القصر الرئاسي اللبناني في عهدة «الفراغ السادس»

الرئيس ميشال عون يحيي أتباعه بعد أن غادر قصر الرئاسة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون يحيي أتباعه بعد أن غادر قصر الرئاسة أمس (أ.ف.ب)
TT

القصر الرئاسي اللبناني في عهدة «الفراغ السادس»

الرئيس ميشال عون يحيي أتباعه بعد أن غادر قصر الرئاسة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون يحيي أتباعه بعد أن غادر قصر الرئاسة أمس (أ.ف.ب)

ترك الرئيس اللبناني ميشال عون القصر الجمهوري، أمس، بصورة مناقضة لدخوله إياه قبل 6 سنوات؛ إذ لم يكن في وداعه أي من المسؤولين الرسميين الذين تباروا في دعمه عند بدء ولايته، فيما اقتصر وداعه على موظفي القصر الجمهوري وحشود من أنصاره في «التيار الوطني الحر» الذين فُتحت لهم أبواب القصر، وفرشوا فيه الخيام في استعادة رمزية لإقامته في القصر رئيساً للحكومة العسكرية بعد نهاية ولاية الرئيس أمين الجميل من دون انتخاب رئيس جديد في عام 1988.
وكما تسلم عون البلاد من «الفراغ»، فسيسلمها اليوم أيضاً إلى الفراغ، وهو سيناريو رآه اللبنانيون في السابق، لكنهم اعتادوه منذ نهاية عهد الرئيس إميل لحود عام 2007، حين لم يسلم الرئيس الراحل رئيساً قادماً منذ ذلك التاريخ، في نهاية وبداية غير طبيعيتين في الأنظمة الديمقراطية. ومنذ استقلال لبنان عام 1943 وقع لبنان في الفراغ 5 مرات، وكانت الحكومات تتسلم صلاحيات الرئيس خلال فترات غيابه.
وكان الفراغ الأول لمدة 4 أيام، من 18 إلى 22 سبتمبر (أيلول) 1952، وهو الأقصر في التاريخ، وأتى بعد استقالة الرئيس بشارة الخوري، حيث شُكلت حكومة عسكرية برئاسة فؤاد شهاب تولت صلاحيات الرئيس لمدة 4 أيام حتى انتخاب كميل شمعون رئيساً. أما الفراغ الثاني، فقد حصل مع انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل وتعذر انتخاب خلف له، وامتد الفراغ من 23 سبتمبر عام 1988 إلى 5 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1989. وأتى الفراغ الثالث قسرياً، بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض في 22 نوفمبر 1989، وانتهى بعد 3 أيام بانتخاب الرئيس إلياس الهراوي في 25 من نفس الشهر.
أما الفراغ الرابع، فقد كان بداية الفراغات المتواصلة، فمنذ نهاية عهد الرئيس إميل لحود لم يسلم رئيس للرئيس الذي يخلفه. وامتد الفراغ الرابع من 23 نوفمبر 2007 إلى 25 مايو (أيار) 2008، وذلك بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود وتعذر انتخاب خلف له، فتولت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة صلاحيات رئيس الجمهورية حتى انتخاب الرئيس ميشال سليمان. ومع نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، أتى الفراغ الخامس الذي كان الأطول عمراً، وامتد 889 يوماً (سنتين وخمسة أشهر وتسعة أيام)؛ إذ أقفل «حزب الله» وحلفاؤه البرلمان لمنع انتخاب رئيس جديد للبلاد، متمسكين بمرشحهم ميشال عون. وبين 24 مايو 2014 و31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016، عقد البرلمان 45 جلسة لم يكتمل نصاب معظمها حتى تم التوافق على عون رئيساً.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«حزب الله» يستهدف قاعدة بحرية ومطاراً عسكرياً قرب حيفا

نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ وسط استمرار الحرب مع «حزب الله» (رويترز)
نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ وسط استمرار الحرب مع «حزب الله» (رويترز)
TT

«حزب الله» يستهدف قاعدة بحرية ومطاراً عسكرياً قرب حيفا

نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ وسط استمرار الحرب مع «حزب الله» (رويترز)
نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ وسط استمرار الحرب مع «حزب الله» (رويترز)

أعلن «حزب الله»، اليوم (الجمعة)، قصفه بالصواريخ قاعدة بحرية إسرائيلية ومطاراً عسكرياً قرب مدينة حيفا، للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، على وقع استمرار المواجهة المفتوحة بين الطرفين منذ 7 أسابيع، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه استهدفوا برشقة «صاروخية نوعية» قاعدة «ستيلا ماريس البحريّة» الواقعة شمال غربي مدينة حيفا، التي قال إنها تضم قاعدة رصد ومراقبة بحرية.

وفي بيان ثانٍ، أفاد الحزب عن استهدافه برشقة «صاروخية نوعية» قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرقي حيفا.

وقال إن الاستهدافين جاءا «رداً على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي» في لبنان.

وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، بدأت إسرائيل منذ 23 سبتمبر (أيلول) حملة جوية مركَّزة على معاقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي جنوب لبنان وشرقه.

وأعلنت في 30 من الشهر ذاته بدء عمليات توغل بري «محدودة» في جنوب البلاد، حيث تشن هجمات وتخوض اشتباكات مع «حزب الله».

وأسفرت جولة التصعيد الأخيرة عن مقتل أكثر من ألفين و600 شخص في لبنان، من إجمالي أكثر من 3 آلاف قُتِلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء تبادل القصف بين «حزب الله» وإسرائيل في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.