«استعباط» باتت كلمة فصيحة... هل تغيرت اللغة أم الواقع؟

«مجمع العربية» المصري أجازها وسط تفاعل ومطالبات بالمزيد

مجمع اللغة العربية بالقاهرة (حساب المجمع على فيسبوك)
مجمع اللغة العربية بالقاهرة (حساب المجمع على فيسبوك)
TT

«استعباط» باتت كلمة فصيحة... هل تغيرت اللغة أم الواقع؟

مجمع اللغة العربية بالقاهرة (حساب المجمع على فيسبوك)
مجمع اللغة العربية بالقاهرة (حساب المجمع على فيسبوك)

يبدو كأن كلمة «استعباط» قد كُتبت لها شهادة ميلاد جديدة هذه الأيام، بعد أن اعتمدها واعترف بها مجمع اللغة العربية في مصر أخيراً باعتبارها مُفردة «فصيحة»، فتلك الكلمة الدارجة على الألسن التي تُستخدم عادة في مواقف يسودها الانتقاد والحدة، باتت اليوم وكأنما يُعاد اكتشافها، وتُجدد معها الاهتمام بالكلمات الشائعة التي ربما لم يلتفت الجمهور لجذورها الفصيحة.
«استعبط يستعبط استعباطاً»، هكذا يمكن فهم تحرك الكلمة من فعلها وصولاً لمصدرها، أما أصلها فقد اشتق من كلمة «عبيط»، التي يقول الدكتور خالد فهمي، أستاذ اللغويات بكلية الآداب في جامعة المنوفية، والخبير بمجمع اللغة العربية في القاهرة، إن أصلها في المعجم هو «الدم الطري والسائل»، لذلك فالولد أو الرجل الذي يدعي الجنون، ولا يُحكِم تصرفاته حتى تصير غير ناضجة أو سائلة يُطلق عليه «عبيط»، ومع الوقت بدأ العامة يُطلقون على الشخص الذي يدعي أنه «عبيط» تعبير «يستعبط»، فهنا اشتقاق من التعبير عبر استخدام وزن «استفعل»، فيصير الفعل «استعبط»، «استعباطاً»، حسبما يقول الخبير اللغوي في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف الدكتور خالد فهمي، أن «من الأدوار التي يقوم بها مجمع اللغة العربية منذ ما يزيد عن ثمانين عاماً هو إمداد اللغة بـ(مواليد جدد) لمواجهة تطورات الحياة والعصر، وإعادة توظيفها في سياقات جديدة، والقيام بـ(النقل الدلالي)». واستخدم فهمي مثالاً هنا بكلمة «سيارة» التي هي في الأصل تعني «مجموعة الجِمال التي تسير خلف بعضها»، ثم وجد المجمع أنه لا مانع من جعل هذه الكلمة المعجمية تنتقل لسياق جديد لتلبية هذا المستحدث الحضاري.
فيما يشير الدكتور سيد إسماعيل ضيف الله، أستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون في مصر، أنه سبق لأستاذ الفلسفة المصري زكي نجيب محمود، استخدام كلمة «العبيط» في عنوان كتابه «جنة العبيط»، ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إنه «رغم توهم البعض عدم فصاحة هذا اللفظ، فإن وجوده في المعجم الوسيط منحه الشرعية، ومع ذلك استمر توهم أن الكلمة غير فصيحة أو لا يصح استخدامها في الكتابة إلا على سبيل وضعها بين معقوفين».
ويتابع ضيف الله: «مجامع اللغة العربية ليس أمامها سوى التوسع في إضفاء مشروعية معجمية لمئات الكلمات التي صارت ذات مشروعية حياتية، وصارت مستخدمة في الكتابة الإبداعية والصحافية على السواء. ومع ذلك يجب الاعتراف بأن معيار الفصاحة يتجاوز مستوى اللفظ إلى مستويات أخرى تتعلق بالجملة والخطاب، ومنها ما يتعلق بالتراكيب، والأساليب والدلالة والثقافة».
ويشدد ضيف الله: «إذا كان مجمع اللغة العربية يريد حقاً إنعاشاً لاستخدام اللغة العربية بين أبنائها، فعليه أن يعلن عن سياسات لغوية شاملة، لا عن اعترافات بلفظ هنا ورفض للفظ هناك، والأهم أن يكشف عن أسباب انعزاله أو عزله عن المجتمع، وترك ساحة الإعلام، والتعليم في حالة من التردي اللغوي والعجز عن التعبير بأي مستوى لغوي في كثير من الأحيان»، على حد تعبيره.
ونشر مجمع اللغة العربية بالقاهرة قبل أيام عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» منشوراً يخص إجازته لكلمة «استعبط»، جاء فيه أن «استعبط فلانٌ فلاناً: تصوره أو ظنه عبيطاً». وأن وجه إجازته في اللغة أنه جاء في المعجم الوسيط: رجل عبيط: أي أبله غير ناضج، مشيراً إلى أن «عبيط» محدثة، فكأن الفعل «استعبط» بمعناه المذكور قد أُخذ من الصفة عبيط. وهو أخذ مشروع بحسب قرارات مجمع اللغة المصري. وجاء الفعل «استعبط» على وزن «استفعل» للدلالة على الظن أو الجعل إذا كان متعدياً، وجواز ماضيه يجيز مضارعه «يستعبط» ومصدره «استعباط» تكملة للمادة.
ويتساءل الدكتور خالد فهمي، الخبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة: «لماذا نعتبر اللغة العامية غريبة علينا؟»، وذلك في سياق الجدل المُصاحب لإجازة المجمع لكلمة «استعباط» باعتبارها كلمة عامية، وهو ما ظهر في التعليقات المصاحبة لمنشور المجمع اللغوي من الجمهور المتابع، ويقول: «العامية في النهاية هي شكل من أشكال اللغة العربية، فمن بدايات القرن العشرين ونحن لدينا مفردات (العامية الفصيحة)، فهي كلمات في الأصل فصيحة وموجودة في اللغة العربية، ومن كثرة انتشارها تصور الناس أنها غير فصيحة مثل كلمة (استعبط)».
ويُعرف فهمي العامية بأنها ما ينتشر على ألسنة العامة، ويقول إنها لا تقتصر على العامية الفصيحة، ولكن هناك أيضاً الكلمات العامية الأعجمية، التي يستخدمها الناس العاديون في يومياتهم، ولا يعلمون أنها في الأصل مفردات أعجمية، مثل كلمة «كاش» المرادفة لكلمة «الدفع النقدي»، التي يستخدمها الجميع بمن فيهم من لا يعرف شيئاً عن اللغة الإنجليزية.
«المجمع يمارس هذا الدور من أكثر من ثمانين عاماً، الأعضاء والخبراء وظيفتهم أن يطلعوا على الاقتراحات على الألفاظ والأساليب، وتخرج بها توصيات بالموافقة من اللجان المختصة، وخرج بكلمة (استعباط) قرار بالقرارات المعجمية»، حسبما يقول الخبير اللغوي.
ويشير فهمي إلى كلمات اشتقت من اللفظ الأعجمي، وصار لا غنى عنها في مواكبة العصر، على رأسها كلمة «يُفسبك» أن يستخدم موقع «فيسبوك»، ويقول إن تلك الكلمة أجيز فيها الاشتقاق الأعجمي: «لماذا لم نعد نستغرب من استخدام كلمة تلفزيون، واشتقاقنا منه لكلمة (يُتلفز) و(مادة متلفزة)؟».
وتأسس مجمع اللغة العربية في القاهرة في عام 1932 في عهد الملك فؤاد الأول، ويتولى المجمع وضع المعاجم اللغوية، وبحث قضايا اللغة، ووضع المصطلحات العلمية واللغوية، وتحقيق التراث العربي.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».