبو حسين في تصريحها لـ«الشرق الأوسط»، الانتصار الأخير الذي حققه الجيش الإثيوبي وسيطرته على 3 مدن رئيسية بإقليم تيغراي، والذي قد «يشكل عقبة في تحقيق قدر من المرونة في المحادثات»، على حد قولها، فضلاً عن أن «الوسطاء، سواء النيجيري أو الكيني، في تلك المحادثات، من الممكن أن يكونوا عقبة إذا أخذوا جانب الحكومة الفيدرالية على خلفية دعم الرئيس النيجيري الحالي لحكومة آبي أحمد».
وحمّلت أبو حسين قوى إقليمية ودولية مختلفة دعم طرفي الحرب في إثيوبيا، مشددة على ضرورة أن «تكف أيديها عن التدخل في الشأن الإثيوبي تجاه استمرار تلك الحرب المدمرة، وأن يتم الضغط على الطرفين في اتجاه إيجابي نحو وقف المعارك»، ومضيفة أنه «إذا لم يتم الاتفاق بين الطرفين على إنهاء القتال بشكل دائم من خلال جولات من المفاوضات، على أن تضع جولة جنوب أفريقيا الخطوط العريضة لذلك، فلن تنجح أي مفاوضات بين الطرفين».
تيغراي: نزع السلاح والسيادة على الإقليم عقبتان على طريق السلام
تيغراي: نزع السلاح والسيادة على الإقليم عقبتان على طريق السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة