إسرائيل تفرض حصاراً على الضفة الغربية يوم الانتخابات

استدعاء قوات عسكرية إضافية إلى منطقة الخليل

جنود إسرائيليون في موقع هجوم بالقرب من مدينة أريحا بالضفة الأحد (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في موقع هجوم بالقرب من مدينة أريحا بالضفة الأحد (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تفرض حصاراً على الضفة الغربية يوم الانتخابات

جنود إسرائيليون في موقع هجوم بالقرب من مدينة أريحا بالضفة الأحد (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في موقع هجوم بالقرب من مدينة أريحا بالضفة الأحد (إ.ب.أ)

في أعقاب الاستمرار في التصعيد الأمني والتوتر المتصاعد، قررت إسرائيل فرض إغلاق تام على الضفة الغربية، طيلة يوم الانتخابات الإسرائيلية ويوم فرز الأصوات، أي من منتصف ليلة الاثنين - الثلاثاء وحتى منتصف ليلة الأربعاء - الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذا القرار جاء بعد جلسة لقادة الأجهزة الأمنية، أُعيد فيها تقييم الأوضاع الأمنية، وتقرر اتخاذ احتياطات واجبة، منها تعزيز القوات الإسرائيلية المتواجدة أصلاً هناك، والتي قال وزير الدفاع، بيني غانتس، إنها تضم أكثر من نصف قوات الجيش الإسرائيلي.
وكانت القوات الإسرائيلية قد واصلت عمليات الاعتقال الواسعة في مناطق الضفة، مع ما يشمل ذلك من قمع وتنكيل.
ومن جهة ثانية واصل الشباب الفلسطينيون عملياتهم المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
وبعد أن تركزت العمليات الفلسطينية في مناطق جنين ونابلس والقدس ورام الله، نُفذت عملية، أمس، في منطقة أريحا، أقدم خلالها شاب فلسطيني على دهس مجموعة من الجنود وأصاب خمسة منهم بجراح، ما بين خفيفة ومتوسطة.
وقالت السلطات الإسرائيلية، إن المواطن الفلسطيني الذي نفذ العملية أُصيب بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليه من قبل أحد عناصر الشرطة.
وتبين أنه مواطن مقدسي، يدعى بركات عودة (49 عاماً) وهو من بلدة العيزرية في القدس.
وادعت وسائل إعلام إسرائيلية، أن المواطن الفلسطيني نفذ عملية دهس في موقعين مختلفين، قبل أن يتم إطلاق النار عليه بعد اصطدام مركبته بمحطة ركاب.
وجاء في بيان الجيش، أن «المنفذ قاد مركبته بسرعة نحو جنود تواجدوا في محطة ركاب قرب مفرق النبي موسى، ثم دهس جنوداً آخرين تواجدوا قرب مفرق (ألموغ)».
وأطلق الجنود النار على المنفذ خلال محاولته الفرار من المكان، بعدها أطلق شرطي وشخص آخر تواجدا في المكان النار عليه؛ ما أسفر عن إصابته.
وقررت قيادة الجيش بناء على تقييم الوضع الأمني، استدعاء قوات عسكرية إضافية إلى منطقة الخليل، وذلك حسب ما أفادت مصادر أمنية إسرائيلية.
وأفادت المصادر بأن التعزيزات تشمل سرية من جيش الاحتلال، وقوات من وحدة «حرس الحدود» الشرطية، بما يشمل 10 دوريات من منطقة القدس إلى جانب سرايا من قوات «حرس الحدود» التي تعمل في الضفة المحتلة، وقوات شرطية أخرى.
وكان الشاب محمد كمال الجعبري وهو شقيق الأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة، وائل الجعبري، قد قتل مساء السبت، بزعم تنفيذه عملية إطلاق نار في مستوطنة «كريات أربع» المقامة على أراضي مدينة الخليل. وأسفرت عملية إطلاق النار عن مقتل مستوطن وإصابة 3 مستوطنين آخرين بجروح متفاوتة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن من بين المصابين المستوطن عوفر أوحانا الذي وصفت حالته بـ«الخطيرة»، وتوفي لاحقاً.
وقال الفلسطينيون إن هذا المستوطن معروف باعتداءاته الشديدة على الفلسطينيين.
وجاء في التفاصيل، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن عملية إطلاق النار استهدفت مشاة عند مدخل حي «غيفعات هأفوت» في المستوطنة، ما أسفر عن إصابة مستوطن ونجله، بينما أُصيب الآخرون خلال تقديمهم المساعدة لهما.
ومع وصول عناصر أمن إلى المكان، أقدموا على دهس فلسطيني قبل إطلاق النار عليه في المكان، ما أدى إلى مقتله.
وادعى النائب إيتمار بن غفير في تغريدة على «تويتر»، أن منزله تعرض لهجوم بإطلاق نار، الأمر الذي فندته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد المتحدث باسم «نجمة داود الحمراء» للإسعاف الإسرائيلي، بأن «مركز الاستعلامات 101 تلقى بلاغاً، الساعة 20:53، حول عملية إطلاق نار في الطريق الواصل بين (كريات أربع) والخليل، وقدم طاقم طبي العلاجات الأولية لثلاثة مصابين، بينهم شخص (50 عاماً) بحالة خطيرة وهو فاقد للوعي، وآخر (50 عاماً) بحالة متوسطة، وشاب (30 عاماً) بحالة طفيفة، بالإضافة إلى فلسطيني (37 عاماً) وُصفت حالته بالطفيفة».
في سياق متصل، أُصيب شاب يعمل مسعفاً في الهلال الأحمر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب مستوطنة «كريات أربع».
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن «قوات الاحتلال استهدفت مركبة إسعاف تابعة لها بالرصاص؛ ما أدى إلى إصابة ضابط الإسعاف أحمد أبو خالد برصاصة في الكتف أثناء تأديته عمله، وجرى نقله إلى مستشفى الأهلي في الخليل».
وأضافت: «ورد بلاغ لغرفة الاتصال المركزي 101 بوجود مصاب في منطقة وادي الغروس قرب مستوطنة (كريات أربع)، وبعد وصول مركبة الإسعاف للمنطقة لإجلاء المصاب، أطلقت القوات الإسرائيلية النار؛ ما أدى إلى إصابة المسعف أبو خالد بالرصاص الحي بالكتف».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
TT

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

وستجري إيران محادثات بشأن برنامجها النووي مع فرنسا، وبريطانيا وألمانيا، (الجمعة) في جنيف، بعد أسبوع من القرار الذي حرّكته القوى الثلاث في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينتقد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني (موقع جماران)

وأشارت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، إلى عقد اجتماع نواب وزراء خارجية إيران والدول الثلاث استناداً إلى «المصلحة التي أكد عليها المرشد».

وأوضحت مهاجراني، أن «المحادثات ستتمحور حول القضايا الثنائية، الإقليمية والدولية، وتبادل الأوضاع فيما يتعلق بالوضع في غزة ولبنان، وإحلال السلام في المنطقة».

وأضافت مهاجراني: «للأسف الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، أثبتت مراراً وتكراراً أنها لا تفي بوعدها، لكن الأمر المؤكد هو أن مصالح الشعب الإيراني سيتم فحصها في إطار المصالح العامة للنظام».

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التفاوض المباشر مع واشنطن، قالت مهاجراني، إن طهران «مستعدة لمناقشة أي مقترح في إطار مصالحها القومية». وأوضحت أن «الحوار بحاجة إلى الاحترام وبناء الثقة، وهذا لا يمكن إثباته بالكلام فقط».

وسيمثل الجانب الإيراني، نائب وزير الخارجية في الشؤون الدولية، مجيد تخت روانتشي، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية.

جنيف فرصة نجاح

وعبّرت وسائل إعلام مقربة من «الحرس الثوري» الإيراني عن أملها في أن تنجح المحادثات «رغم أن التوقعات بشأن نجاحها ليست كبيرة».

وقال موقع «نور نيوز» الإيراني، إن «محادثات جنيف بين دبلوماسيي إيران من جهة، والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من جهة ثانية تمثل فرصةً صغيرةً، لكنها مهمة للجانبين لإيجاد لغة مشتركة من أجل تقليل التوترات غير الضرورية التي ألقت بظلالها على علاقاتهما في السنوات الأخيرة».

وأوضح الموقع التابع لـ«الحرس الثوري»، أن «الجانبين مستعدّان للسير على طريق خفض التوتر، واستئناف المسار الدبلوماسي لحل القضايا المتنازع عليها».

ونقل الموقع عن مراقبين أنهم وصفوا المحادثات بأنها «خطوة مهمة في بناء الثقة بين إيران والأوروبيين، التي، إذا استمرَّت، فيمكن أن تنهي التوقف الذي دام عامين في مفاوضات خطة العمل المشترك الشاملة».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، قد صرَّح في وقت سابق بأن «إيران ستعتمد سياسة التفاعل والتعاون مع الدول الأخرى»، وعدّ المحادثات المقبلة مع الدول الأوروبية الثلاث استمراراً للمحادثات التي عُقدت معها على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وزعم الموقع الإيراني، أن طهران «امتنعت عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تعقيد مسار المفاوضات والجهود الرامية إلى إحياء خطة العمل المشترك الشاملة على مدى الشهرين الماضيين».

وقال الموقع: «الأطراف الأوروبية لم تتخذ إجراءات مضادة فحسب، بل عقّدت أيضاً مسار الدبلوماسية بإجراءات غير بنّاءة».

رافائيل غروسي متحدثاً في مطار فيينا عقب عودته من طهران في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)

وتبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يأمر طهران مجدداً بتحسين التعاون مع الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، على وجه السرعة.

وطلب القرار من مدير الوكالة الدولية إصدار «تقييم شامل ومُحدَّث بشأن احتمال وجود أو استخدام مواد نووية غير معلنة فيما يخص قضايا عالقة ماضية وحالية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».

ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والولايات المتحدة التي اقترحت القرار، تحرك إيران في اللحظة الأخيرة لوضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة، القريب من درجة صنع الأسلحة، ووصفته بأنه «غير كافٍ وغير صادق».

ورداً على القرار، أعلنت طهران تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، من مختلف الطرازات في منشأتَي تخصيب اليورانيوم؛ «فوردو»، و«نطنز».