«أوبك» ترفع توقعاتها للطلب على النفط وتدعو لاستثمارات في القطاع

صهاريج لتخزين النفط تابعة لشركة «سينوبك» الصينية (رويترز)
صهاريج لتخزين النفط تابعة لشركة «سينوبك» الصينية (رويترز)
TT

«أوبك» ترفع توقعاتها للطلب على النفط وتدعو لاستثمارات في القطاع

صهاريج لتخزين النفط تابعة لشركة «سينوبك» الصينية (رويترز)
صهاريج لتخزين النفط تابعة لشركة «سينوبك» الصينية (رويترز)

رفعت «أوبك» توقعاتها للطلب العالمي على النفط في المديين المتوسط والطويل، وقالت إن استثمارات تبلغ 12.1 تريليون دولار مطلوبة حتى عام 2045 للوفاء بهذا الطلب رغم مساعي التحول إلى مصادر طاقة نظيفة.
وسيكون نمو الطلب على النفط على مدى السنوات العشر المقبلة دفعة لـ«أوبك»، التي تعتمد الدول الأعضاء بها، وعددها 13، في دخلها على النفط. وتتشبث المجموعة بموقفها بأن النفط يجب أن يكون جزءاً من عملية تحول الطاقة، وأن تركيز المستثمرين على القضايا الاقتصادية والاجتماعية والحوكمة الرشيدة أدى إلى تفاقم نقص الاستثمارات في القطاع.
وكتب الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، في مقدمة التقرير السنوي لتوقعات «أوبك» الذي صدر أمس الاثنين: «إجمالي حجم الاستثمارات المطلوبة في قطاع النفط إلى عام 2045 يصل إلى 12.1 تريليون دولار». وأوضح التقرير أن هذا الرقم أعلى مما جاء في تقديرات العام الماضي.
وأضاف الغيص: «ومع ذلك؛ فإن النقص المزمن في الاستثمارات في قطاع النفط العالمي في السنوات الأخيرة؛ سواء بسبب انكماش القطاع أو جائحة (كوفيد19) أو السياسات التي تركز على إنهاء تمويل مشاريع الوقود الأحفوري، يشكل مبعثاً رئيسياً للقلق».
وغيرت «أوبك» نظرتها للمستقبل في عام 2020 عندما أضرت الجائحة بالطلب؛ إذ قالت إنه سيتباطأ في نهاية المطاف بعد أن اعتادت لسنوات توقع زيادة الاستهلاك باستمرار. وحافظت «أوبك» في التقرير على رؤيتها أن الطلب العالمي على النفط لن يستقر إلا بعد عام 2035.
وقال تقرير «أوبك» إن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 103 ملايين برميل يومياً في 2023 بزيادة 2.7 مليون على 2022. وارتفع إجمالي الطلب في 2023 بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً عن توقعات العام الماضي.
كما رفعت «أوبك» توقعاتها للطلب على المدى المتوسط حتى عام 2027 بنحو مليوني برميل يومياً مقارنة بالتوقعات الصادرة العام الماضي.
وذكرت أن التعديل صعوداً يعكس انتعاشاً أقوى للطلب في 2022 و2023، وتركيزاً أكبر على قضايا أمن الطاقة؛ مما أدى إلى تباطؤ عملية الاستبدال بالنفط أنواعاً أخرى من الوقود مثل الغاز الطبيعي الذي ارتفع سعره بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتتوقع «أوبك» أن يبلغ متوسط الطلب العالمي 108.3 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030، و109.8 مليون برميل يومياً في 2045 مقارنة مع 108.2 مليون برميل يومياً في 2021.
ويتوقع التقرير استمرار القيود على الإمدادات على المدى المتوسط، مع انخفاض إنتاج «أوبك» في عام 2027 عن عام 2022، ونمو المعروض من خارج «أوبك». وأضاف التقرير: «من المتوقع أن يظل النفط الوقود رقم واحد في مزيج الطاقة عالمياً».
في الأثناء؛ قالت وزارة الصناعة اليابانية، أمس، إن واردات اليابان النفطية من منطقة الشرق الأوسط ارتفعت 15.3 في المائة عن العام السابق إلى 2.64 مليون برميل يومياً؛ أي ما يعادل 12.57 مليون كيلولتر، ليصل اعتماد اليابان على المنطقة إلى 95.6 في المائة.
وتوقفت اليابان عن شراء الخام من روسيا منذ يونيو (حزيران) الماضي بعد عقوبات فرضتها دول غربية على روسيا عقب غزوها أوكرانيا، وسعت شركات التكرير اليابانية إلى البحث عن بدائل من الشرق الأوسط.
وبلغ معدل الاعتماد على الشرق الأوسط 97.7 في المائة في يوليو (تموز) الماضي، وهو أعلى مستوى يصل إليه منذ بدء نشر الإحصاءات عام 1952، وفق مسؤول بوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة. وهذا هو الشهر السابع على التوالي الذي يزيد فيه معدل الاعتماد على الشرق الأوسط على أساس سنوي.
وزادت واردات اليابان من النفط الخام 11.7 في المائة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 2.76 مليون برميل يومياً (13.15 مليون كيلولتر).


مقالات ذات صلة

مصادر: «أوبك بلس» تعقد اجتماع «سياسة إنتاج النفط» في أوائل ديسمبر

الاقتصاد نموذج لحفار نفط وفي الخلفية شعار «أوبك»... (رويترز)

مصادر: «أوبك بلس» تعقد اجتماع «سياسة إنتاج النفط» في أوائل ديسمبر

قال مصدران في «أوبك بلس» إن التحالف سيعقد اجتماعه بشأن السياسة النفطية المقرر أوائل ديسمبر (كانون الأول) عبر الإنترنت؛ ويُنتظر تأجيل جديد لخطط زيادة الإنتاج.

الاقتصاد وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف يحضر اجتماعاً حكومياً في أستانا (رويترز)

كازاخستان تؤكد أهمية التزامات «أوبك بلس» لاستقرار السوق

تخطط كازاخستان لإنتاج 88.4 مليون طن من النفط في عام 2024 بدلاً من 90.3 مليون طن المعلن عنها سابقاً، حسبما قال وزير الطاقة ألماسادام ساتكالييف.

«الشرق الأوسط» (أستانا)
الاقتصاد وحدات تخزين في مزرعة خزانات النفط المركزية ميرو في قرية نيلاهوزيفيس في التشيك (رويترز)

النفط يستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من توترات جيوسياسية

حوَّمت أسعار النفط قرب أعلى مستوى في أسبوعين يوم الاثنين في أعقاب مكاسب بنسبة 6 % في الأسبوع الماضي

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10 في المائة الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على «وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات» لبلاده.

وفي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب: «في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة».

وأضاف: «ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!»، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المُبرمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح ثان نشره بعد لحظات، قال الرئيس السابق والمقبل إنّه سيفرض أيضاً على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، «تُزاد إلى أيّ رسوم إضافية»، وذلك على كل واردات بلاده من المنتجات الصينية، وذلك عقاباً لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.

ورداً على إعلان ترمب، حذّرت الصين من أنّ «لا أحد سينتصر في حرب تجارية». وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها وكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته».

بدورها، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب بدورها «الأساسي لإمدادات الطاقة» للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ «علاقتنا متوازنة ومتبادلة المنفعة، بخاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين»، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل «مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة».

وتشكّل الرسوم الجمركية أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترمب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.

وخلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونها لاحقاً إلى المستهلكين.

لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.