أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية توقيف 6 أشخاص للاشتباه في تعاونهم مع منفذي الهجوم على ضريح في شيراز بجنوب البلاد تبناه تنظيم «داعش»، وذلك بعدما أعلن وزير الاستخبارات توقيف منفذ ثان للهجوم الذي تزامن مع الاحتجاجات التي تهز البلاد.
ونقلت وكالة «تسنيم»؛ التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن بيان من وزارة الاستخبارات، أنها اعتقلت خلال عملية «معقدة» 6 أشخاص للاشتباه في تقديمهم الدعم للمهاجمين؛ دون تقديم تفاصيل.
وقال وزير الاستخبارات، إسماعيل خطيب، إن قواته اعتقلت منفذاً ثانياً للهجوم الذي أوقع 15 قتيلاً وفق السلطات.
وکان تنظیم «داعش» قد أعلن مسؤوليته عن إطلاق النار الذي وقع الأربعاء في ضريح «شاه جراغ». ونشرت مواقع التنظيم صوراً للمهاجم في وقت لاحق، كما نشر تسجيل فيديو لرجل ملثم يؤدي البيعة لزعيم التنظيم.
وأعلنت السلطات الإيرانية السبت مقتل المشبه فيه بالهجوم إثر إصابته بجروح خلال مواجهة مع قوات الأمن. والجمعة، قال «الحرس الثوري» في بيان نشره موقعه الرسمي «سباه نيوز» إن جهاز استخباراته أحبط هجوماً بقنبلة في مدينة شيراز بعد يومين من إطلاق نار على ضريح هناك. وقال البيان: «رصدت مخابرات (الحرس الثوري) محاولة تفجير في حي معالي آباد في شيراز وأحبطتها».
وقدمت السلطات روايات متضاربة خلال الساعات الأولى من هجوم شيراز. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن 3 نفذوا الهجوم واعتقل اثنان في موقع الهجوم، لكن مسؤولاً في محافظة فارس أبلغ التلفزيون الرسمي بأن «إرهابياً واحداً فقط كان ضالعاً في هذا الهجوم».
وجاء نشر الفيديوهات والصور بعدما أثار خبراء شكوكاً في صحة بيان التنظيم الذي لم يرفق بيانه الأول بصور المهاجم، على خلاف إعلاناته السابقة عن الهجمات. كما يأتي الإعلان عن الاعتقالات ومقتل مهاجم ثانٍ بعدما عدّ خبراء تنفيذ الهجوم على يد شخص واحد يتعارض مع طبيعة الهجمات المسلحة التي يتبناها «داعش».
* ماذا قال المسؤولون الإيرانيون؟
ربط كبار المسؤولين الإيرانيين بين هجوم «داعش» والاحتجاجات الإيرانية. وتعهد المرشد الإيراني علي خامنئي الخميس بالثأر ممن يهددون أمن البلاد.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عدّ الخميس أن «الشغب» يمهّد الطريق أمام «الأعمال الإرهابية»، موضحاً خلال كلمة متلفزة أن «نيّة العدو هي إعاقة تقدم البلاد، ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهّد الطريق أمام أعمال إرهابية» مثل الهجوم على مرقد «شاه جراغ» في شيراز.
وفي كلمته أمام المشاركين في مراسم تشييع قتلي الهجوم صباح السبت، دعا قائد «الحرس الثوري»، اللواء حسين سلامي، من قال إنهم «عدد محدود من الشباب المغرر بهم» إلى وقف «الشغب». وقال: «اليوم هو (يوم) نهاية أعمال الشغب، لا تنزلوا إلى الشوارع بعد الآن». ودعا الطلاب إلى «ألا يصبحوا بيادق بين يدي الأعداء»؛ لأنه «لن يسمح أحد بأن تثار أعمال شغب في إيران» على ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
* شكوك
قابلت رواية السلطات الإيرانية شكوك واسعة النطاق بين الإيرانيين التي عبروا عنها على شبكات التواصل الاجتماعي. وفسر غالبية المغردين ما جرى بأنه «محاولة لصرف الأنظار عما يجري في الاحتجاجات»، خصوصاً بعد أحداث عنف دامية في مدينة زاهدان الشهر الماضي، وهجوم «الحرس الثوري» بصواريخ باليستية ومسيرات على مواقع الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى مناورات عسكرية أجراها «الحرس الثوري» على حدود جمهورية أذربيجان.
وقال القائد السابق للمنتخب الإيراني لكرة القدم علي كريمي إن «ما حدث في شاه جراغ جريمة، إذا كانت داخلية، أنتم القتلة، وإذا كانت خارجية، هذا لأنكم غير أكفاء». وأضاف: «الناس ليسوا مدينين لأحد في توفير أمنهم... إنه واجب بديهي لأي حكومة. من ماتوا منا؛ أصدقاؤنا، وأبناء مدينتنا، من أسرتنا» وأضاف: «ثمن دمائهم مع كل الجرائم الأخرى سيكون ناراً عليكم».
وردد طلاب في جامعات إيران شعارات تتهم «الحرس الثوري» بالوقوف وراء تنفيذ الهجوم الذي تنباه تنظيم «داعش». وقال طلاب جامعة يزد: «(داعشنا) هو (الحرس الثوري) قاتل شاه جراغ». وفي أصفهان ردد طلاب الجامعات: «الحرس والباسيج، داعشنا أنتم». وفي طهران، أظهر تسجيل فيديو ترديد شعار: «هذه مخططات مكررة، (داعش) هو (الحرس الثوري)».
كما كتب إيرانيون شعارات جدارية تشبّه ما حدث في شيراز بحادثة حريق سينما «ركس» في عبادان عام 1978 قبل عام من الثورة الإيرانية، والذي راح ضحيته ما بين 377 و470 شخصاً. وتبادل أنصار الخميني وجهاز «السافاك (الأمن الداخلي)» حينذاك اتهامات بالوقوف وراء الحريق.
الاستخبارات الإيرانية توقف 6 «متواطئين» مع منفذي هجوم شيراز
الاستخبارات الإيرانية توقف 6 «متواطئين» مع منفذي هجوم شيراز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة