المنزل الإلكتروني... كل جهاز بمثابة «جاسوس»

تقنيات ذكية تؤلف ملفات شخصية قد تخرق الخصوصية

المنزل الإلكتروني... كل جهاز بمثابة «جاسوس»
TT

المنزل الإلكتروني... كل جهاز بمثابة «جاسوس»

المنزل الإلكتروني... كل جهاز بمثابة «جاسوس»

أضحى المنزل الإلكتروني «جنة» للأجهزة الإلكترونية التي تساعد في توفير أقصى الراحة لساكنيه... إلا إن كل جهاز من تلك الأجهزة تحول إلى ما يشبه «الجاسوس» وفقاً لخبراء التقنية. وتعدّ أجهزة «أمازون» المنزلية الذكية من الشائعة الاستخدام وسائل «مراقبة ورصد» لرغبات وطباع ساكني المنزل.
تقنيات وبيانات
ووفق خبراء؛ فإن من المؤكد أن أياً من شركات التقنية العملاقة لم تصل إلى أعماق الحياة المنزلية بهذا الشكل. فقد أظهر تقرير لشركة «كونسيومر إنتلجنس ريسرتش بارتنرز» أن ثلثي الأميركيين الذين يتبضّعون عبر موقع «أمازون» يملكون واحداً من أجهزتها الذكية على الأقلّ. وتُصنّع «أمازون» اليوم، أو استحوذت على إنتاج، أكثر من 20 نوعاً من الأجهزة والخدمات المنزلية التي تُستخدم في كلّ مكان من المرأب إلى الحمّام.
وتنتج جميع الأجهزة البيانات. ويقول جيفري إي. فولر، الخبير التقني في واشنطن، إنه وبعد سنوات من تقييم التقنية، اكتشف أنّ «أمازون» تجمع بيانات أكثر من أيّ عملاق تقنية آخر. ولكن الشركة تقول إنّ هذه المعلومات الشخصية تساعد في شحن ما يسمّى «الذكاء المحيط» داخلياً لإضفاء صفة الذكاء على منزلكم.
وفي المقابل، يوجد أيضاً كابوس المراقبة، خصوصاً أنّ كثيراً من منتجات «أمازون» تشارك في صناعة ملف شخصي مفصّل عنكم، مما يساعد الشركة في معرفتكم أكثر ممّا تعرفون أنفسكم. وتدّعي «أمازون» أنّها لا «تبيع» بياناتنا، ولكن لا توجد قوانين كافية في الولايات المتّحدة مثلاً لضبط كيفية استخدام هذه المعلومات. الأكيد أنّ البيانات التي تبدو عديمة الجدوى اليوم، قد تبدو مختلفة غداً بعد تحليلها من جديد أو سرقتها أو حتّى تسليمها لإحدى الحكومات.
من هنا؛ على كلّ واحدٍ منّا أن يقرّر ما إذا كان فعلاً مرتاحاً لفكرة مراقبته من قبل هذه الشركة.
ذكاء ورصد
وإليكم الجوانب التي قد تكشفها منتجات وخدمات الأجهزة الإلكترونية من «أمازون» والمخاوف من خرق الخصوصية الفردية.
* «إيكو (Echo)»: يعدّ «إيكو» واحداً من أكثر المساعدات الصوتية مبيعاً في التاريخ؛ إذ يستجيب بعد سماع نداء «أليكسا»، ثمّ يدعو المساعد الصوتي لتشغيل الموسيقى والإجابة عن الأسئلة والتبضّع والتحكّم في الأجهزة الأخرى.
- الرصد: يجمع تسجيلات صوتية بواسطة ميكروفون دائم النشاط، ويحتفظ بهويات صوتية تعريفية للتمييز بين المستخدمين، ويرصد السعال والنباح والشخير... وغيرها من الأصوات، ويسجّل سماع المستخدمين الموسيقى والأخبار، ونشاط أجهزة المنزل الذكي ودرجات الحرارة، ويرصد وجود النّاس، وذلك من خلال الموجات فوق الصوتية.
- المخاوف: هل يعدّ المرّات التي يشخر فيها المستخدم؟ نعم، إذا شغّلتم هذه الخاصية. يستطيع مساعد «أليكسا» معرفة أكثر بكثير ممّا قد تتصوّرون. تلخّص «أمازون» ضوابط التحكّم في الخصوصية في أجهزتها بزرّ لكتم صوت الميكروفون، ولكنّ عندما يحمّل المستخدم التاريخ الصوتي الخاص به على مساعد «أليكسا»، يجد أنّ «إيكو» سجّل كثيراً من المحادثات الحسّاسة بعد تشغيل الميكروفون عن غير قصد، وفقاً للخبير جيفري إي. فولر. وترد «أمازون» بالقول إنّ نظامها أصبح اليوم يتحقّق مرّتين ممّا إذا كان المستخدم قد قال كلمة إيقاظ أو استدعاء المكبّر، وإنّها تصنّف التسجيلات العرَضِية.
ولكنّ «أمازون» لم تعمد إلى إضافة إعدادات تمنعها من الاحتفاظ بأيّ تسجيلات صوتية إلا بعد سنوات من الانتقادات. في هذا الإطار، أشارت كريستي شميدت، المتحدّثة باسم الشركة، إلى أنّ «تزويد الزبائن بالشفافية والسيطرة على معلوماتهم لطالما كان على قدرٍ عالٍ من الأهميّة بالنسبة إلى (أمازون)، ونحن نؤمن أنّنا الأحرص على بيانات النّاس».
وتنفذ أجهزة «أمازون» المماثلة المهام نفسها تقريباً ولها نفس المخاطر.
> «إيكو شو (Echo Show)»: مساعد صوتي ذكي مزوّد بكاميرا وشاشة، يعتمد على «أليكسا» لإجراء اتصالات الفيديو ومشاهدة الوصفات ومشاركة المعلومات العائلية.
> «إيكو أوتو (Echo Auto)»: مساعد صوتي صغير يجلب «أليكسا» إلى السيّارة عبر هاتفكم الذكي لتأمين اتصال البيانات.
> «إيكو فريمز (Echo Frames)»: نظّارات مزوّدة بمكبرات صوتية مدمجة وميكروفون، تتلقّى الأوامر الصوتية في أيّ زمان ومكان.
أجراس وكاميرات
> جرس «رينغ (Ring)»: في عام 2018، استحوذت «أمازون» على أجراس «رينغ» المزوّدة بكاميرات داخلية صغيرة جداً تتيح للمستخدم تشغيل التدفّق الحيّ، والتسجيل، والتفاعل مع أي شخص أو كائن يقف على باب المنزل؛ حتّى ولو كان خارج منزله.
- الرصد: البثّ الحيّ والفيديوهات المسجّلة، وتسجيلات صوتية وصور لخارج المنزل، وإظهار الأشخاص القادمين والمغادرين، والحزم التي تصلكم، ووضعية الأجهزة المتّصلة مثل المصابيح.
- المخاوف: لستم الوحيدين الذين يريدون معرفة ما يجري من خلال جرس المنزل؛ فقد طلبت قوات الشرطة الأميركية عشرات آلاف المقاطع التي صوّرتها أجراس «رينغ»، وسلّمت «أمازون» المقاطع المطلوبة دون استئذان أصحاب الشأن 11 مرّة على الأقلّ هذا العام. وتقول «أمازون» إنّها احتفظت لنفسها بحقّ الاستجابة لطلبات الشرطة الطارئة عندما يتعلّق الأمر بمسائل حياة أو موت.
وكانت «رينغ» قد بدأت بيع كاميرات المراقبة هذا العام لملايين المنازل؛ الأمر الذي أشعل جدلاً حول الخصوصية وتصوير الجيران وتسجيل تحرّكاتهم دون إذن.
> كاميرا وضوء كاشف من «رينغ»: كاميرات إنترنت أمنية بعضها مجهّزٌ بأضواء كاشفة تنطلق عند استشعار الحركة.
- الرصد: البثّ الحيّ وتسجيلات الفيديو، ومقاطع صوتية وصور لداخل وخارج المنزل، ورادار لرصد وتحديد هوية أو ماهية النشاط، ووضعية الأجهزة المتصلة مثل المصابيح.
- المخاوف: لم تكتف فيديوهات «رينغ» بالبقاء داخل المنزل؛ لأنّ «أمازون» عمدت أخيراً إلى تحويل مقاطع من تسجيلات «رينغ» إلى برنامج تلفزيون واقع فكاهي يصوّر المراقبة على أنّها نوعٌ من المرح.
يذكر أنّ أجهزة «رينغ» تحتفظ ببعض ما تعرفه بواسطة كاميراتكم. ويقول الخبير جيفري إي. فولر إنه عندما حمّل بيانات «رينغ»، وجد أكثر من 25 ألف إدخال لكلّ مرّة لاحظت فيها الكاميرا حركة في الخارج، كما أنّها لم تحذف هذه التسجيلات دون إلغاء الحساب بالكامل.
* نظام «رينغ» الأمني: شبكة من أجهزة الإنذار والاستشعار التي تعمل بالتعاون مع كاميرات «رينغ» ويمكن وصلها بخدمة مراقبة لطلب مساعدة الشرطة أو خدمات الطوارئ الأخرى.
- الرصد: يرصد وجودكم في المنزل أو خارجه، وعندما تنطلق أجهزة استشعار الحركة والنوافذ والباب، وموقع وجودكم، ووضعية الأجهزة المتصلة مثل المصابيح.
- المخاوف: لضمان مزيد من الأمن، تجمع «رينغ» مزيداً من البيانات عن المنزل وسكّانه، إلا إنّها تقدّم لمستخدميها وسيلة واحدة لحماية خصوصيتهم في «رينغ ألارم برو (Ring Alarm Pro)» الذي يتيح لكم تخزين ومعالجة فيديوهات «رينغ» محلياً بدلاً من أنظمة «أمازون» البعيدة، ما يصعّب على الآخرين (وحتّى جهات إنفاذ القانون) الوصول إلى التسجيلات.
> كاميرا درون «رينغ أولويز هوم كام (Ring Always Home Cam drone)»: مروحية رباعية صغيرة مجهّزة بكاميرا تطير داخل المنزل لإطلاعكم على ما يحصل عندما لا تكونون هناك.
- الرصد: التصوير الحيّ والفيديوهات المسجّلة إلى جانب مسارات الطيران، وخريطة المنزل الداخلية لتحديد أنماط الطيران، والتنسيق مع نظام «رينغ» الأمني للاطلاع على وجود حركة في المنزل.
- المخاوف: تساعد طائرة الدرون هذه على إدخال نظام مراقبة «رينغ» إلى قلب المنزل وتغطية جميع زواياه. ولكن هل يمكن لهذا الجهاز أن يكون أيضاً ممراً تستغلّه «أمازون» لإراحة النّاس لفكرة دخول عاملي التوصيل والصيانة إلى المنزل؟
من جهتها، قالت «أمازون» إنّ هذا الأمر يساعدها في الحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية عمل طائرة الدرون عند إقلاعها.
> نظام «فاير تي في (Fire TV)» أو «أومني تي في (Omni TV)»:
يتيح لكم جهازا التدفّق مشاهدة فيديوهات من «أمازون» وخدمات أخرى على أي تلفزيون. يحتوي نظام «أومني تي في» المخصص أيضاً على ميكروفونات للتواصل مع «أليكسا»، ويعرض المعلومات، وحتّى إنّه يعمل فور دخول أحدهم إلى الغرفة.
- الرصد: يرصد ما ومتى تشغّلون التدفّق على «برايم فيديو»، وعند فتح وإقفال تطبيقات تدفّق طرف ثالث، والتسجيلات الصوتية للاستفسارات الموجهة إلى «أليكسا». يسجّل نظام «أومني تي في» أيضاً معلومات عن البرامج التي تشاهدونها باستخدام هوائي.
- المخاوف: يمكن أن يكشف اهتماماتكم وأهواءكم السياسية والأمور التي تفرحكم وحتّى تحرجكم .
تقنيات متنوعة
> «كيندل» أو جهاز «فاير» اللوحي: يعدّ هذان الجهازان ردّ «أمازون» على «آيباد آبل» لقراءة الكتب واستخدام التطبيقات أو تشغيل التدفّق للترفيه.
> موجّه الإشارة «إيرو واي - فاي” Eero WiFi. “إيرو” (استحواذ آخر لـ«أمازون»)، هو نظام موجّه إشارة شبكي يساعد في تأمين تغطية لكلّ زاوية في المنزل. ويرصد معلومات عن الأجهزة المتصلة بشبكة المنزل.
> سوار «هالو (Halo band)»: سوار لمراقبة الصحّة مزوّد بميكروفون وتطبيق يبلغ المرتدي بكلّ خطبٍ يحصل معه.
* مصباح «هالو رايز (Halo Rise)» يوضع بجانب السرير لمساعدة النّاس على مراقبة دورات نومهم والاستيقاظ بلطف مع الضوء.
> مكنسة «رومبا (Roomba)» الكهربائية: مكنسة كهربائية تتجوّل أوتوماتيكياً حول المنزل للتنظيف. يذكر أنّ اتفاق استحواذ «أمازون» على هذا المنتج بقيمة 1.7 مليار دولار لا يزال معلّقاً.
> «موزّع الصابون الذكي (Smart Soap Dispenser)»: عبوة توزّع الصابون أوتوماتيكياً وفقاً لمؤقّت يعمل لمدّة 20 ثانية، وتستطيع توجيه مكبّر «إيكو» لتشغيل الموسيقى أو أيّ محتوى أثناء الاغتسال.
> «رفّ داش الذكي (Dash Smart Shelf)»: يُثبّت هذا الرفّ داخل أيّ مخزن ويراقب اقتراب نفاد أيّ منتج ليتمكّن موقع «أمازون» من طلبه تلقائياً.
* «جهاز ذكي لمراقبة نوعية الهواء (Smart Air Quality monitor)»: يقيس هذا النظام 5 عناصر أساسية في نوعية الهواء ويشغّل أيّ مروحة أو منقي هواء قريبين تلقائياً عند تدني نوعية الهواء.
> ميكروويف «بيزيكس»: جهاز ميكروويف يتّصل بالـ«واي فاي» ويتيح لكم تسخين طعامكم بواسطة «أليكسا» ووفقاً للإعدادات المناسبة.
* منظّم حرارة ذكي: يتيح هذا الجهاز للمستخدم إعداد برامج لتحسين استخدام الطاقة والتحكّم في جهاز التدفئة أو المكيّف الهوائي من بعد.
> روبوت «أسترو (Astro)»: روبوت منزلي يستخدم كاميرات وأجهزة استشعار أخرى للتحرّك في المنزل (ولكنّه لا يكنس). ويرصد البثّ الحيّ والفيديوهات المسجّلة داخل المنزل من خلال كاميرا صغيرة يستخدمها في جولات آلية وموجّهة.


مقالات ذات صلة

شركتان تابعتان لـ«السيادي» السعودي تعززان بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران 

الاقتصاد خلال توقيع مذكرة التفاهم بين شركتي «سرك» و«الطائرات المروحية» (إكس)

شركتان تابعتان لـ«السيادي» السعودي تعززان بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران 

وقّعت شركة «الطائرات المروحية»، والشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، يوم الاثنين، مذكرة تفاهم تُسهم في بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران والبيئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يحمل لافتة عليها صورة ترمب بينما يتجمع أنصاره خارج ساحة «كابيتال وان» تحضيراً للاحتفال بتنصيبه (رويترز)

ترمب يعتزم إحياء «تيك توك»... لكنه يريد ملكية أميركية بنسبة 50 %

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيعيد إحياء الوصول إلى تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بأمر تنفيذي، بعد أن يؤدي اليمين الدستورية، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تحليل إخباري يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)

تحليل إخباري ماذا يعني حظر «تيك توك» لـ170 مليون مستخدم أميركي؟

سيغيّر الحظر الطريقة التي يتفاعل بها ملايين المستخدمين مع المحتوى الرقمي بالولايات المتحدة.

نسيم رمضان (لندن)
عالم الاعمال «هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

«هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أعلنت شركة «هونر» العالمية للتكنولوجيا عن إطلاق هاتفها الجديد «هونر ماجيك 7 برو» في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


هاتف «أونر ماجيك 7 برو» يرفع معايير الذكاء الاصطناعي بأشواط

مزايا متقدمة للذكاء الاصطناعي على جميع المستويات
مزايا متقدمة للذكاء الاصطناعي على جميع المستويات
TT

هاتف «أونر ماجيك 7 برو» يرفع معايير الذكاء الاصطناعي بأشواط

مزايا متقدمة للذكاء الاصطناعي على جميع المستويات
مزايا متقدمة للذكاء الاصطناعي على جميع المستويات

استطاعت الهواتف الجوالة مواكبة أحدث التطورات التقنية، بل قيادتها في كثير من الأحيان، مثل الشاشات القابلة للطي، وسرعة الشحن، ومقاومة المياه والغبار، ودقة الشاشة، وسرعة المعالج. وشهدنا هذا الأمر فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي بعمره الحديث؛ حيث تبنّى كثير من الهواتف الجوالة الذكاء الاصطناعي لرفع جودة الصور الملتقطة، والتعرُّف على عادات الاستخدام، وغيرهما من المزايا الأخرى.

ولكن عام 2025 يبدأ بداية مبهرة؛ حيث جرى الكشف عن هاتف «أونر ماجيك 7 برو» (Honor Magic7 Pro)؛ الذي يُقدم تطويرات مبهرة في هذا المجال عبر عدد من مزاياه، والذي يُمكن القول إنه سيرفع من معيار الذكاء الاصطناعي لجميع الهواتف الجوالة الرائدة التي سيشهدها هذا العام.

اختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف قبل إطلاقه في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.

تصميم أنيق بشاشة مبهرة ودعم للشحن فائق السرعة

تصميم أنيق

تصميم الهاتف جميل جدّاً، ويتميّز بجهته الخلفية ذات النقوش الفاخرة، والمنطقة الدائرية التي تحتوي على الكاميرات. ويقدم الهاتف الكاميرا الأمامية في منطقة خاصة بها بمنتصف الجهة العلوية، مع تقديم أزرار تشغيل الهاتف، وتعديل درجة ارتفاع الصوت في الجهة اليمنى، ومستشعر بصمة خلف الشاشة.

وعلى الرغم من قطر الشاشة الكبير، فإن من السهل حمل الهاتف والتفاعل مع المحتوى بيد واحدة، ووزنه موزع بشكل متقن، بحيث لا يميل من يد المستخدم في جلسات الاستخدام المطولة. هذا، وتم استخدام طبقة الحماية «نانوكريستال» (NanoCrystal Shield) لحماية الشاشة من الصدمات بنحو 10 أضعاف المسافة التي يمكن سقوط الهواتف الأخرى منها.

مزايا ذكاء اصطناعي ممتدة

ويستمد الهاتف القدرات المتقدمة للذكاء الاصطناعي من واجهة الاستخدام المطورة «ماجيك أو إس 9» (MagicOS9)، التي تدمج هذه التقنية على مستوى النظام بأكمله ليستفيد المستخدم منها في المهام اليومية للهاتف والتصوير والترفيه والتواصل مع الآخرين والعمل والتحرير والتسوق الإلكتروني، والكثير غيرها من الوظائف.

ويستطيع النظام الآن التعرُّف على الفيديوهات التي تحتوي على تزييف الشخصيات (AI Deepfake Detection)؛ حيث يتم تحليل الفيديو مباشرة خلال التحدث مع الطرف الآخر، وعرض رسالة تُبين إن كانت الشخصية مزيفة أم لا، وذلك للتعرف على المتصيدين والمحتالين. وتتم هذه العملية على الجهاز نفسه دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، وذلك بعد تدريب النظام على مجموعات ضخمة من الفيديوهات المزيفة.

كاميرات متقدمة تقرب الصورة لغاية 100 ضعف دون فقدان التفاصيل أو الألوان

ويمكن الآن رسم دائرة حول أي عنصر في المحتوى، سواء كانت نصوصاً أم صوراً، ليتعرف النظام على ذلك العنصر، ويقدم وظائف مرتبطة (Circle to Anything)، مثل تحويل اسم مَعْلم سياحي في رسالة «واتساب» إلى موقع في «خرائط غوغل» (أو أي تطبيق خرائط آخر) ومشاركته مع الآخرين، أو اقتطاع جزء من صورة وتحريره، أو إرساله إلى الآخرين بسهولة كبيرة، أو اختيار صورة لكتاب ما ليتم عرض معلومات مرتبطة به ومتاجر تبيعه.

ويستطيع النظام كذلك ترجمة النصوص التي يتم تسجيلها (Honor AI Translate) بكل سهولة، عبر 11 لغة، هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية (الأوروبية واللاتينية) والروسية والتركية والماليزية والصينية، بهدف كسر حواجز اللغة في الاجتماعات، أو لدى السفر إلى دول جديدة. ويضاف إلى ذلك قدرة النظام على ترجمة المحادثات صوتياً بين اللغات المختلفة. ويسمح تطبيق الملاحظات (AI Notes) بتفريغ التسجيلات الصوتية، وتحويلها إلى نصوص، مع التعرُّف على محادثات كل طرف عبر 11 لغة المذكورة أعلاه، إضافة إلى تقديم ملخصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتسهيل تسجيل ما الذي يجب القيام به بعد كل اجتماع أو ورشة تدريب طويلة.

صور «ذكية»

وتمتد قدرات الذكاء الاصطناعي إلى رفع جودة الصور الملتقطة، من حيث الدقة والألوان والإضاءة والظلال والمؤثرات المختلفة (مثل «بوكيه» ونمط «هاركورت» «Harcourt» الفني للأوجه)، خصوصاً بعد تقريب الصورة نحو العناصر البعيدة جدّاً؛ حيث ستظهر الصورة النهائية بدقة كانت مستحيلة قبل أشهر قليلة. كما تستطيع هذه التقنيات إزالة اهتزاز تسجيلات الفيديو أثناء التصوير بجودة مبهرة جدّاً. كما يستطيع الذكاء الاصطناعي التعرف على الابتسامات وتحرك الجفن، وهرولة الطرف المراد تصويره، وتعديل الإعدادات فوراً لالتقاط أفضل الصور في جميع الظروف وعبر أي مسافة، بقدرات تكبير تصل إلى 100 ضعف، دون خفض جودة الصورة وألوانها. وبعد التقاط الصور، تستطيع تحريرها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وحذف العناصر غير المرغوبة من الصور (AI Eraser)، واستخلاص العناصر المرغوبة دون الخلفية المحيطة بها (AI Extraction) بمجرد تحديد العنصر المرغوب التفاعل معه، وبضغطة زر بسيطة، ومن ثم مشاركتها مع الآخرين عبر عدد من التطبيقات.

كما تستخدم الشاشة الذكاء الاصطناعي لمحاكاة لون الضوء الطبيعي لمزيد من الراحة لعيني المستخدم، وحمايتهما من الضوء الضار خلال جلسات الاستخدام المطولة. وتعمل هذه التقنيات على تحويل قطبية ضوء الشاشة (Polarization) من الخطية (Linear) إلى الدائرية (Circular)، ليصبح ضوء الشاشة أشبه بضوء الشمس، مع سهولة مشاهدته من جميع الزوايا، وخفض إجهاد العين بنحو 16 في المائة. كما يمكن لتقنيات خفض الضوء ليلاً تنظيم عملية إفراز هرمون الميلاتونين بنحو 20 في المائة، مقارنة بالشاشات التقليدية، ما يُساعد على الشعور بالنعاس لدى استخدام الهاتف قبل النوم. كما تستطيع الكاميرا الأمامية قياس بُعد عيني المستخدم عن الهاتف، وتعديل تركيز الصورة، بحيث تكون دقتها عالية عبر جميع المسافات، وليست ثابتة كما هي الحال في الشاشات الأخرى التقليدية.

تطوير الألعاب الإلكترونية

وسيستمتع اللاعبون بقدرات الذكاء الاصطناعي في ألعابهم؛ ذلك أن هذه التقنيات تستطيع رفع معدل الرسومات في الثانية (Frames per Seconds FPS) بشكل كبير، بفضل توليد رسومات إضافية دون الحاجة إلى معالجتها عبر وحدة الرسومات، الأمر الذي يرفع من مستويات الأداء بشكل مبهر دون ارتفاع درجة الحرارة أو استهلاك مزيد من شحنة البطارية، إضافة إلى قدرتها على رفع دقة الصورة والمحتوى الذي يظهر فيها.

وتُقدّم السماعات الجانبية تجسيماً ممتداً للصوتيات، مدعومة بصوتيات جهورية (Bass) قوية بالنسبة لهاتف جوال، مع رفع جودة المحادثات في عروض الفيديو والموسيقى والألعاب الإلكترونية، لمزيد من الانغماس في جميع أنواع المحتوى الذي يتم الاستماع إليه. كما تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي إزالة الضوضاء من الخلفية بكفاءة عالية، للحصول على مكالمات وفيديوهات بث مباشر عبر الإنترنت غاية في الوضوح.

مواصفات تقنية

ويبلغ قطر الشاشة 6.8 بوصة، وهي تعرض الصورة بدقة 2800x1280 بكسل، وبكثافة 453 بكسل في البوصة، وبتردد 120 هرتز، وبشدة سطوع تبلغ 5000 شمعة. ويعمل الهاتف بمعالج «سنابدراغون 8 إيليت موبايل بلاتفورم» (Snapdragon 8 Elite Mobile Platform) ثماني النواة (نواتان بسرعة 4.32 غيغاهرتز، و6 بسرعة 3.53 غيغاهرتز) وبدقة التصنيع 3 نانومترات، مع استخدام 12 غيغابايت من الذاكرة للعمل، و512 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة. وتبلغ دقة الكاميرات الخلفية 50 و200 و50 ميغابكسل (للزوايا العريضة والتصوير البعيد والزوايا العريضة جدّاً) مع تقديم ضوء «فلاش» بتقنية LED، في حين تبلغ دقة الكاميرا الأمامية 50 ميغابكسل بعدسة عريضة.

ويقدم الهاتف مستشعر «Qualcomm 3D Sonic Sensor» للبصمة خلف الشاشة، الذي يستخدم الموجات الصوتية والتقنية فوق الصوتية لإنشاء صورة بصمة ثلاثية الأبعاد دقيقة، تسمح بفتح الهاتف حتى عندما تكون يد المستخدم مبللة، مع ضمان تقنية مكافحة التزوير المتقدمة وأمان الهاتف في جميع الأوقات. يضاف إلى ذلك قدرة الهاتف على خفض صوت الطرف الثاني لدى التحدث معه في أماكن هادئة، وذلك حتى لا يسمع الآخرون حديث الطرف الثاني، مثل الوجود في مصعد أو في مكتبة أو في سيارة أجرة.

وبالنسبة للبطارية، فهي مصنوعة من الجيل الثالث لـ«السيليكون - كربون» منخفض السماكة، بشحنة تبلغ 5850 مللي أمبير/ساعة، ويمكن شحنها بسرعات فائقة تبلغ 100 واط سلكياً و80 واط لاسلكياً، مع القدرة على شحن الملحقات المختلفة عكسياً ولاسلكياً بقدرة 5 واط. ويمكن شحن البطارية سلكياً من 0 إلى 100 في المائة خلال 33 دقيقة فقط، مع القدرة على شحنها لاسلكياً بالكامل خلال 44 دقيقة.

ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «آندرويد 15»، ويدعم شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac و6 و7 و«بلوتوث 5.4» وتقنية الاتصال عبر المجال القريب (Near Field Communication NFC)، مع دعم استخدام شريحتي اتصال، وتقديم منفذ للأشعة تحت الحمراء، ومقاومة المياه والغبار وفقاً لمعيار «IP69».

ويبلغ وزن الهاتف 223 غراماً، وتبلغ سماكته 8.8 ملليمتر، وهو متوافر في المنطقة العربية بلوني الفضي والأزرق، بسعر 3999 ريالاً سعودياً (نحو 1066 دولاراً) ابتداءً من يوم الأربعاء الموافق 22 يناير (كانون الثاني) الحالي.